الكلمة تخبئ أكثر مما تكشف، ولا يوجد تعريف نهائي له. فهو مقرون بالذات، يدرك المرء عبره أنه هنا في المكان الذي يقف فيه، ويعي ما حوله والعالم والكون بطريقة ما. لا يرتبط بالضرورة برؤية أو تذكّر، وإنما هو شيء يقف في الخلفية يُمكّن من إدراك الأحوال وما فيها. وهو عفوي وآني، نوع من اللمس الداخلي، حالة من يقظة الكائن، نوع من الانتباه أو التحذير التي تغيب في حالة النوم العميق. والوعي الذاتي بحضور النفس إلى ذاتها في تمثلاتها، نوع من المعرفة الذاتية المتسائلة التي تعرف أنها مدركة. وبهذا الحضور يعرف المرء، عبر شعور أو حدس داخلي، الأحوال الفيزيائية التي يرجعها لنفسه باعتباره الفاعل. وهذا التداعي الذاتي يحيل إلى الذات والفكر والاعتقاد، بأننا المسؤلين عن أفعالنا. والوعي هو وعي بشيء ما، أي هو مرتبط بالعالم الخارجي والقدرة على تعرفه. وهو وعي فكري، ووعي حدسي بالمكنونات والمفاهيم. وهو وعي بالظواهر باعتباره بنية لتجربتنا. وهو وعي أخلاقي بوقع تصرفاتنا على الوسط المحيط حاضراً ومستقبلاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق