حدث ذلك في إيران أيام الشاه نصر الدين القاجاري. الذي منح عام 1872 البريطاني "دو روتر" حق استثمار الطرق والتلغراف والطواحين والمصانع وغيرها مقابل مبلغ من المال لمدة خمس سنوات ونسبة 60% من العائدات فيما بعد ولمدة عشرين سنة. وهذا ما أثار حفيظة الناس وامتعاضهم. اضطر الشاه للتراجع بعد سنة من توقيع الاتفاقية. وأسس ذلك لمعارضة شعبية لاحقة. ومع هذا، منح الشاه عام 1890 للضابط البريطاني تالبوت امتياز إنتاج وبيع وتصدير التبغ الإيراني لمدة خمسين سنة، مقابل مبلغ 15 ألف جنيه إسترليني إضافة إلى ربع الأرباح الصافية. أثار ذلك سخط الناس في مدن مثل طهران وتبريز وأصفهان وغيرها، وكذلك التجار الذين حرموا بذلك من تجارة التبغ الإيراني المعروف بجودته. آزرهم رجال الدين، وأصدر المرجع ميرزا حسن الشيرازي نهاية عام 1891 فتوى يحرم فيها زراعة وتجارة واستهلاك التبغ كوسيلة لكسر الامتياز، التزم الإيرانيون بها تماماً. فاضطر الشاه لإلغاء الامتياز مطلع عام 1892. وكان هذا أول معارضة شعبية حاسمة في تاريخ إيران والمنطقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق