أوثان بيكون الأربعة

كتاب بيكون (1620) بعنوان "الأورغانون الجديد"
كمقابل لأورغانون أرسطو، المنطق والقياس
بحسب أرسطو

قال الفيلسوف البريطاني فرانسيس بيكون (1561-1624) بأن الانفتاح على العالم يتطلب التحرر من الأفكار المسبقة التي تعيق الأفكار الجديدة والمتمثلة في أربعة أوثان: أولها وثن الرهط الذي يخص الإنسان وحده باعتقاده معرفة الأشياء فعلاً بالرغم من أنه لا يعرفها إلا بواسطة أحاسيسه، وهي من ثم معرفة ضيقة. وثانيها وثن الكهف المتمثل بالتربية والعادات الخاصة بكل شخص، وبالتالي فلكل فرد رؤية شخصية للعالم لا يمكن للنور النفاذ عبرها إلا بطريقة غامضة ومن خلف حجاب. ثالثها وثن الساحة العامة، وهو ذلك الآتي من الاستخدام العام للغة، ذلك أن الحياة الاجتماعية ترغمنا على تسمية الأشياء عبر ناطقين رسميين، وهذا يؤدي إلى سوء فهم وتعبير ومشاكل في التواصل. وأخيراً وثن المسرح الآتي من المبالغة في سلطة العادات والتقاليد، التي هي ليست سوى إخراج مسرحي، حيث نبالغ بتقدير الأفكار القديمة ومؤلفيها المشهورين، مما يعيق انفتاح العقل على أفكار جديدة كما هو الحال مثلاً في التعلق الأعمى بمنطق أرسطو ومقاربته غير التجريبية للطبيعة.