الصفحات

الأحد، 13 أبريل 2025

الفارابي

 


فيلسوف وعالم بالموسيقي ومن أهم شخصيات التراث الإسلامي. ولد عام 872 في فاراب الواقعة اليوم في كازاخستان وتوفي في دمشق عام 950. يُطلق عليه المعلم الثاني بعد أرسطو لاهتمامه الكبير في المنطق. إذ أعاد ترتيب مقولات أرسطو المنطقية وأضاف إليها ما يسمى بـ"المدخل" (أي تمييز الحدود والتعريفات قبل الدخول في قضايا القياسات)، والقياس الشرطي (إذا كانت الشمس ظاهرة فالوقت نهار، إن لم يكن العدد الصحيح فردياً فهو زوجي بالضرورة، أي القياس الذي يعتمد على الشرط)؛ إذ اهتم أرسطو بالقياس الحملي (كل إنسان فان، أرسطو إنسان، إذن أرسطو فانٍ). وهما مفهومان مهمان في الفلسفة. ركز على مفهوم المدينة الفاضلة التي يحكمها فيلسوف يشبه النبي ويقود الناس نحو الخير والكمال. ويرى أن النبوة والعقل الفلسفي يشتركان في إدراك الحقيقة، النبوة بالرمز والفلسفة بالبرهان. حاول التوفيق بين الشريعة والحكمة. قال بالعقل الفعال المفارق للمادة والذي يجعل إدراك الأشياء المعقولة ممكنة للعقل البشري. وهو أعلى مراتب العقل. له كتاب هام في الموسيقى عنوانه: "كتاب الموسيقى الكبير".

السبت، 12 أبريل 2025

ٍالكندي الفيلسوف

 

هو يعقوب بن إسحاق الكندي، من قبيلة كندة. ولد عام 801 وتوفي في الكوفة عام 873، عاش في بغداد. كان عالماً موسوعياً وطبيب وفلكي وموسيقي ورياضي ومنجم ومترجم. وكان من أول من اشتغل بمجال التعمية. لقب بفيلسوف العرب، حاول التوفيق بين الدين والفلسفة وقال بعدم تعارض الفلسفة مع الإسلام، وكان يرى فيها الطريق لفهم الحقيقة كما يعرب عنها الدين. فالفلسفة بالنسبة له هي علم الاشياء بحقائقها، ومن ثم فلا تعارض بينها والشريعة. تبنى نظرية الفيض لأفلاطون القائلة بأن الخلق صدر عن إله عن طريق فيض عقلاني تدريجي. والفيض هو مفهوم يقول بالصدور التدريجي عن الله (المبدأ الأول) دون حاجة لإرادة أو قصد. فالله الواحد هو فوق العقل وفوق الوجود، وهو مصدر كل شيء. ولكن الكندي عدل فكرة أفلاطون بقوله إن الله خلق العالم بإرادة حرة. له كتاب في الفلسفة عنوانه "رسالة في الفلسفة الأولى". اهتم بطبيعة الخلود والفساد والعلل الأولى، وكان يرى أن الروح خالدة وهي جوهر يختلف عن الجسد.

الأربعاء، 9 أبريل 2025

الدولة الدينية

 

الإمبراطور قسطنطين في كنيسة آياصوفيا في استانبول
هي دولة تُستمد فيها السلطة السياسية من الدين مباشرة، أي أنّ الدين يحكم الدولة وليس مجرد مصدر أخلاقي من منشأ ديني. يكون فيها الدين مصدر التشريع الأساسي أو الوحيد. يشغل رجال الدين فيها مناصب سياسية أو يتحكمون فيمن يتولاها. وينظر فيها إلى معارضة السلطة على أنها معاضة لإرادة الإله. من أمثلتها الدولة البابوية التي سادة الغرب المسيحي منذ القرن الرابع الميلادي إلى نهاية القرون الوسطى حيث كانت الكنيسة الكاثوليكية تتحكم بالسلطة السياسية جاعلة من الملوك ممثلين للرب على الأرض، لا يعتلون العرش إلا بمباركتها. وأيضاً الحكم الإسلامي حتى نهاية الخلافة العباسية الفعلية، مع فارق أنّ الخلافة كانت تتضمن السلطة السياسية والدينية في الآن نفسه. ارتبط نجاحها بشخص الحاكم وليس بنظام الحكم. تُوجه إليها انتقادات تقييدها للحريات الفردية، وغياب التعددية السياسية والفكرية، وصعوبة النقد والمعارض لكون السلطة ترتدي رداءً مقدساً، والخلط بين السيادة الروحية والسيادة السياسية مما يؤدي إلى الفساد. ويدافع أنصارها بضمانها لأخلاقية الحكم، وحفظها للهوية الثقافية، وتطبيقها للشريعة التي لا يطالها الخطأ.

الثلاثاء، 8 أبريل 2025

بيرون، بيرهو

 

أو بيرون الإيلي Pyrrho . هو فيلسوف وشاعر يوناني، من المدرسة اللأدرية أو الشكية Skepticism، ومؤسس ما يسمى بالبيرونية. ولد عام 360 ق.م وتوفي عام 270 ق.م. لا يعرف الكثير عنه على نحو موثوق، ولكنه ارتحل مع معلمه الذي رافق الإسكندر المقدوني إلى بلاد فارس، وتأثر ربما بالتفكير الهندي. ومع عودته نحى خطاً بسيطاً في الحياة والبقاء وحيداً للتأمل. وأصبح غنوصياً على الأغلب ممتنعاً عن إبداء رايه في أي شيء. لم يترك أثراً مكتوباً وإنما نقل تلامذته أفكاره. لم يكتسب شهرة خلال حياته، وإنما بقيت أفكاره حتى أيامنا هذه الموسومة بالشك. اعتقد أن البشر لا يستطيعون الوصول إلى المعرفة بيقين تام، لذا عليهم الشك في كل شيء، وكان يعتقد بأن على المرء تجنب الحكم على الأشياء لضرورة تجنب المعاناة والقلق الناجمين عن التوتر بسبب الآراء المختلفة. وأنّ لا شيء أفضل أو أسوأ من أي شيء آخر. لذا دعا إلى العيش بطريقة تتسم بالسكينة والراحة النفسية بالابتعاد عن المسائل غير المؤكدة.

عجائب العالم القديم السبع

 

هو تصنيف هيلينستي. 1)هرم خوف، الباقي حتى اليوم. بُني نحو عام 2500 ق.م كضريح للفرعون خوفو. ارتفاعه الأصلي نحو 146 متراً. 2)حدائق بابل المعلقة التي بناها نبوخذ نصر لإرضاء زوجته أميتيس الميدية، لكن وجدود هذه الحدائق لم تؤكده الأبحاث الأثرية. 3)تمثال زيوس من تصميم النحات الشهير فيدياس، مصنوع من العاج والذهب للإله الإغريقي زيوس، ارتفاعه 12 متراً، دُمر في بين القرنين الخامس والسادس الميلادي. 4)معبد أرتميس-أفسس في تركيا، خاص بالإلهة أرتميس، بنى عام 550 ق.م تقريباً. اشتهر بعمارته الرخامية وزخارفه الأنيقة. أعيد بناءه عدة مرات بعد تعرضه للحرق. 5)ضريح موسولوس، تركيا، الذي كان حاكما في منطقته، صممته زوجته أرتميس الثانية. طوله نحو 45 متراً، ومن اسمه جاءت كلمة mausoleum اللاتينية التي تعني ضريح. 6)تمثال رودوس في اليونان، وهو تمثال عملاق للإله هيليوس، ارتفاعه نحو 35 متراً، شيّد عقب إحدى الانتصارات، هدمته الزلازل. 7)منارة الإسكندرية، أولى المنارات في التاريخ، ارتفاعها بين 100 و 130 متراً، دمرتها الزلالزل بين القرن العاشر والرابع عشر ميلادي.

الاثنين، 7 أبريل 2025

الحدائق المعلقة

 

هي من عجائب العالم القديم السبع، لكنها واحدة من أكثر العجائب غموضاً، ولم يُثبت وجودها على نحو قاطع حتى اليوم. ذكرها هيرودوت ولكنه لم يزرها. ارتبطت بالأساطير والرموز الثقافية. يقال إن نبوخذ نصر (605-562)، إمبراطور بابل، بناها لزوجته أميتيس التي تعود أصولها إلى مناطق جبلية خلابة في إيران، فهي ابنة آخرملوك ميديا. أما بابل فهي وسط صحراء صفراء. تكونت من مدرجات حجرية مرتفعة تعلو الواحدة الأخرى ومزروعة بالأشجار والنباتات، ترويها مصادر مائية من نهر الفرات عبر سواق ورافعات مياه جعلتها أشبه بالجنة. تمثل رمزياً انتصار الإنسان على الطبيعة والجغرافيا، كما تمثل القوة وعظمة بانيها. استلهمت صورتها ديانات ومعتقدات لاحقة. وتركت أثراً في الأدب والحكم الذي لا يقتصر دوره على الأمن والاقتصاد وإنما الجمال والفن. هناك من يعتقد أنها لم تكن في بابل وإنما في نينوى، عاصمة الآشوريين، حيث عثر على نقوش تصف شيئاً شبيهاً في عهد الملك سنحاريب، ابن سرغون الثاني.

الأحد، 6 أبريل 2025

فاوست

 

فاوست للرسام الألماني جورج كيرستنغ عام 1829
مسرحية كتبها البريطاني كريستوفر مارلو في القرن السادس عشر، ثم أعاد صياغتها لاحقًا الألماني غوته بأسلوب مختلف كلياً. في النسخة الأولى، يُصوَّر فاوست على أنه عالم ألماني عبقري ضاق ذرعاً بالمعرفة التقليدية، فسعى إلى قوة خارقة خارج حدود العلم، فلجأ إلى السحر. أبرم صفقة مع الشيطان يحصل بموجبها على المعرفة والسلطة والمتعة طوال 24 سنة، مقابل أن يسلم روحه بعد انقضائها. وقد استغل فاوست هذه المدة أولًا لطلب المزيد من المعارف، ثم انغمس في الملذات العابرة. ومع اقتراب نهاية المهلة، ندم على ما فعل، لكن الأوان كان قد فات، فانتزعه الشيطان إلى الجحيم، تاركاً خلفه تحذيراً من الطموح المنفلت والثمن الفادح لبيع الروح. أما غوته، فقد أعاد بناء القصة بمنظور فلسفي وروحي أوسع، صوّر فيه فاوست كإنسان يسعى وراء المعرفة والجمال والحقيقة والخير، لا كخاطئ محض. وبدلاً من الهلاك، ينتهي فاوست إلى الخلاص، تأكيداً لفكرة أن من يسعى بإخلاص لا يضل الطريق. وهكذا قدّم غوته تصوراً أكثر إنسانية وأملاً للمصير البشري.

الجمعة، 4 أبريل 2025

التفكير الرغبوي

 

هو التفكير القائم على الأماني والرغبات بدلاً من الاستناد إلى الواقع أو المنطق وما يفرضانه. ويعتمد هذا النوع من التفكير على توقعات وتصورات مثالية تعكس رغبة الشخص في أن تجري الأمور كما يريدها أو يتمناها، بقطع النظر عن الظروف الفعلية والحقائق الواقعية. فمثلاً، قد يظن البعض أنهم قادرون على شغل وظيفة معينة لمجرد رغبتهم في ذلك، دون امتلاك المؤهلات اللازمة لهذا المنصب، وذلك لاعتقادهم بأن الأمور ستسير على ما يرام فقط لأنهم يتمنون ذلك. ومن سمات هذا التفكير تفضيل الحلول البسيطة، وتجاهل الحقائق الصعبة أو المحبطة، إضافةً إلى التغاضي عن العواقب أو التحديات المحتملة، والمبالغة في التفاؤل غير الواقعي. يمتد هذا النمط من التفكير إلى الذات كما إلى الآخرين؛ فمجرد الأمل بأن ابناً أو صديقاً أو مديراً أو وزيراً أو رئيساً سيفعل كذا أو سيحقق الأفضل، دون النظر فعلياً فيما إذا كان قادراً على ذلك شخصياً أو ضمن السياق العام، أي دون إعمال للتفكير النقدي، يؤدي غالبًا إلى نتائج غير مرضية.

زينون الرواقي

 

فيلسوف إغريقي ولد في قبرص عام 334 ق.م. وتوفي عام 262 ق.م. وهو مؤسس المدرسة الرواقية. كان تاجراً في بداية حياته لكنه فقد ثروته مع تحطم سفينته قرب أثينا. اتجه لدراسة الفلسفة بعدها، وتأثر بسقراط وأفلاطون وأحد الفلاسفة الكلبيين. كان يلقي دروسه في الرواق المدهون Stoa Poikile في أثينا، ومنه جاءت تسمية فلسفته بالرواقية Stoicism. التي كانت تطالب بالتحكم بالعواطف والعيش وفق الطبيعة والعقل، لأن للطبيعة قوانين دقيقة يمكن للعقل إدراكها. كما وتدعو فلسفته لإعلاء الفضيلة (الحكمة، الشجاعة، الاعتدال، العدل...) باعتبارها الكفيلة بتحقيق السعادة. كما أن على الإنسان أن يقبل بالقدر ويتقبل المصائب والأفراح بنفس هادئة، ذلك أنّ الإنسان لا يستطيع التحكم بالأحداث الخارجية ولكنه يستطيع التحكم في ردود أفعاله. دعا زينون للمساواة بين البشر بغض النظر عن العرق أو الطبقة. يمكن القول بالعموم أنه دعا إلى التوازن النفسي عبر ضبط النفس وقبول الحياة كما هي. لم يترك كتاباً عن أفكاره التي تناقلها طلابه بعده.

الخميس، 3 أبريل 2025

لاوتسي

 

أو لاتزو Laozi. يعني هذا الاسم "المعلم العجوز" أو "المعلم الحكيم". هو فيلسوف صيني، لا شيء يدل على وجوده على نحو قاطع. وقد يكون مجموعة من الفلاسفة اختزلوا في اسم واحد. تحدد فترة حياته بالقرن السادس ق.م. وهو فيلسوف الديانة الطاوية. تقوم فلسفته على أربعة مفاهيم: 1)الطاو، ويعني "الطريق" أو "المبدأ الكوني"، الذي يحكم كل شيء. لا يمكن تعريفه بالكلمات لكنه يتجلى في الطبيعة. 2)"اللانفعال" المتمثل في "التدفق مع الطبيعة" أو "عدم التصرف وكأننا مجبرين على ذلك"، ومن ثم العيش ببساطة والتوافق مع إيقاع الحياة بدلاً من فرض إرادتنا عليها. 3)التوازن بين الين واليانغ والسعادة المتأتية عن ذلك. إذ كل شيء هو توازن بين قوتين مكملتين لبعضهما، فالين يمثل السكون والليل والعتمة، واليانغ يمثل الحركة والنهار والضوء. 4)البساطة والتواضع، فالقوة هي في المرونة واللين، والماء ينساب حول الصخور ولا يصطدم معها ولكنه يفتتها مع مرور الزمن. جاء كل ذلك في كتاب صغير، يتألف من 81 فقرة، يحتوي على حكم صغيرة.

الأربعاء، 2 أبريل 2025

بارمنيدس الإيلي

 

فيلسوف يوناني عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، يُعتقد أنه عاش في الفترة 515-450 ق.م. اشتهر بأفكاره بخصوص الوجود والتغير والحقيقة. وبرأيه فإن الوجود هو واحد وثابت وغير قابل للتغير، وهو أبدي، ولا يمكن أن ينشأ من العدم. وعدم قابلية التغير هي بمعنى أن لا شيء يأتي من العدم ولا يمكن لشيء موجود أن يصبح عدماً. وكان يعتقد بأن العدم غير موجود، لأن مجرد الحديث عنه يجعله موجوداً، ومن ثم فهو مستحيل. وأن الأشياء التي تختفي بالنسبة لنا إنما هي تحولت، كما البذرة التي تتحول إلى نبتة، والنبتة لا تختفي وإنما تتحول إلى شيء آخر، وكل هذا ضمن عملية تحول داخل الشيء نفسه. كان يدعو إلى الاعتماد على العقل والتفكير دون الحواس والمشاعر. كتب أفكاره بقصيدة بعنوان "عن الطبيعة"، وهي في قسمين. الأول عن طريق الحقيقة الذي يتطلب استخدام العقل والمنطق، وينكر فيه الفراغ والتعدد ويعتبرهما مجرد أوهام حسيّة. وفي الثاني يتحدث عن طرق الرأي، وهو طريق الحواس، أي طريق الوهم.

الثلاثاء، 1 أبريل 2025

الإيمان

 


هو حالة داخلية من اليقين والثقة بشيء ما، سواء كان ذلك دينياً (وجود قوة عليا خالقة ومسيّرة للكون، والإيمان بما جاء في الكتب الدينية، وبالرسل والغيبيات)، أو الإيمان بفكرة (الإيمان بالقيم مثل قيمة العدالة والخير والصدق باعتبارها قوى محركة للحياة...) أو الإيمان بشخص (الشعور بالثقة تجاه أشخاص معينين والاعتماد عليهم في تحقيقهم ما نرغب فيه)، أو الإيمان بالنفس (الثقة بالقدرة على تحقيق الأهداف والتغلب على الصعوبات)، أو الإيمان بالمستقبل (بمعنى الثقة والتفاؤل بأن القادم سيكون أفضل). وهو ليس نتيجة اعتقاد نظري وإنما نتيجة تجربة يعيشها المرء على مستويات السلوك والمشاعر والعقل. والإيمان بالمستقبل يكون واقعياً إن ارتبط بالتخطيط والعمل، وإلا فهو مجرد أمانٍ. والإيمان يكون عقلانياً إن استند إلى أدلة منطقية وتجربة شخصية محققة. يرتبط الشك بالإيمان، فالشك هو الذي يدفع الإنسان إلى البحث والتحقق والتأمّل. قد يدفع الإيمان إلى الخطأ إن لم يكن مبنياً على البراهين والأدلة وعدم التساؤل والمراجعة.