بحث في هذه المدونة

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2023

العين بالعين

 

تبدأ السّن بالسّن،... والجروح قِصاص، للإشارة إلى أن المعتدي يجب أن يلقى بما اعتدى. وهذه قاعدة في العدالة الانتقامية تعود جذورها إلى شريعة حمورابي في أنها تسمح للفرد وفقها أن يحق العدالة بنفسه. وهذه الشريعة تذهب إلى أبعد من ذلك طائلة كل الأفعال بمثل البنّاء الذي يسقط بناؤه على رأس صاحبه فيموت فيجعل لورثته حق قتل البنّاء. تناقلت الديانات ومجتمعات مختلفة هذه القاعدة مع تكيفيها ومتطلباتها وتطورها، مع حثها على المسامحة أو حلول بلا دم. أيدها فلاسفة الإغريق ومن بينهم أفلاطون. ربما كان لها أن تحقق توقف متتالية العنف في إروائها لغريزة الانتقام بجعل الجاني يُعاقب بمثل ما فعل، ولكن لها من حيث المضمون ستجعل الانتقام المتبادل في أجيال عديدة. قوانين الدول اليوم لا تسمح بها، وإحقاق العدالة هي مهمة الدولة التي تعاقب الجاني بعقوبات مالية أو السجن أو الإعدام، ولا تسمح للأفراد بتحقيق "عدالاتهم" بأنفسهم. والدول التي تمارس الإعدام تمارس شريعة حمورابي في الآن نفسه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق