الفلس الأسود، أحد أقدم الطوابع البريدية (عام 1840)، |
تبادل المعلومات هو أمر مُهمٌ في إدارة الدول التي بدأت تتشكل بالمفهوم المعاصر منذ النهضة الأوربية. تبادلٌ اقتضى توفر وسائل للاتصالات، وخاصة في الإمبراطوريات. بدأ عصر الرسائل والتقارير مع انتشار الطباعة في أوروبا. لذا كان حكم فيليب الثاني (حكم بين 1558 و1598) عصر "إمبراطورية الورق"، وسُميّ بإمبراطور الورق، لأنه أمضى فترة حكمه يقرأ الرسائل والتقارير، يوقعها أو يعلق عليها ويعيدها. وهذا تطلّب نظام لنقل الرسائل، لشؤون الدولة ولغيرها، وهو ما حدث وعرف لاحقاً بالنظام البريدي، الذي سمي كذلك لتضمنه إقامة مواقع مع رجال وأحصنة مقيمين على طول بعض الطرق أو طرق المواقع post-road، مهمتهم حمل الرسائل بين موقع وآخر، حتى تصل الرسالة إلى منتهاها. ومنها جاءت كلمة "بوسطة" العامية. طورت عائلة تاسي الألمانية منذ القرن السادس عشر نظام البريد الأوروبي ونظام الرسائل العادية، الذي يعمل بحسب جداول زمنية ثابتة. كان التوزيع يجري وفق طرق حصرية مثل طريق أوغسبورغ ثم مدينة بولونيا الإيطالية ثم فلورنسا ثم روما ونابولي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق