بحث في هذه المدونة

الخميس، 23 مايو 2019

التعمية عند العرب

صفحة من كتاب الكندي

لها طرائق شتى، أبسطها التعمية البيانية، بمعنى قول شيء ولكن بقصد آخر، يفهمه المتلقي من معرفة المُرسل والسياق ونباهته. أو التعمية بتغيير مواقع الحروف بقلب حروف الكلمة فمثلاً "حصان" تصبح "ناصح"، أو استبدال حرف بآخر على مسافة ثابتة، كما في التعمية القيصرية. أو التعمية بزيادة حرف أو إغفال حرف بعد كل حرف محدد فمثلاً زيادة قاف بعد كل حرف واو وزيادة حرف شين بعد كل حرف لام، وهكذا تصبح كلمة "لون" مساوية إلى "لشوقن". أو التعمية بتغيير كل حرف بآخر وفق آلية غير ثابتة، مثل وضع نون محل كل ألف وجيم محل كل باء وسين محل كل جيم؛ وهذه طريقة يصعب كشفها على عكس سابقاتها. ولكن الكندي في كتابه "استخراج المعنى" الذي وضعه عام 873 بيّن كيف يمكن فك التعمية والوصول إلى الرسالة الحقيقية بناء على دراسة اللغة وتحليل تكرار استخدام الحروف، مثل الألف واللام اللذان يكثران في العربية. وكذلك تكرار الكلمات وأدوات الربط والوصل. وبعمله هذا وضع الكندي أصول علم التعمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق