لا نعرف بالضبط متى حدث ذلك.
إضافة إلى اختلاط بين معنى المعرفة ومعنى العلم. فالعلم هو معرفة يمكن برهانها، برهان
يستند إلى فرضيات ومفاهيم وتتابع منطقي في خطواته حتى اكتماله. ولكل امرئ اكتساب
العلم بالدراسة والاجتهاد. أما المعرفة فهي تخص مجالاً أوسع من العلم وليس
لكل امرئ أن يصل إليها. فالعزف على آلة موسيقية هو معرفة، وليس لكل الناس إمكانية
تعلم العزف وإجادته، وغير ذلك. هل يمكن القول بأن بداية
العلم كانت مع فيثاغورث؟ ولكن من برهن
نظريته كان إقليدس، فهل كانت البداية معه؟ أو كانت مع ديموقريطس الذي قال بذرية
المادة؟ يصعب
إرجاع ذلك إليه، فهو أنهى برهانه بدون تقديم سبب مقنع لعدم إمكانية متابعة التقسيم
إلى ما لا نهاية. يبقى
إذن إقليدس الأكثر ترجيحاً لأن تكون بداية العلم معه من وجهة النظر المعاصرة. فهو
الذي بدأ الانفصال عن الفلسفة مع كتابه "عناصر الرياضيات" الذي ضمّنه
مسلمات وفرضيات وبراهين في الهندسة والحساب لا تزال تدرس حتى اليوم دون تغيير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق