الدادائية

ولدت في خضم الحرب العالمية الأولى وجوها الخانق. لم تكن أوروبا ممزقة وكالحة كما كانت أثناء تلك الحرب. وفي مدينة زيورخ عام 1916 قرر المخرج هوغو بال وصديقته إيمي هننغز، الراقصة والشاعرة والكاتبة، تأسيس "كباريه فولتير" لإمتاع رواده ببرامج موسيقية وشعرية يقدمها فنانون من الحضور، وشجعا فناني زيورخ الشباب بالمشاركة. جذب هذا الأمر فنانين من رومانيا وألمانيا وفرنسا وسويسرا معارضين للأشكال التقليدية الصارمة في مختلف الفنون من موسيقى وشعر ومسرح ورسم، وراغبين في مجال أوسع من الحرية في الابتكار والإبداع. ومن أشهر روادها الرسام مارسيل دوشام. كلمة "دادا" لا معنى لها وإنما كانت أول كلمة وقع عليها هوغو بال عندما كان يبحث في القاموس عن كلمة تناسب الحركة التي كان يفكر فيها. لا تزال هذه الحركة موجودة دون أن يكون لها من يمثلها، وإنما في فكر مهيمن يدعو للبحث عن التجديد، فما هو قديم قد استهلك ومن العبث التمسك به وتكراره. وهي تدعو لاستخدام كل الوسائل الفنية والأدبية المتاحة للتعبير.