حرب القرم

هي حرب دارت بين الإمبراطورية العثمانية المتهالكة أيام عبد المجيد الأول، والإمبراطورية الروسية الطامعة في السيطرة الكاملة على شبه جزيرة القرم. ولخوف القوى الأوروبية من فوز الروس وسيطرتهم تالياً على البحر الأسود وامتداداته، قرر الفرنسيون والبريطانيون ولاحقاً الإيطاليون من المشاركة في الحرب إلى جانب العثمانيين. دارت المعارك في القرم وحول القاعدة البحرية سيباستوبول بالدرجة الأولى. انتهت هذه الحرب بهزيمة الروس وعقد اتفاقية باريس لعام 1856 التي جعلت من البحر الأسود منطقة حيادية، أي بدون سفن حربية، ومنع بناء تحصينات في المنطقة. وكانت بذلك بداية تراجع كبير للروس في البحر الأسود والمتوسط. شارك في تلك الحرب نحو 800 ألف جندي روسي، و250 ألف جندي تركي، و نحو 300 ألف جندي فرنسي، ونحو مائة ألف جندي بريطاني. كانت الخسائر في الأرواح كبيرة من نحو 400 ألف جندي، مات معظمهم بسبب الأمراض ووباء الكوليرا، بأكثر من القتال. هذه الحرب هي أولى الحروب الحديثة استخدمت فيها القطارات والسفن الحربية البخارية والبنادق ذات الفوهات الحلزونية.