كتاب لمؤلفته حنة أرندت (1951). وهو دراسة تحليلية عميقة للأسباب التي أدّت إلى ظهور الأنظمة الشمولية في القرن العشرين، وخصوصاً النازية في ألمانيا والستالينية في الاتحاد السوفيتي. يرتكز ثلاث أفكار رئيسية: 1)معاداة السامية: إذ ميزت بين معاداة اليهود التقليدية ومعاداة السامية الحديثة التي استخدمها القوميون كشعار سياسي. 2)الإمبريالية: بربطها صعود الإمبراطوريات الأوروبية خارجياً والانهيار السياسي داخلياً. وترى أن الإمبريالية مهّدت لنشوء عقلية الهيمنة والعنصرية، وأنتجت جهازاً بيروقراطياً غير خاضع للمساءلة، بما تجسّد لاحقاً في النظم الشمولية. 3)الشمولية: تشرح هنا السمات الفريدة للأنظمة الشمولية، التي تختلف عن الأنظمة الاستبدادية التقليدية. وتركّز على سمات مثل: أيديولوجيا شاملة تفسّر كل شيء وتطالب بالولاء الكامل، وقيادة كاريزمية تُؤلَّه؛ وكذلك تدمير الفردية وتحويل الأفراد إلى جماهير معزولة؛ واستخدام الإرهاب والشرطة السرية كأدوات حكم؛ وفبركة الواقع: حيث تُختلق الأكاذيب وتُفرض كحقائق. وعليه، فالأنظمة الشمولية لا تعتمد دائماً على الكراهية بل على الطاعة والبيروقراطية والخوف؛ ويسمح تفكك المجتمع المدني بصعودها. ومع ذوابان الناس في "جمهور معزول"، يصبحون عرضة للهيمنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق