عثر علماء الأنثروبولوجيا على أدلة
عن الفترة قبل القرن الثامن عشر تشير إلى أن النوم كان على دفعتين. النوم الأول
كان بعد الغسق، يعقبه استيقاظ لمدة ساعات تجري خلاله بعض الأعمال مثل الخياطة أو
تقطيع الخشب أو رواية الأحلام أو الاسترخاء أو القراءة بالاعتماد على ضوء مصابيح
الزيت. يلي ذلك نوم حتى الفجر. وهذا النوم على دفعتين بدأ بالاختفاء مع نهاية
القرن السابع عشر. بدأ الحديث في الأدب عن الأرق من القرن التاسع عشر، أي مع
اختفاء النوم على دفعتين. أجريت تجربة على مجموعة من الناس الذين تركوا يعيشون في
مكان لمدة شهر كانت الظلمة فيه تدوم أكثر من 14 ساعة، فظهرت لديهم رغبة في النوم
لمدة أربع ساعات تعقبها فترة يقظة لمدة بين الساعة والثلاث ساعات يمكن العمل
خلالها، تلتها فترة نوم ثانية لمدة أربع ساعات. يتوافق هذا مع الساعة
البيولوجية ولكنه لا يتوافق مع متطلبات الحياة الحديثة التي تفرض النوم المستمر لمرة
واحدة والبقاء مستيقظاً طوال فترة العمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق