لموضوع
ما أن يشكل في مجموعه علماً إذا بُني على فرضيات ونظريات تقبل: 1)الاختبار والتحقق
عبر التجربة والقياس (قياس تمدد المعادن بالتسخين مثلاً)، و2)التنبؤ عبر نظرياته
بما سيكون (معرفة مقدار التمدد نتيجة تغير الظروف الجوية بدون التجريب والقياس)،
و3)كان قابلاً للتفنيد، أي للنقاش والتصويب (إعادة النظر في تفسير التمدد بحسب
تقدم المعارف في مواضيع أخرى). الفيزياء
والكيمياء تحققان ذلك، وغيرهما أيضاً. أما مواضيع مثل "علم النفس" فلا يحققه، ومن هنا الموقف المتردد للكثيرين من العاملين في العلم باعتبار "علم
النفس" علماً، فالكثير من فرضياته لا يمكن قياسها والتحقق منها مثل
"اللاوعي". كما أن الاقتصاد لم يعتبر علماً إلا منذ فترة قريبة بالرغم
من صعوبة مواضيعه وتعقيدها وحساسيتها للمؤثرات الخارجية مما يضعف قدرته على
التنبؤ. ومن حيث
المبدأ، فقيام علم يتطلب تحقق: 1)وجود نظام أو ترتيب يشمل كل ما له أن ينضوي تحت رايته، 2)يمكن للعقل الإنساني أن
يدرك هذا النظام، 3)وإنه في ظل الظروف نفسها سيقود النظام إلى النتائج نفسها، أي قابلية
التكرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق