بدأت مع زينو القبرصي، قرأ كتابات
أفلاطون وأرسطو وغيرهم. درس الفلسفة على أيدي فلاسفة أثينا وقتها. واهتدى بنتيجة
ذلك (301 ق.م) إلى أنه لا ضرورة لتغيير العالم والبحث عن المدينة الفاضلة وإنما
الأفضل هو تغيير النفس عبر التحلي بفضائل يمكن اكتسابها مثل الصبر وضبط النفس
والتعقل والتسامح. وأما تسمية فلسفته هذه بالرواقية فإنما يعود إلى أن زينو كان
يلقي دروسه، ويلتقي بأتباعه في ممرات واجهات القصور ذات الأعمدة، أي في
"الأروقة". تقول الرواقية بأن كل شيء يسير بحسب قاعدة السبب والأثر، وأن الأشياء
مترابطة بشبكة عقلانية من الخيوط، وأن التأثير في أي من هذه الخطوط سينتشر في باقي
أرجاء الشبكة، وأن الأشياء تسير بدون أن يكون لنا السيطرة على مجرياتها التي تؤثر
فينا، ولكن يمكننا السيطرة على كيفية مقاربتنا لها. لذا فبدلاً من تخيل مجتمع
مثالي فإن علينا التعامل مع الحياة بما هي عبر التحسين الذاتي للنفس والتحلي
بالفضائل الأساسية الأربع: الحكمة، ومقاومة النفس وضبطها
والاعتدال،العدل، والشجاعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق