فيلسوف نمساوي (1889-1951). درس الهندسة في برلين، ثم الفلسفة في كامبريدج، وتأثر ببرتراند راسل. عرف بحياة شديدة الزهد والانعزال، تنقّل فيها بين الجندية والتدريس في القرى والانسحاب من الأضواء. كان صاحب شخصية حادة ونزعة مثالية لا تتهاون مع التزييف أو السطحية. يُعد من أبرز فلاسفة القرن العشرين، وتمحورت فلسفته حول اللغة باعتبارها المفتاح لفهم العالم. في مرحلته الأولى، كتب "الرسالة المنطقية الفلسفية" (1921)، حيث حاول تحديد حدود المعنى وما يمكن قوله بوضوح، مؤكداً أن "حدود لغتي هي حدود عالمي". أما ما لا يمكن التعبير عنه، فيجب السكوت عنه. لكن في مرحلته المتأخرة، التي تبلورت في كتابه "تحقيقات فلسفية" (نُشر بعد وفاته)، تراجع عن تصور اللغة كصورة صارمة للواقع، واعتبر أن معاني الكلمات في استخداماتها المتعددة الأخرى، وهو ما سماه "ألعاب اللغة"، فكلمة "وعد" تختلف دلالتها حين تُقال في محكمة، عنها في محادثة عائلية. وهكذا، أصبحت اللغة بالنسبة له ممارسة اجتماعية لا تحتوي على جوهر ثابت، بل شبكة متغيرة من الاستعمالات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق