بحث في هذه المدونة

السبت، 30 يوليو 2022

الجهل

 

هو ما بين الحقيقة وتصوّر تلك الحقيقة، مرده اعتقاد أو حكم مسبق أو وهم أو أمر كاشف بعدم المعرفة. تعاملت معه الحضارات باختلاف الثقافات. ففي البوذية مثلاً هو أول مراحل سلسلة الآلام، وهو أحد السموم الثلاثة المتمثلة في: 1) الجهل أو الضلال، و2) الجشع والطمع، و3) الكراهية والغضب. ومثلتها بثلاثة حيوانات: الخنزير للأولى، والديك للثانية، والأفعى للثالثة. أما في الحضارة الإغريقية فكان أكثر من تصدى للجهل سقراط الذي كان يحمل الناس عبر الحوار إلى اكتشاف جهلهم وتصحيحه. وهو القائل بـ"إنني لا أعرف سوى أمراً واحداً، هو أنني لا أعرف". وفي عصر الأنوار الأوروبي تصدى مفكريه لمسألة الجهل بقوة طارحين أفكارهم بخصوص كل شيء وقالوا بأن التقدم مشروط بنشر المعرفة، وأنشأوا الموسوعات. يُميّز بين: الجهل العارف، أي جهل من يعرف أنه يجهل؛ والجهل العميق، وهو جهل من لا يعرف أنه يجهل. والجهل لا يغيّر شيئاً في طبيعة الأشياء ولكنه يوّلد سلسلة من الأوهام تنتهي غالباً بالإيمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق