يقع في قلب مدينة دمشق القديمة، ويُعدّ من أعظم معالم العمارة الإسلامية. يتميّز بصحنه الفسيح، وفسيفسائه الغنية، ومآذنه الثلاث. بُني في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بين عامي 705 و715م، على أنقاض معبد جوبيتر الروماني، الذي لا تزال آثاره ظاهرة في بعض أجزاء البناء. وفي أواخر القرن الرابع الميلادي، تحوّل الموقع إلى كنيسة مكرّسة ليوحنا المعمدان (النبي يحيى)، وكانت من أكبر كنائس المشرق يقصدها الحجاج المسيحيون، وزُينت بفسيفساء مذهّبة ذات طابع بيزنطي. وبعد التوسع الإسلامي، أُبقي على الكنيسة، وجرى تقاسمها بين المسلمين والمسيحيين، وهو تعايش دام نحو سبعين عاماً، إلى أن طلب الخليفة عبد الملك بن مروان أن يُخصص الموقع للجامع وحده، مع الاحتفاظ بالضريح المنسوب إلى يوحنا المعمدان، والذي لا يزال قائماً إلى اليوم. وكلّف الوليد بن عبد الملك فنانين بيزنطيين بزخرفة الواجهة الداخلية للجامع بفسيفساء تمثل أنهاراً وحقولاً وجنائن، تصور الجنة الموعودة. لكن الفسيفساء الحالية ليست الأصلية بالكامل، إذ تضرر الجامع مراراً بفعل الزلازل والحرائق.
فيديو مراحل بنائه.