أبو حامد الغزالي ولد في طوس (خراسان) عام 1058 وتوفي فيها عام1111م. تعلّم في نيسابور. هو فقيه ومتكلم وفيلسوف وصوفي، لُقّب بحجة الإسلام. درّس في المدرسة النظامية في بغداد. مرّ بأزمة روحية دفعته لاعتزال التدريس والانقطاع للتصوف، فعاش في الجامع الأموي في دمشق لقرابة السنتين ثم تابع رحلته إلى القدس فمكة فطوس التي عاد إليها عام 1097. حيث أسس حلقة تدريسية بجوار بيته انصرف فيها إلى التصوف والكتابة والتعليم. عُرف بنقده للفلاسفة في كتابه "تهافت الفلاسفة" حيث رفض بعض آرائهم الميتافيزيقية المتناقضة مع العقيدة، مع احتفاظه بقيمة المنطق والتحليل العقلي. كتب أيضًا "مقاصد الفلاسفة" وشرح فيه مذاهبهم بدقة. جمع في فكره بين الفقه والكلام والفلسفة والتصوف. بلغ ذروة نضجه في "إحياء علوم الدين"، حيث قدّم مشروعًا لإصلاح النفس والدين والمجتمع. رأى أن العقل مهم، لكن المعرفة الحقة تُستكمل بالكشف القلبي والذوق الروحي. أسس لفلسفة روحية صوفية في كتابه "المنقذ من الضلال". مثّل لحظة توازن دقيقة بين العقل والإيمان في الفكر الإسلامي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق