بسمارك
هو الأمير والكونت أوتو فون بسمارك-شونهاوزن (1815–1898)، رجل دولة ودبلوماسي ألماني محافظ، ينتمي إلى طبقة ملاك الأراضي الكبار في بروسيا. برز اسمه سريعاً في الحياة السياسية البروسية، فشغل مناصب دبلوماسية مهمة سفيراً لبروسيا في روسيا وفرنسا، ثم عُيّن وزيراً للخارجية فرئيساً لمجلس وزراء بروسيا. كان العقل المدبر لتوحيد ألمانيا في إمبراطورية اتحادية عام 1871 تحت القيادة البروسية، وتولى منصب أول مستشار للإمبراطورية الألمانية حتى عام 1890، حيث كان له تأثير حاسم في توازن القوى الأوروبية. وأدار ثلاث حروب قصيرة وحاسمة ضد الدانمرك والنمسا وفرنسا، مهّدت لتحقيق الوحدة الألمانية. انتهج سياسة واقعية قائمة على الحنكة الدبلوماسية وتوازن القوى، وكرّس جهوده بعد التوحيد للحفاظ على السلام بين القوى الأوروبية. غير أن ضم الألزاس واللورين من فرنسا زرع بذور العداء والرغبة في الانتقام الفرنسي، وألقى بظلاله على العلاقات الأوروبية اللاحقة. في الداخل، حكم من خلال بيروقراطية قوية ومنضبطة، ولم يكن يثق بالديمقراطية الليبرالية، واستخدم البرلمان أداةً سياسية عند الضرورة. كما أرسى أسس أول نظام حديث للتأمينات الاجتماعية، شملت التأمين الصحي ومعاشات التقاعد وتعويضات العمال، بهدف احتواء الحركات الاشتراكية وتعزيز الاستقرار الاجتماعي.عُرف بلقب «المستشار الحديدي» لما اتسمت به سياسته من صلابة وحزم. ورغم معارضته المبدئية للاستعمار، أنشأ على مضض إمبراطورية استعمارية ألمانية استجابةً لضغوط النخبة الاقتصادية والرأي العام. وكان توحيد ألمانيا والنمو الاقتصادي السريع من الركائز الأساسية لسياسته الخارجية.
.jpg)
تعليقات
إرسال تعليق