بحث في هذه المدونة

الأحد، 28 أبريل 2019

الحسن والسيئ


يعود معناهما إلى ما يمتلك كل فرد من صورة عنهما. أي أن الحسن ليس حسناً بإطلاق وكذلك السيئ. وهما من أولى الصور وأبسطها التي بنيت عليها أفكار مركبة، ومع هذا فهما عصيّان على التحليل أو التعريف. فعند سؤال شخص عما يقصده بكلمة "حسن" فجوابه ليس مثل جوابه عند سؤاله عن جنسه، فالأمر يتعلق بمشاعر وتصورات تمتزج مع التعريف وتصبح جزءاً منه. وكما قال شكسبير في مسرحية هاملت: "لا يوجد شيء هو إما حسن أو سيء ولكن التفكير يجعله هكذا"، أي أن المسألة تقديرية. القبول يجعله في طائفة الحسن والرفض يجعله في طائفة السيئ. والمشكلة العصّية هي أنه لا يمكن تعريفهما دون استعمالهما في التعريف نفسه، مما يجعل التعريف ناقصاً. وفي كل الأحوال فإن أي تعريف للحسن والسيئ سيبقى محدوداً بالتجربة الإنسانية، للمجتمعات والأفراد، ومن ثم فلا يمكنه أن يكون شاملاً. وحتى السيئ بإطلاق قد يصبح مقبولاً في ظروف ما، القتل في الحروب مثلاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق