حكم البرلماني الأثيني على سقراط بالموت بتهمة الكفر وعدم احترام الآلهة وتحريض الشباب على ترك معتقدات آبائهم، بحسب رواية أفلاطون، ولكن آخرين أشاروا إلى غير ذلك. فلم يكن في طبع سقراط إثارة حنق الآخرين ولا التحريض، وهو أول من جعل الأخلاق فصلاً من فصول الفلسفة. البعض قال بأن غيرة سياسي فاشل، وشاعر من أنصاف المتعلمين، وخطيب مغمور، كانت وراء المطالبة بإعدامه، وقدموا ذريعة موقفه المزعوم من الدين. وافق المجلس المؤلف من 501 عضواً بأغلبية 280 على إعدامه وتركوا له اختيار طريقة موته، فاختار السم الذي تجرعه بالرغم من أن السجان وبعض من تلامذته دبروا له هروباً آمناً مؤكدين له بأن قوانين أثينا جائرة. لكنه، فيما يقال، أجاب: إني موجود بفضل هذه القوانين التي تُبقي على الدولة. كتب أفلاطون وغيره أشياء كثيرة على لسان سقراط. لكن لا أحد يستطيع التأكد من أن ما كتبوا عن لسانه هو قائله فعلاً. فكلهم كتبوا بعد سنوات عديدة من موته، والنسيان من أصل الإنسان!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق