الغنوصية
![]() |
| كليمنس الإسكندراني الذي كان يقول بأن الغنوصي هو المسيحي المكتمل |
الغنوصية حركة فكرية تدور حول مفهوم “المعرفة”، وتُسمّى أحياناً بالعربية “العرفانية”. وهي ترجمة للكلمة الإغريقية gnôsis التي تعني المعرفة. تتألف من عقائد متعددة الجذور، تبلورت على أطراف الإمبراطورية الرومانية خلال القرنين الثاني والثالث الميلادي. تقوم عقائدها على فكرة أن الإنسان روح إلهية سُجنت في عالم مادي صنعه إله أقل كمالاً وقدرة، يُعرف في الفكر الغنوصي بـ“الديميورغ”، وقد شُبِّه في بعض المدارس الغنوصية بيهوه، وإن لم يكن هذا التحديد مقبولاً عند جميع الغنوصيين. ويقابل هذا الإله الأدنى إلهٌ سامٍ كامل أزلي، يمنح الإنسان معرفة تُعيد إليه وعيه بأصله الإلهي، فيسعى عبرها إلى معرفة نفسه والخلاص من أسر المادة. كان اعتماد الباحثين طويلاً على كتابات آباء الكنيسة الذين سعوا إلى دحضها، إذ لم تكن نصوصها الأصلية معروفة إلا نادراً. لكن اكتشاف مكتبة نجع حمادي قرب الأقصر في مصر عام 1945، وترجمة نصوصها عام 1977، أعاد فتح باب البحث في تاريخ الغنوصية وموضوعاتها على أسس جديدة. كان كليمنس الإسكندراني يقول إن الغنوصي هو المسيحي المكتمل، مع التنبيه إلى أن استعماله لمصطلح “غنوصي” يشير إلى المؤمن الذي بلغ ذروة المعرفة الروحية، لا بالضرورة إلى أتباع المذاهب الغنوصية التي عارضتها الكنيسة لاحقاً لا تزال أصول هذه الحركة غير واضحة تماماً، لكنها بلغت ذروتها في القرن الثاني، ثم بدأت بالانحسار منذ القرن الرابع.



تعليقات
إرسال تعليق