تصف موقفاً تسعى فيه مجموعة من القنافذ إلى الاقتراب من بعضها البعض لتقاسم الدفء أثناء البرد. ولكن يجب أن تظل متباعدة لتجنب إيذاء بعضها البعض بأشواكها الحادة. جعل الفيلسوف الألماني شوبنهاور منها عام 1851 استعارة لحالة الفرد في المجتمع. فبالرغم من حسن النية، لا يمكن للبشر أن يقتربوا جداً من بعضهم في علاقاتهم دون خطر الأذى المتبادل، مما يؤدي إلى علاقات حذرة ومترددة. ومن الحكمة الحذر مع الآخرين درئاً للأذى المتبادل. وبرأيه فإن هناك مسافة متوسطة تمكنهم من تحمل البقاء معًا، هي الأدب والأخلاق الحميدة. ومنه جاء التعبير "اترك مسافة بينك والآخرين". فلا دفء كامل، ولا وخز بالشوك. استعملها فرويد في حاشية كتابه "علم النفس الجماعي وتحليل الأنا"، وصرح عند رحلته إلى الولايات المتحدة في عام 1909: "سأذهب إلى الولايات المتحدة لألقي نظرة على حيوان القنفذ البري وألقي بعض المحاضرات". وفي الدراسات النفسية المعاصر يظهر أن الذين عانوا من الاستبعاد الاجتماعي كانوا أكثر ميلاً إلى البحث عن روابط اجتماعية جديدة مع الآخرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق