احتاجت السياسة إلى الكتابة، كتابة النصوص والقوانين |
عرفت الحضارات السومرية والفرعونية وحضارة وادي السند أنظمة سياسية قادت مجتمعاتها على مدى آلاف السنين وتميزت بسلطة مدنيّة ودينيّة تسنمها الحاكم بمفرده في أغلب الأوقات. بدأ الأمر مع تطور النشاط الاقتصادي الذي قاد إلى ظهور النواة الأولى للمجتمع وظهور المدينة. وقامت دولة/دول قبل خمسة آلاف سنة بنوع من الحكم الملكي الدستوري أو ما يشبه الجمهوري. ففي مدينة أوروك مثلاً كان هناك مجلسان يماثلان حالياً مجلس الشيوخ ومجلس الشعب، وهذا المجلسان يقرران شرعية الملك الذي لا يمكنه الشروع في حرب مثلاً إلا بالرجوع إلى المجلسين. وكلمة ملك لم تكن موجودة وإنما كلمة "الرجل الكبير" بمعنى ملك. والمُلك لم يكن وراثياً وإنما يعود لشخص يستحق هذا المنصب بحسب أفعاله وفضائله. ولكن مع بداية الألفية الثانية قبل الميلاد حلت الوراثة بطريقة ثابتة وتراجعت الجمهورية والمؤسسات الشعبية. ومع الحكم الوراثي ظهرت التشريعات، مثل تشريعات حمورابي، بهدف الحفاظ على التقاليد التي تكرّس الوضع الراهن وصياغتها على نحو تضمن الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المجتمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق