يمكن أن تكون التجربة العلمية تجربة
عملية فعلية مثل قياس سرعة الضوء أو التباطؤ الإشعاعي للكربون14، أو أن تكون ذهنية
تخضع للمحاكمة العقلية. كلاهما يؤديان إلى إثبات حقيقة أو حقائق، وكلاهما قابلتان
للتكرار، وإن كان تكرار الثانية لا يتطلب سوى المحاكمة الفكرية واستحضار تسلسل
أفكارها. فكروية الأرض التي توصل إليها الإنسان فكرياً كانت على أساس محاكمات
فكرية دون التمكن من مشاهدة الأرض عن بعد والتأكد من كرويتها، الأمر الذي أتاحته
الرحلات الفضائية. من أشهر التجارب الذهنية تجربة غاليليو وبرهنته على أن الأجسام
تسقط بالسرعة نفسها، صغيرها وكبيرها. ومن بين أعظم النظريات التي أقيمت عبر
التجربة الذهنية هي نظريتا النسبية لآينشتاين اللتان لم يجري التحقق منهما إلا
جزئياً حتى اليوم. ونظريات الرياضيات هي أعمال محاكمة عقلية لا سند تجريبي لها،
ولم تقل الوقائع بخطئها. نسبة كبيرة من أعمال نيوتن ذهنية الأصل، وحكاية اكتشافه
للجاذبية بسقوط التفاحة يبدو أنها بلا أصل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق