الإضرابات الأولى كانت في مصر القديمة، الأول أثناء بناء هرم خوفو (2558 ق.م) عقب خفض كمية الثوم اليومية. الثاني، أو الأول المسجل في التاريخ، حدث في مصر الفرعونية، كما يشير سجل عثر عليه إلى اعتصام العمال، في السنة التاسعة والعشرين من حكم رمسيس الثالث (1119 ق.م)، الذين كانوا يشتغلون في بناء المقبرة الملكية في وادي الملوك في منطقة "دير المدينة" بقرب طيبة، نتيجة تأخر حصولهم على أجورهم خلال حكمه على مدى شهور. وهي أجور عبارة عن مقادير من الحبوب. فما كان منهم سوى أن الإلقاء بأدواتهم ومغادرتهم حجرات الدفن التي كانوا يعملون على بنائها وذهبوا يحتجون عند الموظفين المحليين، ولما عجز هؤلاء عن تأمين مستحقاتهم توجهوا إلى معبد رمسيس الثاني واشتكوا إلى الوزير الذي قام بتزويدهم بجزء من أجورهم واسترضاهم مما جعلهم يعودون إلى أعمالهم. وتوجد عدة دلائل تشير إلى أن نجاح الاعتصام دفع العمال إلى استخدام هذا التكتيك بشكل منتظم خلال حكم رمسيس الثالث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق