اللسان

 

ويُقصد به في العربية أمران: الأول هو اللغة، فلسان العرب لغتهم، والثاني هو العضو اللحمي الأحمر في الفم. وله دور أساسي في النطق والبلع والتذوق. يقع في فجوة الفم وفيه أوعية دموية كثيرة. يساهم ضغطه في تموضع الأسنان في الفم. طوله وسطياً 9 سنتيمترات. يقسم إلى جزأين أساسيين، الجذر والجسم. يبدأ من عظم قاعدة اللسان، هيكله عظمي ليفي. تشارك في بنيته عضلات عدة انطلاقاً من قاعدته العظمية. لنهاياته العصبية دور في الشكل والموضع الذي يأخذه وكذلك في تحسسه للحركة والحرارة والألم وكيمياء المادة الممضوغة. اعتُقد لفترة أن تذوق الحلو والمر والحامض والمالح واللذيذ يُسند إلى مناطق محددة في الفم، لكن أبحاثاً نشرت عام 2006 تقول بأن الأمر يكون على كامل اللسان. وتقوم بذلك مجموعات من الحليمات المنتشرة على سطح اللسان، لاسيما الحليمات الهضمية التي تغطيه. يمكن أن يُصاب بأمراض من جفاف أو تقرح أو اسوداد وغيرها. للونه ومظهره دور في تشخيص بعض الأمراض العامة.

اللاهوت

 

لوحة رفائيل للقديس أوغسطين الفيلسوف واللاهوتي

بمعنى المقال العقلاني المتعلق بالإله. وهو مجموعة من الاختصاصات ترتبط بطريقة أو أخرى بفكرة الإله الخالق. وهو بذلك في منهجه يتضمن المُسلَّمة المبدئية بالخلق والخالق على نقيض المنهج اللاأدري للعلوم ذات الصلة بالأديان مثل الأنثروبولوجيا، أو علم الاجتماع، أو اللغات، أو الفيلولوجيا أو الآثار، التي لا تنطلق من مُسلَّمة الإله الخالق. أول من طرح فكرة اللاهوت هو أفلاطون (وإن كان هناك من تحدث قبله عن "طبيعة الآلهة") في كتابه الجمهورية على لسان سقراط باعتبار اللاهوت هو صحيح المقال عن الآلهة. وأخذها عنه أرسطو على أنها الجوهر المنفصل عن المادة على نقيض الفيزياء التي هي الجوهر المغروس في المادة. ومن ثم تطور في الغرب المسيحي، وأصبح منذ القرن السادس عشر بمعنى معرفة الإله بطريقة طبيعية فلسفية. ويقوم في اليهودية على دراسة التوراة والتفسيرات، وممارسة الوصايا. أما في الإسلام فيقوم على مبدأ الإله العارف بكل شيء والقادر على كل شيء، وعلى عدم تعارض الكلام (المقال العقلاني) والفقه مع القرآن بأي حال.

اللاتينية

 

كتابة لاتينية على شاهدة في الكولوسيوم

لغة من لغات إيطاليا القديمة التي كانت تضم إيطاليا الحالية وبعض جوارها. وهي لغة من عائلة اللغات الأوروبية الهندية. تكلمت بها إيطاليا الوسطى بما في ذلك روما. كانت لغة الإمبراطورية الرومانية وكذلك البيزنطية. مرت بمراحل متعددة تقابل مراحل زمنية من التاريخ الأوروبية. كانت لغة الكتابة والخطابة الرسمية في أوروبا حتى مطلع القرن التاسع عشر، فهي اللغة التي كان يفهمها المتعلمون في مختلف مناطق أوروبا. وهي اليوم اللغة الرسمية للفاتيكان ولغة الكنيسة الكاثوليكية، إذ يفترض أن يتكلمها رؤساء الكنائس والأساقفة والقساوسة. وبالرغم من اختفائها على مستوى التعامل اليومي إلا أنها لا تزال المرجع الرئيسي لاشتقاق المصطلحات في اللغات الأوروبية. لذا لا يمكن اعتبارها لغة ميتة. تتضمن أبجديتها 23 حرفاً، أربعة منها صوتية واثنان شبه صوتيان، وسبعة عشر حرفاً صامتاً. تندر في كلماتها الحروف k و z و y. استعملت حروفها لكتابة الأرقام الرومانية. وهي لغة مُعربة تتغير أواخر كلماتها بحسب موقعها في الجملة ومَنْ المقصود بها.

لورنس، توماس إدوارد

بريطاني ولد عام 1988 وتوفي في حادث دراجة نارية عام 1935. عمل مع المتحف البريطاني بين عامي 1910 و 1914، وعمل في بعثة تنقيب في منطقة كارشميش الواقعة بين تركيا وسوريا في الجهة الغربية المعروفة بآثارها الحثيّة. التحق بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 بالجيش البريطاني كمتطوع .عمل في وحدة المكتب الثاني للمخابرات في مصر. عبر منطقة ما بين النهرين عام 1916 ثم شبه الجزيرة العربية في مهمات استخباراتية. عمل ضابط ارتباط مع القوى العربية أثناء الثورة العربية الكبرى. دعم تطلعات المملكة الهاشمية العربية بالاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية. عمل عن قرب مع الأمير فيصل، وشارك أحياناً في المعارك كأحد القادة ضد العثمانيين، وكان بين من دخلوا دمشق عام 1918. عاد إلى بريطانيا عام 1922، وتابع عمله في سلاح طيران الجيش البريطاني ووصل إلى رتبة عقيد. وغير ذلك فهو دبلوماسي وكاتب، عرف كتابه "أعمدة الحكمة السبعة" شهرة واسعة، أخرج فيماً سينمائياً عام 1962 باسم "لورنس العرب"، وعرف بهذا الاسم من يومها.

تشارلز ليل

 

Charles Lyell، جيولوجي بريطاني. ولد عام 1797 وتوفي عام 1875. اهتم بالجيولوجيا بعد دراسته أمور كثيرة من بينها القانون الذي هجره لصالح الجيولوجيا. بدأها بدراسة منطقته، وكتب عن ذلك مقالاً بعنوان "حول تشكلات الترسبات الكلسية في فورتشاير". أهم أعماله تلك المتعلقة بالطبقات الجيولوجية وعودة كل منها إلى حقبة طويلة من حقب تشكل الأرض كما تدل على ذلك الترسبات والصدف البحرية. كان ذلك عقب زيارته إلى جنوب فرنسا وإيطاليا. وضع بين عامي 1830 و 1833 كتاب "مبادئ الجيولوجيا" في عدة أجزاء، بقصد شرح التغيرات في سطح الأرض بسبب العمليات الجارية عليها. وقال بأن هذه الطبقات تعود إلى فترات بعيدة جداً في الزمن ناقضاً بذلك الأفكار التي كانت سائدة وقتها عن التشكل القريب والسريع للأرض. بقي هذا الكتاب الأكثر تأثيراً في علم الجيولوجيا طيلة القرن التاسع عشر. كان صديقاً مقرباً من داروين ومن أول من سانده في كتابه "أصل الأنواع" بالرغم من أنه لم يكن مقتنعاً تماماً بمسألة الاصطفاء الطبيعي كمحرك للتطور.

لوس أنجلس

 

أكبر مدن كاليفورنيا. يفوق عدد سكانها ومحيطها الأوسع 18.5 مليون نسمة، مما يجعلها مع محيطها ثاني مدن الولايات المتحدة بعد نيويورك. عدد سكان المدينة نفسها قرابة أربعة ملايين. تقع في جنوب شرقي كاليفورنيا عند حوض مجاور للمحيط الهادئ تحيطه جبال يصل ارتفاعها إلى 3000 متر. مناخها كمناخ مدن البحر المتوسط. فيها صناعة هوليوود السينمائية، وصناعات أخرى ومرفأ هو الأكبر انشغالاً بين مرافئ الولايات المتحدة. ناتجها المحلي السنوي يقارب ترليون دولار يماثلها في ذلك طوكيو ونيويورك. استضافت الألعاب الصيفية الأولمبية عامي 1932 و 1984، وستستضيفها عام 2028. سكن منطقتها قبيلتا كوماش وتونغفا الهنديتين. أصبحت منطقتها تابعة لإسبانيا عام 1542. تأسست المدينة عام 1781 في موقع قرية يانغا الهندية. تبعت المكسيك عام 1820 بعد استقلال المكسيك. وأصبحت أمريكية إثر الحرب الأمريكية المكسيكية بعد انضمام فلوريدا إلى الولايات المتحدة عام 1850. ازداد عدد سكانها جداً مع اكتشاف النفط في أواخر القرن التاسع عشر، وكذلك جر المياه إليها عام 1913 من شرق كاليفورنيا.

جان باتيست لامارك

 

عالم طبيعة فرنسي (1744-1829). اهتم بالنباتات في مطلع حياته المهنية، ثم تحول إلى عالم الحيوان وخصوصاً الحشرات والديدان. قام في مطلع القرن التاسع عشر بإجراء تصنيف للافقاريات التي تشمل 80% من الكائنات الحية من غير النباتية. كان من أوائل من استخدموا كلمة بيولوجيا باعتبارها العلم الذي يدرس الكائنات الحيّة. وهو أول من طرح نظرية غير ميتافيزيقية، أي مادية ميكانيكية عن أصل الكائنات الحيّة التي نسج على أساسها نظرية عن ظهور الكائنات الحية وتطورها الطبيعي. وهو تطور تحولي مبني على مبدأين: الأول، أن التعقيد المتزايد في الكائنات الحية كان تحت التأثير الدينامية الداخلية الخاصة بمكوناتها واستقلاباتها. الثاني، أن التنوع أو التخصص، في الأنواع إنما هو نتيجة تكيفها أو تكيّف أعضائها مع الوسط أو البيئة المحيطة. وكان بذلك ممن أسهموا بطريقة مباشرة في وضع الأسس النظرية لما سيكون من الداروينية. ساهم أيضاً في دراسة الأحوال الجوية وأسبابها وما ستكون عليه في العام التالي، وذلك عبر جمع المقالات السنوية الخاصة بذلك وطباعتها ونشرها.

لندن

 

بغ بن  ودولاب عين لندن وجسر البرج

عاصمة إنكلترا والمملكة المتحدة وأكبر مدنها. تقع على نهر التايمز ليس بعيداً عن مصبه في جنوب شرقي بريطانيا. أسسها الرومان باسم لندنيوم منذ نحو ألفي سنة. أصبحت العاصمة بواقع الأمر منذ القرن الحادي عشر. عدد سكانها مع محيطها نحو 14.27 مليون لعام 2018، وهي بذلك ثالث مدن أوروبا بعد موسكو واستانبول. وهي من أهم المدن العالمية. لها دور هام في الفن والتجارة والتعليم والترفيه والأزياء والمال والصحة والإعلام والبحث العلمي والسياحة والنقل. فمطاراتها من أكبر مطارات العالم وأكثرها اكتظاظاً بالطائرات. وهي من أكبر المراكز المالية بعد نيويورك وهونغ كونغ. وهي أول مدينة في العالم من حيث عدد الناس الذين تزيد ثرواتهم عن 30 مليون دولار. فيها 43 جامعة ومعهد جامعي. وهي من أكثر مدن العالم زيارة من الأجانب لكثرة معالمها السياحية من متاحف وقصور ومكتبات. هي المدينة الوحيدة التي عقدت فيها الألعاب الأولمبية ثلاث مرات، كما اشتهرت بمباريات ويمبلدن للتنس. والمدينة الأولى التي استخدمت قطار الأنفاق في العالم.

بيير سيمون دو لابلاس

 

هو الكونت ثم المركيز دو لابلاس، ولد عام 1749 وتوفي عام 1827. وهو رياضياتي وفلكي وفيزيائي وسياسي فرنسي. وهو من أهم علماء عصره والعصر الحديث. اشتهر بتحويلات لابلاس وبمعادلة لابلاس ومؤثر لابلاس. له مساهمات كثيرة في الرياضيات والميكانيك السماوي ونظرية الاحتمالات. وهو من أنصار الحتمية التي تقول بأن لأي أثر أو حدث سبب سابق له يخضع لقوانين الفيزياء. وضع كتاباً ضخماً بعنوان "مقالة في الميكانيك السماوي" بين عامي 1799 و 1825، جعل فيه من المقاربة الهندسية للميكانيك، كما طورها نيوتن، مقاربة قائمة على التحليل الرياضياتي. قدم فيه حلولاً للكثير من المسائل التي ذكر بعضها نيوتن دون أن يتمكن من حلها، مثل نشاز حركة بعض الكواكب معللاً إياها بأن الله يتدخل أحياناً لترتيب الأمور. وفيما يقال فإن نابليون استدعى لابلاس إثر قراءته لبعض فصول كتابه معاتباً إياه بأنه جاء على ذكر كل قوانين الخلق دون أن يأتي مرة واحدة على ذكر دور الخالق، فأجابه لابلاس: "مولاي، لم أحتج لمثل هذه الفرضية".

جوزيف لاغرانج

 

عالم فلكي وميكانيكي ورياضياتي من سردينيا (كنيته الحقيقية لاغرانجيا). غادرها وعمره ثلاثون عاماً إلى برلين حيث عاش واحداً وعشرين عاماً باعتباره من أبرع الرياضياتيين في أوروبا. ثم إلى فرنسا ليمضي بقية حياته فيها. ولد عام 1736 وتوفي عام 1813. تعرف في فرنسا على لافوازيه وأصبحا صديقين عملا معاً في وحدات القياس والوزن قبل أن تعدم الثورة صديقه، فقال عنه: "لم يستغرق قطع رأسه سوى ثوان، ولكن قرناً بحاله لن يكون كافياً لإنجاب رأس كرأسه". من أهم أعماله حساب التغيرات الذي يسمح بتحديد القيم المثلى لتابع ما. برهن حدسيات ونظريات عديدة. بعضها يحمل اسمه حتى اليوم، وكذلك بعض المعادلات مثل "معادلة لاغرانج التفاضلية". ينسب إليه في الفيزياء "مبدأ الفعل الأصغري" الذي يعني في منتهاه أن الفعل اللازم لأي تغير في الطبيعة هو دائماً أصغر ما يمكن. طوّر أيضاً الميكانيك التحليلي الذي يتعامل مع الأجسام بما هي دون اختزالها إلى نقطة كما هو الأمر في ميكانيك نيوتن.

الليزر

الكلمة LASER هي من الحروف الأولى للجملة Light Amplification by Stimulated Emission of Radiation وترجمتها "تضخيم الضوء بالإصدار المحثوث للأشعة". وهو يقوم على فكرة برهنها آينشتاين عام 1917 تقول بأنه عند اصطدام فوتون من لون (تردد) معين بذرة محثوثة (اصطدم بها فوتون ما قبل قليل مثلاً) فهذه الذرة ستطلق فوتوناً مماثلاً تماماً. أي أننا سنحصل بعدها على فوتونين من اللون نفسه. وتكرار هذه العملية مرة ثانية سيؤدي إلى الحصول على أربعة فوتونات وهلمجرا. وهذا يعني أنه بالإمكان الحصول على مجموعة كبيرة بقدر ما نريد من الفوتونات لها الخواص نفسها (التضخيم)، وإذا أمكن "جمعها" معاً فسنحصل على شعاع ضوئي باستطاعة يمكن أن تكون كبيرة وكبيرة جداً. وهذا ما فعله الأمريكي تيودور ميمان عام 1960 مستخدماً هذه الفكرة ومجموعة من المرايا الضوئية العاكسة تماماً (إلا واحدة عاكسة جزئياً تسمح بمرور ضوء الليزر إلى الخارج) التي تسمح بتركيز مسار الفوتونات في خط مستقيم بطاقة تختلف من جهاز لآخر. له استخدامات جمّة، من الطب إلى الحرب.

اللؤلؤ الصناعي

اللؤلؤ الصناعي يشكل 99% من إنتاج اللؤلؤ السنوي في العالم

كاللؤلؤ الطبيعي، ينمو في الصدف على المحار وذلك بزرع أجسام صغيرة تتشكل حولها اللآليء. والفارق بينه وبين الطبيعي أن زرع الجسم الصغير يكون بشكل طبيعي دون تدخل الإنسان، على عكس اللؤلؤ الصناعي. لكلاهما الخواص نفسها. زرع الصينيون تماثيل صغيرة جداً لبوذا في الصدف، وكذلك الآراميون بإدخال أجسام صغيرة جداً من الآجر. وضع اليابانيون نحو عام 1858 تقنية زراعة مكنتهم من أن ينشئوا حولها صناعة، ومعهم الآن الصينيون والاستراليون والتاهيتيون. تموت الكثير من الصدف عند الزراعة ولا يبقى منها سوى 30%، ومن هذه 1% فقط يعطي لؤلؤاً ممتازاً. يتطلب اللؤلؤ الصناعي قبل زراعة الجسم، الحصول على الصدف والعناية بها في مزارع خاصة. تكون الزراعة فيها عند بلوغها 30 شهراً من العمر. تكون تربيتها في المياه المالحة أو المياه العادية. والأخيرة تكون أحياناً مُفضلة أكثر لتنوع ألوانها وأحجامها التي قد يصل قطرها إلى 16 ملم عند تركها تتشكل خلال ست سنوات، وهو الزمن الأقصى. منها ينتهي تشكلها بعد سنتين فتكون بحجم أقل.

جان لامبرت

أو يوهان هاينغيش لامبرت (1727-1777)، عالم سويسري متعدد الاختصاصات، عميق المعرفة. له مساهمات كبيرة في الرياضيات والفيزياء والفلسفة والفلك، وأيضاً في إسقاط الخرائط على أرض كروية. أما في الرياضيات فهو من برهن أن العدد π (وهو العدد الناتج من قسمة محيط أية دائرة على قطرها) هو عدد غير كسري، أي لا يمكن وضعه على شكل نسبة لعددين صحيحين. درس أيضاً المثلثات القطعية (تُشبه المثلثات التي يمكن رسمها على سرج حصان) وبيّن أن مجموع زواياها أقل من 180 درجة، وأن هذا المجموع يتناقص مع زيادة مساحة المثلث. كما أدخل التوابع القطعية في حساب المثلثات. وفي الفيزياء بيّن أن الإنارة تتناسب وشدة ضوء المنبع وعكساً مع مربع المسافة الفاصلة بين المنبع والمكان الذي ترصد عنده الإنارة، وكذلك مع جيب الزاوية بين المنبع ومكان الرصد. وفي الفلسفة كانت بينه وبين كانط مراسلات طويلة، درس قواعد الفصل بين الذاتي والموضوعي بتقاطع مع أعماله في الضوء. وله كتاب في المنطق أطلق عليه منطق أرسطو (أوراغون) الجديد.

لوساكا

 

عاصمة زامبيا وأكبر مدنها. عدد سكانها نحو 1.75 مليون نسمة (عام 2010). تقع في جنوب مرتفعات زامبيا، وهي على ارتفاع 1300 متراً، عند تقاطع الطرق الرئيسية في البلاد. كانت في الأصل قرية سميت باسم زعيم القرية، وسّعها المستعمرون البريطانيون عام 1905. وبسبب موقعها الجغرافي ومرور السكة الحديدية فيها اعتمدت كعاصمة عام 1935 بدلاً من لفنغستون عاصمة المستعمرة البريطانية روديسيا الشمالية. وأصبحت عاصمة زامبيا مع استقلالها عام 1964. شهدت المدينة في العقدين الأخيرين، ولا تزال، نمواً كبيراً. وهي مقر للمؤسسات الحكومية ولمنظمات عالمية وغيرها مثل منظمة حركة عدم الانحياز. مناخها استوائي. وبسبب ارتفاعها فالفارق بين درجة حرارة النهار والليل كبير. أمطارها بين تشرين الثاني وآذار، تبلغ 836 ميليمتر وسطياً سنوياً. فيها جامعة زامبيا التي أسست عام 1966.يتحدث أهلها الإنكليزية والشيوا، وهي لغة من لغات الجنوب الأفريقي.

اللاأدرية/الأغنوستية

 

أدولف هكسلي، الفيلسوف البريطاني الذي صاغ كلمة "أغنوستية"
 بمعنى "اللامعرفة" أو "الجهل" أو عدم الدراية
  

اللاأدرية عكس الدراية أو التأكد. وهي مفهوم ليس للنفس الإنسانية بحسبه أن تصل إلى المطلق، بمعنى أن هناك أموراً لا يمكن إدراكها ومن ثم فلا يمكن التقرير حيالها. لذا فهي تقول باستحالة حسم الجدل حول وجود إله. إذ لا يوجد دليل قاطع على ذلك ومن ثم فلا يمكن القطع برأي. وأتباع هذا المذهب لا يعطون أهمية للقدرة العليا أو مكونات الأديان المقدسة، مثل النبي أو الرسول أو النصوص المقدسة، أو لمن يقوم عليها من رجال دين، أو الطقوس أو ما شابه. وهم ينظرون إلى الدين على أنه بناء اجتماعي وثقافي يمكن أن تكون له وظيفة زمنية في ضمان التماسك والنظام في المجتمعات الإنسانية التقليدية، عبر التهديد بجهنم مثلاً والوعد بالجنة، ومفهوم الخطيئة. وهم يرون أن الأديان هي "بشرية" وضوحاً بسبب طريقة عملها وتطورها الزمني منذ بداية التاريخ الإنساني، فهي تقدم دعماً نفسياً للإنسان إزاء مسألة الموت، وفي هذا فلا يمكن أن يكون لها علاقة بما يفوق الذكاء الإنساني.

كارل فون ليني

 

عالم طبيعة سويدي، ولد عام 1707، وتوفي عام 1778. أرسى أسس النظام الحديث في تسمية الأشياء الطبيعية من نبات وحيوان ومعادن وفلزات بحيث يمكن لأهل العلم أن يتحدثوا بمصطلح موحد أياً كانت لغتهم الأم. فالثعلب الأصهب سماه Vulpes vulpes، وبذلك يمكن للياباني والسويدي أن يستخدما هذه التسمية للتحدث عن الشيء نفسه. قال بأن تكون للأشياء أسماء من كلمتين، الأولى تدل على الشيء والثانية صفة أو إضافة، وكلاهما مأخوذ من اللاتينية. وفي عمله أمكن له تصنيف وأرشفة وتسمية الأهم من الكائنات الحية المعروفة في أيامه معتمداً على ملاحظاته وعلى ملاحظات شبكة من المراسلين. قُدر عدد ذلك بنحو 6000 نوع من النباتات و 4400 نوع من الحيوانات. لم يأخذ بالحسبان في عمله مسألة التطور التي لم تكن معروفة في أيامه، فكل شيء بالنسبة له كان كما هو عليه ومنذ الأزل. وضع كتاباً بذلك عنوانه "نظام الطبيعة" Systema Naturæ أعيدت طباعته وتحسينه مرات عديدة، وإن لم يكن تصنيفه دائم الوضوح وأحياناً كان مصطنعاً.

اللدونة الدماغية

يقصد منها الآليات التي بواسطتها يكون الدماغ قادراً على تعديل نفسه عبر سيرورة تكاثر العصبونات الوظيفية في الجملة العصبية  انطلاقاً من الخلايا الجذرية منذ المرحلة الجنينية أو أثناء التعلّم. وهي بالتالي تعبّر عن قدرة الدماغ على تفكيك وإعادة تنظيم شبكات عصبونية وربط عصبونات مع شبكات قائمة أو تشكيل شبكات جديدة. تستمر هذه العملية في كل مراحل العمر والأحوال المرضية. وهي المسؤولة عن التنوع في التنظيم الخاص للدماغ لدى الأفراد، أما التنظيم العام للدماغ فهذه تعود إلى المورثات. كما أنها مسؤولة عن التعلّم  والتذكّر لدى الأطفال والبالغين. تبلغ ذروتها في مراحل التعلّم، وتستمر بعدها ولكن بوتيرة أقل. اكتشاف ذلك لم يكن منذ زمن بعيد، وهو يظهر أن الدماغ هو منظومة ديناميكة تعيد تنظيم نفسها على نحو دائم. جعل منها الإسباني سانتياغو رامون كاجال نظرية استحق عليها جائزة نوبل في الطب عام 1906، ولكنها لم تعتمد نهائياً في مجمع الأطباء إلا عام 1969.

الليبرالية

راية الليبرالية

هي عقيدة سياسية وأخلاقية تقوم على الحرية، وتوافق المحكومين على حكومتهم، والتساوي أمام القانون. يقرن الليبراليون الليبرالية بحرية التجارة والسوق وتأطير السلطة والحقوق الفردية والرأسمالية والديمقراطية والفصل بين السلطات الدينية والمدنية، وغير ذلك. انبثقت في عصر التنوير الأوروبي في مواجهة السلطات الوراثية والدينية والملكيات المطلقة وحقوق الملوك السماوية، وتبحث عن الديمقراطية المباشرة وسيادة القانون، وعن نزع الامتيازات التجارية وتحرير التجارة. أول من دعا إليها هو الفيلسوف الاسكتلندي جون لوك، ليكون قيامها على عقد اجتماعي يبنى على أساس أن لكل إنسان حق طبيعي في الحياة والحرية والملكية، وأنه ليس للحكومات أن تنتهك هذه الحقوق. أعلت الليبرالية الأولى من حقوق الفرد الاقتصادية، ووجود حكومات دستورية وسلطات برلمانية. ثم أخذت تطالب بالحريات الفردية وحرية التعبير والاجتماع، وبسلطة قضائية مستقلة ومحاكمات علنية وإزالة امتيازات الطبقة الأرستقراطية. وتطالب اليوم بالحقوق المدنية عالمياً وبحق التعليم والصحة للبشرية. وفي هذا تطالب بالحد من سلطات الدولة إزاء دور أكبر للأفراد والجمعيات والمعارضة التي تتشكل سياقياً.

لويس الرابع عشر

لويس العظيم أو الملك الشمس. ملك فرنسا بين عامي 1643 و 1715. ولد عام 1638، لذا لم يكن الحاكم الفعلي إلا بعد عام 1651. ورث الحكم عن أبيه لويس الثالث عشر، وورثه في الحكم ابن حفيده لويس الخامس عشر ذلك أن كل أولاده وأحفاده ماتوا وهو على قيد الحياة. يمكن تقسيم حكمه إلى ثلاث فترات: الأولى فترة الوصاية التي حكمت فيها أمه والكردينال مازاران. الثانية من عام 1661 وحتى 1680 كان فيها حَكَماً بين وزرائه. الثالثة من عام 1680 وحتى وفاته استأثر فيها بالحكم، يسمع ويقرر بمفرده. انتهى في فترة حكمه صراع النبلاء والبرلمانيين والفلاحين والبروتستانتيين (الذين اضطهدهم وشردهم). فرض الطاعة على كل الهيئات وسيطر على تيارات الرأي، الدينية والأدبية. خاض حروباً مزمنة ومكلفة لم يكن النصر حليفه دائماً، وضم أقاليم إلى فرنسا في شرقها وشمالها، ولا تزال باقية. كان على خلاف مع البابا. عرفت فرنسا المجاعة في عامي 1693 و 1709 وراح ضحيتها مليوني إنسان. وصفه فولتير "بالمستبد المستنير".

ويليام ليبنتز

فيلسوف وعالم رياضيات ومنطق ودبلوماسي ألماني متعدد الاختصاصات. ولد عام 1646 وتوفي عام 1716. له مكانة خاصة في تاريخ الفلسفة والعلم، وغالباً ما يعتبر كآخر العباقرة الشموليين. درس بمفرده زمناً، ومن ثم في جامعات ألمانية مختلفة. تجوّل في أوروبا وقابل وتراسل مع عظماء أيامه. وهو أحد أهم ممثلي العقلانية. أضاف في الفلسفة مبدأ السبب الكافي لحدوث أي شيء، ومبدأ الاستمرارية في تغير الأشياء، ومبدأ التساوي بين الأشياء التي تشترك بالمميزات نفسها. وكان يقول بوجود مميز عميم على شكل لغة افتراضية تسمح بالتعبير عن مجمل الأفكار الإنسانية وبحل كل المسائل بطريقة حسابية. طوّر المنطق ومهّد بذلك للفلسفة التحليلية. تعود إليه في الرياضيات طريقة "الحساب المتناهي في الصغر"، أو الحساب التفاضلي والتكاملي. وهو حساب طوره نيوتن في الفترة نفسها، ويقول التاريخ بأن كل منهما طور ذلك بمفرده. ولا يزال ذلك الحساب يحمل الرموز التي استخدمها. عمل على تطوير النظام الاثناني (أساسه الصفر والواحد) بدلاً عن النظام العشري. له مساهمات في الطبولوجيا.