فيلسوف فرنسي (1930–2004)، يُعد من أبرز رموز ما بعد البنيوية وما بعد الحداثة. عُرف بتأسيسه نظرية التفكيك (Deconstruction)، وهي منهج نقدي يهدف إلى كشف التناقضات داخل النصوص، وزعزعة الثنائيات التقليدية في الفلسفة الغربية مثل حضور/غياب، عقل/جسد، مركز/هامش. يرى دريدا أن المعنى ليس ثابتاً، بل دائم التأجيل والتبدل، وهي فكرة يجسدها بمصطلحه "الاختلاف (Différance) " الذي يجمع بين الاختلاف الزمني والدلالي. كما انتقد الفلسفة الغربية لما سماه "تمركز الكلمة " (Logocentrism)، أي تفضيلها للكلام كوسيط مباشر للمعنى على حساب الكتابة، ذلك أن الكلام حيّ في حين أن الكتابة، بحسب أفلاطون، لا تجد من يدافع عنها وتأويلها معرّض للإساءة. من أبرز أعماله: "في علم الكتابة" (1967) حيث هاجم مركزية اللغة المنطوقة، و"الكتابة والاختلاف"، و"هوامش الفلسفة"، إلى جانب أعمال لاحقة مثل "شبح ماركس" و"سياسة الصداقة". امتد تأثيره إلى النقد الأدبي، والنظرية القانونية، والتحليل النفسي، والدراسات الثقافية. رغم انتقاد أسلوبه باعتباره غامضاً، فإن دريدا أحدث ثورة فكرية عميقة غيّرت فهمنا للنص والمعنى والسلطة.