المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2025

حنة أرندت

صورة
  مفكرة وفيلسوفة سياسية ألمانية-أمريكية (1906–1975)، وُلدت قرب هانوفر لعائلة يهودية. اضطرت إلى الهرب من ألمانيا النازية إلى الولايات المتحدة . هي ليست فيلسوفة بالمعنى الأكاديمي، بل مفكرة سياسية مستقلة. رفضت اختزال الإنسان في الاقتصاد أو البيولوجيا . كانت ناقدة شرسة للعنف باسم الأيديولوجيا ، ورأت أن الفكر الحر هو الحصن ضد التسلط. أهم أعمالها: " أصول الشمولية "، وهو كتابها الأشهر، أظهرت فيه كيف تتحول المجتمعات الحديثة إلى أنظمة شمولية عبر تفكيك الروابط الاجتماعية، ونزع الفرد من الحياة السياسية. الكتاب الثاني هو: "الشر العادي: أيخمان في القدس"، تابعت فيه محاكمة أدولف أيخمان، أحد مهندسي المحرقة النازية . استخلصت أن الشرّ لا يُرتكب دائماً بدافع الكراهية، بل أحياناً بسبب "السطحية الفكرية والطاعة العمياء"، وسَمَتْ ذلك بـ "تفاهة الشر". كتابها الثالث: "الوضع البشري" ميّزت فيه بين: العمل (labor): ما يلزم للبقاء البيولوجي، و الصناعة (work): ما يصنع العالم البشري، والفعل (action): ما يخلق السياسة والتاريخ، وأكدت أن الحرية السياسية تتجلى في "ا...

أرنست كاسيرر

صورة
  فيلسوف ألماني ولد لعائلة يهودية متوسطة في بولونيا عام 1874 وتوفي في نيويورك عام 1945. أصبح أستاذا للفلسفة في جامعة هامبورغ عام 1919. يُعرف بجهده الفلسفي في فهم الرمز و الثقافة حيث سعى إلى إعادة تعريف الإنسان ليس بوصفه كائناً عاقلاً فحسب بل "حيواناً رمزياً". تمثل مشروعه الأبرز في عمله " فلسفة الأشكال الرمزية" (ثلاث مجلدات) أظهر فيها أن الإنسان لا يدرك العالم مباشرة وإنما من خلال أشكال رمزية متعددة، مثل: 1) اللغة التي هي ليست أداة تواصل فقط وإنما هي طريقة لرؤية العالم؛ 2) الأسطورة التي هي طريقة رمزية بدائية لفهم الوجود؛ 3) الفنّ و الدين و العلم التي هي تطورات رمزية متعاقبة تعكس مراحل الوعي البشري. له كتاب شهير عنوانه "مقال في الإنسان"، أكد فيه أن الإنسان لا يعيش في عالم الأشياء بل في عالم المعاني الذي تصنعه الرموز واللغة. كان يؤمن بقدرة العقل الرمزي على إنتاج التقدم والمعنى. لم يكن ضد العقلانية وإنما ضد اختزال الإنسان في بعد واحد (عقلاني أو اقتصادي أو بيولوجي...).

في علم الكتابة

صورة
  هو أحد أبرز أعمال جاك دريدا الذي نشره عام 1967. يمثّل نقداً جذرياً لمركزية "الكلام" في الفلسفة الغربية، وتأسيساً لرؤية جديدة للكتابة و اللغة . يرى دريدا أن الفكر الغربي منح الكلام امتيازاً ميتافيزيقياً، معتبراً إياه أقرب إلى الحقيقة والحضور، في حين همّش الكتابة وعدّها ظلاً للكلام وتشويهاً له. يفكك دريدا هذه الثنائيات الميتافيزيقية : كلام/كتابة، حضور/غياب، عقل/جسد، مبيّناً أن الطرف الأول يُفضَّل دومًا على الثاني على نحو غير واعٍ، وأن هذا التفضيل يحمل بُعداً سلطوياً ومعرفياً. لكنه يُظهر أن الكتابة ليست مجرد وسيلة لنقل الكلام، بل هي ما يُمكِّن من تشكّل المعنى أصلا، وفهمه تاريخياً في سياقاته المختلفة. يعرض مفهوم "الاختلاف" (différance)، حيث لا يُمنح المعنى دفعة واحدة، بل يتأجل باستمرار ضمن شبكة لا نهائية من العلامات. اللغة، في نظره، ليست مرآة تعكس الواقع، بل نظام متحرك بلا أصل ثابت، والمعنى يُنتَج داخل السياق والاختلاف وليس خارجهما. بهذا، يعيد دريدا التفكير في بنية اللغة و المعرفة ويقوّض افتراضات الفلسفة التقليدية.

جاك دريدا

صورة
  فيلسوف فرنسي (1930–2004)، يُعد من أبرز رموز ما بعد البنيوية وما بعد الحداثة. عُرف بتأسيسه نظرية التفكيك (Deconstruction)، وهي منهج نقدي يهدف إلى كشف التناقضات داخل النصوص، وزعزعة الثنائيات التقليدية في الفلسفة الغربية مثل حضور/غياب، عقل/جسد، مركز/هامش. يرى دريدا أن المعنى ليس ثابتاً، بل دائم التأجيل والتبدل، وهي فكرة يجسدها بمصطلحه "الاختلاف (Différance) " الذي يجمع بين الاختلاف الزمني والدلالي. كما انتقد الفلسفة الغربية لما سماه "تمركز الكلمة " (Logocentrism)، أي تفضيلها للكلام كوسيط مباشر للمعنى على حساب الكتابة، ذلك أن الكلام حيّ في حين أن الكتابة، بحسب أفلاطون ، لا تجد من يدافع عنها وتأويلها معرّض للإساءة. من أبرز أعماله: "في علم الكتابة" (1967) حيث هاجم مركزية اللغة المنطوقة، و"الكتابة والاختلاف"، و"هوامش الفلسفة"، إلى جانب أعمال لاحقة مثل "شبح ماركس" و"سياسة الصداقة". امتد تأثيره إلى النقد الأدبي، والنظرية القانونية، والتحليل النفسي، والدراسات الثقافية. رغم انتقاد أسلوبه باعتباره غامضاً، فإن دريدا أحدث ثورة...

المراقبة والمعاقبة

صورة
  كتاب لمؤلفه الفيلسوف ميشيل فوكو . نشر عام 1975. يبدأ الكتاب بوصف التعذيب العلني في القرن الثامن عشر والذي كان ينفذ بطريقة فظيعة، ثم يتابع الوصف ليصل إلى انتقال التعذيب من الجسد إلى الروح/النفس عبر ما سمي بإصلاح السلوك. ويشرح كيف أصبحت المدرسة والجيش والمصنع و السجن كلها أدوات تأديب تشكل الأفراد وتراقبهم. ويقول عن السجون إنها أصبحت طبيعية بالرغم من فشلها في تقويم الجريمة، لأنها تخدم وظيفة أعمق في تصنيفها للأفراد ولإدامتها للسلطة وربط الجريمة بالطبقة الاجتماعية. ويتحدث عن المجتمع الحديث الذي يتمتع بنظام مراقبة ذاتية فردية حتى لو لم يكن هناك رقيب، وهذه الرقابة هي أداة للسلطة. أي أن الكتاب يصف في مجمله كيف تحولت العقوبة من التعذيب الجسدي العلني إلى نظام رقابي وانضباطي خفي وأنّ هذا ليس لدوافع إنسانية، وإنما كان نتيجة لتطور وسائل السيطرة الأكثر فاعلية. وأنّ السلطة الحديثة في الواقع لم تلغ العنف بل جعلته مؤسساً خفياً في نسيج المجتمع. ويسأل: هل نحن أحرار، أم مُراقبون دون أن ندري؟

البنيوية (Structuralism)

صورة
  هي منهج فكري وتحليلي ظهر في فرنسا في منتصف القرن العشرين، ويقوم على فكرة أن الظواهر الثقافية (ك اللغة  و الأدب  و الأسطورة ، الفكر...) يمكن فهمها بوصفها أنظمة لها بنية تُنتج المعنى، لا الفرد أو الحدث المعزول. والمقصود بـ"البنية" هو مجموعة العلاقات الداخلية الثابتة بين العناصر، وهذه العلاقات هي ما يُعطي الشيء معناه. ففي اللغة مثلاً، لا تُفهم الكلمات منفردة، بل من خلال علاقاتها بكلمات أخرى داخل النظام اللغوي. وفيها يظهر أنّ الكل أهم من الجزء: المعنى لا يأتي من العنصر المفرد، بل من دوره داخل البنية. ويكون التُركّيز على الشكل أو البنية الظاهرة، لا على نوايا المؤلف أو التاريخ. ففي تحليل قصة شعبية مثلاً، لا يهتم البنيوي بالمغزى أو القيم الأخلاقية، بل يحلل تركيب الشخصيات والأدوار والتكرار والتناقضات... ليكشف البنية العميقة التي تشترك فيها القصص المختلفة. أبرز ممثليها فردينان دو سوسير في علم اللغة، الذي فرّق بين اللغة (langue) كنظام، والكلام (parole) كممارسة فردية. وكلود ليفي شتراوس في الأنثروبولوجيا الذي حلّل الأساطير والعادات كبنى.

ما بعد الحداثة Postmodernism

صورة
  مصطلح " يُستخدم للإشارة إلى تيار فكري وثقافي نشأ في النصف الثاني من القرن العشرين كردّ فعل نقدي على الحداثة ، وخاصة على ادعاءاتها بالعقلانية والتقدم والشمول واليقين. وهي ليست نظرية متكاملة أو مدرسة موحّدة، بل حالة فكرية ونقدية تتشكك في الأسس التي قامت عليها الحداثة. ترفض فكرة أن هناك "حقيقة كبرى" أو سرديات شاملة (Grand Narratives) يمكن من خلالها فهم العالم ، كما كانت الحداثة تفعل مع مفاهيم مثل: العلم ، العقل ، التقدم، الدولة ، التحرر، إلخ. من أهم ملامحها 1)نقد العقلانية الحديثة برفضها اعتبار العقل أداة محايدة أو عليا، وتُظهر كيف استخدم لتبرير السيطرة. 2)رفض السرديات الكبرى مثل سردية "التقدم عبر العلم" أو "التحرر عبر الثورة". 3)النسبية والتشظي: الحقيقة لم تعد واحدة أو ثابتة، بل نسبية ومتعددة بتعدد الأفراد والخطابات. 4)تفكيك اللغة والمعنى حيث يجري تفكيك المفاهيم للكشف عن تناقضاتها الداخلية. 5)الاهتمام بالهامشي والمقصي مثل النساء، الشعوب المستعمَرة، إلخ. 6)الاشتباه في العلم والتقنية: لا تُعتبر بالضرورة أدوات تحرر، بل قد تكون أدوات للهيمنة والرقابة.

الكلمات والأشياء

صورة
  كتاب ل ميشيل فوكو (1966) . هو دراسة أركيولوجية [1] لتحولات أنماط المعرفة في الفكر الغربي، خصوصاً ما أدى إلى نشوء العلوم الإنسانية . يبدأ فوكو بتحليل كيفية تغيّر العلاقة بين الكلمات والأشياء عبر ثلاث حقب معرفية: في عصر النهضة ، سادت المعرفة القائمة على التشابه والرمز. في العصر الكلاسيكي (القرنان 17–18)، أصبحت المعرفة تعتمد على التمثيل والنظام والتصنيف. أما في الحداثة (القرن 19)، فقد ظهر "الإنسان" كموضوع للمعرفة، مما أدى إلى نشأة علوم مثل الاقتصاد و الأحياء واللسانيات. يرى فوكو أن هذه العلوم ليست تطوراً طبيعياً بل نتيجة تغير في البنية المعرفية العميقة التي تنظّم ما يُعد ممكناً التفكير فيه في زمن معين. ينتقد مركزية "الإنسان" في الفكر الحديث، معتبراً إياه اختراعاً حديثاً قد يختفي مع تغير أنماط التفكير، تماماً كما اختفت أنماط سابقة. الكتاب لا يقدم سرداً تاريخياً بل تحليلًا للأنظمة الخطابية التي تنتج "المعرفة"، وهو من أبرز نصوص فوكو التي أسست لنقده الجذري للحداثة والعلوم الإنسانية، ومهد لانتقاله من "الأركيولوجيا" إلى "الجينالوجيا [2] " في...

الفلسفة الغربية

صورة
  هي تيار فكري تطوّر في أوروبا ثم امتدّ إلى العالم الغربي عموماً، بدءاً من الفلسفة اليونانية القديمة وحتى الفلسفة المعاصرة. نشأت مع فلاسفة مثل سقراط و أفلاطون و أرسطو ، وتطوّرت في العصور الرومانية والمسيحية الوسيطة ( أوغسطين ، توما الأكويني )، ثم في عصر النهضة والتنوير ( ديكارت ، كانط ، هيوم ...). واستمرت في العصر الحديث مع مفكرين مثل هيجل ، ماركس ، نيتشه ، سارتر ، فوكو ، ودريدا. تركز هذه الفلسفة على أسئلة جوهرية: ما الوجود؟ (الأنطولوجيا)، ما الحقيقة؟ ( نظرية المعرفة )، كيف نعيش؟ ( الأخلاق )، ما الجمال؟ (علم الجمال)، وكيف نحكم؟ (الفلسفة السياسية). وسُمّيت "غربية" تمييزًا لها عن الفلسفات الشرقية كالهندية والصينية و البوذية ، والإسلامية، التي نشأت في سياقات ثقافية وروحية مختلفة. ولها أسباب تفكير وأولويات مختلفة أيضاً. وهذا التمييز ليس تقييمياً، بل تاريخي وثقافي، يعكس تنوع المسارات الفكرية للبشرية. فهي تأثرت في بعض مراحلها بالفكر الشرقي الإسلامي كما كان هو الأمر مع ابن سينا و ابن رشد .

ميشيل فوكو

صورة
  فيلسوف ومؤرخ أفكار فرنسي (1926–1984)، يُعدّ من رواد الفكر ما بعد الحداثي وما بعد البنيوي. لم يرَ نفسه "فيلسوفاً" تقليدياً، بل كان يهتم بتحليل كيف تتكوّن أنظمة المعرفة والسلطة في المجتمع ، وكيف تُنتج المجتمعات أنظمتها المعرفية عبر الخطاب والمؤسسات. رأى أن المعرفة ليست محايدة، بل تُستخدم لتصنيف وضبط الأفراد، كما في الطب ، القانون ، أو علم النفس . في كتابه "تاريخ الجنون"، درس كيف تحوّل " الجنون " من تجربة إنسانية إلى " مرض " يُعزل. وفي كتابه "المراقبة والمعاقبة"، كشف تطوّر السلطة من العنف الجسدي إلى الرقابة الذاتية عبر المدارس و السجون . أما تاريخ الجنسانية، فناقش كيف تُنظم الحياة الجنسية عبر السلطة والخطاب. انتقل من منهج "أركيولوجيا المعرفة" إلى "الجينالوجيا"، متأثراً بنيتشه، ليُحلل كيف تتكون المفاهيم تاريخياً. كما انتقد الحداثة بوصفها تنتج ذوات خاضعة للمعايير الأخلاقية والرقابة. ترك تأثيراً واسعاً عبر تخصصات متعددة، وظل سؤاله المحوري: كيف يُنتَج ما نعتبره "طبيعياً"؟ ذلك أن ما نظنه طبيعياً اليوم هو ليس سوى ...

مقدمة إلى الميتافيزيقا

صورة
  هو كتاب للفيلسوف الألماني مارتن هايدغر ويُعدّ من أبرز أعماله بعد الوجود والزمان . ألقاه كمحاضرات منذ عام 1935 وجرى نشره عام 1953. يتمحور حول إعادة طرح السؤال الميتافيزيقي الأساسي: "لماذا يوجد الموجود بدلاً من لا شيء؟"، والذي يرى هايدغر أنه أُهمل في الفلسفة الغربية. يميز بين "الموجود" بوصفه الشيء، و"الوجود" كشرط إمكانه. يتألف الكتاب من أربعة فصول: يناقش الأول السؤال الأساسي للميتافيزيقا، ويعرض الثاني علاقة الفلسفة بالكينونة بوصفها انفتاحاً وجودياً لا مجرد تحليل مفاهيمي. أما الثالث، فيعود إلى ما قبل سقراط ليستخلص فهماً أصيلاً للوجود، منتقدًا تحجيمه لاحقاً إلى مفاهيم ثابتة لدى أفلاطون وأرسطو. في الفصل الرابع، ينتقد تقييد الوجود في العصر الحديث من خلال النزعة التقنية، ويدعو إلى استعادة تجربة الوجود الأصيلة عبر الانفتاح على اللغة و الشعر والتفكير التأملي. يمثل الكتاب تحوّلًا في فكر هايدغر نحو مركزية الوجود ذاته، متجاوزاً التقليد الميتافيزيقي الغربي. وهو من أصعب كتبه قراءة وترجمة خاصة وأنه كتب بلغة أقرب إلى اللغة الشعرية.

الوجود والعدم

صورة
  هو العمل الفلسفي الأهم ل سارتر (1943م). يتناول العلاقة بين الوجود والعدم من خلال الوعي البشري، حيث يختلف الإنسان عن غيره بقدرته على الوعي بوجوده وبالعدم، مما يخلق توتراً بين الواقع والإمكانات المستقبلية. الوجود عنده هو الوجود الواعي الذي يتمتع به الإنسان، ويتميز عن الوجود الموضوعي للأشياء التي لا تمتلك وعياً. كما يعرّف العدم على أنه الفراغ بين الواقع الحالي والتوقعات المستقبلية. يركز سارتر على فكرة الحرية التي لا يمكن للإنسان الهروب منها، حيث يظل في حالة اختيار مستمر بشأن كيفية أن يكون، ويعترف بمسؤوليته عن خياراته التي تحدد هويته. الإنسان لا يعيش منعزلاً عن الآخرين، بل يتأثر بهم ويشكلهم كجزء من فهمه لذاته. تخلق هذه العلاقة مع الآخر القلق ، حيث أن نظرة الآخرين تؤثر جداً على تصور الفرد لذاته. كما يرى سارتر أن الإنسان في صراع مستمر بين كونه كائناً موضوعياً وبين وجوده الحر الواعي الذي يرفض أي تحديد مسبق. هذا الصراع يخلق التوتر والقلق، ولا يستطيع الإنسان الهروب من تحديد معناه.

فلسفة اللغة

صورة
  هي فرع من فروع الفلسفة يهتم بدراسة طبيعة اللغة ومعاني الكلمات وكيفية استخدامها، وعلاقتها ب الفكر و العالم . وهي من أكثر المجالات الفلسفية تأثيراً في الفلسفة المعاصرة، خاصة في الفلسفة التحليلية . من محاورها الأساسية: 1)المعنى أي: ما معنى الكلمة أو الجملة؟ وما الفرق بين المعنى والدلالة والإشارة؟ وكيف يتحدد المعنى: من خلال المرجع، أو الاستخدام، أو القصد؟ 2) المرجع أو الإشارة، أي كيف تشير الكلمات إلى الأشياء في العالم؟ وكيف تعمل أسماء العلم (مثل "أفلاطون") أو الصفات (مثل "أحمر")؟ 3)دقة العلاقة، أي ما العلاقة بين اللغة و الواقع ؟ ومتى تكون الجملة صادقة؟ وهل هناك معايير موضوعية لصدق العبارات؟ 4)الاستخدام، إذ تتبنى بعض الاتجاهات أن المعنى ليس في الكلمة بل في استخدامها، كما في فلسفة فيتجنشتاين المتأخرة: "معنى الكلمة هو استخدامها في اللغة". 5)القصد، أي كيف يتداخل قصد المتكلم مع فهم المعنى؟ وهل المعنى يتحدد بالنحو، أم بسياق القول، أم بنيّة القائل؟ من اهم فلاسفة اللغة المعاصرين فريجه و راسل وفيتجنشتاين وسوسير وأوستن وسيرل.

مفارقة راسل

صورة
  كان بعض الفلاسفة والرياضياتين في بداية القرن العشرين، يحاولون بناء أساس منطقي صارم للرياضيات . اقترح الألماني جوتلوب فريجه ، أنه يمكننا التفكير في "مجموعة تحوي كل المجموعات". لكن هذا التصور البسيط أدى إلى مشكلة كبيرة كشفها الفيلسوف البريطاني برتراند راسل الذي طرح سؤالاً محيراً: تخيل أن هناك مجموعة تضم كل المجموعات التي لا تنتمي إلى نفسها. فهل تنتمي هذه المجموعة إلى نفسها؟ إذا كانت تنتمي، فهي لا تنتمي (انظر متناقضة الحلاق). وإذا كانت لا تنتمي، فهي يجب أن تنتمي! وهنا يقع التناقض. وهذا ما سُمّي بـ مفارقة راسل. التي كشفت أن بناء المجموعات بهذه الطريقة يؤدي إلى مشاكل خطيرة في أساس الرياضيات. ولذلك، جاء الرياضاتي زيرميلو مع فرينكل حلول جديدة، بما يعرف اليوم باسم نظرية زيرميلو–فرينكل للمجموعاتZF. تضع هذه النظرية قواعد واضحة وصارمة لكيفية تكوين المجموعات، وتمنع إنشاء مجموعات شاملة وغامضة مثل "مجموعة كل المجموعات". والهدف كان حماية الرياضيات من التناقضات المنطقية، وهو ما نجحت فيه إلى حد كبير.

جوتلوب فريجه

صورة
  فيلسوف ومنطقي ورياضي ألماني (1848–1925). يُعدّ مؤسس المنطق الحديث وأحد أبرز أعلام الفلسفة التحليلية . سعى إلى تأسيس الرياضيات على أسس منطقية خالصة، فيما عُرف بـ"المنطقانية". في كتابه "أسس الحساب" (1884) بيّن أن مفاهيم العدد تُشتق من المنطق، لكن مشروعه انهار بعد اكتشاف "مفارقة راسل" التي كشفت ثغرة في نظريته حول المجموعات. وفي مقاله الشهير "في المعنى والإشارة" (1892)، ميّز فريجه بين "المعنى" (طريقة تقديم الشيء) و"الإشارة" (المرجع الواقعي للكلمة)، وهي فكرة جوهرية في فلسفة اللغة الحديثة. كما ابتكر نظاماً رمزياً جديداً في "مخطوطة المفاهيم " (1879)، يُعتبر أساساً للمنطق الرمزي . ركزت فلسفته على دقة التعبير المنطقي وتجاوز غموض اللغة الطبيعية، مما أثّر بعمق في فلاسفة مثل برتراند راسل و فيتجنشتاين . ورغم قلة شهرته في حياته، أُعيد اكتشاف أفكاره لاحقاً، فأصبح من الركائز الأساسية في فلسفة الرياضيات، وفلسفة اللغة، و المنطق . يُعرف فريجه بصرامته العقلية ونزعته الموضوعية، وما زالت أفكاره تُدرّس وتؤثر في الفلسفة واللسانيات والمنط...

المنطق الرمزي

صورة
  هو فرع من المنطق الصوري يستخدم رموزاً دقيقة لتحليل بنية العبارات والحجج بغرض تقييم صلاحيتها بعيداً عن مضمونها الواقعي. نشأ في أواخر القرن 19 مع جوتلوب فريجه، وتطوّر مع راسل ووايتهيد في كتاب Principia Mathematica يميز المنطق الرمزي بين نوعين رئيسيين: منطق القضايا الذي يتعامل مع العبارات ككل، ومنطق المحمولات الذي يحلل تركيب الجملة داخلياً باستخدام المحمولات والكمّيات مثل "كل" و"بعض". يعتمد على رموز مثل: ¬ (نفي)، ∧ (و)، ∨ (أو)، → (إذا... فإن)، ↔ (إذا وفقط إذا). يهدف إلى بناء لغة منطقية دقيقة، خالية من الغموض. ويُستخدم في مجالات عديدة، منها الرياضيات و الحوسبة و الذكاء الاصطناعي وفلسفة اللغة . يُعدّ المنطق الرمزي من أعمدة الفلسفة التحليلية ، ويتميز بصرامة بنيوية عالية، لكنه يُنتقد أحياناً لابتعاده عن اللغة اليومية. مع ذلك، فهو أداة فعالة لتحليل المفاهيم وفهم بنية التفكير العقلاني. مثال ذلك إذا كانت السماء ملبدة بالغيوم، (P) فإن الجو سيكون ماطراً (Q)، الصيغة الرمزية هي: Q→ P ، وهذه صيغة "الشرط" "إذا... فإن".

تحقيقات فلسفية

صورة
  كتاب لمؤلفه فيتجنشتاين ، نُشر عام 1953 بعد وفاته. طوّر فيه أفكاره الفلسفية مقارنة بعمله السابق " الرسالة المنطقية الفلسفية "، حيث قدم فيه تحولاً في طريقة تفكيره حول اللغة والمعنى. تناول فكرة أن اللغة ليست أداة لتمثيل الواقع فقط، كما كان يعتقد في الكتاب السابق، بل هي ممارسة اجتماعية تعتمد على السياقات والاستخدامات المختلفة. يرفض فيتجنشتاين فكرة أن اللغة يمكن أن تكون صورة دقيقة للعالم، بل يراها أداة تتيح لنا العمل والتفاعل داخل المجتمع. أحد مفاهيمه الرئيسية هو مفهوم "ألعاب اللغة"، الذي يشير إلى أن معنى الكلمات والجمل لا يتحدد بمعنى ثابت، بل من خلال الطريقة التي تُستخدم بها في مواقف مختلفة وليس من تطابقها الثابت مع العالم. ويوضح فيتجنشتاين أن فلسفته تهدف إلى حل المشكلات الفلسفية من خلال تحليل الطريقة التي نستخدم بها اللغة، وليس من خلال النظر إلى الحقائق الجوهرية أو المفاهيم المثالية. وبهذا، يتخلص من النظريات التقليدية التي كانت تسعى للبحث عن معانٍ ثابتة أو جوهرية للغة.

الرسالة المنطقية الفلسفية

صورة
  كتاب لمؤلفه فيتجنشتاين ، نشره عام 1921. يُعتبر من أبرز الأعمال الفلسفية في القرن العشرين. استعرض فيه أفكاره حول العلاقة بين اللغة و المنطق و العالم ، مع سعيه لتحديد حدود ما يمكن قوله بوضوح وما لا يمكن التعبير عنه. واختتمه بمقولة شهيرة: "ما لا يمكن قوله يجب الصمت عنه". تدور الأفكار الرئيسية في الكتاب حول أن العالم هو مجموع الحقائق وليس الأشياء، بمعنى أن الحقيقة هي عبارة عن علاقات بين الأشياء في العالم. كما يعرض فكرته أن اللغة هي صورة للواقع، حيث تمثل الجمل الحقائق في العالم وفقاً لعلاقات منطقية دقيقة بين الكلمات والأشياء. ويؤكد أن هناك حدودًا لما يمكن قوله، وأن أي حديث يتجاوز هذه الحدود لا يمكن فهمه أو تحليله منطقياً. يعرض الكتاب أيضاً العلاقة بين المنطق واللغة، حيث يُعتبر المنطق هو النظام الذي يحدد كيفية عمل الجمل والعبارات، ويعمل كهيكل يربط بين اللغة والعالم. وفي النهاية، يحدد فيتجنشتاين أن المعرفة هي فقط تلك التي يمكن التعبير عنها بوضوح باستخدام الجمل المنطقية.

اللغة

صورة
  في التعريف الأكاديمي، هي نظام من الرموز (قد تكون صوتية، مكتوبة، أو حركية) تُستخدم للتعبير عن الأفكار و المشاعر و المعارف ، ونقلها داخل مجتمع معين وفق قواعد نحوية وصوتية ودلالية محددة. وتُقسم في علم اللسانيات إلى خمسة مستويات: الفونولوجيا (علم الأصوات)، المورفولوجيا (علم بنية الكلمة)، التركيب النحوي، الدلالة (المعنى)، والبراغماتية (الاستخدام في السياق). وهي في الفلسفة ليست مجرد أداة تواصل، بل وسيط الوعي البشري لفهم العالم والتعبير عنه. من خلالها يُبنى الفكر وتُصاغ الحقيقة أو تُموَّه، وهي بهذا المعنى أداة للمعرفة، وأحيانًا، للخداع. من أبرز النظريات حولها: النظرية الأداتية ( أوغسطين ): ترى أن اللغة أداة لنقل المعلومات فقط، دون اعتبار لأبعادها الاجتماعية أو النفسية. نظرية الصورة ( فينجنشتاين المبكر): اللغة تمثل العالم، تمامًا كما تحاكي الصورة الواقع. نظرية ألعاب اللغة (فيتجنشتاين المتأخر): المعنى لا يُحدَّد بمطابقة الكلمات للواقع، بل باستخدامها في "ألعاب" اجتماعية ذات قواعد خاصة. نظرية البنية اللغوية (دي سوسير): اللغة نظام من العلاقات الاختلافية بين العلامات، والمعنى يتولد من ...

لودفيغ فيتجنشتاين

صورة
  فيلسوف نمساوي (1889-1951). درس الهندسة في برلين ، ثم الفلسفة في كامبريدج ، وتأثر ب برتراند راسل . عرف بحياة شديدة الزهد والانعزال، تنقّل فيها بين الجندية والتدريس في القرى والانسحاب من الأضواء. كان صاحب شخصية حادة ونزعة مثالية لا تتهاون مع التزييف أو السطحية. يُعد من أبرز فلاسفة القرن العشرين، وتمحورت فلسفته حول اللغة باعتبارها المفتاح لفهم العالم. في مرحلته الأولى، كتب "الرسالة المنطقية الفلسفية" (1921)، حيث حاول تحديد حدود المعنى وما يمكن قوله بوضوح، مؤكداً أن "حدود لغتي هي حدود عالمي". أما ما لا يمكن التعبير عنه، فيجب السكوت عنه. لكن في مرحلته المتأخرة، التي تبلورت في كتابه "تحقيقات فلسفية" (نُشر بعد وفاته)، تراجع عن تصور اللغة كصورة صارمة للواقع، واعتبر أن معاني الكلمات في استخداماتها المتعددة الأخرى، وهو ما سماه "ألعاب اللغة"، فكلمة "وعد" تختلف دلالتها حين تُقال في محكمة، عنها في محادثة عائلية. وهكذا، أصبحت اللغة بالنسبة له ممارسة اجتماعية لا تحتوي على جوهر ثابت، بل شبكة متغيرة من الاستعمالات.

دولة المؤسسات

صورة
  هي الدولة المبنية والمُدارة وفق القوانين والقواعد التنظيمية بحيث تكون السلطة موزعة بين مؤسسات مستقلة مترابطة لكل منها دوره الواضح والمحدد في إدارة الشأن العام مع وجود آليات للمساءلة والرقابة والفصل بين السلطات. وهي باختصار دولة لا يحكمها الأفراد بـ"الهوى" أو بـ"الاستثناء"، بل تحكمها المؤسسات التي تستمد شرعيتها من الدستور و القانون . من أهم سماتها 1)الفصل بين السلطات: التنفيذية والتشريعية والقضائية مع توازن ورقابة متبادلة. 2)سيادة القانون: الجميع بمن فيهم الحاكم خاضعون للقانون. 3)الشفافية والمساءلة: المسؤولون يخضعون للمحاسبة. 4)استقلال القضاء: لحماية الحقوق وضمان العدالة . 5)حرية الإعلام والمجتمع المدني: كأدوات رقابة اجتماعية. 6)استمرارية الدولة: لا تنهار بتغير الأشخاص. وهذا يقتضي: 1)وجود دستور نافذ يحدد صلاحيات كل مؤسسة وحدودها. 2)احترام مبدأ الشرعية، إذ لا يصدر قرار إلا بناء على سند قانوني. 3)استقلال القضاء، ليكون حكماً نزيهاً بين المؤسسات والمواطنين. 4) ضمان الحقوق الأساسية للمواطنين وتفعيل سبل الطعن في القرارات. 5)الرقابة المتبادلة: حيث تراقب كل سلطة الأخرى وتم...

إدموند هوسرل

صورة
  فيلسوف ألماني من أصل نمساوي (1859–1938)، يُعدّ المؤسس الفعلي للمنهج الفينومينولوجي (الظاهراتي)، وأحد أعمدة الفلسفة الأوروبية الحديثة. بدأ دراسته في مجال الرياضيات ، ثم انتقل إلى الفلسفة وتولّى التدريس في عدد من الجامعات الألمانية. يرى هوسرل أن الفينومينولوجيا لا تهدف إلى وصف الأشياء المادية، بل إلى تحليل تجربة الوعي بالأشياء كما تظهر لنا؛ أي العودة إلى "الأشياء ذاتها"، من خلال تعليق الحكم على الواقع الخارجي والتركيز على كيفيّة حضور الأشياء في الوعي. أي تجميد للحقيقة الموضوعية بغية التركيز على تجربتنا الذاتية. فكل وعي هو وعي بشيء، والزمن لا يُفهم كمعطى فيزيائي كما تقيسه الآلات، بل كتدفق داخلي في وعينا. من أبرز أعماله "بحوث منطقية"، الذي دشّن فيه مشروع الفينومينولوجيا، و"تأملات ديكارتية"، حيث طوّر فكرة الكوجيتو ضمن السياق الظاهراتي. ترك أثراً كبيراً في فلاسفة مثل هايدغر ، و سارتر ، وميرلو-بونتي، كما امتد تأثيره إلى ميادين علم النفس و الاجتماع و الأدب . تعرّض للاضطهاد في أواخر حياته بسبب أصوله اليهودية تحت الحكم النازي .

الكينونة والزمان

صورة
  هو العمل الفلسفي الأبرز للفيلسوف الألماني مارتن هايدغر نشر جزأه الأول عام 1927 ولم يكمل الثاني. وفيه يعيد طرح السؤال الجوهري الذي أهملته الفلسفة الغربي منذ أفلاطون و أرسطو عن: ما معنى أن نكون؟ لا يقدّم هايدغر نظرية عن الكينونة، بل يحلّلها عبر تجربة الإنسان اليومية، مستعينًا ب الفينومينولوجيا لتفكيك بنى الوجود. يرتكز على مفهوم "الدازاين" (الوجود-هنا)، أي الإنسان بوصفه الكائن القادر على فهم وجوده ومساءلته. وهو بذلك لا يدرس الإنسان باعتباره كائناً بيولوجياً أو نفسياً وإنما كـ"موقع انكشاف الوجود". الكينونة تُفهم من داخل الزمن، لا خارجه؛ فالإنسان يوجد كماضٍ وحاضر ومستقبل. تظهر "الأصالة" حين يواجه موته كاحتمال خاص، فيتحرر من التشتّت في العالم. يشير هايدغر إلى أن معظم البشر يحيون في "سقوط" داخل المألوف اليومي، غافلين عن إمكاناتهم الوجودية. الكينونة، عنده، ليست ماهية ثابتة، بل انكشاف مستمر للمعنى. بهذا، يُؤسّس الكتاب لتحوّل جذري في فهم الوجود والزمن والعلاقة بين الإنسان والعالم، مؤثراً في الفلسفة و اللغة ، و اللاهوت وحتى الفن .

سورين كيركغور

صورة
  فيلسوف دنماركي (1813-1855). ولد لأسرة دينية صارمة وكان والده شخصية مؤثرة في حياته. درس اللاهوت ولكنه ابتعد عن الكنيسة الرسمية منتقداً "مسيحية الدولة" وممارساتها الطقوسية. ناقش قضايا الفرد و الإيمان والقلق الوجودي في مواجهة الأنظمة الفكرية الشاملة مثل فلسفة هيغل . وهو يرى أن الحقيقة ذاتية وأن العلاقة مع الله والعالم لا يمكن أن تمر عبر أنظمة أو مؤسسات جماعية بل عبر تجربة شخصية فردية. انتقد بشدة "الجمهور" "القطيع" معتبراً أن الجمهور يلغي المسؤولية الفردية. قسّم الحياة الإنسانية إلى ثلاث مراحل وجودية: الأولى هي المرحلة الجمالية التي تنتهي بالفراغ والملل، والثانية هي المرحلة الأخلاقية حيث المسؤولية والبحث عن حياة ذات مغزى، والثالثة هي المرحلة الدينية، وهي أعلى مراحل الوجود متمثلة بالعلاقة مع الله، وهي تتطلب إيماناً يقفز فوق العقل. كان يرى أن الإنسان حرٌّ، لكن هذه الحرية تولد قلقاً وجودياً، وقال بأن على الفرد أن يختار طريقه ويتحمّل تبعات اختياراته. كان له أثر كبير في الفلسفة بالرغم من حياته القصيرة، ويعتبر الأب المؤسس للفلسفة الوجودية .

البيان الشيوعي

صورة
     ( Manifest der Kommunistischen Partei ) صدر عام 1848، وعُدّ وثيقة التأسيس للحركة الشيوعية العالمية. كانت أوروبا عند صياغته على وشك موجة من الثورات الاجتماعية والسياسية. فقد تفاقمت التناقضات بين الطبقة البرجوازية (الرأسمالية الصاعدة) والطبقة العاملة ( البروليتاريا ). أرادت "رابطة الشيوعيين" بياناً يوضح برنامجها وأهدافها العامة، فكُلِّف ماركس بكتابته، بمساهمة من إنجلز . سرد كيف تطورت المجتمعات الطبقية عبر التاريخ: عبودية فإقطاع فبرجوازية. فقد كان للبرجوازية دور ثوري ضد الإقطاع، لكنها خلقت طبقة جديدة مُضطهَدة: البروليتاريا. وصف البرجوازية بأنها "حلّت الروابط المقدسة" و"جعلت كل العلاقات علاقات مصلحة". توقع انهيار الرأسمالية بسبب تناقضاتها الداخلية، وتحوّل البروليتاريا إلى طبقة ثورية. حدد هدف الشيوعيين بإلغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، وليس الملكية الشخصية. وأكد على ضرورة قيام ثورة تقودها الطبقة العاملة لإقامة مجتمع بلا طبقات. انتقد أنواع الاشتراكية الأخرى التي يعتبرها سطحية أو رجعية، مثل: الاشتراكية البرجوازية والاشتراكية الإقطاعية والاشتراكية المثال...

رأس المال: نقد النظام الاقتصادي

صورة
كتب كارل ماركس جزأه الأول ونشر عام 1867، وأكمل إنجلز الثاني والثالث. وهو تحليل عميق لطبيعة النظام الرأسمالي يشرح كيف تُنتج وتوزع الثروات، وكيف ينشأ الاستغلال داخل هذا النظام. وهو إضافة إلى كونه كتاب اقتصادي فهو نقد فلسفي واجتماعي للتاريخ و الاقتصاد والعمل. من أهم أفكاره تعريف قيمة السلعة كقيمة استعمالية (ما نستخدمها من أجله) وقيمة تبادلية (ما يمكن مبادلتها به)، وأن القيمة التبادلية تُحدد بمقدار العمل المبذول فيها، وأن فائض القيمة هو الفارق بين قيمة ما ينتجه العامل والأجر الذي يتقاضاه لإنتاجه، وهذا الفائض هو مصدر الربح الرأسمالي. وأن هذه الأرباح يُعاد استثمارها لتراكم المزيد من رأس المال، مما يزيد من استغلال العاملين ويعمّق الفجوة الطبقية. وهذا التراكم يُنتج الأزمات من بطالة وانهيارات اقتصادية وثورات. وفي هذا يفقد العامل العلاقة الطبيعية مع عمله لأنه لا يملك ما ينتجه ولا يتحكم في ظروف عمله، ويصبح غريباً عن نشاطه الحيوي، وهذا جزء من مأساة الإنسان في الرأسمالية. لذا يتنبأ بالانهيار الذاتي للرأسمالية.

الفينومينولوجيا (الظاهراتية)

صورة
  هوسرل مؤسس الظاهراتية تيار فلسفي يركز على دراسة الخبرة المباشرة للوعي، أي على "الظواهر" كما تظهر للذات الواعية، دون افتراضات مسبقة عن واقع خارجي مستقل. أهم مبادئها: 1)العودة إلى الأشياء ذاتها: أي دراسة الظاهرة كما تُعاش وتُدرك من قبل الوعي ، دون افتراضات ميتافيزيقية . 2)القصْد intentionality: الوعي دائماً "وعي بشيء"، فهو ليس فراغاً، بل موجّه نحو موضوع ما (فكرة، صورة، إحساس...). 3)الإيبوخي épochè الإرجاء: تعليق الحكم على وجود الواقع الخارجي والتركيز على كيفية ظهوره لنا في التجربة. 4)الوصف بدل التفسير: أي وصف التجربة كما تُعاش، لا تفسيرها بعوامل خارجية (علمية أو نفسية...). وكمثال: لنفترض أننا في مقهى أمام فنجان قهوة. التحليل الفينومينولوجي لا يهتم بدايةً بـ"ما هو فنجان القهوة من حيث المادة" (سيراميك، سائل، كافيين...)، بل يهتم بكيف يُعاش هذا الفنجان في تجربتنا الوعيّة المباشرة، أي ما الذي نعيشه حين نمسك الفنجان؟ نشعر بالحرارة ونشمّ الرائحة ونرى البخار، ...ومشاعر مرافقة. كيف يُعاش "فنجان القهوة" في تجربتنا؟ "الظاهرة" (القهوة) تتلوّن بوع...

الماديّة

صورة
  (Materialism) هي رؤية فلسفية تقول إن الواقع يتكوّن فقط من المادة ، وأن كل الظواهر في الكون ، بما في ذلك العقل و الوعي و المشاعر ، يمكن تفسيرها من خلال العمليات الفيزيائية والطبيعية. ووفقًا لهذه النظرة، لا وجود لأرواح أو قوى غيبية أو كيانات غير مادية؛ فكل شيء قائم على المادة. ترى المادية أن العقل ليس كيانًا منفصلًا عن الجسد، بل هو ناتج معقّد لنشاط الدماغ الكيميائي والفيزيائي. وهكذا فهي تُعارض المثنوية التي تقول بوجود عقل/روح مستقلين عن الجسد. من أبرز الفلاسفة الماديين: ديموقريطيس (القرن 5 ق.م): رأى أن العالم يتكوّن من ذرات و فراغ فقط، وأكد على الحتمية والسببية في الطبيعة. توماس هوبز (القرن 17): اعتبر الإنسان آلة، والعقل حركة مادية داخل الدماغ. كارل ماركس (القرن 19): مؤسس المادية التاريخية، رأى أن الفكر نتاج للبنية الاقتصادية والاجتماعية. دانيال دينيت (معاصر): يفسر الوعي من منظور تطوري مادي بالكامل.

جورج بيركلي

صورة
  (1685–1753). هو فيلسوف إيرلندي يُعد حلقة وصل بين اثنين من كبار الفلاسفة التجريبين: لوك و هيوم . تأثر بأفكار لوك لكنه سرعان ما أصبح ناقداً لها، لا سيما لفكرة "المادة" المستقلة عن الإدراك . فقد أنكر بركلي وجود الأشياء خارج وعينا، واعتبر أن وجود الشيء يعني أن يُدرَك ("Esse est percipi")، أي أن كل ما هو موجود يعتمد على أن يكون موضوعاً للإدراك. وإذا لم يدركه البشر، فإن الله – الذي يدرك كل شيء– يضمن استمرار وجوده. سعى من خلال مذهبه إلى دحض المادية و الإلحاد ، اللذين كان يراهما يزحفان داخل الفكر الحديث عبر فلسفة لوك. وبخلاف الاعتقاد السائد بأن الصفات الحسيّة (مثل اللون أو الطعم) تحملها مادة، رأى بيركلي أن هذه الصفات مجرد إدراكات عقلية، ولا تحتاج إلى "مادة" تدعمها. يُعد كتابه "مقالة في مبادئ المعرفة الإنسانية" أبرز أعماله، حيث عرض فيه مذهبه المثالي بشكل متكامل، مؤسسًا لفكرة أن العالم ليس شيئًا مادياً مستقلاً، بل مجموعة من الأفكار داخل الذهن.