يبدأ الأنبوب النخاعي بالتكون بعد أربعة أسابيع من عمر الجنين، ويتطور منه الدماغ والنخاع الشوكي. تبدأ بعدها عمليات تكاثر الخلايا العصبية وهجرتها وتمايزها الوظيفي، وتتشكل العصبونات. يحتوي دماغ الطفل عند الولادة على جميع الخلايا العصبية التي سيحتاج إليها، لكنها تكون بلا روابط عصبية مكتملة. خلال السنة الأولى، يتطور الحبل الشوكي وجذع الدماغ، مما يسمح للرضيع بالاستجابة لوظائف أساسية مثل النوم والأكل والبكاء. ومن خلال تفاعله مع بيئته، يبدأ الطفل في تعلم مهارات البحث، وتكرار الحروف الساكنة، وفهم اللغة. تتشكل الروابط العصبية خلال العامين التاليين بمزيج من العوامل الوراثية والتفاعل البيئي. يصل دماغ الطفل بحلول الثالثة إلى نحو 80٪ من حجمه النهائي، مع تطور ملحوظ في الجهاز العصبي الطرفي والقشرة الدماغية، مما يمكنه من التعبير عن الذات والمشاعر واللعب، وبدء الكلام. يستمر في النمو، خاصة في الفصوص الأمامية المسؤولة عن التحكم في السلوك، وحل المشكلات، والتفكير المعقد، مع استمرار تكوين عصبونات جديدة وتقوية الروابط العصبية بالتدريب والتجربة طوال الحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق