فيلسوف ألماني (1889-1976)، يُعدّ أحد أكثر المفكرين تأثيرًا وإثارة للجدل في القرن العشرين. بدأ دراسته الفلسفية تحت إشراف إدموند هوسرل، مؤسس الفينومينولوجيا. طرح السؤال المنسي في الفلسفة الغربية: ما معنى الكينونة؟ في عمله الأهم "الوجود والزمن"، قدّم تحليلاً للوجود الإنساني الذي سماه "الدازاين" (الوجود-هنا)، بوصفه الكائن الوحيد القادر على التساؤل عن وجوده. لا ينظر هايدغر إلى الإنسان كجوهر مفكّر أو فاعل عقلاني، بل ككائن مُلقى في العالم، منخرط في شبكة من المعاني والسياقات، يختبر وجوده عبر الزمن والقلق والموت. يرى أن الوجود الأصيل يتحقق عندما يواجه الإنسان موته كاحتمال شخصي، فيتحرر من الانغماس في اليومي، ويسترد إمكانية أن يكون ذاته. عمّق نقده للميتافيزيقا الغربية في أعماله اللاحقة: "مقدمة في الميتافيزيقا" و"رسالة عن النزعة الإنسانية". دعا إلى العودة إلى لغة الشعر والتفكير التأملي باعتبارها سبلاً بديلة للاقتراب من الكينونة. ظلّ مثار جدل كبير بسبب علاقته الغامضة بالنازية، خاصة خلال تولّيه رئاسة جامعة فرايبورغ عام 1933، وصمته خلال الفترة النازية عن جرائمها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق