المشاركات

السلطة القضائية

صورة
  هي إحدى السلطات الثلاث في إدارة الدولة مع السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية . السلطة التشريعية هي التي تصوغ القوانين والسلطة القضائية هي التي تفسر القوانين عند الغموض، وحماية الحقوق والحريات العامة، وتفصل في القضايا المدنية والجنائية والإدارية، وتحاسب المخالفين بفرض العقوبات القانونية. وهي ركيزة أساسية لحماية المجتمع ، وتحقيق العدالة ، وضمان سيادة القانون . تتكون من: 1) المحاكم التي تفصل بين القضايا، 2) القضاة الذين يصدرون الأحكام، 3) النيابة العامة التي تمثل المجتمع وتقوم بالتحقيق في الجرائم، 4) مجلس القضاء الأعلى الذي يشرف على القضاة ويضمن استقلالهم. تكون المحاكم بحسب الاختصاص: آ) المحاكم المدنية والجنائية تختص بالخلافات بين الأفراد أو المؤسسات. ب) المحاكم الجنائية التي تنظر في الجرائم. ج) المحاكم الإدارية التي تنظر في النزاعات بين الأفراد/المؤسسات والدولة (الطعون). د) المحاكم الدستورية التي تنظر في مطابقة القوانين مع الدستور. هـ) محكمة الأحوال الشخصية التي تختص بقضايا الأسرة. ز) محاكم العمل التي تنظر في النزاعات بين العمال وأرباب العمل. وأخيراً المحاكم العسكرية المختصة في ...

السلطة التنفيذية

صورة
  هي إحدى السلطات الثلاث الرئيسية في الدولة ، إلى جانب السلطة التشريعية والسلطة القضائية. وتتمثل مهمتها في تنفيذ القوانين والسياسات العامة التي تضعها السلطة التشريعية. يتولى هذه السلطة رئيس الدولة في النظام الرئاسي، أو رئيس الوزراء في النظام البرلماني، إلى جانب الوزراء والإدارات العامة والمؤسسات التنفيذية. وتقوم السلطة التنفيذية بـ: 1) تطبيق التشريعات الصادرة عن الجهات المختصة (مثال: تنفيذ قانون الخدمة العسكرية الإلزامية الذي أقرّه البرلمان ، وإصدار الأوامر اللازمة لتنفيذه من قبل مؤسسات الدولة كافة). 2) إدارة الشؤون اليومية للدولة بكل مستلزماتها. 3) إصدار المراسيم والقرارات التنظيمية. 4) إعداد الموازنة العامة. 5) تمثيل الدولة في العلاقات الخارجية، بما يشمل توقيع المعاهدات وتعيين السفراء. ويُلاحظ أن الاستقلال التنفيذي يكون أعلى في النظام الرئاسي، في حين يكون ذلك أقل في النظام البرلماني بسبب تبعية الحكومة للبرلمان.

النظام الملكي

صورة
  هو نظام سياسي يكون فيه رأس الدولة الملك (الملكة)، ويكون الوريث أميراً من العائلة، أي الحكم وراثي. منه أنواع: 1) النظام الملكي المطلق: حيث يمتلك الملك السلطة المطلقة في التشريع والتنفيذ والقضاء، ولا يحاسب أمام البرلمان أو الشعب، ولا يوجد ما يقيده من دستور أو قانون . من أمثلة ذلك حالياً مملكة بروناي، والمملكة السعودية حتى وقت قريب، و الفاتيكان . 2) النظام الملكي الدستوري: حيث يكون الملك هو رمز الدولة ووحدتها، لكنه لا يحكم الدولة فعلياً، وهو يمارس سلطة محدودة مثل تعيين الحكومة أو رئيسها والمصادقة على القوانين دون أن يقرها بنفسه. وهذا مع وجود فصل بين السلطات التنفيذية و التشريعية والقضائية. والملك يلتزم بالدستور والقانون. من أمثلة ذلك المملكة المتحدة و السويد و إسبانيا والمغرب ولكن مع صلاحيات تنفيذية للملك. 3) الملكية البرلمانية: ليس للملك سوى سلطة بروتوكولية، والبرلمان هو المقرر وهو من يعين رئيس الوزراء، من أمثلة ذلك بلجيكيا و هولندا و النرويج . وكل هذه الأنظمة وراثية في أغلبها.

الإنسان

صورة
  له تعريفات متعددة: دينية وفلسفية وأنثروبولوجية وبيولوجية. ففي الديانات السماوية، يُنظر إليه بوصفه مخلوقاً على صورة الخالق، منحه عقلاً يهتدي به، واستخلفه في الأرض لعبادته وإعمارها. وهو فلسفياً، كائن حرّ وعاقل، يعي ذاته و العالم من حوله، ويطرح أسئلة حول معنى وغاية وجوده، وعن الحق و العدل . وهو في الفلسفة الوجودية لا يُعرَف إلا من خلال أفعاله واختياراته، و"ليس شيئاً آخر سوى ما يصنعه بنفسه"، كما يقول سارتر . والإنسان أنثروبولوجياً ، كائن رمزي ؛ يسبغ معانٍ على الأشياء، ويُنتج ثقافته الخاصة، ويخترع الأساطير و اللغات و الأديان . يتفرد بقدرته على التراكم المعرفي، والتحضّر، وإبداع أدوات وتقنيات بما لا يقارَن مع الكائنات الأخرى. أما بيولوجياً ، فالإنسان كائن حي ينتمي إلى سلالة البشر من رتبة الرئيسيات ، وتحديداً إلى نوع الإنسان العاقل الحديث . يسير منتصب القامة على قدمين، ويتمتع ببنية دماغية متطورة من حيث الحجم وتعقيد الشبكات العصبية ، مما يمنحه قدرات فريدة في التفكير المجرد، والتخطيط الطويل الأمد، واستخدام اللغة. كما يتميز بقدرته الكبيرة على التكيّف مع البيئات المتنوعة.

أصول الشمولية: فهم الطغيان الحديث

صورة
  كتاب لمؤلفته حنة أرندت (1951). وهو دراسة تحليلية عميقة للأسباب التي أدّت إلى ظهور الأنظمة الشمولية في القرن العشرين، وخصوصاً النازية في ألمانيا والستالينية في الاتحاد السوفيتي . يرتكز ثلاث أفكار رئيسية: 1)معاداة السامية: إذ ميزت بين معاداة اليهود التقليدية ومعاداة السامية الحديثة التي استخدمها القوميون كشعار سياسي. 2) الإمبريالية : بربطها صعود الإمبراطوريات الأوروبية خارجياً والانهيار السياسي داخلياً. وترى أن الإمبريالية مهّدت لنشوء عقلية الهيمنة والعنصرية، وأنتجت جهازاً بيروقراطياً غير خاضع للمساءلة، بما تجسّد لاحقاً في النظم الشمولية. 3)الشمولية: تشرح هنا السمات الفريدة للأنظمة الشمولية، التي تختلف عن الأنظمة الاستبدادية التقليدية. وتركّز على سمات مثل: أيديولوجيا شاملة تفسّر كل شيء وتطالب بالولاء الكامل، وقيادة كاريزمية تُؤلَّه؛ وكذلك تدمير الفردية وتحويل الأفراد إلى جماهير معزولة؛ واستخدام الإرهاب والشرطة السرية كأدوات حكم؛ وفبركة الواقع: حيث تُختلق الأكاذيب وتُفرض كحقائق. وعليه، فالأنظمة الشمولية لا تعتمد دائماً على الكراهية بل على الطاعة والبيروقراطية والخوف؛ ويسمح تفكك الم...

حنة أرندت

صورة
  مفكرة وفيلسوفة سياسية ألمانية-أمريكية (1906–1975)، وُلدت قرب هانوفر لعائلة يهودية. اضطرت إلى الهرب من ألمانيا النازية إلى الولايات المتحدة . هي ليست فيلسوفة بالمعنى الأكاديمي، بل مفكرة سياسية مستقلة. رفضت اختزال الإنسان في الاقتصاد أو البيولوجيا . كانت ناقدة شرسة للعنف باسم الأيديولوجيا ، ورأت أن الفكر الحر هو الحصن ضد التسلط. أهم أعمالها: " أصول الشمولية "، وهو كتابها الأشهر، أظهرت فيه كيف تتحول المجتمعات الحديثة إلى أنظمة شمولية عبر تفكيك الروابط الاجتماعية، ونزع الفرد من الحياة السياسية. الكتاب الثاني هو: "الشر العادي: أيخمان في القدس"، تابعت فيه محاكمة أدولف أيخمان، أحد مهندسي المحرقة النازية . استخلصت أن الشرّ لا يُرتكب دائماً بدافع الكراهية، بل أحياناً بسبب "السطحية الفكرية والطاعة العمياء"، وسَمَتْ ذلك بـ "تفاهة الشر". كتابها الثالث: "الوضع البشري" ميّزت فيه بين: العمل (labor): ما يلزم للبقاء البيولوجي، و الصناعة (work): ما يصنع العالم البشري، والفعل (action): ما يخلق السياسة والتاريخ، وأكدت أن الحرية السياسية تتجلى في "ا...

أرنست كاسيرر

صورة
  فيلسوف ألماني ولد لعائلة يهودية متوسطة في بولونيا عام 1874 وتوفي في نيويورك عام 1945. أصبح أستاذا للفلسفة في جامعة هامبورغ عام 1919. يُعرف بجهده الفلسفي في فهم الرمز و الثقافة حيث سعى إلى إعادة تعريف الإنسان ليس بوصفه كائناً عاقلاً فحسب بل "حيواناً رمزياً". تمثل مشروعه الأبرز في عمله " فلسفة الأشكال الرمزية" (ثلاث مجلدات) أظهر فيها أن الإنسان لا يدرك العالم مباشرة وإنما من خلال أشكال رمزية متعددة، مثل: 1) اللغة التي هي ليست أداة تواصل فقط وإنما هي طريقة لرؤية العالم؛ 2) الأسطورة التي هي طريقة رمزية بدائية لفهم الوجود؛ 3) الفنّ و الدين و العلم التي هي تطورات رمزية متعاقبة تعكس مراحل الوعي البشري. له كتاب شهير عنوانه "مقال في الإنسان"، أكد فيه أن الإنسان لا يعيش في عالم الأشياء بل في عالم المعاني الذي تصنعه الرموز واللغة. كان يؤمن بقدرة العقل الرمزي على إنتاج التقدم والمعنى. لم يكن ضد العقلانية وإنما ضد اختزال الإنسان في بعد واحد (عقلاني أو اقتصادي أو بيولوجي...).

في علم الكتابة

صورة
  هو أحد أبرز أعمال جاك دريدا الذي نشره عام 1967. يمثّل نقداً جذرياً لمركزية "الكلام" في الفلسفة الغربية، وتأسيساً لرؤية جديدة للكتابة و اللغة . يرى دريدا أن الفكر الغربي منح الكلام امتيازاً ميتافيزيقياً، معتبراً إياه أقرب إلى الحقيقة والحضور، في حين همّش الكتابة وعدّها ظلاً للكلام وتشويهاً له. يفكك دريدا هذه الثنائيات الميتافيزيقية : كلام/كتابة، حضور/غياب، عقل/جسد، مبيّناً أن الطرف الأول يُفضَّل دومًا على الثاني على نحو غير واعٍ، وأن هذا التفضيل يحمل بُعداً سلطوياً ومعرفياً. لكنه يُظهر أن الكتابة ليست مجرد وسيلة لنقل الكلام، بل هي ما يُمكِّن من تشكّل المعنى أصلا، وفهمه تاريخياً في سياقاته المختلفة. يعرض مفهوم "الاختلاف" (différance)، حيث لا يُمنح المعنى دفعة واحدة، بل يتأجل باستمرار ضمن شبكة لا نهائية من العلامات. اللغة، في نظره، ليست مرآة تعكس الواقع، بل نظام متحرك بلا أصل ثابت، والمعنى يُنتَج داخل السياق والاختلاف وليس خارجهما. بهذا، يعيد دريدا التفكير في بنية اللغة و المعرفة ويقوّض افتراضات الفلسفة التقليدية.

جاك دريدا

صورة
  فيلسوف فرنسي (1930–2004)، يُعد من أبرز رموز ما بعد البنيوية وما بعد الحداثة. عُرف بتأسيسه نظرية التفكيك (Deconstruction)، وهي منهج نقدي يهدف إلى كشف التناقضات داخل النصوص، وزعزعة الثنائيات التقليدية في الفلسفة الغربية مثل حضور/غياب، عقل/جسد، مركز/هامش. يرى دريدا أن المعنى ليس ثابتاً، بل دائم التأجيل والتبدل، وهي فكرة يجسدها بمصطلحه "الاختلاف (Différance) " الذي يجمع بين الاختلاف الزمني والدلالي. كما انتقد الفلسفة الغربية لما سماه "تمركز الكلمة " (Logocentrism)، أي تفضيلها للكلام كوسيط مباشر للمعنى على حساب الكتابة، ذلك أن الكلام حيّ في حين أن الكتابة، بحسب أفلاطون ، لا تجد من يدافع عنها وتأويلها معرّض للإساءة. من أبرز أعماله: "في علم الكتابة" (1967) حيث هاجم مركزية اللغة المنطوقة، و"الكتابة والاختلاف"، و"هوامش الفلسفة"، إلى جانب أعمال لاحقة مثل "شبح ماركس" و"سياسة الصداقة". امتد تأثيره إلى النقد الأدبي، والنظرية القانونية، والتحليل النفسي، والدراسات الثقافية. رغم انتقاد أسلوبه باعتباره غامضاً، فإن دريدا أحدث ثورة...

المراقبة والمعاقبة

صورة
  كتاب لمؤلفه الفيلسوف ميشيل فوكو . نشر عام 1975. يبدأ الكتاب بوصف التعذيب العلني في القرن الثامن عشر والذي كان ينفذ بطريقة فظيعة، ثم يتابع الوصف ليصل إلى انتقال التعذيب من الجسد إلى الروح/النفس عبر ما سمي بإصلاح السلوك. ويشرح كيف أصبحت المدرسة والجيش والمصنع و السجن كلها أدوات تأديب تشكل الأفراد وتراقبهم. ويقول عن السجون إنها أصبحت طبيعية بالرغم من فشلها في تقويم الجريمة، لأنها تخدم وظيفة أعمق في تصنيفها للأفراد ولإدامتها للسلطة وربط الجريمة بالطبقة الاجتماعية. ويتحدث عن المجتمع الحديث الذي يتمتع بنظام مراقبة ذاتية فردية حتى لو لم يكن هناك رقيب، وهذه الرقابة هي أداة للسلطة. أي أن الكتاب يصف في مجمله كيف تحولت العقوبة من التعذيب الجسدي العلني إلى نظام رقابي وانضباطي خفي وأنّ هذا ليس لدوافع إنسانية، وإنما كان نتيجة لتطور وسائل السيطرة الأكثر فاعلية. وأنّ السلطة الحديثة في الواقع لم تلغ العنف بل جعلته مؤسساً خفياً في نسيج المجتمع. ويسأل: هل نحن أحرار، أم مُراقبون دون أن ندري؟

البنيوية (Structuralism)

صورة
  هي منهج فكري وتحليلي ظهر في فرنسا في منتصف القرن العشرين، ويقوم على فكرة أن الظواهر الثقافية (ك اللغة  و الأدب  و الأسطورة ، الفكر...) يمكن فهمها بوصفها أنظمة لها بنية تُنتج المعنى، لا الفرد أو الحدث المعزول. والمقصود بـ"البنية" هو مجموعة العلاقات الداخلية الثابتة بين العناصر، وهذه العلاقات هي ما يُعطي الشيء معناه. ففي اللغة مثلاً، لا تُفهم الكلمات منفردة، بل من خلال علاقاتها بكلمات أخرى داخل النظام اللغوي. وفيها يظهر أنّ الكل أهم من الجزء: المعنى لا يأتي من العنصر المفرد، بل من دوره داخل البنية. ويكون التُركّيز على الشكل أو البنية الظاهرة، لا على نوايا المؤلف أو التاريخ. ففي تحليل قصة شعبية مثلاً، لا يهتم البنيوي بالمغزى أو القيم الأخلاقية، بل يحلل تركيب الشخصيات والأدوار والتكرار والتناقضات... ليكشف البنية العميقة التي تشترك فيها القصص المختلفة. أبرز ممثليها فردينان دو سوسير في علم اللغة، الذي فرّق بين اللغة (langue) كنظام، والكلام (parole) كممارسة فردية. وكلود ليفي شتراوس في الأنثروبولوجيا الذي حلّل الأساطير والعادات كبنى.

ما بعد الحداثة Postmodernism

صورة
  مصطلح " يُستخدم للإشارة إلى تيار فكري وثقافي نشأ في النصف الثاني من القرن العشرين كردّ فعل نقدي على الحداثة ، وخاصة على ادعاءاتها بالعقلانية والتقدم والشمول واليقين. وهي ليست نظرية متكاملة أو مدرسة موحّدة، بل حالة فكرية ونقدية تتشكك في الأسس التي قامت عليها الحداثة. ترفض فكرة أن هناك "حقيقة كبرى" أو سرديات شاملة (Grand Narratives) يمكن من خلالها فهم العالم ، كما كانت الحداثة تفعل مع مفاهيم مثل: العلم ، العقل ، التقدم، الدولة ، التحرر، إلخ. من أهم ملامحها 1)نقد العقلانية الحديثة برفضها اعتبار العقل أداة محايدة أو عليا، وتُظهر كيف استخدم لتبرير السيطرة. 2)رفض السرديات الكبرى مثل سردية "التقدم عبر العلم" أو "التحرر عبر الثورة". 3)النسبية والتشظي: الحقيقة لم تعد واحدة أو ثابتة، بل نسبية ومتعددة بتعدد الأفراد والخطابات. 4)تفكيك اللغة والمعنى حيث يجري تفكيك المفاهيم للكشف عن تناقضاتها الداخلية. 5)الاهتمام بالهامشي والمقصي مثل النساء، الشعوب المستعمَرة، إلخ. 6)الاشتباه في العلم والتقنية: لا تُعتبر بالضرورة أدوات تحرر، بل قد تكون أدوات للهيمنة والرقابة.

الكلمات والأشياء

صورة
  كتاب ل ميشيل فوكو (1966) . هو دراسة أركيولوجية [1] لتحولات أنماط المعرفة في الفكر الغربي، خصوصاً ما أدى إلى نشوء العلوم الإنسانية . يبدأ فوكو بتحليل كيفية تغيّر العلاقة بين الكلمات والأشياء عبر ثلاث حقب معرفية: في عصر النهضة ، سادت المعرفة القائمة على التشابه والرمز. في العصر الكلاسيكي (القرنان 17–18)، أصبحت المعرفة تعتمد على التمثيل والنظام والتصنيف. أما في الحداثة (القرن 19)، فقد ظهر "الإنسان" كموضوع للمعرفة، مما أدى إلى نشأة علوم مثل الاقتصاد و الأحياء واللسانيات. يرى فوكو أن هذه العلوم ليست تطوراً طبيعياً بل نتيجة تغير في البنية المعرفية العميقة التي تنظّم ما يُعد ممكناً التفكير فيه في زمن معين. ينتقد مركزية "الإنسان" في الفكر الحديث، معتبراً إياه اختراعاً حديثاً قد يختفي مع تغير أنماط التفكير، تماماً كما اختفت أنماط سابقة. الكتاب لا يقدم سرداً تاريخياً بل تحليلًا للأنظمة الخطابية التي تنتج "المعرفة"، وهو من أبرز نصوص فوكو التي أسست لنقده الجذري للحداثة والعلوم الإنسانية، ومهد لانتقاله من "الأركيولوجيا" إلى "الجينالوجيا [2] " في...

الفلسفة الغربية

صورة
  هي تيار فكري تطوّر في أوروبا ثم امتدّ إلى العالم الغربي عموماً، بدءاً من الفلسفة اليونانية القديمة وحتى الفلسفة المعاصرة. نشأت مع فلاسفة مثل سقراط و أفلاطون و أرسطو ، وتطوّرت في العصور الرومانية والمسيحية الوسيطة ( أوغسطين ، توما الأكويني )، ثم في عصر النهضة والتنوير ( ديكارت ، كانط ، هيوم ...). واستمرت في العصر الحديث مع مفكرين مثل هيجل ، ماركس ، نيتشه ، سارتر ، فوكو ، ودريدا. تركز هذه الفلسفة على أسئلة جوهرية: ما الوجود؟ (الأنطولوجيا)، ما الحقيقة؟ ( نظرية المعرفة )، كيف نعيش؟ ( الأخلاق )، ما الجمال؟ (علم الجمال)، وكيف نحكم؟ (الفلسفة السياسية). وسُمّيت "غربية" تمييزًا لها عن الفلسفات الشرقية كالهندية والصينية و البوذية ، والإسلامية، التي نشأت في سياقات ثقافية وروحية مختلفة. ولها أسباب تفكير وأولويات مختلفة أيضاً. وهذا التمييز ليس تقييمياً، بل تاريخي وثقافي، يعكس تنوع المسارات الفكرية للبشرية. فهي تأثرت في بعض مراحلها بالفكر الشرقي الإسلامي كما كان هو الأمر مع ابن سينا و ابن رشد .

ميشيل فوكو

صورة
  فيلسوف ومؤرخ أفكار فرنسي (1926–1984)، يُعدّ من رواد الفكر ما بعد الحداثي وما بعد البنيوي. لم يرَ نفسه "فيلسوفاً" تقليدياً، بل كان يهتم بتحليل كيف تتكوّن أنظمة المعرفة والسلطة في المجتمع ، وكيف تُنتج المجتمعات أنظمتها المعرفية عبر الخطاب والمؤسسات. رأى أن المعرفة ليست محايدة، بل تُستخدم لتصنيف وضبط الأفراد، كما في الطب ، القانون ، أو علم النفس . في كتابه "تاريخ الجنون"، درس كيف تحوّل " الجنون " من تجربة إنسانية إلى " مرض " يُعزل. وفي كتابه "المراقبة والمعاقبة"، كشف تطوّر السلطة من العنف الجسدي إلى الرقابة الذاتية عبر المدارس و السجون . أما تاريخ الجنسانية، فناقش كيف تُنظم الحياة الجنسية عبر السلطة والخطاب. انتقل من منهج "أركيولوجيا المعرفة" إلى "الجينالوجيا"، متأثراً بنيتشه، ليُحلل كيف تتكون المفاهيم تاريخياً. كما انتقد الحداثة بوصفها تنتج ذوات خاضعة للمعايير الأخلاقية والرقابة. ترك تأثيراً واسعاً عبر تخصصات متعددة، وظل سؤاله المحوري: كيف يُنتَج ما نعتبره "طبيعياً"؟ ذلك أن ما نظنه طبيعياً اليوم هو ليس سوى ...