كتاب للفيلسوف الألماني
نيتشه، وضع له عنوان جانبي: "كتاب للجميع ولا لأحد". وهو قصائد/مقالات
فلسفية نشرها بين 1883 و 1885. ومن قصيدة/مقالة إلى أخرى يترك الانطباع بأنه يسير قدماً في سبر الديانة
الزرادشتية، التي اختارها نيتشه باعتبارها الأولى التي علّمت عقيدة المثنوية الأخلاقية:
الحسن والسيئ، جاعلاً من زرادشت، النبي الشاعر، رجلاً اعتكف في الجبال ثم عاد
ليكلم الناس عن العودة الأبدية لدعاة الموت وعن الضعفاء والأقوياء وعن النبلاء
والعبيد. وعبرها يريد نيتشه أن يعرض أفكاره. حيث يأخذ نيتشه على عاتقه مسؤولية تجاه زمانه، إذ كان يظن أنه يجب التخلص
من الأخلاق والميتافيزيقا الأوروبية لإحداث تغيير جذري في الحضارة. وهو يريد
لفلسفته أن تكون مبدأً لإنسانية جديدة. وانطلاقاً من التفكير كمشرّع ومبدع يهدف
إلى تأسيس تاريخ جديد. وهو لا يريد فقط نقد أخطاء الأخلاق (التي يختبئ وراءها
الضعفاء ويستغلها الأقوياء) والدين (الذي استهلك بموت الإله) ولكنه يريد أن يكون
مشرّعاً لإنسانية جديدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق