البتراء عاصمة الأنباط، أصبحت بين عامي
100 ق.م و300م مركزاً تجارياً هاماً وحلقة وصل لتجارة الأقمشة والتوابل والبخور بين
شبه الجزيرة العربية وما وراءها من البلاد الآسيوية وإلى مصر وبلاد الشام وروما. وبما أنها تقع وسط منطقة صحراوية جافة، أصبح سكانها خبراء في فن
المحافظة على المياه وحسن استخدامها، وأنشأوا سدوداً وقنوات وخزانات، وبنوا المصاطب
الزراعية في المنحدرات، وحولوا مدينتهم إلى واحة تُروى بواسطة نظامهم المائي. اسمها الأصلي "رقيم"، بمعنى ذات الألوان الموشحة. استولت روما على البتراء سنة 106م، وكان ذلك بداية اندثارها التجاري،
ثم تعرضت لزلزال كبير عام 363م دمر الكثير من أبنيتها وبيوتها ونظامها المائي. وهي
إحدى عجائب الدنيا بسبب أبنيتها الجميلة المحفورة في الصخر الوردي، ومدرجها وشارعها
ذي الأعمدة، والكنيسةً البيزنطية، ومعبد الأسود المجنحة وغيرها، وبناء “الخزنة”
المنحوت في الصخر الذي تضم واجهته اثني عشر عموداً ومنحوتات لنسور ونقوش للعديد من
الشخصيات الأسطورية القديمة. بقيت البتراء منسية لقرون طويلة حتى اكتشفها السويسري
جوهان بوركهاردت عام 1812.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق