يتألف الكون من مليارات المجرات وكل
منها تتألف من مليارات الأجرام. السؤال الذي يطرحه الفيزيائيون هو: كيف لهذا
الكون بمجراته وأجرامه أن يبقى دون أن يتهاوى على نفسه؟ تقول النظريات الفيزيائية
الشهيرة بوجود قوة "جذب" بين الأجسام. ولكن الجاذبية الناجمة عن الكتل
المرئية في المجرات لا تكفي لجعلها مترابطة بما هي عليه وإبقائها في المواقع التي
هي فيها! ومن ثم فإن من المنطقي أن يمضي كل منها إلى حيث يشاء دون اكتراث بالمجرات
الأخرى، والشيء نفسه يقال بالنسبة لداخل أية مجرة. أدى هذا الأمر بالفيزيائيين
للاعتقاد بوجود مادة غير مرئية، لم يتم التحقق منها حتى الآن، تعطي هذه المجرات
الكتلة الإضافية اللازمة لتكوين مقدار جاذبية كافٍ للحفاظ على مجرات ونجوم
الكون في مواقعها. سميّت هذه المادة العجيبة بالمادة السوداء، ليس لسوادها وإنما
لكونها مجهولة. وهذه المادة لا تمتص الضوء ولا تصدره ولا تعكسه (من الأفضل تسميتها بالشفافة!). وكتلة هذه المادة،
إن وجدت، تساوي ستة أضعاف الكتلة المرئية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق