زامبيا

 

دولة من دول الجنوب الأفريقي. كانت تسمى روديسيا الشمالية. هي إحدى دول الكومنولث منذ استقلالها عن المملكة المتحدة عام 1964. عدد سكانها نحو 16 مليون نسمة (عام 2017)، ومساحتها تزيد عن 752 ألف كيلومتر مربع. عاصمتها لوساكا. واسمها باسم نهر زامبيز الذي يمر بها، وهو رابع أطول نهر إفريقي. تكسوها سهوب الأعشاب التي تشتمل على نباتات متنوعة جداً وكذلك كائنات حية مختلفة. وهذا يجعلها تتمتع بمشاهد خلابة جاذبة للسياحة التي تشكل جانباً هاماً من اقتصادها، إضافة إلى مناجم الكوبالت والنحاس، وهي الدولة الثالثة المصدّرة في العالم. تنتج الذرة والتبغ والفستق والقطن. أحرزت تقدماً اقتصادياً، ولكن نسبة كبيرة من سكانها لا تزال تعيش تحت خط الفقر. ناتجها المحلي الإجمالي للفرد بالقوة الشرائية 4300 دولار لعام 2015. الأمية فيها كبيرة (75% من السكان في عام 2005) خاصة لدى النساء. ترتيبها على مؤشر التنمية 139. اللغة الرسمية هي الإنكليزية، يتحدث الناس بنحو 70 لغة محلية. نظامها السياسي ديمقراطي رئاسي. أول رؤسائها كنيث كاوندا.

الزهري/السفلس

 

آثار الزهري على جمجمة مصاب متقدم،
بعد ثلاث سنوات على الأقل من الطفح الجلدي

مرض تسببه البكتيريا الملتوية اللولبية الشاحبة Treponema pallidum. ينتقل جنسياً، كما له أن ينتقل من الأم حاملة الجرثوم إلى جنينها. كانت الإصابات الأكبر من نصيب البحارة لاتصالهن ببائعات الهوى. فأطلق عليه تسميات بعلاقة مع جنسياتهن. فتارة هو المرض الإنكليزي وتارة هو المرض الفرنسي وبالنسبة للعثمانيين كان المرض المسيحي وهلمجرا. انتقل إلى المجتمعات المختلفة بشكله الحالي عقب رحلات كولومبوس إلى أمريكا.  فترة حضانته من 9 إلى 90 يوماً. تكون الإصابة في مرحلتين: الأولى الباكرة، وهي السنة الأولى يظهر فيها الطفح الجلدي العام، والثانية بعد ذلك تظهر فيها إصابات مجاري دموية وعصبية لاحقاً، وكذلك تأثر القلب والدماغ والعيون والعظام. يصعب تشخيصه المبكر، ويكون ذلك مخبرياً بمعاينة الطفح وتحديد البكتيريا. يعالج بالبنسيلين الذي أثبت جدارة كبيرة، وقبل ذلك كان له أن يقتل صاحبه. عدد المصابين به عالمياً يفوق 12 مليون في عام 1995، معظمهم في جنوب شرق آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء، 86% منهم من الذكور ونصفهم من المثليين جنسياً.

الزئبق

غالباً ما يطلق عليه صفة المعدن. من المجموعة 12 في جدول مندلييف. وهو معدن فقير لا ينطبق عليه تعريف العناصر الانتقالية. عدده الذري 80، ورمزه Hg. كثافته 13,546 غرام للسنتمتر المكعب. درجة انصهاره -38.842 مئوية، ويتبخر عند 356.62 درجة مئوية. له 38 نظيراً، بعضها مستقر. وهو المعدن الوحيد السائل في الظروف الجوية العادية. لونه أبيض لمّاع، يسيل بسرعة بسبب ضعف لزوجته. يمكن أن يكون ساماً، وأبخرته ضارة بالتأكيد. دول عديدة تراقب أو تمنع استخدامه كما النرويج. أما دول الاتحاد الأوربي فتراقب وجودة في الأطعمة والماء، كما منعت استخدامه في البطاريات وأجهزة قياس الحرارة. بعض الدول تمنع أو توصي بتقليل استهلاك بعض الأسماك لوجود نسبة ضارة من الزئبق فيها. سميّ تاريخياً بالفضة الحيّة، واستعمل أحياناً كدواء لبعض الأمراض قبل أن يدرس بشكل كاف. يوجد طبيعياً على شكل كبريت الزئبق. أكثر الدول إنتاجاً للزئبق هي إسبانيا وإيطاليا وروسيا والمكسيك والولايات المتحدة والجزائر.

زلزال وتسونامي 2004

هو زلزال حدث يوم 26 كانون الأول عام 2004 في المحيط الهندي على سواحل جزيرة سومطرة الإندونيسية بدرجة تراوحت بين 9.1 و9.3.، وهو بذلك ثالث أعلى درجة سُجلت حتى اليوم. مركز الزلزال كان على حدود الصفائح التكتونية الأوراسية والأسترالية الهندية. كان لهذا الزلزال أن يرفع طبقة من أرضية المحيط لارتفاع ستة أمتار وعلى مسافة 1600 كم. وبعد دقائق والساعات التي عقبت الزلزال بدأ تشكل تسونامي بارتفاع 30 متراً ضرب إندونيسيا وسريلانكا وجنوب الهند وغرب تايلاندا. راح ضحية ذلك نحو 250 ألف مفقود، منهم 170 ألف إندونيسي و 31 ألف سريلانكي. وهو واحد من أعنف عشرة زلازل أصابت الأرض، وأحد أشد التسونامي في التاريخ.

الزرقالي

نسخة من اصطرلاب الزرقالي في قرطبة

فلكي ومخترع أندلسي. عاش بين 1029 و 1087، في طليطلة. يعرف باللاتينية باسم Arzachel. امتهن صناعة الاصطرلابات المفيدة في تحديد الموقع في ملاحة السفن. ابتكر اصطرلاباً أفضل ممما عرف منها حتلى وقته وأرفقه بجداول عرفت باسمه (الصفائح الزرقالية)، وبقيت مستخدمة حتى القرن السادس عشر. صحح بيانات بطليموس الجغرافية بتقدير خط طول المتوسط من 62 درجة (بطليموس) إلى 42 درجة (الزرقالي)، وهي الأدق. كما حسب أوج الشمس بالنسبة لمجموعة ثابتة من النجوم، فقدرها معدل حركتها بـ 12.04 ثانية سنوياً، وهي في الواقع 11.77 ثانية، وهو أمر قدره بناء على نموذج وضعه لحركة دوران مركز الشمس، وهو نموذج اعتمده كوبرنيق في القرن الخامس عشر عندما قال بمركزية الشمس. وضع ما يعرف بجداول طليلطلة تسمح بمعرفة أيام التقاويم المختلفة من قبطية وفارسية وهجرية وغيرها، وجداول تحدد مواقع الكواكب في أي وقت، وأخرى لمعرفة أزمان الخسوف والكسوف. ترجمت كتبه وجداوله إلى اللاتينية والإسبانية والعبرية.

الزهراوي

   صفحة من ترجمة كتابه إلى اللاتينية

أبو القاسم الزهراوي. ولد نحو عام 940 في الزهراء قرب قرطبة حيث توفي عام 1013. عاش في ظل عبد الرحمن الثالث والحكم الثاني. لا يُعرف الكثير عن حياته، وإنما عن أعماله التي ذكرها في كتبه. فقد كان طبيب الحكم الثاني ومن بعده الوزير المنصور. درس ودرّس الطب والتشريح في الزاهرة حتى استباحتها عام 1011. وضعه ابن حزم (993-1063) بين أكبر الأطباء في الأندلس. أهم كتبه "التصريف لمن عجز عن التأليف" عبارة عن موسوعة طبية يبين فيها المعارف الطبية التشريحية في عصره في مقابلة تجربته الشخصية. تُرجم إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر، طُبع كتابه في البندقية عام 1497 قبل كتب جالينوس وأبقراط. كان على الجراح عنده أن ينتبه إلى أمرين: الأول التأكد من صحة المريض وتقبله للعمل الجراحي، والثاني خطورة الجراحة على المريض، ويصف في هذه الحالة الاحتياطات وإمكانات تجنب المخاطر. وعلى الطبيب أن يضع ميزان الفوائد والمخاطر. كان أول من أشار إلى الحمل خارج الرحم وخطورته القاتلة.

زيوس

زيوس وهيرا

هو أكبر آلهة الأسطورة الإغريقية. وهو الابن الأصغر لكرونوس العملاق الذي أكل أولاده الخمسة بناء على نبؤة تقول بأن أحد أولاده سيقتله ليعتلي عرش الألوهة مكانه. ولكن أمه ريا أرسلته إلى جزيرة كريت عند ولادته، وأرسلت إلى كرونوس حجراً ملفوفاً. كبر زيوس في جبل إيدا، وأرضعته العنزة أمالتي في مغارة سرية. ولكن صراخه وقرقعة سلاحه وشت به. أول أعماله كانت التخلص من أبيه كرونوس بأن جعله يبتلع شراباً أدى إلى تقيؤ أخوته الخمسة. ويُذكر دائماً بعلاقة مع أخته هيرا التي أحبها وتزوجها. تزوج من عدة نساء إلهات وعاديات، وأنجب الكثير من أنصاف الآلهة حتى لا ينازعونه العرش. شن حرباً ضد الآلهة العملاقة بمساعدة أخوته وآلهة أخرى للتخلص منها. تقاسم الحكم بعد ذلك مع أخيه بوزيدون الذي سيطر على المحيطات والبحار، وأخوه هاديث الذي ساد على جهنم حيث احتجزت الآلهة العملاقة. أما زيوس فكانت له السيادة على كل ما تبقى من أرض وسماء، بما فيهما من رعد وبرق وصواعق.

زاوية الميل المداري

Orbital inclination   هي زاوية تستخدم عند الحديث عن مسارات الكواكب والنجوم أو الأقمار الطبيعية والصنعية منها. وهي زاوية بين جسم متحرك في مدار حول جسم آخر. تخص الزاوية الكائنة بين مستوي المدار ومستوي مرجعي. هذا المستوي المرجعي في حالة الأرض هو المستوي الوسطي لدوران الأرض أو المستوي الاستوائي. وتكون زاوية المدار بين صفر وتسعين درجة في حالة المدار المباشر، أي في حالة دوران الجسم والأخر باتجاه واحد. وتكون بين تسعين ومائة وثمانين عندما تكون حركة أحدهما معاكسة للآخر. من أمثلة ذلك أن الكواكب من عطارد إلى نبتون تدور حول الشمس بزاوية صغيرة بين مستوى دورانها والمستوي الاستوائي للشمس. أما الكوكب القزم بلوتو فيصنع زاوية بمقدار 17 درجة. والقمر الصنعي الذي يدور فوق خط استواء الأرض وبالاتجاه نفسه لدوران الأرض يصنع زاوية ميلان تساوي الصفر، ولو دار بالعكس لكانت الزاوية 180 درجة. أما القمر الصنعي الذي يدور حول الأرض ويمر فوق القطب الشمالي أو الجنوبي فتكون زاوية ميلانه تسعين درجة.

زكي نجيب محمود

فيلسوف وكاتب مصري، ولد عام 1905 وتوفي عام 1994. درس في جامعة القاهرة، وحضر الدكتوراه في بريطانيا. عمل أستاذا في جامعات عربية من مصرية وكويتية، ومستشاراً ثقافياً في السفارة المصرية في الولايات المتحدة. كتب في المنطق الوضعي، أي المنطق التجريبي القائم على التحقق في مجال المعرفة. ومن كتبه الفلسفية "خرافة الميتافيزيقيا" و"المنطق الصوري"، و"نظرية المعرفة"، وكتب عن برتراند راسل وديفيد هيوم وجابر بن حيان. وفي الكتابات الفكرية له عدة كتب منها "تجديد الفكر العربي" و"المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري"، و"ثقافتنا في مواجهة العصر"، و"مجتمع جديد أو الكارثة"، و"رؤية إسلامية". ساهم في ترجمة "قصة الحضارة". ترجم شعر عباس محمود العقاد إلى الإنكليزية وألّف كذلك بالإنكليزية "أرض مصر وشعبها". قال عنه عباس العقاد: هو فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة، وذلك لموسوعيته وشمولية كتاباته. في كتابه "حصاد السنين" الذي كتبه قبل وفاته، يروي فيه سيرته كشهادة على الحياة المصرية الثقافية بكل ما تتخلله من أحداث محلية وعالمية.

جورجي زيدان

ولد في بيروت عام 1861 وتوفي عام 1914 في القاهرة. درس الطب والصيدلة في الجامعة البروتستانتية السورية (الجامعة الأميركية في بيروت). أجاد عدة لغات منها الفرنسية والإنكليزية والعبرية والسريانية، طبعاً غير معرفته العميقة باللغة العربية. ترك بلاده وسافر إلى القاهرة. كان يحب الأدب والعلم في ركيزته المنطقية. أصبح محرراً في جريد الزمان. أنشأ مجلة الهلال عام 1892 التي راجت كثيراً وأصبحت داراً للنشر، وأدارها حتى وفاته. هو أحد مؤلفي النهضة. وكمحب للغلة العربية والعلم، أراد أن يقدم للقارئ نصوصاً مفهومة وشيّقة بلغة جذابة. فكتب في التاريخ من "تاريخ مصر الحديث" و"تاريخ التمدن الإسلامي" إلى "تاريخ آداب اللغة العربية". ولكنه كتب كثيراً في التاريخ على شكل روايات. من أشهرها "فتاة غسان" الذي يؤرخ فيها للفترة الأولى للإسلام والفتوحات. وكذلك فتح مصر في روايته "أرمانوسة المصرية". و"عذراء قريش" عن "مقتل عثمان، و"الأمين والمأمون" وغيرها كثير. يقارب عدد صفحات مؤلفاته 15 ألف صفحة. ترجم بعضها إلى الفرنسية والإنكليزية.

الزباء-زنوبيا

إمبراطورية تدمر بين عامي 260 و 273 ميلادية

بعد مقتل أذينة انتقل الحكم إلى ابنه، فتولت أمه الزباء الحكم لصغر سنّه، وكان لها من العمر 27 عاماً. كانت تتقن اليونانية والمصرية وتحسن اللاتينية، وتهتم بشؤون المملكة، حرة التفكير متساهلة مع أصحاب العقائد والآراء، مثل زوجها أذينة، خاصة وأن تدمر كانت مدينة لكل الغرباء. كانت تدير مملكتها بقدرة فائقة مما أخاف الرومان فحرّض شيوخ روما قيصرها غالينوس على التخلص منها قبل استفحال أمرها. وجرت معركة بين جيشها وجيش الروم بقيادة هرقليانوس وانتصرت عليه وقتلته. فزاد هذا في خوف الروم منها. وحتى لا تتفاجأ بهم، بادرت إلى قتالهم عند انطاكية حيث هُزم جيشها، وتعقبها الجيش الروماني بقيادة أورليانوس حتى حمص التي استولى عليها بعد معركة حامية، وثم تتبعها حتى تدمر حيث قبلت بالأسر دون تدمير مدينتها عام 272م تحت ضغط أهل تدمر كما قيل. أُخذت أسيرة إلى روما وانقطعت أخبارها منذ العام 275م ولم يكن لها من العمر إلا 35 عاماً. وعادت تدمر ولاية رومانية، وأفلت تجارتها مع القرن الخامس.

أورانوس

هو الكوكب السابع في المجموعة الشمسية من حيث البعد عن الشمس. وهو كوكب عملاق، إذ هو الرابع بين الكواكب من حيث الكتلة.  هو جليدي، نواته من الحديد والرمل بما يكافئ كتلة الأرض، مكسوة بعدها بالجليد والهيدروجين. يتكون جوه من الهيدروجين والهليوم ونسبة كبيرة من الماء المتجمد، والأمونياك والميتان. وهو أول كوكب اكتشف بالمنظار، وليس بالعين المجردة، كما هو الحال في الكواكب الخمسة الأخرى: زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد. كان ذلك عام 1781 بواسطة التلسكوب، إذ إن ألقه ضعيف. درجة حرارته الوسطى نحو 200 درجة تحت الصفر. محور دورانه ينطبق تقريباً على مساره نحو الشمس مما يجعل فصوله طويلة متباعدة (صيفه 42 سنة من سنوات الأرض). حوله 13 حلقة ضيقة وله 27 قمراً. سنته نحو 84 سنة من سنوات الأرض، ويومه نحو 17 ساعة. وهو يدور بعكس دوران الأرض، أي مثل الزهرة. سطحه يعادل 15 مرة سطح الأرض، وحجمه 63 حجم الأرض، وكتلته نحو 14.5 كتلة الأرض.

زحل

هو الكوكب السادس بعداً عن الشمس. وهو غازي مثل المشتري يتكون من الهيدروجين والهليوم. والهيدروجين عليه في أشكاله المختلفة، غاز وسائل وصلب. كتلته الحجميه أقل من الماء لغلبة الغازات في تكوينه. أي أنه لو سقط على محيط هائل من الماء لبقي طافياً. وهو ثاني أكبر الكواكب حجماً وكتلة بعد المشتري. قطره أكثر من قطر الأرض بتسع مرات، وحجمه أكبر من حجم الأرض بنحو 900 مرة، وكتلته أكبر من كتلة الأرض بنحو مائة مرة. ويبعد عن الأرض بنحو 1.5 مليار كيلومتر. ألقه ضعيف جداً مقارنة بالزهرة، وهو آخر الكواكب التي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة. عرف منذ القدم. تشكلت حوله حلقات تراب وغبار وجليد كثيرة، منها سبع رئيسية. وله أقمار عديدة، أكثر من 200 قمر، أعطي أسماء لنحو 53 منها. أكبرها القمر تيتان. درجة الحرارة على سطحه نحو 150 درجة تحت الصفر. سنته نحو ثلاثون سنة من سنوات الأرض، ويومه نحو عشر ساعات.

الزهرة

الأرض والزهرة

كوكب من كواكب النظام الشمسي الترابية. وهو الأقرب إلى الشمس بعد عطارد. سمي في اللاتينية باسم الإلهة فينوس، إلهة الحب والإغراء والجمال في الأسطورة الرومانية. سنته نحو 224 يوماً، ويومه نحو 243 يوم من أيام الأرض، أي أن يومه أطول من سنته. وهو يدور حول الشمس بعكس جهة دوران الكواكب الأخرى. يبعد عن الشمس نحو 108 مليون كم. حجمه وكتلته يماثلان حجم وكتلة الأرض بنحو 80%. شكله شبه كروي كامل، ومساره هو الأقرب إلى الدائري بين الكواكب. سطحه مُغطى بطبقة من الغيوم العاكسة للضوء لا يسبقه في ذلك سوى القمر. وبما أنه يقع بين الشمس والأرض، لذا فهو يبدي أطواراً كالقمر وعطارد. غلافه الجوي هو الأكثر سماكة بين الكواكب الترابية (عطارد والزهرة والأرض والمريخ) بما يشكل ضغطاً جوياً على سطحه يماثل أكثر من تسعين مرة الضغط الجوي على سطح الأرض. نسبة ثاني أكسيد الكربون في جوه 96.5%، الذي يصبح شبه سائل بسبب الضغط العالي ودرجة الحرارة العالية (470 درجة).

زيت البلح

يُستخرج من شجرة بلح الزيت، التي تشبه شجرة البلح المعروفة وثمرها الذي يحتوي على نسبة كبيرة من الزيت تصل 50% منه. للشجرة البالغة (بعد أربع سنوات) أن تعطي 40 كغ زيتاً سنوياً. زيت البلح حالياً يشكل نحو ربع الزيوت النباتية المستخدمة في العالم. تنتج اندونيسيا وماليزيا لوحدهما 90% من الإنتاج العالمي السنوي. يُعطي الهكتار الواحد نحو سبعة أطنان من الزيت سنوياً في الحالة المثالية. وهذا ما أدى إلى أن نسبة كبيرة من أراضي الغابات في إندونيسيا وماليزيا قطعت أشجارها ليزرع محلها بلح الزيت الذي يمتص ثاني أوكسيد الكربون بقدر أقل بكثير مما تفعله أشجار الغابات العادية. كما أن زراعته تتطلب قطع أشجار الغابات مما يخل بالتوازن البيئي ويقضي على الكائنات والحياة القائمة في هذه الغابات. أثبتت الدراسات المخبرية أن زيته يحتوي على حمض دهني مشبع بنسبة 51% مما يؤثر سلباً على معدل الكولسترول في الجسم على عكس زيت الزيتون أو الكولزا أو الصويا، ولكن أسعار هذه أعلى!

الزهر/المصادفة

أحد معاني كلمة hasard الفرنسية هو "الصدفة"، وهي مشتقة من الإسبانية azar التي لها معنى الصدفة من بين معان أخرى، وهي مأخوذة على الأغلب من كلمة "الزهر" في العربية الدارجة! ولا يمكن لأحد أن يؤكد استخدام هذه الكلمة من قبل عرب الأندلس أثناء مكوثهم فيها، كما أن لا أحد يستطيع نفي استخدامها. وليس للإسبانيين صلة بكلمة "الزهر" إلا عبر العربية! ولكن الفصحى تستخدم كلمة "الفَصُّ" عندما تعرّف معاجم اللغة العربية الكلمة الفارسية "النرد" أو النردشير، كما هو حال المعجم الوسيط "النَّرْدُ: لعبة ذات صندوق وحجارة وفصَّين ، تعتمد على الحظ وتُنْقل فيها الحجارة على حسب ما يأتي به الفَصُّ: [الزَّهر]". هناك من يقول إن كلمة زهر مشتقة من كلمة "يسر" التي هي جذر كلمة "ميسر". والميسر في العربية هو القمار القائم على الصدفة. وكلمة "يسر" لفظها الإسبان yasar، التي تحولت إلى azar، ولكن لا شيء يؤكد ذلك، ولكنه محتمل إزاء ضعف احتمال استخدام عرب الأندلس لكلمة "الزهر".

هكذا تكلم زرادشت

كتاب للفيلسوف الألماني نيتشه، وضع له عنوان جانبي: "كتاب للجميع ولا لأحد". وهو قصائد/مقالات فلسفية نشرها بين 1883 و 1885. ومن قصيدة/مقالة إلى أخرى  يترك الانطباع بأنه يسير قدماً في سبر الديانة الزرادشتية، التي اختارها نيتشه باعتبارها الأولى التي علّمت عقيدة المثنوية الأخلاقية: الحسن والسيئ، جاعلاً من زرادشت، النبي الشاعر، رجلاً اعتكف في الجبال ثم عاد ليكلم الناس عن العودة الأبدية لدعاة الموت وعن الضعفاء والأقوياء وعن النبلاء والعبيد. وعبرها يريد نيتشه أن يعرض أفكاره. حيث يأخذ نيتشه على عاتقه مسؤولية تجاه زمانه، إذ كان يظن أنه يجب التخلص من الأخلاق والميتافيزيقا الأوروبية لإحداث تغيير جذري في الحضارة. وهو يريد لفلسفته أن تكون مبدأً لإنسانية جديدة. وانطلاقاً من التفكير كمشرّع ومبدع يهدف إلى تأسيس تاريخ جديد. وهو لا يريد فقط نقد أخطاء الأخلاق (التي يختبئ وراءها الضعفاء ويستغلها الأقوياء) والدين (الذي استهلك بموت الإله) ولكنه يريد أن يكون مشرّعاً لإنسانية جديدة. 

زرادشت

تقول الرواية بأنه عاش بين القرن السابع والسادس قبل الميلاد، ولكن الدراسات الحديثة تقول بأنه عاش بين القرنين الخامس عشر والحادي عشر قبل الميلاد. عُرفت شذرات من حياته بفضل بعض الأناشيد المدوّنة في كتاب الأفستا الزرادشتي الذي يعود إلى مطلع الألف الأولى لقبل الميلاد. تجلى له نور الإله أهورا مازدا في سن الثلاثين، ووضع أسس ديانته التي اعتنقها أولاده وابن عمه وزوجته. دعا إلى الإله الواحد أهورا مازدا. وقال بالمثنوية على شكل الروح المقدسة في مقابل الروح الشريرة والخير في مقابل الشر، وأن العقلاء يختارون القداسة والخير والحمقى يختارون الشر، ولهم أسوأ ما في الحياة.  وهاجم ممارسات الديانات التقليدية وقرابينها الشنيعة ذلك أن للحيوانات روح. كما منع شرب المسكرات التي تمنع الإنسان من التفكير بوضوح. قاومه كهنة الديانات الأخرى والطبقة الحاكمة التي لا تطيق العدل مما اضطره للهروب والهجرة. حماه والد داريوس الأول واتبعه وطلب من شعبه والشعوب الخاضعة له اتباع ديانته التي أصبحت الديانة الرسمية من وقتها. والنار وإشعالها محبة بنورها وليس لعبادتها كما يُظن.

الزرادشتية

ديانة بُنيت على ديانة منسية تسمى المزدائية. طوّرها زرادشت الذي يبدو أنه عاش في الألف الثاني قبل الميلاد. صاغ تعاليمه أناشيداً، أتلفت الحروب معظمها، والباقي نحو ربع العدد الأصلي، وهي في كتاب الزرادشتية المسمى "أفيستا". يقول زرادشت بوجود إله واحد "أهورا مازدا"، الذي خلق الكون والعناصر الأربعة: الماء والتراب والنار والهواء. وخلق الإنسان أيضاً ومنحه حرية الاختيار بين الحسن والسيئ وبين الخير والشر. وهي عقيدة تدعو إلى الخير، وأن الخير هو في: طيب السرية، وطيب الكلام، وطيب الفعل. وأن الطيبة هي شيء مثل النور الذي يأتي من أعماق النفس. وأن للإنسان توجهان، الأول يحمل الخير والثاني يحمل الشر: ويوصي زرادشت باختيار الأول، وأن هذا الاختيار يكون عبر جدل داخلي دائم. تقول الزرادشتية بحياة بعد الموت وبحساب الأرواح، وأن كل كائن سيحاسب بأعماله. الصالح يذهب إلى عالم الترانيم والضال تذهب روحه إلى جهنم لمدة محدودة. الصلوات خمس يومياً، والزواج إلزامي، والطلاق محرم. والرق والاستعباد ممنوعان بإطلاق. وتمنع عبادة الأوثان. والقرابين ممنوعة.

زنجبار

هي جزيرة في أرخبيل زنجبار المحازي لتنزانيا والمؤلف من قرابة خمسين جزيرة، أكبرهما جزيرة زنجبار وجزيرة بمبا. مساحة جزر الأرخبيل لا تزيد عن 2500 كيلومتر مربع. وعدد السكان نحو 1.3 مليون. يعتمد اقتصادها على التوابل والزراعات البحرية التي تصدرها إلى اليابان، للطعام ولصناعة الأدوية. ناتجها الإجمالي المحلي قرابة مليار دولار. أطلق عليها التجار العرب اسم "بر الزنج"، إلى أن جاء البرتغاليون فاستعمروها وأطلقوا عليها الاسم العربي معكوساً "زنجبار". نشطت الحركة فيها في العصر العربي للتجارة والهجرة. بقي فيها البرتغاليون لقرابة قرنين، وطلبوا من عرب عُمان إدارتها وأصبح الأرخبيل تحت سيطرة سلطنة عمان بعد مغادرة البرتغاليين. وفي عام 1832 نقل سعيد بن سلطان عاصمته من مسقط إلى مدينة زنجبار التي أصبحت من أهم مدن تجارة العبيد والتوابل. واستمر ذلك حتى عام 1963، حينما أصبحت جزءاً من تنزانيا مع استقلال ذاتي. تحكمها حكومة وطنية ومجلس نواب ورئيس. عاصمة هذا الأرخبيل هي مدينة زنجبار (زنجبار سيتي) التي صنّفت اليونسكو مركزها ضمن الإرث العالمي.