نبذ الشيوعيون أيام ستالين علم الوراثة كونه
يتعارض مع مبادئ الشيوعية. فباسم الديالكتيكية أقام أعداء نظرية التطور السوفييت
وراثة جديدة سموها وراثة الصفات المكتسبة، أي صفات يمكن اكتسابها دون تدخل الوراثة، كأن يجعل القمح ينضج شتاءً مثلاً، مستندين على نصوص لأنجلز وليس على دلائل
علمية. كان بطل هذه الحملة المهندس الزراعي تروفيم ليسنكو. اعتبر أن نظريته في
الصفات المكتسبة هي نظرية لا يمكن للهندسة الوراثية أن تفسرها. وهاجم مدرسة
الوراثة السوفيتية اللامعة في وقتها. حصل على دعم ستالين والسلطات السوفيتية والصحافة. وحصد نصراً مؤزراً
على خصومه. ومنع تعليم الوراثة في الاتحاد السوفيتي وقتها. كان مصير مخالفيه
النفي إلى سيبيريا من حيث لم يعد الكثيرون. كانت حججه وأنصاره ضحلة تثير السخرية، وكان
رجلاً عنيداً يتلفظ، دون أن يرجف له جفن، بحماقات من نوع: يوجد نوعان من
الغلوكوز، نوع للنباتات وآخر للحيوانات! وهو في النهاية لم يكن سوى مشعوذ لاقى
أذاناً صاغية لاعتبارات إيديولوجية لا علاقة للعلم بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق