"أجمل قصة في تاريخ الفلسفة" للفيلسوف الفرنسي لوك فيري
كتاب يسعى إلى إعادة تقديم تاريخ الفلسفة لا بوصفه تعاقباً للمذاهب والنظريات، بل باعتباره سلسلة من الإجابات الكبرى عن سؤال واحد مركزي: كيف نعيش حياة جيدة ذات معنى؟ تنطلق أطروحة الكتاب من أن الفلسفة ليست ترفاً فكرياً، بل محاولة عقلانية لمواجهة أسئلة المعنى، والموت، والسعادة، والخلاص. ومن هذا المنظور، يرى الكاتب أن جوهر الفلسفة اليونانية يتمثل في الحكمة بوصفها فنّاً للعيش، حيث كانت الفلسفة اليونانية، ممارسة عملية تهدف إلى تحقيق السكينة والطمأنينة، لا مجرد بناء نظري مجرد. مع ظهور الفلسفة المسيحية في العصور الوسطى، انتقل البحث عن المعنى إلى أفق جديد، حيث أصبح الخلاص مرتبطاً بالإيمان بالله والحياة الأخرى. ويرى الكاتب أن هذه المرحلة نقلت مركز المعنى من الإنسان إلى الإله، وعلّقت السعادة الحقيقية على ما بعد الموت، مما جعل الفلسفة خادمة للاهوت. أما الفلسفة الحديثة، فقد أعادت الإنسان إلى مركز التفكير الفلسفي. فاعتبر ديكارت أن العقل هو أساس اليقين، بينما رأى كانط أن الأخلاق نابعة من العقل الإنساني والواجب. وهكذا أصبح الإنسان مصدر المعنى والقيمة. غير أن الكاتب يرى أن الحداثة، رغم تحريرها الإنسان من الوصاية الدينية، حمّلته عبئاً جديداً يتمثل في مسؤولية خلق المعنى بنفسه. وفي الفلسفة المعاصرة، تتفاقم أزمة المعنى. فقد أعلن نيتشه "موت الإله" وانهيار القيم المطلقة، بينما أبرزت الفلسفة الوجودية صورة إنسان حرّ لكنه قلق، بلا مرجع نهائي. ويصف الكاتب هذه المرحلة بأنها مرحلة تحرر بلا بوصلة، حيث قد تنقلب الحرية إلى عبء وجودي. في ختام الكتاب، يطرح لوك فيري مشروعه الفلسفي الخاص، القائم على الدفاع عن نزعة إنسانية علمانية، والسعي إلى خلاص بلا إله، يمنح الحياة معناها عبر الحب، والقيم الإنسانية، والكرامة، والالتزام الأخلاقي. وبهذا المعنى، يرى أن الفلسفة تساعد الإنسان على العيش بوعي، ومواجهة الموت دون أوهام، وبناء معنى يمكن الدفاع عنه عقلانياً.
يمكن قراءة الكتاب عبر الرابط:
https://ia601302.us.archive.org/29/items/moamenquraish_gmail_20150829_1934/%D8%A3%D8%AC%D9%85%D9%84%20%D9%82%D8%B5%D8%A9%20%D9%81%D9%8A%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9%20%D9%80%20%D9%84%D9%88%D9%83%20%D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%8A.pdf

تعليقات
إرسال تعليق