متناقضات زينون

شكك الفيلسوف بارمينيدس بصدقية الحواس وسلامة التفكير في الوصول إلى المعرفة.  فما نراه مثلاً عن بعد غير ما نراه عن قرب، ولا شيء يسمح بالقول بأننا نرى الشيء نفسه كلنا بطريقة واحدة. والأمر ينطبق على الحواس الأخرى، فهذا يقول بأن الماء بارد وآخر يقول بأنه ليس كذلك، الخ. كما أن التفكير يقودنا إلى متناقضات لا حل لها. قدّم تلميذه زينون الإيلي بعض الأمثلة (البعض يقول بأنها ثمان متناقضات والبعض يقول بأنها أكثر ولكن يمكن إرجاعها كلها إلى عدد بسيط من المتناقضات) التي لم تتم الإجابة عنها تماماً قبل القرن الثامن عشر. منها متناقضة الحجر (أو قطع مسافة معلومة) الذي يقذف به من ارتفاع ما. فهذا الحجر سيحتاج إلى زمن لقطع نصف المسافة. وعند وصوله إلى نصف المسافة هذه سيحتاج إلى زمن لقطع نصف المسافة المتبقية، وبعد ذلك سيحتاج إلى زمن ليقطع نصف المسافة هذه وهلمجرا. وهذا الزمن لن يكون معدوماً في كل مرة، وعليه فلن يصل الحجر إلى الأرض أبداً، وهذا يناقض الواقع!!!