ثلاثة مصطلحات تقصد المعنى نفسه، وهو فصل الدولة عن الدين، بمعنى عدم تدخل الدين في الحياة السياسية. جاء هذا المفهوم بعد معاناة أوروبا من تدخل الدين في كل مفاصل الحياة على مرّ قرون عديدة، خاصة في مسائل التعليم والمعرفة والتشريع. وما اشتهر مما نعرفه من محاكم التفتيش التي فرضتها الكنيسة الكاثوليكية سيفاً مسلطاً على المجتمعات بدعوى محاربة الهرطقة التي لها أن تتضمّن كل ما لا تطيقه الكنيسة. قاومت المجتمعات الأوروبية هذا التدخل السافر وأنشأت أنظمة سياسية اعتمدت مفاهيم ترمي في النهاية إلى فصل الدين عن الدولة، مثل اللائكية (غير دينية) Laïcité والدنيوية Secularism. استُخدم في العربية مصطلح "العلمانية" للفصل بين الدولة والدين، ولكنه فُهم على أنه بمعنى "رفض الدين" باعتبار أن الكلمة مشتقة من كلمة "علم" الذي لا يقبل التسليم إلا بالتجربة والمحاكمة العقلية. ظهر في الآونة الأخيرة مصطلح "حيادية الدولة" بمعنى عدم انحياز الدولة لأية معتقدات ثابتة سواء أكانت دينية أو سياسية، وهو بذلك أشمل وأوضح من المصطلحات الأخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق