الفيدرالية

الفيدراليات في العالم

تعني الكلمة الاتحاد أو الإتلاف أو التحالف. وهي تنظيم سياسي وإداري وحكومي بين ولايات تشكل فيما بينها دولة واحدة. للدولة الفيدرالية دستور يحدد الصلاحيات وتقاسمها بين الولايات والإدارة الفيدرالية. وليس للدولة الفيدرالية نوع أو نمط واحد من الدستور. فالولايات المتحدة فيدرالية وكذلك روسياالاتحادية وسويسرا أيضاً وغيرها هي فيدراليات مختلفة. تكون للولايات صلاحيات داخلها تخص عموماً الثقافة والتعليم والإدارة المدنية والشرطة وغيرها. لكل ولاية قوانينها في مجال اختصاصاتها. أما الإدارة الفيدرالية فتعنى بالشؤون السياسية، وخاصة الخارجية والدفاع والخطوط العريضة للاقتصاد والعملة والتنسيق بين الولايات. تراقب الولايات الإدارة الفيدرالية وسياساتها الخارجية والقوانين الاتحادية عبر مجلس الشيوخ. كما أن للإدارة الفيدرالية تأثير مباشر في الولايات عبر المشاريع الاتحادية والمساعدات لدعم الولايات المحتاجة. مفهوم الفيدرالية مختلف عن مفهوم اللامركزية الذي تفوّض فيه الدولة ببعض صلاحياتها إلى الأقاليم. وكذلك اختلاف الفيدرالية عن الكونفدرالية الذي هو وحدة ببعض الأمور ترعاها اتفاقيات وتنفذها مؤسسات تخلق لهذا الغرض مثل الاتحاد الأوروبي.

سويسرا

إحدى دول أوروبا الوسطى، تحدها فرنسا وألمانيا والنمسا وإيطاليا. مساحتها نحو 41 ألف كيلومتر مربع وعدد سكانها نحو 8.6 مليون نسمة. عاصمتها بيرن. مدنها الكبيرة جنيف ولوزان وزيورخ وبازل. تتألف من 26 كانتون (منطقة) تنتمي إلى أربعة أقاليم متجاورة ومختلفة ثقافياً: فرنسية، ألمانية، إيطالية، رومانشية. بالرغم من الاختلاف الثقافي تجمعهم الفيدرالية (تعود لعام 1291) والديمقراطية المباشرة المتجذرة في مجتمعهم. انتهجت الحياد السياسي والعسكري منذ القرن السادس عشر. وأصبحت مركزاً للعديد من المنظمات العالمية، مثل الصليب الأحمر، ومنظمات تابعة للأمم المتحدة، التي لم تنتسب إليها إلا في عام 2002. يقوم اقتصادها على الخدمات المالية والسياحية والنقل والصناعات الدقيقة التي تتميز بقيمة مضافة عالية. عائداتها من الصناعة نحو 100 مليار دولار سنوياً. هي الدولة الثانية في العالم للناتج المحلي الإجمالي للفرد بمقدار 86 ألف دولار عام 2020. هي واحدة من الدول العشر الأقل فساداً في العالم. وهي الثانية في مؤشر التنمية البشرية. فيها جبال الألب، ومنها ينبع نهرا الراين والرون.

أليسار / قرطاجة

أميرة فينيقية (879-759 ق.م) من مدينة صور في لبنان اليوم، (سماها الإغريق ديدون)، استولى عمها بيغماليون على المدينة قاتلاً أباها وزوجها. وتجنيباً لمدينتها وأهلها حرباً أهلية أبحرت حتى الشواطئ التونسية عام 814 ق.م. اختارت منطقة لبناء مدينة وطلبت من ملك البلاد الإذن. وافق الملك بشرط ألا تتعدى مساحة هذه المدينة جلد ثور! لذا قامت باختيار رأس في البحر على شكل شبه جزيرة، ثم قطّعت جلد الثور في أربطة بأقل عرض ممكن، تصلها ببعض، لتشكل حبلاً رفيعاً للغاية وطويلا بما يكفي ليكون حداً فاصلاً من طرف اليابسة لشبه الجزيرة، وبما يضمن مساحة كافية من الأرض لمدينتها. يُشار إلى هذا الطريقة في الرياضيات حتى اليوم باعتبارها مثلاً عن تحقيق أكبر مساحة ممكنة لها المحيط نفسه*. أما اسم قرطاجة فهو مشتق من اللغة الفينيقية ومؤلف من: قارت (وتعني قرية) وحاداست (ويمكن لفظها جاداست)، وتعني حديث أو جديد. ليصبح المعنى الإجمالي لقرطاجة: القرية الجديدة.

*للمربع والدائرة اللذان لهما المساحة نفسها فإن محيط المربع أكبر من محيط الدائرة

الحواس

المعروف أنها خمس: السمع والبصر والشم والتذوق واللمس. ولكن ما هي الحاسة؟ التعريف الأكثر شيوعاً هو أنها جملة من المستقبلات أو الخلايا الحاسّة القادرة على ترجمة أشكال مختلفة من الطاقة (التحريضية) ونقلها إلى الجملة العصبية المركزية على شكل سيالات عصبية حيث سيفسرها الدماغ بعرض إدراك ما عنها، وسيجري ترميزها بعد ذلك لتذهب إلى المناطق المتخصصة في الدماغ مثل المنطقة المختصة بمعالجة الرؤية أو اللمس أو الرائحة إلخ. فالعالم المحسوس لدى الإنسان تعبر عنه الحواس الخمس، ولكن الإدراك الحسي هو أكثر من ذلك. فالتوازن لدى الإنسان وغيره (عبر الأقنية شبه الدائرية والأذن الداخلية) هو حاسة قطعاً. والحس النسبي لأطراف الجسمي الذي يسمح بوضع السبابة على الأنف مثلاً، بأعين مغمضة، هو حاسة أيضاً. كذلك حاسة الحرارة من سخونة وبرودة التي يشعر بها الجلد عن طريق المحسات الحرارية في القشرة الجلدية. والمحسات الحرارية الداخلية التي تسمح بتنظيم حرارة الجسم. وكذلك حاسة الألم، وهي حاسة متعددة المحسّات.

زها حديد

مهندسة معمارية من أشهر معماريي القرن الواحد والعشرين. من مواليد العراق لعام 1950. توفيت عام 2016 بأزمة قلبية. درست الرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت والهندسة المعمارية في لندن. أسست شركتها عام 1980. وقامت بتصميم العديد من المنشآت المعمارية الكبيرة في بريطانيا وفرنسا وإسبانيا والنمسا وقطر والصين وغيرها. وكانت تحاضر في العديد من الجامعات الأوروبية والأمريكية. تميز أسلوبها في التصميم بتقاطع الخطوط المشدودة والمنحنيات والزوايا الحادة والمستويات المتراكبة مما يعطي لتصاميمها التعقيد والخفة. فهي كانت تنطلق من أفكار بسيطة تجعل فيها للعمارة رسالة. كانت تقول في محاضراتها "تكون الهندسية المعمارية طليعية عندما تتوجه إلى المستخدمين الذين غالباً ما يُتركون جانباً". حازت على جائزة بريتزكر، وهي أول امرأة تحصل على هذه الجائزة. عرضت أعمالها السابقة في عام 2006 في  متحف غوغنهايم للفنون الحديثة في نيويورك. شريط الفيديو هذا يعطي صورة جيدة عن عملها .

القوى الكونية الأربع

تحكم الكون أربع قوى هي: القوة الشديدة، والقوةالضعيفة، والقوة الكهرطيسية وقوة الجاذبية. تسمى أيضاً بقوى الطبيعة الأربع أو القوى الأساسية الأربع. تختلف كل من هذه القوى عن الأخرى في دورها وشدتها ومسافة تأثيرها. وهذه القوى تحملها جسيمات متناهية في الصغر اسمها العام "بوزون"، مثل الجسيم المتداول "الفوتون" الحامل للضوء، والقوة الكهرطيسية. القوى الثلاث الأولى تأثيرها داخل الذرة وخارجها، أما الرابعة فتأثيرها في الكون عموماً دون داخل الذرة فيما نعرف حتى اليوم، ربما لضعفها الشديد. من جهة أخرى، هناك من يتحدث اليوم عن قوة خامسة لها أن تفسر وجود المادة السوداء، يحمل هذه القوة بوزون جديد ثقيل سميّ "بالفوتون الأسود"، ولكن الأمر يحتاج إلى مزيد من التجارب لإثبات وجوده.

القوة النووية الشديدة

هي المسؤولة عن تلاحم الجسيمات النووية داخل نواة الذرة، فالنترونات والبروتونات تتألف من جسيمات صغيرة اسمها "كواركات"، وهذه تحتاج كي تبقى مترابطة إلى قوة تشدها إلى بعضها البعض. وهي قوة كبيرة بالنسبة إلى عالم الذرة الصغير جداً. وأثر هذه القوة لا يذهب بعيداً بل يبقى داخل الذرة أو النواة حتى وإلى مسافات أقل من مليار جزء من النانومتر، وهذا الأخير هو جزء من مليون من الميليمتر. تحمل هذه الطاقة في الذرة جسيمات متناهية في الصغر (بوزونات) اسمها "غلون"، مثلها مثل الفوتونات التي تحمل الضوء. وهذه القوة هي مصدر الطاقة النووية المنطلقة عند تحطيم النواة (ولهذا نتحدث عن الطاقة النووية وليس عن الطاقة الذرية). فكل غرام من الوقود النووي يحتوي على طاقة تماثل الطاقة المختزنة في طن من الديناميت.

القوة الضعيفة

هي التي تسمح في حالة المواد المشعة، أي المواد غير المستقرة، للنترون أن يتحول إلى بروتون وإلكترون وجسيمات أخرى متناهية في الصغر، أي إشعاع بيتا. ولها دور رئيسي في الإندماج النووي. وهي لا تؤثر في جسيمات مثل الإلكترون أو الفوتون. تحملها أيضاً جسيمات متناهية في الصغر (بوزونات) اسمها "دبليو" و "زد". وهي أضعف بمائة ألف مرة من القوة النووية الشديدة ومجال تأثيرها أصغر من مجال القوة النووية الشديدة بألف مرة أيضاً.

القوة الكهربائية المغناطيسية، الكهرطيسية

وهي المسؤولة عن الضوء والكهرباء  والمغناطيسية. تؤثر على الأجسام المشحونة كهربائياً من بروتونات وإلكترونات بما يسمح بتشكل الذرة وتماسكها. وهي مسؤولة أيضاً عن ارتباط الذرات بعضها مع بعض عبر إلكتروناتها المحيطية لتشكيل الجزيئات. ويمتد تأثيرها إلى ترابط الجزيئات لتشكيل سلاسل من الجزيئات مثل سلاسل الدي.ن.إ التي تؤدي إلى وجود الحياة. وهي على عكس القوة الشديدة والقوة الضعيفة، فإن أثرها يمتد بعيداً جداً، وهي أقوى من القوة الضعيفة وأضعف من القوة الشديدة بمائة مرة. يحملها الجسيم المتناهي في الصغر (بوزون) المعروف باسم "فوتون".

قوة الجاذبية

التي تبرزها ظاهرة التفاعل بين الكتل. وهي التي تبقينا على الأرض، والمسؤولة عن المد والجزر ودوران الكواكب حول الشمس، وعن كرويتها. وبها تتحدد بنية الكون. تتعلق قيمتها بكتلة مصدرها، ولا يمكن الإحساس بها إلا على مستوى الكواكب والنجوم مثل الأرض والشمس. لذا فهي الأضعف بين القوى الأربع وبكثير جداً جداً، ولكن تأثيرها هو الأبعد مدىً وبما لا يقارن مع القوى الأخرى. لا يزال وجودها غير مؤكد داخل الذرة. ولم تبيّن التجارب حتى اليوم وجود حاملها المفترض، أي الجسيم المتناهي في الصغر الذي سميّ "غرافيتون". عزاها نيوتن إلى قوة خفية في الكتل نفسها، أما النسبية العامة فتعزوها لتحدب المكان والزمان حول الأجسام وهو الأصح فيما نعلم حتى اليوم.

الحنّاء

تستخرج من شجيرة شوكية من عائلة الخثريات lythraceae يمكن أن يبلغ ارتفاعها ستة أمتار. تحوّل أوراقها إلى مسحوق ناعم يحتوي على جزيئات خاصة تتضمن مواد تنتج أصباغاً حمراء وصفراء وبرتقالية تستعمل في صباغة النسيج والجسد الإنساني وخاصة الشعر، كما تستعمل في الوشم المؤقت على الجلد (التاتواج). تنمو في المناطق الاستوائية في آسيا الجنوبية والقسم الغربي من استراليا وأفريقيا الاستوائية حيث تزرع بكثرة. وهي تحتاج إلى جو رطب وحار، ولا يمكنها العيش في مناطق تنخفض درجة حرارتها عن 11 درجة مئوية. منطقة راجستان في الهند هي أكثر المناطق إنتاجاً. ومن الدول التي لا تزال سوقاً للحناء، الدول العربية وشبه القارة الهندية بما فيها الباكستان وبنغلادش ودول وسط شرق أفريقيا مثل الحبشة والصومال، إضافة إلى تركيا. وهناك مؤشرات على استخدامها تاريخياً في التجميل والطبابة. وفي بلاد آشور كانت تصبغ بواطن الأيدي والأظافر بالحناء للصبايا اللاتي كنّ على وشك الزواج.

إمبراطور اليابان

لوحة تمثل الإمبراطور جيمو المؤسس

الإمبراطور الحالي ناروهيتو هو رقم 126  في سلالة أباطرة اليابان التي بدأها الإمبراطور المؤسس جيمو Jimmu عام 660 ق.م باعتباره سليلاً لإله الشمس اليابانية أماتيراسو. ومن يومها كان على كل من سيصبح إمبراطوراً لليابان أن يعود نسبه إلى الإمبراطور جيمو. يصعب طبعاً التحقق من ذلك على مدى 26 قرناً، ولكن الدلائل تشير إلى أن أباطرة اليابان يتتابعون في السلالة على مدى الخمسة عشر قرناً الماضية. فالعائلة الحاكمة حالياً تعود بالتأكيد إلى الإمبراطور كيتي (507-531)، وهو على الأغلب مؤسس سلالة جديدة أكثر منه وريث لأباطرة سبقوه. وبحسب دستور عام 1868 أيام الإمبراطور ميجي، أصبح الإمبراطور قائداً أعلى للبحرية والجيش. وبعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية فرض الأمريكيون دستوراً جديداً عام 1946 يجعل الإمبراطور رمزاً للدولة ووحدة الشعب الياباني، له دور برتوكولي محض. وأصبح الحكم بإدارة رئيس حكومة منتخب. كان يُعامل تاريخياً على أنه إنسان إله، ليس للعامة الاقتراب منه أو حتى سماع صوته أو مشاهدته، ينتهي حكمه بوفاته.

تاريخ صناعة الحرير

معركة الروم والفرس ورايات الحرير

عثر على أول قطعة قماش من الحرير في الصين وتعود لعام 2570 ق.م. اكتشافات أخرى تقول بوجوده في حضارة عاشت بين الهند وباكستان الحالية بين 2800 و 1900 ق.م عرفت الحرير وصناعته، مما يزيد من صعوبة التأريخ. ولكن استخدامه بشكل ملموس لم يكن قبل القرن الثاني قبل الميلاد، إذ تعلم الكوريون واليابانيون والهنود والفرس صناعته، عبر التجار والرهبان والأمراء. وكان "طريق الحرير". وبحسب البعض، فإن أول معرفة للرومان بالحرير تعود إلى عام 53 قبل الميلاد أثناء معركة ضد الفرس الذين كانوا يحملون رايات حريرية ساهم بريقها في خسارة الرومان للمعركة. انتقل إلى بيزنطة عن طريق التجار والرهبان، ولكن دون أن ينتشر على شكل واسع إلى حين غزو العرب بلاد فارس الذين قاموا بنشر هذه الصناعة في مناطق مختلفة من البلدان التي خضعت لهم. وانتشرت هذه الصناعة على نحو خاص في أوروبا بعد الحروب الصليبية، حيث نقلت مشاغل بكاملها من سورية إلى إيطالياً وأوروبا.

الحرير الصناعي

الكونت هيلير دو شاردوني مخترع الحرير الصناعي

انتشرت تربية دودة الحرير في إيطاليا وجنوب فرنسا، وقامت حولها صناعة نسيج كبيرة. إلا أن وباء انتشر عام 1845 أصاب دودة الحرير وقضى على جزء كبير من ورشات هذه الحرفة، ولم يتمكن العالم الفرنسي باستور من دراسة هذا الوباء وإيجاد حل له قبل عام 1865. تراجعت خلال تلك الفترة صناعة الحرير بسبب الوباء وارتفاع أسعار الحرير مما أدى إلى تراجع هذه الصناعة إضافة إلى افتتاح قناة السويس في تلك الفترة مما سهل وصول الحرير الياباني والصيني إلى أوروبا بأسعار منافسة جداً. وكان بين من ساعد باستور في دراسة مرض دودة الحرير المهندس الفرنسي شاردوني (1839-1924) الذي تساءل عن إمكانية إنتاج الحرير من مواد طبيعية. وهذا ما توصل إليه عام 1884 بإنتاجه لخيوط حرير صنعية باستخدام السليولوز والكوليديون (مادة لها مظهر الطلاء اللاصق اللماع) لها مواصفات خيوط الحرير الطبيعية من حيث البريق والمتانة والخفة. وهذا ما قضى نهائياً تقريباً على تربية دودة الحرير في أوروبا إلا لبعض الاستعمالات الخاصة.

سيف ديموقليس

حكاية تنسب للملك المستبد ديونيسوس الثاني الذي حكم سراقوسة في القرن الرابع قبل الميلاد. كان يعيش حياة رخاء، ولكن استبداده جلب له أعداءً كثر مما جعله شديد الحذر والخوف على حياته، فصار ينام في غرفة محاطة بخندق. اجتمع حوله متملقون كثيرون، منهم ديموقليس الذي كان يكيل للملك المديح ويتغنى بسعادته ورخاء حياته. فما كان من الملك إلا أن عرض على ديموقليس أن يجرّب حياته هذه بنفسه. وافق ديموقليس فأجلسه ديونيسوس على أريكة ذهبية وأمر بإطعامه أطيب الطعام وإرضاء رغباته. وعندما بدأ ديموقليس يستمتع بالترف والبذخ، لاحظ أن ديونيسوس علق فوق رأسه سيفاً حاداً يتدلى من السقف معلقاً بشعرة حصان واحدة. فتملّك ديموقليس شعور قاتل بالخوف ولم يعد قادراً على الاستمتاع بشيء، فهرع إلى الملك وطلب إعفاءه من هذه التجربة. كان قصدُ شيشرون، الذي روى هذه القصة، القول بأن أصحاب السلطة يعيشون على الدوام في ظل القلق، ولا سعادة حقيقية لمن تسيطر عليه المخاوف باستمرار.

إيتوري ماجورانا

هو فيزيائي إيطالي ولد في عام 1906. كان نبوغه لافتاً في الحساب منذ صغره. حصل على شهادة البكالوريا في السادسة عشر من عمره بتفوق، ودخل كلية الهندسة. حصل على شهادة الدكتوراه بإشراف الفيزيائي الشهير فيرمي وله من العمر 23 سنة مع كل الثناءات الممكنة. وكان أول من قال بضرورة وجود النترون. كان متحفظاً، خجولاً، لا يحب نشر المقالات، ولا يحب السفر لحضور المؤتمرات. كثير من اكتشافاته النظرية في الميكانيك الكمومي ذهبت باسم غيره. حصل على كرسي للفيزياء النظرية في جامعة في نابولي، ولكنه قرر الاختفاء. سافر إلى باليرمو، بعد أن أرسل رسائل إلى أحد أصدقائه وأسرته، بما يشبه الرغبة بالانتحار. ليختفي بعد ذلك دون أن يتمكن أحد من إيجاد أثر له على الإطلاق. كُتبت في ذلك كتب عديدة، ووضعت احتمالات وسيناريوهات مختلفة، من المؤامرة (لأنه على حد اعتقاد البعض كان يعرف كيفية صنع القنبلة النووية) إلى الخيال العلمي بوجوده في زمن مواز، إلى أشياء كثير. 

حياة الأميشيين الاجتماعية

لا يهتم الأميشيون بالراتب التقاعدي أو الضمان الصحي، فالتعاضد بين أفراد الجماعة كفيل بكل هذا. ينجبون عدة أطفال احتراماً لأمر إلهي بملء الأرض بالرعايا. نسبة تكاثرهم من أكبر النسب في العالم. يتنقلون بالعربات، وليس بالسيارات، طالماً أن ذلك ممكن. ويحرثون أراضيهم بالمحراث التقليدي الذي تجره الدواب، ومن النادر أن يستخدموا الجرار. ويستخدمون أدواتاً وأغراضاً كثيرة من صنعهم. التعليم في مدارسهم الخاصة بهم، أجازتها الحكومة الأمريكية حتى سن الرابعة عشرة. ونظراً لقلة عددهم فيكون هناك في الغالب قاعة واحدة فيها كل المستويات ومدرّس وحيد لكل المستويات. يتعلمون كل شيء في المدرسة وخاصة لغتهم الأصلية الألمانية، ويتعلمون الديانة في بيوتهم. تخلق المدرسة رابطاً قوياً بينهم تجعلهم يتعلقون بثقافتهم حتى بعد مغادرتهم جماعاتهم لسبب ما. يطلب 90% منهم التعميد الثاني وبقرارهم الذاتي. يمارسون في حياتهم اليومية جهداً فيزيائياً كبيراً لفوائده الصحية (18 ألف خطوة للرجال و 14 ألف للنساء يومياً)، ويتناولون اللحوم بوفرة والخضار مما ينتجون ويفضلون العلاج التقليدي.

الأميشيون

هم جماعة ذات أصول دينية بدأت في القرن السابع عشر في منطقة الألزاس الفرنسية وسويسرا. مؤسسها الأب جاكوب أمان (ومنه جاء اسمها) الذي كان يخشى التراخي العقائدي الذي لاحظه في المجتمع السويسري وجواره، بالرغم من أن هذه المجتمعات عُرفت بتسامحها وتعاضدها، ولكنه كان يريد منها انضباطاً أكثر في تطبيق التعاليم الدينية، مثل وجوب إقامة العشاء الرباني مرتين في السنة وليس مرة واحدة، وكذلك التأكيد على غسل الأقدام وخلاص النفس بإعادة التعميد الخ، ووضع عقوبات على المخالفين. أثار هذا سخط السلطات الدينية، فلاحقت سلطات لويس الرابع عشر أمان وجماعته وتفرقوا في البلاد، هاجر معظمهم إلى أمريكا، ليعيشوا في جماعات متفرقة، تتواصل مع بعضها دون أن يكون هناك تنظيم ديني شامل. لكل جماعة أسقفها المنتخب من أفراد الجماعة المعمدين، رجالاً ونساء. يعيش الأميشيون وفق تعاليم العهد الجديد، فالنساء لا يرتدين ثياباً تماثل ثياب الرجال، وتغطي النساء رؤوسهن على طريقة الراهبات. يفضلون الألوان القاتمة في اللباس، ويطيل الرجال لحاهم عقب الزواج.

أشهر الكرنفالات

اشتهرت مدن كثير بكرنفالاتها مثل كرنفال كونغا في كوبا وهويانو في البيرو  ومورغا في الأورغواي والأرجنتين وبنما وسويسرا ومازوركا في غوايان. وفي البرازيل أنوع من الكرنفالات تختلف عن بعضها في الموسيقى والملابس، من أشهرها السامبا والأكسي والفورو وماراكاتو. ومن أشهر الكرنفالات في البرازيل كرنفال ريو دو جانيرو، مدته أربعة أيام تسبق أربعاء الرماد، ويكون ذلك في شباط، وتبدأ الاستعدادات له منذ كانون الأول. يبدأ الاحتفال عندما يطلق الملك الذي يسمونه "مومو" إشارة البدء. يسلم محافظ المدينة الملك مفتاحها ويساعده على البحث عن ملكة، وهي فتاة جميلة لها خبرة بالسمبا. يدير هذا الملك المدينة خلال أيام الاحتفالات. ولكل مدينة في البرازيل ملكها، وهو شخص معروف في مدينته، ويشترط فيه البدانة إلى حد ما. الكرنفال هو عيد وطني في البرازيل، يشارك فيه الناس في مجملهم وخاصة طلاب المدارس، وهو أحد أهم معالم السياحة في البرازيل (فيديو).

الكرنفال

هو عيد ديني يسبق الصوم عند المسيحيين باعتباره مناسبة للفرح قبل فترة الصوم المتقشفة في الطعام وفي كل شيء. كانت له أسماء مختلفة في دول أوروبا ولم تعتمد كلمة كرنفال إلا منذ القرن السادس عشر. أصل الكلمة اللاتيني من كلمتي carne التي تعني "اللحم" و levare التي تعني التوقف، ليصبح المعنى: التوقف عن أكل اللحم، وهو السمة الأكبر للصوم المسيحي. يمكن أن يكون في أي يوم بين عيد الغطاس (السادس من كانون الثاني) وقبل بدء الصيام. يرتدي المحتفلون الثياب المزركشة والملونة بهدف إثارة البهجة. كانت أساساً قناعاً لإبعاد الشر، ولكن استعيض عنه بالمكياج الذي يعزز البهجة (فيديو). يسير المحتفلون في مواكب، يشارك فيها الأطفال وتوزع قطع صغيرة من الحلوى وتنثر قصاصات الأوراق الملونة. يقام في مدينة تمثل عاصمة المنطقة، تشارك فيه الموكب فرق من مختلف بلدات المنطقة بأزيائها وموسيقاها، تقدم الألعاب في نهايته. كانت في الماضي تنتهي بحرق تمثال مصنوع من قماش رمزاً للشر الذي يجري التخلص منه بالحرق.

هشام الأول

رسم مفترض لهشام الأول

ولد عام 757، وهو ثاني أمراء الأمويين في الأندلس، خلف أباه عبد الرحمن الأول في الحكم في قرطبة عام 788. وبحسب الروايات فإن عبد الرحمن الأول تردد في تسمية خليفة له بين ابنه البكر سليمان ذي الصحبة الرديئة وابنه هشام ذي الصحبة الموثوقة والسيرة الحسنة، فاختار هشام. ولكن سليمان اعترض على ذلك مع وفاة والده ودعا لنفسه بالإمارة وهو والي طليطلة أيام والده. تمكن هشام من إخضاع أخيه ونفيه إلى المغرب. خاض هشام معارك عديدة ضد ملوك الفرنجة وانتصر فيها كلها، كانت آخرها حروب استنزاف بين الطرفين كانت الغلبة فيها لهشام. أكمل بناء جامع قرطبة. أمر بتدريس اللغة العربية في دور العبادة أياً كانت، مسيحية أو يهودية. اهتم بأمور العباد وأحوالهم. عاش عيشة بسيطة. لقّب بالعادل. أصبحت المالكية مذهب دولته منذ أيامه. توفي هام 796 وله من العمر 39 عاماً. خلفه في الحكم ابنه الحكم الأول.

هشام الثاني
الحكم الثاني
عبد الرحمن الثالث
عبد الله بن محمد
المنذر
محمد بن عبد الرحمن (محمد الأول)
عبد الرحمن الثاني
الحكم الأول
هشام الأول
عبد الرحمن الأول

الحكم الأول

درهم من أيام الحكم الأول

ثالث أمراء قرطبة الأمويين. ولد عام 777، وخلف أباه هشام الأول في الحكم عام 796. حكم بدأ بالقلاقل إذ طلب ملك شمال إسبانيا عام 798 من شارلمان مساعدته في القتال ضد إمارة قرطبة وانتزاع مدينة برشلونة، كما طلب عمه سليمان، الذي كان أباه قد نفاه إلى المغرب، من شارلمان الطلب نفسه. أرسل شارلمان جيشاً بقيادة ابنه وتمكن من الاستيلاء على برشلونة عام 803، دون أن يتجاوزها. استغل ولاته الفرصة فبحثوا عن استقلالهم بولاياتهم ولكن الحكم قاتلهم بضراوة وأخضعهم بقسوة، وقمع الانتفاضات في مدنه من قرطبة وغيرها، وضمن بذلك استقرار البلاد الداخلي. فترك لابنه عبد الرحمن الثاني   بلاداً آمنة ومالأً وفيراً. عرف عنه اهتمامه بالأدب والفن وهو من أتى بزياب إلى قرطبة. توفي عام 822.

هشام الثاني
الحكم الثاني
عبد الرحمن الثالث
عبد الله بن محمد
المنذر
محمد بن عبد الرحمن (محمد الأول)
عبد الرحمن الثاني
الحكم الأول
هشام الأول
عبد الرحمن الأول

زرياب

تمثال في قرطبة تخليداً لذكرى زرياب

ولد لأسرة كردية فارسية بقرب الموصل عام 789، ومات في قرطبة عام 857. وهو موسيقي وجغرافي وفلكي، اشتهر بجمال صوته، ولقب بالشحرور بسبب صوته الرائع وبشرته الداكنة. تعلم الغناءوالموسيقى على يد إسحاق الموصلي (767-850) الذي أدخل الموسيقى إلى قصر الخليفة، فأعجب هذا بصوت زرياب أيما إعجاب، مما أثار غيرة إسحاق الذي هدده بالعقاب، فما كان منه إلا أن نفى نفسه إلى الأندلس حيث احتضنه عبد الرحمن الثاني ومنحه راتباً مجزياً سمح له بالعيش مترفاً. أدخل زرياب الوتر الخامس في وسط أوتار العود فأصبح أرق وأدق، وكذلك التناوب والتعاقب في الغناء، وهو وراء الموشحات الأندلسية التي ألف ولحن الكثير منها. وأسس مدرسة لتعلم الغناء في قرطبة. وجعل للغناء طريقة ومنهجاً وليس ارتجالاً. وغير الموسيقى والغناء فقد كان سيداً في فنون اللباس وطرائق تقديم الطعام، وهو من أحل كؤوس الزجاج محل كؤوس الذهب أو الفضة للشراب، وكذلك أحل أطباق النحاس المزخرفة محل قماش الموائد، وتتالي الأطباق الواحد بعد الآخر على طريقة بغداد.

عبد الرحمن الثالث

جزء من لوحة لرسام إسباني تعود للقرن التاسع عشر 
تظهر الخليفة عبد الرحمن الثالث

أمير الأندلس. ولد عام 891 في قرطبة، وتولى الحكم عام 912 عن جده عبد الله بن محمد. والدته "مزنى" إسبانية وجدته لأبيه بنت ملك نافار، مما يجعله إسبانياً أكثر منه عربياً. كان أبيض الوجه أشقر الشعر أزرق العينين يصبغ شعره بالأسود ليعطي ملامح قومه. انتهج سياسة المواجهة مع الولاة الذين كانوا يدفعون الضريبة لجده ويعلنون استقلالهم، وهذا خطر كبير على الدولة فأخضعهم بالسيف. وقاتل أمراء إسبانيا الذين كانوا يحاولون قضم مملكته. تحالف مع أمراء وقبائل المغرب لمواجهة خطر الفاطميين. أمنّ سيادة دولته بالحرب والسياسة، وأعلن نفسه خليفة عام 929، فهو صاحب إمارة قوية في حين خليفة بغداد لم يكن له أية سلطة. وهو أكثر حكام الأندلس بأساً ودفاعاً عن إمارته، وأطولهم مدة في الحكم الذي بقي فيه 49 عاماً. ترك خزائن مكنوزة، ونشطت التجارة والزراعة والنخاسة في أيامه. بنى مدينة "الزهراء" قرب قرطبة باسم زوجته وجعلها عاصمة دولته. خلفه ابنه الحكم الثاني بعد وفاته عام 961.

هشام الثاني
الحكم الثاني
عبد الرحمن الثالث
عبد الله بن محمد
المنذر
محمد بن عبد الرحمن (محمد الأول)
عبد الرحمن الثاني
الحكم الأول
هشام الأول
عبد الرحمن الأول

عبد الرحمن الثاني

تمثال عبد الرحمن الثاني في مدينة مرسية التي اسسها عام 825 في إسبانيا

هو ابن حفيد عبد الرحمن الداخل، ولد في طليطلة عام 792، خلف أباه الحَكَم الأول في الحكم عام 822 وأصبح أمير الأمويين في قرطبة. عرف بميله للمعرفة والثقافة، وكان أوسع أمراء الأندلس معرفة وثقافة. طلب البحث عن الكتب أنى كانت، المؤلفة أو المترجمة عن اليونانية أو الفارسية. عرفت حاشيته كبار المفكرين والأدباء في عصره من الشرق والغرب. ومن بين أشهرهم في عصره زرياب الشاعر والموسيقي والمغني. وفي أيامه اشتهرت مهنة نسخ الكتب وتجارتها، وضمت مكتبة قرطبة نحو 400 ألف كتاب. عرفت فترة حكمه قلاقل داخلية قمعها بالسيف. قاوم هجوم الفايكنغ لإشبيليا عبر نهر الوادي الكبير وردهم عنها عام 844، وانشأ أبراج حراسة وقلاعاً وأسطولاً بحرياً كانت فوائدها عظيمة على مر العقود التي تلت. اتسم نهاية حكمه بالمشاكل بين من سيخلفه في الحكم، فقد كان له 45 ولداً، وانتهى الآمر بأن آلت الخلافة عام 852 إلى ابنه البكر محمد الذي كان قائد جيوش أبيه في معارك عديدة.

هشام الثاني
الحكم الثاني
عبد الرحمن الثالث
عبد الله بن محمد
المنذر
محمد بن عبد الرحمن (محمد الأول)
عبد الرحمن الثاني
الحكم الأول
هشام الأول
عبد الرحمن الأول

عبد الرحمن الأول/الداخل

تمثال عبد الرحمن الأول في بلدة المنقب حيث نزل بالأندلس 

ويلقّب صقر قريش. هو حفيد هشام بن عبد الملك وابن معاوية بن هشام وخليلته من بربر المغرب. ولد عام 731 في دمشق وتوفي في قرطبة عام 788. وهو المؤسس الأموي لإمارة قرطبة في الأندلس عام 756. بدأ رحلته نحو الأندلس مع سقوط الدولة الأموية عام 750 وملاحقة العباسين بقصد قتله. بعد فترة وجيزة في المغرب اتجه نحو الأندلس التي كانت تحت حكم يوسف الفهري الضعيف، وتعيش انقسام قبائل العرب بين بعضها وكذلك البربر. شكل حلفاً واستولى على السلطة بترحيب بعض العرب وقبول البرابرة. أرسلت بغداد جيشاً كبيراً للتخلص منه عام 763، ولكنه تغلب عليه وقتل قادته وأرسل رؤوسهم إلى الخليفة في بغداد. واجه بعض الولاة العرب الذين استنجدوا بشارلمان عام 777 الذي سحب جيشه نتيجة تعرض شمال بلاده للخطر. كان يثبّت حكمه سنة بعد سنة، مؤكدا استقراره بالاستفادة من الانقسامات القائمة بين شعوب الأندلس. وهو حكم استمر حتى القرن الحادي عشر.
هشام الثاني
الحكم الثاني
عبد الرحمن الثالث
عبد الله بن محمد
المنذر
محمد بن عبد الرحمن (محمد الأول)
عبد الرحمن الثاني
الحكم الأول
هشام الأول
عبد الرحمن الأول

قرطبة

تقع في جنوب إسبانيا. تضم نحو 325 ألف قاطن (عام 2015). يمر بطرفها النهر الكبير. تمتلك ثروة معمارية غنية تعود إلى مجمل الحضارات التي عاشت فيها. فهي كانت عاصمة إسبانيا أيام الرومان، ثم احتلها القوط الغربيون لنحو قرنين، ثم أصبحت عاصمة الإمارة العربية في الأندلس عام 756 مع عبد الرحمن الأول، وبدأت فترة ثراء كبير، فسكنها حينها نحو نصف مليون نسمة. شيّد فيها عبد الرحمن الثاني مكتبة ضخمة تقابل مكتبة بغداد. أصبحت عاصمة الخلافة الأندلسية عام 929 مع عبد الرحمن الثالث. وعادت مدينة صغيرة بعد خروج العرب منها عام 1236. من أهم مآثرها الجسر الروماني، أول جسر على نهر الوادي الكبير (وهكذا يلفظ اسمه الإسبانيون Guadalquivir). ومسجد قرطبة (المسكيتو في الإسبانية) الذي بدأ بناؤه عبد الرحمن الأول عام 785 وانتهى مع الحَكَم الثاني عام 967، يضم أكثر من ألف عمود من الرخام، رائع الجمال. بنى الإمبراطور شارل الخامس في القرن السادس عشر كاتدرائية داخل المسجد ومنه اسم الجامع-الكنيسة. 

النشاط الإشعاعي

هو ظاهرة فيزيائية تتفكك عبرها نوى ذرات المواد غير المستقرة مرسلة في الآن نفسه جسيمات مادية من إلكترونات، كما هو الحال في أشعة بيتا، أو نوى الهليوم كما هو الحال في أشعة ألفا، أو نترونات تنشأ عن الانشطار الطبيعي، أو ترسل فوتونات كما هو الحال في أشعة غاما. وفي كل هذه الحالات يترافق ذلك مع طاقة حركية. ولهذه الأشعة أن تسبب تأين المواد التي تعبرها. أثرها على العضويات الحيّة يعتمد على فترة التعرض وعلى طبيعة الأشعة (ألفا، بيتا، غاما، ...) وعلى موقع النشاط الإشعاعي من تعرض خارجي أو داخلي أو سطحي. تستخدم الأشعة في مراقبة جودة المنتجات وفي التصوير الشعاعي والأبحاث المخبرية. الأشعة السينية هي أشعة تحدث نتيجة انتقال الإلكترونات بين مستوياتها المختلفة حول الذرة، وليست نتيجة تفكك المادة كما هو حال شبيهتها أشعة غاما.

جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1903

كانت من نصيب الفرنسيين أنطوان هنري بيكريل (1852-1908) مناصفة مع ماري كوري (1867-1934)، البولونية الأصل، وزوجها بيير كوري (1859-1906)، عن أدوارهم في اكتشاف ودراسة النشاط الإشعاعي الطبيعي (ألفا، بيتا، غاما). اكتشف بيكريل النشاط الإشعاعي الطبيعي أثناء بحثه عن سبب إضاءة أملاح اليورانيوم. أما ماري وبيير كوري فقد أعلنا عام 1898اكتشفاهما لمادتي البولنيوم والراديوم المشعتين، وحصلا أيضاً على جائزة ديفي. ماري كوري هي أول امرأة تحصل على جائزة نوبل، وهي الشخص الوحيد الذي حصل على هذه الجائزة مرتين في مجال العلم، إذ حصلت على جائزة نوبل للكيمياء عام 1911.

أشعة بيتا

هي أشعة تصدر عن الذرات غير المستقرة، أي المواد المشعة. وهي ذرات تحتوي إما على بروتونات أكثر من النترونات أو العكس. تعادلهما عندها يعني تحول المادة التي تصدر عنها هذه الأشعة إلى مادة أخرى، بسبب تغير عددها الذري. وهذا التحول يزيد من استقرار الذرة المشعة. ففي حال كان الفائض في النترونات، ستتحول هذه إلى بروتونات وتطلق إلكترونات وطاقة ونيوترونات. والبروتون الناتج سيزيد من توازن الذرة واستقرارها. وفي حالة كان الفائض في البروتونات فإن هذه ستتحول إلى نترونات وتطلق إلكتروناً موجباً سينعدم مع إحدى إلكترونات الذرة، وسينطلق فوتونان من أشعة غاما، والنواة ستكون أكثر توازناً. الطاقة المترافقة مع هذه الأشعة هي طاقة حركية ليست بالكبيرة، لها أن تسبب التأين كما هو الحال مع أشعة غاما وألفا، ويمكن الوقاية منها بواق من الألمنيوم.

جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1903

كانت من نصيب السويدي سفانت أوغست أرهنيوس (1859-1927) لأعماله في مجال المحاليل الناقلة للكهرباء. وأهم مساهمة له في هذا المجال هي فكرة أن الأملاح الصافية لا تنقل الكهرباء، وكذلك الماء النقي الصافي لا ينقل الكهرباء، ولكن حل الملح الصافي في الماء الصافي يجعل من المحلول ناقلاً للكهرباء. وبحسب نظرية أرهنيوس فإن الملح ينفصل في الماء إلى جسيمات مشحونة (كان فراداي قد سماها أيونات). وأنه حتى في غياب تيار كهربائي فإن المحاليل الملحية تتضمن أيونات، وأن التفاعلات الكيميائية في المحلول هي نتيجة التفاعلات بين الأيونات.

جائزة نوبل في الآداب عام 1903

منحت للنرويجي بجورنستجرن مارتينوس بجورنسون (1832-1910)، الروائي والمسرحي والشاعر. يعتبر من أهم الأدباء النروجيين. وهو من وضع كلمات النشيد الوطني النرويجي. أعماله غير معروفة في العربية.