بحث في هذه المدونة

الاثنين، 26 مايو 2025

المراقبة والمعاقبة

 

كتاب لمؤلفه الفيلسوف ميشيل فوكو. نشر عام 1975. يبدأ الكتاب بوصف التعذيب العلني في القرن الثامن عشر والذي كان ينفذ بطريقة فظيعة، ثم يتابع الوصف ليصل إلى انتقال التعذيب من الجسد إلى الروح/النفس عبر ما سمي بإصلاح السلوك. ويشرح كيف أصبحت المدرسة والجيش والمصنع والسجن كلها أدوات تأديب تشكل الأفراد وتراقبهم. ويقول عن السجون إنها أصبحت طبيعية بالرغم من فشلها في تقويم الجريمة، لأنها تخدم وظيفة أعمق في تصنيفها للأفراد ولإدامتها للسلطة وربط الجريمة بالطبقة الاجتماعية. ويتحدث عن المجتمع الحديث الذي يتمتع بنظام مراقبة ذاتية فردية حتى لو لم يكن هناك رقيب، وهذه الرقابة هي أداة للسلطة. أي أن الكتاب يصف في مجمله كيف تحولت العقوبة من التعذيب الجسدي العلني إلى نظام رقابي وانضباطي خفي وأنّ هذا ليس لدوافع إنسانية، وإنما كان نتيجة لتطور وسائل السيطرة الأكثر فاعلية. وأنّ السلطة الحديثة في الواقع لم تلغ العنف بل جعلته مؤسساً خفياً في نسيج المجتمع. ويسأل: هل نحن أحرار، أم مُراقبون دون أن ندري؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق