نوبل/ العشرون جامعة الأولى

جامعة هارفارد

فيما يلي جدول للعشرين جامعة الأولى في حصولها على جائزة نوبل في الفيزياء والكيمياء والطب والفيزيولوجيا والأدب والاقتصاد والسلام. وهي تخص إما طلاباً درسوا فيها، أو عملوا فيها بطريقة ما وحصلوا على جائزة نوبل حتى عام 2018:

الترتيب	الدولة	الجامعة	العدد
1	الولايات المتحدة	هارفارد	158
2	بريطانيا	كامبردج	118
3	الولايات المتحدة	بيركلي	107
4	الولايات المتحدة	شيكاغو	98
5	الولايات المتحدة	كولومبيا	96
6	الولايات المتحدة	معهد ماساتشوستس	93
7	الولايات المتحدة	ستانفورد	83
8	الولايات المتحدة	كاليفورنيا	73
9	بريطانيا	أكسفورد	69
10	الولايات المتحدة	برنستون	65
11	الولايات المتحدة	يال	61
12	الولايات المتحدة	كورنيل	58
13	ألمانيا	هومبولدت	55
14	فرنسا	باريس	50
15	ألمانيا	غوتنغن	45
16	ألمانيا	ميونخ	42
17	الدانمرك	كوبنهاغن	39
18	الولايات المتحدة	نيويورك	37
19	الولايات المتحدة	هوبكنز	37
20	الولايات المتحدة	روكفلر	36

التحليل النفسي

أو علم التحليل النفسي كما كان يطمح فرويد لأن يكون. عرّفه فرويد نفسه عام 1922 بأنه:" 1)إجرائية لسبر السيرورات العقلية التي لا يمكن الوصول إليها بغير ذلك. 2)وأنه نهج مؤسس على هذا السبر لعلاج الفوضى النفسية التي تصيب الإنسان ويشعر بها ويشكو منها. 3) جملة من المفاهيم السيكولوجية المكتسبة بهذه الوسيلة والمتزايدة تراكمياً لتشكيل اختصاص علمي جديد تدريجياً." وهو إذاً يتألف من الكشف عن بعض الأفعال أو الأفكار أو الأعراض بصيغ نفسيّة انطلاقاً من فرضية وجود حتمية نفسيّة، بمعنى أن الأفكار التي تخطر على البال أو الأفعال ليست عشوائية، وإنما لها مغزى وسبب يسمح سبر اللاوعي بالوصول إليهما. كان التحليل النفسي منذ بدايته موضع نقاش بين مريديه ومع خارجيين عنه بخصوص علميته وقدرته الفعلية على وصف النفس وقدرته العلاجية الفعلية. هناك من يدافع عنه بشدة، وهناك من يعارضه بشدة أيضاً بالرغم من نجاحه في حالات عديدة.

زيت البلح

يُستخرج من شجرة بلح الزيت، التي تشبه شجرة البلح المعروفة وثمرها الذي يحتوي على نسبة كبيرة من الزيت تصل 50% منه. للشجرة البالغة (بعد أربع سنوات) أن تعطي 40 كغ زيتاً سنوياً. زيت البلح حالياً يشكل نحو ربع الزيوت النباتية المستخدمة في العالم. تنتج اندونيسيا وماليزيا لوحدهما 90% من الإنتاج العالمي السنوي. يُعطي الهكتار الواحد نحو سبعة أطنان من الزيت سنوياً في الحالة المثالية. وهذا ما أدى إلى أن نسبة كبيرة من أراضي الغابات في إندونيسيا وماليزيا قطعت أشجارها ليزرع محلها بلح الزيت الذي يمتص ثاني أوكسيد الكربون بقدر أقل بكثير مما تفعله أشجار الغابات العادية. كما أن زراعته تتطلب قطع أشجار الغابات مما يخل بالتوازن البيئي ويقضي على الكائنات والحياة القائمة في هذه الغابات. أثبتت الدراسات المخبرية أن زيته يحتوي على حمض دهني مشبع بنسبة 51% مما يؤثر سلباً على معدل الكولسترول في الجسم على عكس زيت الزيتون أو الكولزا أو الصويا، ولكن أسعار هذه أعلى!

سيغموند فرويد

طبيب عصبي نمساوي ولد عام 1856 في تشيكيا وتوفي عام 1939 في لندن. مؤسس التحليل النفسي الذي يستدعي خفيّات اللاوعي، وهذه مساهمته الكبرى إضافة إلى الرغبة الجنسية لدى الأطفال. كما قدم علاجات نفسية. له كتب كثيرة أشهرها "دراسات في الهستيريا" (1895)، و"تفسير الأحلام" (1900) الذي أوضح منطق اللاوعي، و"اعتبارات راهنة عن الحرب والموت" يدور حول علاقة الإنسان بالتدمير، و"ثلاث دراسات في النظرية الجنسية" (1905)، و"خمسة دروس في التحليل النفسي" (1910)، و"الطوطم والمحظور" (1912)، و"مقدمة في التحليل النفسي" (1916)، و"ما بعد مبدأ المتعة" (1920)، و"سيكولوجية الجماهير وتحليل الذات" (1921)، و"الأنا والهو" (1923) يتابع فيه ما بدأه في الكتابين السابقين. وفي كتابه "ضيق في الحضارة" (1930) يعبر فيه عن قلقه  من إمكانية سياسية لسفك الدماء وذلك في وقت بدأ هتلر في الصعود نحو السلطة المطلقة. لم تحظ أفكاره بالقبول دائماً، بل على العكس. أجبر عام 1938 على مغادرة فينّا لامتعاض النازيين من أفكاره، فتركها إلى لندن حيث تابع أعماله وتوفي فيها.

جواهرلال نهرو

زعيم هندي، ولد عام 1889 وتوفي عام 1964. ناهض الاستعمار البريطاني ودافع عن استقلال بلاده مع المهاتما غاندي. أصبح محامياً عام 1912، وتعرف إلى المهاتما غاندي عام 1916، وأصبح أقرب مساعديه، بالرغم من خلافات كبيرة بين الرجلين، فالأول يريد هنداً محافظة والثاني يريدها عصرية. أمضى سنوات في السجون بين عامي 1920 و 1945 لمواقفه ضد الإنكليز. وهو أحد أبرز شخصيات المؤتمر الوطني الهندي الذي أعطاه بعداً عالمياً، وأول رئيس وزراء للهند بعد استقلالها عام 1947، وبعد اغتيال غاندي عام 1948 أصبح زعيم الهند الأول بلا منازع. وانتخب لمنصب رئاسة الوزارة ثلاث مرات وبقي فيه حتى وفاته. ترأس صياغة واعتماد الدستور الهندي. وينسب إليه إرساء الدولة المعاصرة العلمانية في الهند. كان وراء الإصلاحات الصناعية والزراعية في بلاده ولكن بخلفية اشتراكية. أحد أبرز المساهمين في حركة عدم الانحياز(الانحياز لأحد المعسكرين الشيوعي أو الغربي) في مؤتمر باندونغ عام 1955. ابنته أنديرا غاندي، وحفيده راجيف اللذان أصبحا فيما بعد رؤساء للوزارات.

إستونيا

إستونيا ودول الاتحاد الأوروبي

تقع في شرق بحر البلطيق وجنوب الخليج الفنلندي بشاطئ يزيد عن 1300 كم، مساحتها  نحو 45 ألف كم مربع، تحدها روسيا من الشرق ولاتفيا من الجنوب التي تشكل معها ومع لِتوانيا ما يعرف بدول البلطيق. عدد سكانها نحو 1.3 مليون نسمة. عاصمتها تالين. معظم أراضيها سهلية، من غابات ومستنقعات. مناخها بارد شتاء ومعتدل صيفاً. وفي حزيران يكون طول النهار 18 ساعة مقابل 6 ساعات لليل، وفي كانون الأول يكون العكس. استقلت عام 1991 مع انهيار الاتحاد السوفيتي. نظامها السياسي ديمقراطي برلماني. عضو في الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي. تحتل المرتبة 30 على سلم التنمية البشرية. يزيد ناتجها المحلي بالقوة الشرائية للفرد عن 44 ألف دولار (2022). ولها القيمة 30 على معيار جيني. عملتها اليورو. صادراتها الأساسية الأدوات الآلية والكهربائية والإلكترونية، والأخشاب والمنسوجات. هي من أكثر دول أوروبا تقدماً في المجال الرقمي. ونتيجة لذلك أصبح عدد موظفيها أقل من  30 ألفاً. يتوفر الاتصال بالإنترنت مجاناً في كل مكان تقريباً.

الماساي، الحياة الاجتماعية

تعود ملكية البيت للمرأة، التي تقوم بحلب الماشية، وجلب الماء، وتحضير الطعام، والاعتناء بالصغار وأعمال الصيانة. يقوم الرجال برعاية الماشية. حليب الماشية هو الغذاء الرئيس للماساي، وكذلك الدم المسحوب من وريد العجل الذي يمزج مع الحليب. أما اللحم فهو للمناسبات. ولا يعرفون السمك ولا يصطادون الطيور أو حيوانات الغابة، ولكنهم يصطادون العسل. ويقتاتون ويتداوون ببعض الأعشاب البرية والفواكه، ولكنهم لا يزرعون. الزواج هو في الأغلب نتيجة اتفاق مدبر. ويكون الزواج للذكور بعد عملية "الطهور"، وكذلك للفتيات الزواج بعد الختان. ويمكن للرجل أن يتزوج بأكثر من امرأة، ولكل امرأة منزلها. وللمرأة الحق باتخاذ عشيق حتى لو كانت متزوجة، وهي من تختار عشيقها على أن يكون من فئة عمر زوجها. والأطفال لدى الماساي هم أثمن شيء. يتم إعداد الشباب ليكونوا محاربين. معارفهم كبيرة في طبائع الحيوانات ونوعها، وكيف يمكن تحاشيها، وجذور الأرض ونباتاتها ولحاء الأشجار وكيفية التغذي بها والاستطباب. يحبون الحليّ، رجالاً ونساءً، وملابسهم ملونة جميلة يغلب عليها لون الحمرة.

الماساي

شعب يعيش في جنوب غربي كينيا وشمالي تنزانيا. وهو إحدى المجتمعات النيلية التي كانت تعيش في السودان سابقاً. يصعب تقدير عددهم كونهم شبه رحّل بين دولتين لا يعترفون بحدودهما. لا يتجاوز عددهم بضع مئات الآلاف. تزايدهم محدود، ذلك أن وفيات الأطفال كبيرة، كما عانوا في تاريخهم القريب من الاستعمارين البريطاني والألماني، وكذلك هجمات القبائل الأخرى، والأوبئة. مهنتهم رعي الأبقار والخرفان والماعز. يرتحلون حيث يتوفر الكلأ.  وفي أماكن عيشهم تسري حيوانات السهوب الأفريقية بأسودها وفيلتها وزرافاتها وثيرانها وأفاعيها وتماسيحها وأحصنة البحر وغيرها. يتعايشون معها ولا يصطادون منها إلا الأسود ضمن طقوس خاصة. بيوتهم مؤقتة من أغصان الأشجار والطين وروث الأبقار، تبنيها المرأة ، تتألف من غرفة للعيش والنوم، وغرفة للمرأة وصغارها حيث تستقبل زوجها أو عشيقها، ومكان لصغار الماشية، ومكان لطهي الطعام. يشكلون قرية ذات سياج شائك يتركون داخله ماشيتهم درءاً لمهاجمة اللاواحم. يحرقون قراهم عند ارتحالهم وأحياناً يتركونها على حالها إن كان هناك احتمال لعودتهم إليها في المستقبل.

أنديرا غاندي

ولدت عام 1917، والدها جواهر لال نهرو. تزوجت من فروز غاندي عام 1941، وأنجبت منه راجيف خليفتها في الحكم. ولا علاقة لزوجها بالمهاتما غاندي. رافقت والدها في جولاته الخارجية قبل أن يصبح أول رئيس وزراء للهند عام 1947، وأثناء ذلك. أصبحت عضواً في الهيئة التنفيذية لحزب المؤتمر الهندي عام 1955، وانتخبت رئيسة للحزب عام 1959 وأوكلت إليها وزارة الإعلام عام 1964، حيث ظهرت موهبتها السياسية بمداخلاتها أثناء اضطرابات عام 1965 والحرب الهندية الباكستانية الثانية. وانتخبت رئيسة للوزراء عام 1966. كانت وراء الإصلاح الزراعي الهادف إلى توزيع عادل للثروة مما أدخلها في أزمة مع المحكمة العليا، ولكنها ربحت الجولة بنتيجة انتخابات عام 1971 وانتصار الهند في حربها الثالثة مع الباكستان، وهذا ما جعل منها شخصية أكثر تسلطاً، بتقلدها أربع وزارات إضافة إلى رئاسة الوزارة. أعلنت حالة الطوارئ العامة في البلاد عام 1975، حارمة بذلك المعارضة من دورها وكذلك الصحافة. وفي عام 1984 قمعت عصياناً للسيخ، فاغتالها حارسان من السيخ في العام نفسه.

بيير رابحي

من مواليد الجزائر لعام 1938 لعائلة مسلمة، اسمه الأصلي رباح رابحي. توفيت والدته بالسل وله من العمر أربع سنوات. عهد به والده إلى عائلة فرنسية. تحول إلى الكاثوليكية في وهران وله من العمر ستة عشر عاماً متخذاً اسم بيير. وعندما بدأت الثورة الجزائرية عام 1954 وجد نفسه مرفوضاً من كلا الفريقين. تخاصم مع أبيه الحقيقي لاعتناقه المسيحية ومع أبيه بالتبني لانتقاده أحد الجنرالات الفرنسيين. تعرف في باريس على ميشيل وتزوجا وغادراها للعيش في الريف والحياة كمزارعين في جنوب شرق فرنسا منذ عام 1960، وطورا ما يمكن تسميته بالزراعة البيئية، الزراعة التي تحترم البيئة بدون أن تستنفذ مواردها أو تسيء إليها. أكسبه ذلك شهرة لم تنفك عن الازدياد، وهذا العيش أكسبه حكمة وصفاء، وجعل منه خبيراً في الزراعة البيئية وكاتباً فيلسوفاً يتهافت القراء على منشوراته (أكثر من 20 كتاباً)، وكذلك ضيفاً في اللقاءات العامة أو التلفزيونية. وهو اليوم في فرنسا من بين أكثر الشخصيات التي يشار إليها باحترام واعتزاز لمضامينه الإنسانية.

كريستييان بارنارد

طبيب وجراح قلب من جنوب أفريقيا، ولد عام 1922 في جنوب أفريقيا وتوفي عام 2001 في قبرص. اشتهر بإجرائه لأول عملية زرع قلب ناجحة عام 1967. وهي عملية دامت تسع ساعات وشارك فيها نحو 30 شخصاً. كان عمر المريض 55 عاماً ويعاني من أمراض شتى مثل السكري وقصور قلبي حاد لا أمل في شفائه. زُرع فيه قلب امرأة شابة توفيت في حادث سير. بقي المريض حياً لمدة 18 يوماً بعد العملية وتوفي إثر التهاب حاد للمجاري التنفسية نتيجة العلاجات الخاصة بالنظام المناعي. هناك من قال بأن الفضل في هذا النوع من العمليات لا يعود لبرنارد وإنما لغيره. جلبت له هذه العملية وغيرها شهرة عالمية. كان من مناهضي نظام الأبارتايد العنصري، واهتم بالقضايا الإنسانية. تقاعد عام 1983، لأنه لم يعد قادراً على الجراحة بسبب تيبس في مفاصل اليد، وهو تيبس رافقه في معظم حياته المهنية إلى أن أوقفه تماماً عن العمل. توفي أثناء إجازة في قبرص بسبب نوبة ربو قاتلة.

مسبار المناخ المريخي

Mars Climate Orbiter هو مسبار فضائي أطلقته الناسا (وكالة الفضاء الأمريكية) عام 1998 لدراسة المريخ ودورته المائية وثاني أكسيد الكربون بهدف نمذجة مناخه ودراسة ماضيه المناخي. وهو مسبار صغير وزنه عند إطلاقه نحو 629 كغ، نصفها تقريباً مواد دفع لوضع المسبار في مدار حول المريخ. احتوى على أجهزة تصوير وقياس ولواقط شمسية. وبعد إطلاقه بسبعة أشهر اقترب المسبار من المريخ وبدأت عملية وضعه على مدار قريب (نحو 110 كم عن سطح المريخ). ولكن بسبب خطأ في برمجيات تُعالج قيادته عن بُعد، اختفى المسبار عن الأنظار إلى الأبد خلف الوجه الأخر للمريخ. والسبب في ذلك أن برامج القيادة كانت تتعامل بوحدات القياس الأنغلوسكسونية في حين أن برامج الملاحة كانت تتعامل بالنظام المتري، مما جعل المسبار يقترب إلى مسافة 58 كم من سطح المريخ فاحترق نتيجة الاحتكاك بالغلاف الجوي للمريخ.

وحدات قياس النظام الأنغلوساكسوني

هي وحدات قياس استعملت في الأصل في بريطانيا وكذلك في بعض الدول مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وجنوب أفريقيا والهند وغيرها. يُستعمل القدم لقياس الطول ويساوي 304,8 ميلميتراً، وهو يساوي إلى اثني عشر إنش، وهو ثلث اليارد، والميل يساوي 5280 قدماً، أي ما يعادل 1,609344 كيلومتر. وحدة الحجم هي الغالون، وهو في الولايات المتحدة يساوي  4,4048 لتراً، وفي بريطانيا فهو 4,5425 لتراً، هذا للمواد الجافة أما للمواد السائلة فيساوي الغالون الأمريكي 3,7854 لتراً. وللكتلة فيستخدم الرطل ولدرجة الحرارة فيستخدم الفهرنهايت. وكما يظهر فهذا النظام يختلف من دولة إلى أخرى مما يجعله محدود الفائدة عالمياً. دول عديدة مثل بريطانيا وأستراليا وكندا أخذت بالتخلي عنه واتجهت نحو النظام المتري من دون الولايات المتحدة التي لا تزال تتمسك بالنظام الأنغلوسكسوني بالرغم من أنها تستخدم النظام المتري في صناعة السيارات وغيرها.

النظام الدولي لوحدات القياس

ويرمز له باللاتينية SI (Système international) مهما كانت اللغة. وهو نظام مستوحى من النظام المتري (القائم على المتر كواحدة طول). يُستخدم في معظم دول العالم من غير الولايات المتحدة وليبيريا وبيرمانيا. وهو نظام عشري، أي يسير بحسب قوى للعشرة مثل الكيلومتر يساوي عشرة مرفوعة للقوة ثلاثة متراً، أي ألف متر، والمتر هو ألف ميليمتر (عشرة مرفوعة للقوة ثلاثة). ولكن هذا لا ينطبق على الزمن (الدقيقة ستون ثانية، والساعة ستون دقيقة) ولا على الزوايا التي تقدر بالدرجات والدقائق. يتابع وحدات القياس عالمياً "المؤتمر العام للأوزان والقياس" الذي يضم ممثلاً عن كل دولة من الدول الأعضاء في "اتفاقية المتر" التي وقعت أول مرة عام 1857 في باريس. ينعقد المؤتمر مرة كل أربع سنوات في باريس وهو الذي يقرر تطوره. وحداته الرئيسية الكيلوغرام للكتلة، والثانية للزمن، والمتر للطول، والكلفن لدرجة الحرارة، والأمبير لشدة التيار الكهربائي، والمول لكمية المادة، والكانديلا لشدة الإضاءة. ومنها تشتق وحدات فرعية مثل السرعة التي وحدتها متر في الثانية.

علم القياس

وحدات قياس الوزن والطول من حضارة المايا 

هو علم يُعرّف مبادئ وطرائق القياس بحيث يضمن ويحافظ على الثقة بنتائج عمليات القياس. وهو علم تحتاجه كل العلوم التي تتطلب عملياتها القياس الكمي. يمكن التمييز على نحو مصطنع بين جوانب مختلفة من علم القياس لتسهيل فهمه: 1)القياس الأساسي أو العلمي الذي يهدف إلى إقامة وتطوير والحفاظ على المقاييس المرجعية، كما هو الحال في قياس الطول والوزن والزمن وغيرها بحيث تكون وحداتها المرجعية بأدق ما يمكن ومستقلة عن المكان والزمان. وكذلك ما يتعلق بأخطاء القياس وتقديره، وحدود القياس. 2)القياس الصناعي، وهو الأكثر شيوعاً، الذي يسمح بضمان القياسات في عمليات الإنتاج وخاصة فيما يتعلق بضمان واحترام معايير الجودة. 3)القياس القانوني الذي يخضع للمتطلبات القانونية الناظمة للمبادلات التجارية، ولما يترتب عليه من ضرائب وحسابها، وكذلك الخاص بالتلوث وحدوده، والصحة والأدوية الخ. أول القياسات في التاريخ كانت للوزن والطول ترافقت مع التطور الحضاري وما يفرضه من تعاملات جديدة في كل من سومر ومصر مستخدمين في ذلك القدم والذراع والكيل التي تطورت مع الزمن إلى المتر والغرام.

زراعة القلب

المقصود هو زرع قلب مُعافى يعود إلى شخص دخل في حالة موت دماغي، أي لا رجاء له في الحياة، مكان قلبِ مريضٍ لم يعد ممكنناً معالجته بأية طريقة طبية. على أن يكون القلب المزروع خال من الأمراض، كما على المريض أن تتوفر فيه الشروط اللازمة للزراعة مثل: أن يكون القلبان متماثلان في الحجم ضمن حدود اختلاف من مرتبة أقل من 10%، كذلك تواءم الزمر الدموية للمانح والمتلقي، وأن يكون القلب المزروع قادراً على ضخ الدم في جسد المريض المزروع فيه. إضافة إلى شروط فنية أخرى. جرت أول عملية ناجحة لزراعة القلب لإنسان عام 1967 في جنوب أفريقيا أجراها كريستييان بارنارد (1922-2001). استمرت نحو تسع ساعات وشارك فيها نحو ثلاثين شخصاً من الطاقم الطبي. معدل نجاح هذه العملية اليوم يزيد عن 50% لمدة تزيد عن العشر سنوات، وأكثر من 85% لمدة عام. ويعود ارتفاع نسبة النجاح إلى اكتشافات تمت منذ ثمانينيات القرن الماضي بخصوص مقاومة الرفض المناعي للجسم المستقبل للقلب المزروع.

البربر/البربير

مناطق عيشهم والأزرق خاص بالطوارق

شعب عاش تاريخياً في المنطقة الممتدة بين جزر الكناري وحتى أواسط مصر مروراً بالمغرب والجزائر وتونس وليبيا. لا يعرف المؤرخون بالضبط متى سكن البربر هذه المناطق ولا من أين أتوا. آخر الدراسات المستندة إلى لغاتهم وإلى مورثاتهم كشفت بما يشبه اليقين أنهم أتوا في الأصل من منطقة بين الحبشة وإريتريا، صعدوا ضفاف النيل ثم توجهوا نحو شمال أفريقيا. بدأ ذلك منذ قرابة عشرين ألف سنة. احتل الرومانيون مناطقهم، وهم من أطلقوا عليهم اسم البربر لعدم تحدثهم اللاتينية. وكذلك الفاندال ومن ثم العرب. أشهر ممالكهم مملكة النوميد ومكانها غربي تونس وشمال الجزائر وعاصمتها سرطة. أسسها ماسينيسا في بداية القرن الثاني قبل الميلاد. عُرفوا في التاريخ بالنوميد وقبل ذلك سماهم المصريون بالليبيين، هناك تسميات مختلفة بحسب المنطقة، فهم الأمازيغيون وهم الطوارق وهم القبيليون وهم الشيليحيون والشاويون. انكمشت مناطق عيشهم الحالية، إذ يعيش معظمهم اليوم في الجزائر والمغرب. ويقدّر عددهم اليوم بنحو 38 مليون.

الزهر/المصادفة

أحد معاني كلمة hasard الفرنسية هو "الصدفة"، وهي مشتقة من الإسبانية azar التي لها معنى الصدفة من بين معان أخرى، وهي مأخوذة على الأغلب من كلمة "الزهر" في العربية الدارجة! ولا يمكن لأحد أن يؤكد استخدام هذه الكلمة من قبل عرب الأندلس أثناء مكوثهم فيها، كما أن لا أحد يستطيع نفي استخدامها. وليس للإسبانيين صلة بكلمة "الزهر" إلا عبر العربية! ولكن الفصحى تستخدم كلمة "الفَصُّ" عندما تعرّف معاجم اللغة العربية الكلمة الفارسية "النرد" أو النردشير، كما هو حال المعجم الوسيط "النَّرْدُ: لعبة ذات صندوق وحجارة وفصَّين ، تعتمد على الحظ وتُنْقل فيها الحجارة على حسب ما يأتي به الفَصُّ: [الزَّهر]". هناك من يقول إن كلمة زهر مشتقة من كلمة "يسر" التي هي جذر كلمة "ميسر". والميسر في العربية هو القمار القائم على الصدفة. وكلمة "يسر" لفظها الإسبان yasar، التي تحولت إلى azar، ولكن لا شيء يؤكد ذلك، ولكنه محتمل إزاء ضعف احتمال استخدام عرب الأندلس لكلمة "الزهر".

جائزة كوبلي

هي جائزة صادرة عن الجمعية الملكية البريطانية، تمنح كل سنة للبحوث في أي فرع من العلوم، وهي أقدم جوائز الجمعية الملكية، وأقدم جائزة لا تزال قائمة في العالم. أول من حصل عليها كان البريطاني ستيفن غري عام 1731 عن تجاربه في الكهرباء. وهي باسم السير غودفري كوبلي صاحب الأطيان وعضو الجمعية الملكية الذي خصص مبلغ 100 جنيه إسترليني تؤخذ الجائزة من فوائدها. تطورت الجائزة وشروطها لتصبح اليوم عبارة عن ميدالية فضية ومبلغ 25 ألف جنيه إسترليني. منحت من يومها تقريباً سنوياً. اثنان وخمسون من الفائزين بها فازوا بجائزة نوبل أيضاً، منهم 17 في الفيزياء، و 21 في الفيزيولوجيا والطب، و 14 في الكيمياء. يمكن الفوز بها عدة مرات. أول امرأة فازت بها كانت البريطانية دوروثي هودغكن (1910-1994) في عام 1976 عن أعمالها في الكيمياء، وكانت قد فازت بجائزة نوبل عام 1964.

جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1907

فاز بها الألماني الأمريكي ألبرت مايكلسون (1852 ألمانيا-1931 الولايات المتحدة) تقديراً لأعماله "في الأجهزة الضوئية الدقيقة ولدراساته في المنظار الطيفي والقياسات بواسطة أجهزته". وهو بذلك أول أمريكي يحوز على جائزة نوبل في الفيزياء، وحصل أيضاً على جائزة كوبلي في العام نفسه. تتيح دراسات المنظار الطيفي معرفة وجود مادة أو لا في مركب كيميائي من مراقبة الطيف الضوئي الذي يصدره أو يمتصه هذا المركب. وكذلك معرفة اقتراب النجوم أو ابتعادها عن الأرض، فالمقتربة تظهر طيفاً ازرقاً، والمبتعدة تظهر طيفاً أحمراً. كما قام مايكلسون بتجربة شهيرة لقياس سرعة الضوء في اتجاهين متعامدين منتظراً أن تكون سرعته أكبر في اتجاه منها في الاتجاه الآخر بتأثير الأثير الذي كان يعتقد بأنها الحامل الخفي للضوء. ولكن القياس بيّن أن للضوء السرعة نفسها سواء كانت مع اتجاه حركة الأرض (التي تسبح في الأثير!) أو الاتجاه المعامد. تجربة أكدها أيضاً الأمريكي مورلي. وهذا ما دفع آينشتاين وغيره للقول بأن للضوء السرعة نفسها في كل الاتجاهات، وبأن الأثير غير موجود.

غاليليو غاليلي Galileo Galilei

فلكي وفيزيائي إيطالي ولد عام 1564. استخدم وحسّن التلسكوب في دراسة الأجرام السماوية، واكتشف أن على سطح القمر جبال وحفر وأن للمشتري أقماراً تدور حوله، وأن للزهرة أطواراً تعني أنه يدور حول الشمس. أعلنت الكنيسة الكاثوليكية عام 1616 أن نظرية مركزية الشمس لكوبرنيق بدعية ضلالية لمخالفتها الكتاب المقدس. حصل غاليليو على إذنها لمواصلة التحقيق بأفكار كوبرنيق على أن يمتنع عن الدفاع عنها أو تبنيها. نشر عام 1632 كتابه “حوار النظاميين الرئيسيين في العالم”، قدمه على هيئة حوار حول أفكار بطليموس وكوبرنيق. ولكن الكتاب اعتُبِر داعماً لنموذج كوبرنيق فأُمر غاليليو بالمثول أمام محاكم التفتيش وأدين بالهرطقة. ولكن البابا أوربان الثامن الذي كانت تربطه صداقة بغاليليو، ساعد على تخيف الحكم، وقضى باقي أيامه في إقامة جبرية متابعاً أبحاثه. ويعود إليه الفضل في تطوير الرياضيات وتأسيس علم الفيزياء الحديث. وهو من برهن أن سقوط الأجسام الثقيلة والخفيفة إلى الأرض بالسرعة نفسها برهاناً عقلياً. كانت أفكاره ونظرياته في الميكانيك الأساس في قوانين نيوتن.

برونو جيوردانو

تمثال جيوردانو في المكان الذي أحرق فيه في روما

فيلسوف ورجل دين وفلكي إيطالي، ولد عام 1548. كان تفكيره الديني مختلفاً جداً عن الفكر السائد، فلم يكن من أنصار الثالوث، وخاصة الروح القدس التي كان يسميها روح الكون، وكذلك لم يكن المسيح بالنسبة له سوى حكيم رسول. أيّد أفكار كوبرنيق بعدم مركزية الأرض، وقال بمركزية الشمس، وأن الأرض كوكب يدور مثل باقي الكواكب حول الشمس. وبأن الأرض ليست مركز الكون ولا الشمس، ففي السماء نجوم كثيرة، تدور حولها كواكب، وليس من سبب لأن تكون شمسنا هي مركز النجوم. وسفّه أفكار أرسطو القائلة بثبات الأرض. وقال بأن المادة مؤلفة من ذرات وبأن كل شيء في الكون مؤلف من ذرات. لم يقبل التراجع عن أفكاره بالرغم من إغراءات الكنيسة بالعفو عنه، بعد محاكمة استمرت سبع سنوات كانت هيئتها تطلب منه التراجع عن أفكاره الواحدة بعد الأخرى، ولكنه كان يناقش الاعتراضات ويرفض مقترحات المحكمة إلى أن اتخذت حكمها المبرم وبذلك أصبح شهيداً للفكر بحرقه حيّاً عام 1600.

الصعلوك

هو الذي لا مال له ولا سند بحسب معاجم اللغة العربية. وصعاليك العرب هم فقراؤها وفُتّاكها. وهم قوم خرجوا على طاعة بيوتهم وقبائلهم وعشائرهم لأسباب عديدة تجعلهم ينفرون حياتهم ويعيشون عيشة الذؤبان معتمدين على أنفسهم في الدفاع وتحصيل قوتهم عن طريق الإغارة على الطرق والمسالك. وهم في خوف دائم من متعقب ومتربص. وكانوا يجتمعون للدفاع والحماية، خاصة وأن دم معظمهم كان مهدوراً. وصعاليك العرب لم يكونوا فقراء بالضرورة، فمنهم من كان من أسر ميسورة، ولكنه فضل التصعلك لغاية في نفسه، ومنهم من كان رافضاً لحياة قبيلته ففضل الخروج عليها، ومنهم من أجبرته حياته على التصعلك أو أسباب أخرى. تكشف أشعارهم عموماً عن حقد تجاه مجتمعهم، وهو حقد ازداد بسبب إهدار دمهم وملاحقتهم. أشهرهم "تأبط شراً" و"الهذلي" و"السليّك"  الشهير في العدو، وعروة بن الورد والشنفري. كانت مكة مدينة يلجأون إليها ويجيرهم تجارها وأهلها لأنهم بذلك يمنعونهم من الإغارة على القوافل. يبدو أن انتشارهم كان الأكبر بين القرنين الخامس والسادس الميلادي.

الألوان الأوليّة

التركيب بالإضافة                   التركيب بالطرح أو الامتصاص

وهي ألوان لا يمكن إنتاجها من مزج ألوان أخرى. وعند القيام بعملية تركيب الألوان نختار على الأقل ثلاثة ألوان أساسية آخذين بالاعتبار الوسائل التقنية المستخدمة في عملية التركيب. ففي التصوير أو طباعة الصور أو إظهار الألوان على شاشات التلفاز أو الحواسيب، يكون اختيار الألوان الأساسية لأسباب تقنية محددة. يتباين الاختيار قليلاً بحسب التطبيقات، ولا علاقة له بحساسية المخروطات البصرية للعين. ففي التطبيقات الصناعية "لتركيب الألوان بالإضافة" يؤخذ لون أساسي من كل مجال من الحقول اللونية الحمراء والخضراء والزرقاء. وهذا التركيب هو تركيب ضوئي. أما التركيب اللوني المسمي "التركيب بالطرح أو الامتصاص"، هو تركيب كيميائي (مزج مادي) تمتص فيه المادة الملونة كل الألوان إلا لونها الظاهر، فيجري بملونات على أرضية بيضاء وامتصاص ثلاثة ألوان على الأقل من الأبيض لتشكيل أي لون مطلوب. يستخدم في هذه الحالة الأصفر اللون المكمل للأزرق، والأحمر القاني المكمل للأخضر، وأزرق مخضرّ سماوي مكمل للأحمر الأساسي. يمكن للرسامين اختيار ألوانهم الأساسية وفقاً لأعمالهم.

اللون

كلود موني: يرسم الرسام بألوانه بكل بساطة

هو إدراك بصري لمظهر سطح ما أو لضوء ما، وهو يقوم على التوزع الطيفي للضوء الذي يحرض الخلايا العصبية المتخصصة في التقاط اللون المسماة الخلايا المخروطية البصرية التي ترسل عبر الجملة العصبية إشارات إلى القشرة الدماغية حيث ستفسر الألوان. يمكن وصف اللون عبر مقاربة فنية تبحث عن مؤشرات قادرة على توجيه الفنانين في تصوراتهم اللونية واستخدام الأصباغ لإنتاج الألوان أو التحريض الحسي اللوني. كما يمكن وصفها عبر مقاربة كيميائية بدراسة الملونات، أو بمقاربة فيزيائية بالتحليل الطيفي، أو بمقاربة فيزيولوجية تربط الإدراك بالنظام البصري، أو بمقاربة فيزيائية-نفسية تقوم على دراسة عتبات الرؤية والقدرة التميزية بين لونين متقاربين فيزيائياً. تحاول الفلسفة ربط كل مفاهيم اللون التي استعملت منذ القدم.

عصيّات الرؤية

أو الخلايا العُصَيّة المستقبلة للضوء وتشكل مع المخروطات على الشبكية الخلايا الحساسة للضوء. تسمح العصيّات بالرؤية في الأماكن الضعيفة الإضاءة. تتحول الإضاءة (الأمواج الكهرطيسية) إلى إشارات كيميائية كهربائية كسيالة عصبية يُفسرها الدماغ لبناء رؤية من الأسود والأبيض وما بينهما، أي أنها لا تحمل الألوان كما هو حال المخروطات. اسمها مستمد من شكلها كحال المخروطات. وهي تساهم أيضاً في اكتشاف الحركة أمام العينين. تضم الشبكية نحو 100 مليون عصيّة، وهذا يمثّل 95% من الخلايا البصرية، وتشكل المخروطات الباقي. يكثر وجودها في أطراف الشبكية على عكس المخروطات. ولدى ضعيفي البصر تعاني المخروطات من التلف، والعصيّات هي التي تقوم بالدور الرئيسي في الرؤية.

نصر الدين محمود/غياث الدين بلبن

أصغر أبناء ألتتميش، ولد عام 1206 وتولى الحكم عام 1246 كسلطان للدولة المملوكية الهندية بعد أن أقصي ابن أخيه مسعود مسمماً من الضباط الأتراك الذين لم يلق رضاهم. فحكم تحت سيطرتهم مكتفياً بدور تمثيلي. كان تقياً فالتف من حوله علماء الدين، واهتم بالخط العربي يمضي وقته في نسخ القرآن. ولكن معظم حكمه كان بسيطرة "غياث الدين بلبن" الذي كان عبداً لدى ألتتميش وأصبح وزيراً عام 1249 وتمكن من إقصاء الضباط وسيطرتهم واستعاد السيطرة على البنجاب بعد غزو المنغول ونهب لاهور عام 1241، ونظّم الدولة ومنع انهيارها. أصبح بلبن سلطاناً بعد موت نصر الدين محمود عام 1266 الذي كان تزوج من ابنته عام 1249، ولم يكن له من وريث. أما بلبن فبقي في الحكم إلى أن وافته المنية عام 1287.

مخروطات الاستقبال البصري

ثلاثة مخروطات وكثير من العصيات، واسم كل منها مستمد من شكلها

توجد في شبكية العين وتحول إشارة الضوء إلى إشارات عصبية، على شكل تغير جهد كهربائي، تسمح بالرؤية اللونية النهارية. أما الرؤية الليلية فمهمة العصيّات. عدد المخروطات بين ثلاثة وأربعة ملايين في كل عين لدى الإنسان موجودة في مركز الشبكية على امتداد المحور البصري. ولهذا المركز الصغير جداً قدرة بصرية كبيرة تسمح له بالرؤية البعيدة نسبياً بدقة، وهذه المنطقة الصغيرة تنتهي عبر الخلايا العقدية في القشرة الدماغية إلى مساحة تزيدها بألف ضعف. يتناقص عدد المخروطات مع الابتعاد عن مركز العين وتتناقص معها القدرة البصرية، وهذا يفرض على العين تحركها الدائم  لرؤية الأشياء بوضوح.. توجد ثلاثة أنواع من المخروطات تتحسس بالاحمرار (الأمواج الطويلة) والاخضرار (الوسط) والازرقاق (القصيرة)، تسمح برؤية كل الألوان المتبقية الكثيرة جداً، الذي يجري في الدماغ بمقارنة الإشارة الآتية من نوعين من المخروطات. مخروطات الازرقاق والاحمرار تسمح بتحسس البنية الفراغية للصور. للمصابين بعمى الألوان نوعان من المخروطات.  لبعض الفقاريات غنى لوني أكبر من الإنسان لامتلاكها أربعة أنواع من المخروطات.

جلالات رضية الدين

عملة مملوكية هندية باسم رضيّة

هي سلطانة الدولة المملوكية الهندية وابنة السلطان ألتتميش، ولدت عام 1205. حكمت السلطنة منذ عام 1236 إلى أن قتلت عام 1240. هي المرأة الحاكمة الوحيدة مع شجرة الدر في التاريخ الإسلامي. أظهرت فطنة وحنكة جعلتها المفضلة لدى والدها. أدارت البلاد بين عام 1230 و1231 خلال غياب أبيها في إحدى حملاته. وبحسب أحد مؤرخي تلك الفترة من معاصريها، فقد كانت سلطانة حكيمة، عادلة محبة للعلم، تحترم رعاياها، ومقاتلة موهوبة، ولها كل الصفات التي يحتاجها ملك. أحبت رضية مالك اختيار الدين، الذي كان حاكماً لمقاطعة باتيندا التابعة لسلطنة دلهي حباً جماً. وبينما كانت في باتيندا مع زوجها، احتل أخوها معز الدين بهرام العرش، الذي حاولت استرداده مع زوجها مالك، لكنهما خسرا المعركة أمام معز الدين ولاذا بالفرار، ليقعا في يد فلاحين من شمال الهند الذين قتلوهما. كان هذا بتدبير الحاشية المملوكية، وبضغط من النبلاء المحليين. فالمماليك غرباء عن الأرض والبلد. كان حكمهم حكماً بالقوة، بجيش يتلقى راتباً يدفعه النبلاء المحليون.

شمس الدين ألتوتميش

الدولة اللملوكية الهندية أيام التتميش

هو ثالث حكام السلطنة المملوكية الهندية، ذلك أن الثاني، آرام شاه، لم يبق في الحكم سوى بضعة أشهر. كان مملوكاً لقطب الدين آيبك، أظهر براعة في المعارك. تزوج ابنة آيبك. واعتلى عرش دلهي عام 1211 وبقي في الحكم حتى عام 1236. تغلّب على جميع خصومه السياسيين من المماليك من أهل أيبك. وجعل جنكيزخان يبتعد عن مهاجمة سلطنته لما أظهر جيشه من بسالة في المعارك. كما قمع محاولات الزعماء المحليين في الاستقلال. وأظهر تسامحاً مع الهندوس والديانات المحلية. وقبل موته سمى ابنته جلالات رضية الدين وريثة للحكم، ذلك أن ابنه البكر كان قد قتل في إحدى معارك الأب الكثيرة. لتكون بذلك أول سلطانة حاكمة مسلمة في التاريخ الإسلامي.

جامع قوات الإسلام

بدأ السلطان قطب الدين آيبك نحو عام 1292 بناءه على عجل، استخدم فيه بقايا أحجار وأعمدة أبنية ومعابد في دلهي، ليكون الجامع بأعمدة مزخرفة زخرفة هندية، وبنى له مئذنة خاصة اسمها قطب مينار بمعنى "برج النصر" لا تزال قائمة، وهي أعلى مآذن الهند حالياً والمئذنة الثالثة من حيث الارتفاع في العالم. وهي مخروطية الشكل، مؤلفة من خمسة طوابق، يبلغ عدد درجاتها 379 درجة. يبلغ ارتفاعها 72.5 متراً، نصف قطر قاعدتها 14.3 متراً، ونصف قطر آخر طوابقها 2.7 متراً. بنيت طوابقها الأولى من الحجر الرملي الأحمر، أما الطابقان الأخيران فصنعا من الرخام الأبيض، ومزينة بزخارف وكتابات قرآنية نقشت على الحجر. ولكن بناء المسجد والمئذنة لم يكتملان في حياة آيبك وإنما تم ذلك في أيام ثالث حكام المماليك في الهند شمس ألتتميش. صنّفتها اليونسكو بين التراث الإنساني.

مماليك الهند/الأسرة المعزية

غزا محمد الغوري (1160-1206) شمال الهند منطلقاً من دولة الغور الصغيرة في أفغانستان ليشكل الإمبراطورية الغورية، التي كان من بينها شمال الهند والبنغال. ترك بعد موته عام 1206 سلطنة دلهي للمملوك قطب الدين أيبك الذي حارب معه في شمال الهند جنرالاً في جيشه، وكان موضع ثقته ومسؤولاً عن حملة الهند، وحقق فيها نجاحاً كبيراً منذ عام 1192. وحينما كان الغوري مشغولاً بآسيا الوسطى، كان أيبك يقمع الانتفاضات في الهند ويدير مناطق النفوذ فيها، ويمد يد العون للغوري في حروبه الأخرى. وبعد وفاة الغوري أعلن أيبك دلهي سلطنة خاضعة له. وحكمها حتى وفاته عام 1210، أظهر خلالها قدرة فائقة على الإدارة وكان بذلك المؤسس الأول لسلطنة إسلامية في الهند. جعل لاهور عاصمة للسلطنة ثم نقلها إلى دلهي. وهو من مواليد تركستان لعام 1150، أُخِذَ عبداً إلى نيشابور، تدرج في الجيش إلى أن أصبح قائداً لدى الغوري. بنى جامع "قوات الإسلام". توفي بسقوطه عن حصانه. استمرت أسرته المعزية حتى عام 1290.

دولة المماليك

أراضي الدولة المملوكية بين القرن الثالث والسادس عشر

حكم المماليك البحريون مصر وسورية وجزءاً من العراق والجزيرة العربية بين عامي 1250 و 1382، أما المماليك البرجية فحكموا بين 1382 و 1517، وانتقلت السلطة بعدهم إلى العثمانيين. من أشهر سلاطينهم الظاهر بيبرس (1260-1277). استمر وجودهم في الأقاليم أثناء الحكم العثماني كأمراء تابعين للدولة العثمانية، إلى أن قضى عليهم نهائياً محمد علي باشا عام 1811. كان دورهم هاماً في إخراج آخر الصليبيين من المنطقة العربية، وقبل ذلك استطاعوا إيقاف الزحف المغولي باتجاه مصر وإيقافه عقب معركة عين جالوت في فلسطين. تركوا الكثير من الآثار العمرانية من مدارس وجوامع ومصحات، تعرف بالفن المعماري المملوكي. ولكنهم كانوا في صراع دائم على السلطة فيما بينهم. فأثناء حصار تيمورلنك دمشق، غادرها الجيش المملوكي تاركاً إياها لمصيرها نظراً لاحتدام الصراع في القاهرة على السلطة! وعقب احتلال نابليون لمصر وهزيمته للمماليك، عاد بعضهم وانضموا إليه وغادروا مصر مع جيشه إلى فرنسا، وشكلوا فرقة خاصة بهم، شاركت في كثير من حملاته ومعاركه في أوروبا.

المماليك

مملوكي مصري في كامل ثيابه في نهاية القرن الثامن عشر

أي أنهم كانوا مملوكين لجهة استخدمتهم لصالحها، خاصة في الحرب والقتال. استخدمهم الحكام المسلمون للدفاع عنهم، ولكنهم انتهوا بالوصول إلى السلطة واحتفاظهم بها منذ عام 1250 مع المعز آيبك، إلى أن انتهى حكمهم عام 1517 مع هزيمتهم أمام العثمانيين في مرج دابق قرب حلب ومقتل قانصوه الغوري وإعدام الأشرف طومان باي في القاهرة. بدأ تجنيدهم منذ القرن التاسع مع الخليفة المعتصم من مناطق التركمان والقوقاز، وأوروبا الشرقية السلافية وروسيا. كانوا يخضعون لتدريب عسكري قاسٍ ليكونوا جنوداً تدفع لهم رواتب من الخليفة أو الحاكم. احتلوا مراتب في الجند مكنتهم من الوصول إلى مراكز هامة في الدولة. اشتراهم السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب صغاراً، ودربهم واعتنى بهم، فانقلبوا على زوجته شجرة الدر بعد وفاته واستلموا الحكم إبان الحملة الصليبية السابعة التي انتهت بأسر قائدها لويس التاسع.  كانوا من أصلين مختلفين، أولهما التركمان الذين أسكنهم السلطان في جزيرة الروضة في النيل، وسموا المماليك البحرية، وثانيهما الشراكسة الذين أسكنهم القلعة وسموا المماليك البرجية. 

الخَصيّ

هو الذي سلَّت خُصيتاه أو نزعتا، وهو في العموم من أزيلت أعضاؤه التناسلية من نبات أو حيوان أو إنسان. مُورس ذلك في أوروبا الغربية على الأطفال للحفاظ على قدرة المخصيين على الغناء بصوت حاد كصوت الأطفال ولكن له قوة صوت الرجال بعد تجاوزهم سن البلوغ. ذلك أنه لم يكن مسموحاً للنساء بالغناء في الكنائس. منع بابا روما كليمنت الرابع عشر ممارسة الخصاء منذ نهاية القرن الثامن عشر. ومن أشهرهم المغني الإيطالي أليساندرو موريستشي الذي توفي في روما عام 1922. مورس الخصاء في بلاد فارس الأخمينية وفي الإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية العثمانية والصين وفيتنام والهند والعالم الإسلامي، وكان للخصيان إمكانية الوصول إلى وظائف إدارية عالية في الدولة. لأنهم بلا عائلة ومن ثم فإن طموحاتهم الشخصية شبه معدومة، ولا خوف منهم. وصل بعضهم في بيزنطة إلى رتبة بطريرك أو قائد جيش. وأشهرهم في العالم الإسلامي كافور الأخشيدي حاكم مصر في القرن العاشر. وفي الدولة العثمانية كان لبعضهم مسؤولية حراسة قصور حريم السلطان وإدارتها.