له تعريفات متعددة: دينية وفلسفية وأنثروبولوجية وبيولوجية. ففي الديانات السماوية، يُنظر إليه بوصفه مخلوقاً على صورة الخالق، منحه عقلاً يهتدي به، واستخلفه في الأرض لعبادته وإعمارها. وهو فلسفياً، كائن حرّ وعاقل، يعي ذاته والعالم من حوله، ويطرح أسئلة حول معنى وغاية وجوده، وعن الحق والعدل. وهو في الفلسفة الوجودية لا يُعرَف إلا من خلال أفعاله واختياراته، و"ليس شيئاً آخر سوى ما يصنعه بنفسه"، كما يقول سارتر. والإنسان أنثروبولوجياً، كائن رمزي؛ يسبغ معانٍ على الأشياء، ويُنتج ثقافته الخاصة، ويخترع الأساطير واللغات والأديان. يتفرد بقدرته على التراكم المعرفي، والتحضّر، وإبداع أدوات وتقنيات بما لا يقارَن مع الكائنات الأخرى. أما بيولوجياً، فالإنسان كائن حي ينتمي إلى سلالة البشر من رتبة الرئيسيات، وتحديداً إلى نوع الإنسان العاقل الحديث. يسير منتصب القامة على قدمين، ويتمتع ببنية دماغية متطورة من حيث الحجم وتعقيد الشبكات العصبية، مما يمنحه قدرات فريدة في التفكير المجرد، والتخطيط الطويل الأمد، واستخدام اللغة. كما يتميز بقدرته الكبيرة على التكيّف مع البيئات المتنوعة.