تورشيلي

فيزيائي ورياضياتي إيطالي، ولد عام 1608 وتوفي عام 1647. اشتهر عنه اختراعه لمقياس الضغط الجوي. بعد فترة دراسية متميزة في بلدته انتقل إلى روما عام 1626 وأصبح تلميذاً لمساعد غاليليو. درس أعمال غاليليو، وألّف دراسات في الميكانيك أعجب بها غاليليو. أصبح مساعده وسكرتيره الخاص في الفترة الأخيرة من حياته، وهو من أغمض عيني غاليليو عام 1642. برزت مشكلة عدم إمكانية رفع المياه لأكثر من ارتفاع معلوم بلا جهد بعد تخلية أنبوب الرفع من الهواء. أجرى تورشيلي تجربة باستخدامه لأنبوب طوله متراً ملأه بالزئبق ثم أداره ليضع طرفه المفتوح في حوض من الزئبق فلاحظ انخفاض مستوى الزئبق حتى ثباته عند ارتفاع 760 ميليمتر، وخلص من ذلك إلى أن الضغط الجوي المؤثر على حوض الزئبقي يكافئ وزن عمود الزئبق، ومن ثم محدودية رفع المياه لأكثر من ارتفاع محدد يساوي 10.3 متراً (0.76×الكثافة الحجمية للزئبق(13.6)=10.3). ألّف كتاباً في الهندسة يعتبر بداية حساب التكامل. وضع عدة مقاييس لدرجة الحرارة. توفي بالتيفوئيد عام 1647.

الجهاز الدوراني

أو الجهاز الوعائي القلبي، أو الجهاز الوعائي. فيه يدور الدم حاملاً مكوناته ومواد غذائية (أحماض أمينية)  تصله من جهاز الهضم، وكذلك الأكسجين الآتي من الرئتين تحمله الكريات الحمراء، ويحمل أيضاً الهرمونات إلى كل خلايا الجسم لتزويدها بما تحتاج وتمكينها من مقاومة المرض والمحافظة على درجة الحرارة ودرجة الحموضة، والمحافظة على ثبات الحالة الداخلية للكائن الحي، وتخليص الخلايا من نفاياتها مثل ثاني أكسيد الكربون وغيره. يدور الدم في الجهاز الوعائي بفعل ضخ القلب، وهو دوران مغلق بفضل الأوعية الشعرية التي تصل إلى مجمل نهايات الجسم. يتضمن الجهاز الوعائي كلاً من القلب والدم والأوعية الدموية من أوردة وشرايين وأوعية شعرية. يدفع القلب بالدم النظيف والمُغذي إلى أجزاء الجسم عبر الشرايين، ويستعيد الدم الذي يجب تنقيته عبر الأوردة، دافعاً إياه إلى الرئتين لتخليصه من ثاني أكسيد الكربون وتحميله بالأكسجين. تساهم الكليتان والكبد والطحال بتنقية الدم من عوالقه. للدم دورتان: الدورة الصغيرة (الرئتان)، والدورة الكبيرة لباقي الجسم.

كرومر

اسمه الحقيقي إيفلن بيرنغ. ولد عام 1841 وتوفي عام 1917. وهو دبلوماسي ومدير مستعمرات بريطانية. عمل مفتشاً مالياً دولياً في مصر عام 1879 عقب إفلاس الحكومة المصرية عام 1876 التي كانت استدانت من مصارف أوروبية، بريطانية خاصة، دون أن تتمكن من سداد ديونها أيام الخديوي إسماعيل باشا. وبعد ثورة عرابي وتدخل بريطانيا واحتلالها لمصر، عاد كرومر كقنصل عام على مصر مالياً وإدارياً عام 1883، وأصبح حاكم مصر من خلف ستار حتى عام 1907. قاد برامج تطوير اقتصادي محدودة جداً وزاد من اعتماد مصر على الخارج وأضعف بنيتها كدولة وساهم في تأخر تطورها الاجتماعي. قاوم التعليم لاعتقاده أن هذا سيقود حتماً أبناء مصر لاحتلال مناصب عليا في الدولة، لذا جعل رسوم التعليم عالية بما يمنع الناس من إرسال أبنائهم إلى المدارس. مارس سياسة استبعاد من لا يقبل بوضوح بالوجود البريطاني إما بالنفي أو الإهمال. كان ممن يعتقدون بأن البيض الحاكمين يتميزون عن الملونين المحكومين والذين يجب أن يبقوا كذلك.

الأوعية الشعرية

وهي أدق وأصغر الأوعية الدموية. تتألف من شرينات (تصغير شريان) ووريدات (تصغر وريد)، يتزيدا صغرها مع ابتعادها عن الشريان أو الوريد، لتتصل بعضها ببعض في نهاية المطاف مشكّلة بذلك أوعية دورة الدم المغلفة. تتشكل في شجيرات متغصنة تسمى "الأسرّة الشعرية"، يكون فيها ضغط الدم بأقل ما يكون. وهي شبكات حية بمعنى أنها دائمة إعادة التشكل والتنظيم. سميت بالشعرية لدقتها، قطرها في الواقع أصغر من قطر الشعرة بخمس مرات على الأقل. وظيفتها تزويد الخلايا بالغذاء والأكسجين اللذان يحملهما الدم، وكذلك تخليص الخلايا من النفايات الاستقلابية (تحويل الغذاء إلى طاقة) ومن ثاني أكسيد الكربون. لبعض مكونات الأوعية الشعرية المساهمة في الاستجابة المناعية. جدرانها من الرقة لدرجة أن جزيئات الأكسجين والماء وبعض الدهون ترشح منها وتنتشر بين الخلايا، كما أن للنفايات وثاني أكسيد الكربون التي تطرحها الخلايا ترشح إليها لتحملها الأوردة والتخلص منها. وهي موجودة في العضلات وفي الكبد والكليتين والرئتين وفي الجهاز العصبي. وجودها أقل في الأوتار والعظام والأربطة والغضاريف، وتغيب تماماً في قرنيّة العين.

لويس بريل

مخترع فرنسي، صاحب لغة بريل للأكفّاء. ولد عام 1809 وتوفي عام 1852. أصيب بجرح في عينه اليمنى وله من العمر ثلاث سنوات، لم يُعالج الجرح، مما أدى إلى التهاب في العينين ففقد بصره تماماً. كان شغوفاً بالمعرفة، تابع دراسته الخاصة في معهد ملكي خاص بالأكفّاء. علم باختراع دولاسير لشبكة معدنية لترميز رسائل صوتية للضباط لاستخدامها ليلاً. طوّر بريل نظام دولاسير بجعل مصفوفة من النقاط النافرة على ورق مقوى خاص ترمز لحرف ما. تتألف المصفوفة من ست نقاط يمكنه بواسطتها ترميز 63 محرفاً. ووضع عام 1827عن ذلك كتاباً بعنوان "طريقة كتابة الكلام والموسيقى والغناء بواسطة النقاط لخدمة المكفوفين". لاقى نظامه بعض الصعوبات في بدايته إلا أنه سرعان ما عاود الانتشار مع تحسينات متتالية. توفي إثر إصابته بمرض السل. ونقلت رفاته في الذكرى المئوية الثانية لولادته لتوضع في مقبرة الخالدين في باريس تقديراً لابتكاره وما قدمه للإنسانية.

لغة بريل

ترميز بريل للحروف اللاتينية

يحتاج ضعاف البصر للغة كتابةٍ تُمكّنهم من التواصل مع العالم الخارجي واكتساب المعارف. وبما أن الكتب هي الوسيلة الأكثر انتشاراً في حمل المعارف، لذا كان لا بد من توفير وسيلة قراءة خاصة. والحاسة الأنسب هي اللمس أو السمع. ولكن السمع يقتضي توفر وسيلة قراءة بصوت مسموع، وهذا لم يصبح متاحاً إلا منذ عهد قريب. اخترع الفرنسي دولاسير عام 1809 نظام كتابة ليلية يسمح للضباط بكتابة وقراءة رسائل مشفرة باستخدام شبكة معدنية يمكن وضع نقاط على تقاطعاتها لترميز نحواً من 36 صوتاً. عرف لويس بريل بهذا النظام، وكان كفيفاً، وعدّل النظام إلى ترميز الحروف وليس الأصوات، وجعل لكل محرف شبكة من عمودين وثلاثة أسطر يضع النقاط النافرة على تقاطعاتها، وهذه النقاط يمكن تشكيلها على نوع خاص من الورق. وتمكّن بذلك من ترميز 63 محرفاً، الأبجدية وغيرها. للترميز أن يختلف من لغة إلى أخرى. مكتبات عالمية كثيرة تضمنت كتباً مرجعية بلغة بريل. فعدد ضعاف البصر أو فاقديه ينوف عن 250 مليون إنسان.

حاسة اللمس

هي الحاسة الأهم في البقاء والنمو. فهي تسمح بسبر وتعرف الوسط المحيط والحركة والمشي والإمساك بالأشياء وتناول الطعام، وغير ذلك كثير. وهي أولى الحواس الخمس التي تظهر عند الجنين. واللمس عند الطفل للأشياء وللآخرين من حوله يسمح له بالنمو الذاتي والعاطفي والتعلم. وعبره تنتقل معلومات للدماغ عن الوسط الذي نلامسه من تماسك ودرجة حرارة وتقدير كتلة. وهي أقل الحواس تعرضاً للتردي كما هو الحال في البصر أو السمع، ولها أن تحل محلها كما في نظام بريل للقراءة. وسيط اللمس هو شبكة النهايات العصبية الدقيقة الموجودة مباشرة تحت القشرة الخارجية للجلد، والتي تنبئ الدماغ بمتى وما تتعرض له أي منطقة من الجلد من ضغط وحرارة. وعلى هذا يصدر الدماغ أوامر الابتعاد أو الاستمرار بحسب درجة الألم أو السرور نتيجة اللمس. حساسية اللمس تختلف من منطقة إلى أخرى، فعند أطراف الأصابع تكون الحساسية أعلى منها في الظَهر مثلاً.

الثدييات

هي صفٌ من الفقاريات تتميز أساساً بأن الأنثى فيها (ونادراً الذكر) تغذي صغارها بحليبها الذي تنتجه غدد خاصة بذلك. تتميز مع صفها الشقيق من زواحف وطيور، بأطرافها الأربعة وتنفسها الرئوي. عرف منها 6495 نوعاً حتى عام 2018 صُنّفت في 153 عائلة. ومن وجهة نظر التطور، فأول الثدييات عاشت على اليابسة، ولكن بعضها انتقل للطيران كما هو حال الخفاش، والبعض الأخر اتجه للحياة في الماء مثل الفقمة والقندس. تتميز بوجود وبر على كامل جسدها أو جزئياً لدرجة انحساره إلى شعيرات لشوارب. ولها أظلاف أو حوافر باستثناء من عاد منها إلى الماء، إذ لم تعد بحاجة لها. كما تتميز بثبات درجة حرارتها الداخلية وعدم تبدلها مع الوسط الخارجي إلا من بعض استثناءات نادرة. تتشابه فيما بينها إلى حد ما من حيث الهيكل العظمي والدماغ والجهاز الدوراني وفي طريقة التخاطب بالصراخ أو بالحركات. ظهر أولها منذ نحو 220 مليون سنة كانت تنشط ليلاً، ولم تعتد النهار إلا منذ نحو 66 مليون سنة.

بلازما الدم

وهي المكون السائل في الدم، بنسبة 55%. لونها أصفر مخضرّ. يحتوي جسم الإنسان البالغ على نحو 3 لتر منها. 91% منها عبارة عن ماء.  تفيد في حمل كريات الدم الحمراء والبيضاء وكذلك الصفائح. وهي تنقل المحاليل المعدنية والأيونات المحلولة، وتركيز هذه الأخيرة ضروري للتوازن الأسموزي للدم وكذلك في الحفاظ على الكمون الهدروجيني pH بحدود 7.4، وكذلك بما لها من إمكانية حثّ أغشية الخلايا ونشاط أنزيمات كثيرة. كما أن البلازما تنقل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون. وغير ذلك تنقل البلازما البروتينات (300 بروتين تمثل 6-8% من البلازما) والهرمونات والدهون والسكريات والأحماض الأمينية عبر الجسم. كما أنها تحمل المخلفات الاستقلابية للخلايا وتعيدها إلى بعض أعضاء الجسم للتخلص منها. سيروم الدم يختلف عن بلازما الدم في أنه لا يتضمن صفائح التخثر.

صفائح الدم

ترسل الأيونات الصفراء رسالة إلى الصفائح الزرقاء لتجتمع عند الجرح

إحدى مكونات الدم مع الكريات الحمر والبيض. تنتجها خلايا نخاع العظام الكبيرة، التي تنتج كل منها بين 1000 و 10000 صفيحة، ويستغرقها ذلك 5 أيام تقريباً. وهي ليست بخلايا وإنما عبارة عن قُطيعات صغيرة، لا نواة لها في الثدييات، وبالعكس فلها نواة عند الطيور. تعيش لفترة بين 8 و 12 يوماً، تتجه بعدها نحو الطحال حيث تقضي نحبها. عددها بين 150 مليار و 450 مليار صفيحة في اللتر الواحد، وهي بذلك أقل بما بين عشر مرات إلى عشرين مرة من الكريات الحمر على الأقل. دورها الأساسي هو وقف أولي للنزيف عن طريق عملية التخثر في حالة الخدوش والجروح الصغيرة، إذ تتجه مباشرة إلى مكان الجرح أو الخدش لتعمل على وقف خروج الدم، وذلك بتبسها عند الجرح إن كان صغيراً. نقصها أو زيادتها يتطلبان مراجعة الطبيب.

كريات الدم البيضاء

هي بيضاء بالفعل. وهي من مكونات الدم الرئيسية مع الكريات الحمراء والصفائح. توجد في الدم وفي بعض مكونات الجهاز اللمفاوي. وهي خلية ذات نواة بغير ما هي عليه الكريات الحمراء. وظيفتها الرئيسية المساهمة في جهاز المناعة وكذلك التصدي للأجسام الدخيلة. عددها الطبيعي بين 4 و 11 مليار كرية في اللتر الواحد، وعند الإصابة بالتهابات داخلية يرتفع العدد إلى ضعف ذلك أو أكثر لمواجهة الحالة الطارئة. وزيادتها في الدم عن النسبة الطبيعية تعني أن هناك التهابات يقف وراءها فيروسات أو بكتيريا أو غيرها وتتطلب المعالجة. عددها أقل بكثير من عدد الكريات الحمر، 600 كرية حمراء مقابل كرية بيضاء واحدة. منها أنواع بحسب وظيفتها، فمنها من يجول مع الدم، ومنها من يقوم بجولات تفتيشية في النسج حيث يدور الصراع ضد مسببات الأمراض. ينتجها نخاع العظام. مدة حياتها قصيرة تتوقف على نوعها ولكنها لا تزيد عن أربعة أيام. تنهي حياتها في الطحال، كما يمكن مشاهدة بقاياها في صديد العينين، الذي يتزايد في حالة المرض.

بليز باسكال

رياضياتي وفيزيائي ومخترع وفيلسوف وداعية أخلاقي ولاهوتي فرنسي. ولد عام 1623 وتوفي عام 1662. أظهر نبوغاً منذ طفولته، فقد أضاف للرياضيات فصلاً جديداً هو "هندسة الإسقاط" أو المنظور، ووضع ذلك في كتاب وله من العمر 16 عاماً. كما ساهم في حل مسائل أسست لما عرف لاحقاً بالاحتمالات وله فيها ما يسمى بمثلث باسكال. ساهم إلى حد كبير بدراسة السوائل وأوضح مفهوم الضغط الذي تحمل واحدته اسمه. اخترع وهو في سن التاسعة عشرة آلة حاسبة لمساعدته في عمليات الحساب بعد أن أصبح مفوضاً في مصلحة الضرائب. كان لآلته أن تقوم بالجمع والطرح مباشرة، والضرب والتقسيم بطريقة غير مباشرة.  حسّنها وطورها مرات عديدة وأنتج منها عشرين آلة، وسميت باسمه أيضاً. له كتاب هام في "المنهج العلمي". انصرف إلى التصوف منذ عام 1654، وكرس نفسه للتفكير الفلسفي والديني دون أن يتخلى تماماً عن العلم. آخر كتبه التي نشرت بعد وفاته كتاب "الأفكار".

حاسة السَمْع

هو القدرة على الإحساس بالصوت، وهو إحدى الحواس الرئيسية الخمسة. الأذن هي أداة السمع عند الثدييات. بدأ ذلك عند انتقال الكائنات من الوسط المائي إلى اليابسة منذ نحو 375 مليون سنة، بتعلمها التكيّف مع الوسط الجاف وانتقال الصوت عبر الهواء، إذ كان للرئة الدور الأكبر في السمع. يتألف جهاز السمع لدى الإنسان من ثلاثة أقسام. 1)الأذن الخارجية، تبدأ من الأذن والقناة بداخلها حتى غشاء الطبل، ودورها هو تركيز الأمواج الصوتية وترشيحها باتجاه غشاء الطبل. 2)الأذن الوسطى. وهي حجيرة فيها ما يسمى بالمطرقة التي تقوم بدور موافقة الأمواج الصوتية بين الأذن الخارجية والأذن الداخلية. 3)الأذن الداخلية حيث تهتز بعض أجزائها بفعل الأمواج القادمة من الأذن الوسطى مما يؤدي إلى تغير توزع الشحنات الكهربائية للخلايا الشعرية وانطلاق إشارات باتجاه العصب السمعي لتنتقل بعدها إلى القشرة الدماغية. يسمع الإنسان الأصوات بين 20 هرتز و 20 كيلو هرتز، ولكن السمع يكون أفضل بين 100 و 4500 هرتز مع قدرة تميزية بتغيرات من مرتبة 1%.

كريات الدم الحمراء

قطرتا دم، اليسرة غنية بالأكسجين، على عكس اليمنى

أحد عناصر الدم الأساسية. وهي خلايا لا نواة لها في الثدييات، على عكس الطيور. هيولى هذه الخلية (سيتوبلازما) غنية بالخضاب، المتضمن لعنصر الحديد الذي يكسبها اللون الأحمر، ويساعد على حمل الأكسجين إلى خلايا ونسج الجسم. يبدأ تشكلها من أول أيام الجنين، يتوقف ذلك بعد ثلاثة أسابيع، ليتابع الكبد الأمر حتى الشهر الثالث، ومن ثم يشكلها النخاع العظمي، ويستمر في ذلك طول الحياة انطلاقاً من الخلايا الجذعية. يُنتًج منها 2.4 مليون كرية في الثانية، وتعيش لنحو مائة يوم. تحتاج إلى دقيقة واحدة لتدور الجسم كله. يتراوح عددها بين 4.6 و 6.2 ترليون كريّة في اللتر للرجال وأقل من ذلك لدى النساء. ومن تنقص لديه الكريات الحمر يقال عنه بأنه مصاب بفقر الدم. مدة حياتها من نحو مائة يوم. وظائفها نقل أكسجين الرئتين لخلايا وأنسجة الجسم، وكذلك ضبط الكمون الهيدروجيني pH والتخلص من ثاني أكسيد الكربون عن طريق الرئتين. لها دور هام في المناعة، إذ تقوم "بسجن" بعض البروتينات الجرثومية.

الدم

من اليمين: خلية بيضاء، فصفيحة، فكرية حمراء

هو سائل يجري في جسد الإنسان والحيوان حاملاً المواد الضرورية مثل المغذيات والأكسجين إلى الخلايا، كما ينقل البقايا الاستقلابية بعيداً عن هذه الخلايا. يتألف في الفقاريات من خلايا دموية معلقة في بلازما الدم، المكوّن في معظمه من ماء بنسبة 92%، ويتضمن البروتينات والسكريات وأيونات معدنية وهرمونات وثاني أكسيد الكربون، أي أن البلازما هي الوسيط الرئيسي الذي ينقل مخلفات الخلايا. كما أنها تحمل بروتيناً ضرورياً لتنظيم ضغط الدم. وغير البلازما، فهناك الكريات الحمراء والبيضاء والصفائح. الكريات الحمراء هي الأكثر نسبة، وهي التي تكسب الدم لونه الأحمر لاحتوائها على بروتين يتضمن الحديد الضروري لتسهيل نقل الأكسجين إلى الدم بفضل الجهاز التنفسي. الكريات البيضاء وظيفتها دعم النظام المناعي للجسم وحمايته من الأمراض الإنتانية، وكذلك مقاومة المكرويات الدخيلة على الجسم، وضبط الحرارة. أما الصفائح فهي المسؤولة عن تخثر الدم، وهي الأقل عدداً. يجري الدم في الجسم عبر الأوعية الدموية بفعل ضخ القلب. تستخدم كلمة hemo (دم في الإغريقية) عند الإشارة لكل ما له علاقة بالدم.

زلزال وتسونامي 2004

هو زلزال حدث يوم 26 كانون الأول عام 2004 في المحيط الهندي على سواحل جزيرة سومطرة الإندونيسية بدرجة تراوحت بين 9.1 و9.3.، وهو بذلك ثالث أعلى درجة سُجلت حتى اليوم. مركز الزلزال كان على حدود الصفائح التكتونية الأوراسية والأسترالية الهندية. كان لهذا الزلزال أن يرفع طبقة من أرضية المحيط لارتفاع ستة أمتار وعلى مسافة 1600 كم. وبعد دقائق والساعات التي عقبت الزلزال بدأ تشكل تسونامي بارتفاع 30 متراً ضرب إندونيسيا وسريلانكا وجنوب الهند وغرب تايلاندا. راح ضحية ذلك نحو 250 ألف مفقود، منهم 170 ألف إندونيسي و 31 ألف سريلانكي. وهو واحد من أعنف عشرة زلازل أصابت الأرض، وأحد أشد التسونامي في التاريخ.

التسونامي

الكلمة يابانية بمعنى "موجة الميناء". وهو سلسلة من الأمواج ذات دور (الزمن الفاصل بين ذروتين متتاليتين) كبير تنتشر عبر وسط مائي (محيط أو بحر أو بحيرة) نتيجة حركة كمية كبيرة من المياه ناجمة عموماً عن زلزال أو انزياح كمية كبيرة من التربة في قعر البحر أو انفجار بركاني. يمكن لهذه الأمواج أن تتحول إلى أمواج مدمرة عند وصولها الشواطئ. وفي أعماق البحر يكون دور الأمواج كبيراً نسبياً، من مرتبة عشرات الدقائق، وتكون سرعتها عالية من نحو 800 كم في الساعة، أما ارتفاعها فيكون صغيراً. ومع الزمن تتناقص سرعة الأمواج وكذلك دورها ويزداد ارتفاع الأمواج ليبلغ 30 متراً أحياناً. وبهذا يمكن لهذه الأمواج أن تغمر الشواطئ متوغلة بعيداً في اليابسة ومدمرة كل شيء في طريقها بسلسلة من الأمواج المتتالية. التسونامي هو من أكبر الكوارث الأرضية تدميراً. فقد كانت ضحية تسونامي عام 2004 في المحيط الهندي نحو 250 ألف شخص (فيديو).

سريلانكا/سيلان

جزيرة من شبه القارة الهندية، تقع إلى جنوب شرق الهند. مساحتها 65610 كيلومتر مربع، ويقطنها نحو 23 مليون إنسان (2020). احتلها البرتغاليون عام 1597 ثم تبعهم الهولنديون عام 1658 ثم البريطانيون عام 1796. حصلت على استقلالها عام 1948. معظم سكانها من السنهال، ونحو ربعهم من التامول، ولكل لغته. أدى استعلاء السنهال، واعتبار لغتهم اللغة الرسمية إلى الانزلاق في حرب أهلية استمرت لنحو ثلاثين سنة ولم تنته إلا في عام 2009. وبالرغم من حروبها وتسونامي عام 2004، فهي ذات اقتصاد متقدم في منطقتها، إذ يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للفرد 3967 دولار بالقيمة الحقيقية. يقوم اقتصادها على الزراعة من أرز وقصب سكر وشاي وغيرها، وعلى صناعات التكرير والكيمياء والأغذية والمعلوماتية والنسيج والسياحة. 70% من سكانها بوذيون، والباقي هندوس ومسلمون ومسيحيون. لغتاها الرسميتان السنهال والتامول. أكبر مدنها كولومبو، وعاصمتها الإدارية سري جاياواردينابورا كوت. نظامها السياسي منذ 2015، رئاسي لخمس سنوات قابلة للتجديد مرتان، والرئيس هو رئيس الحكومة وقائد الجيش، وهو مسؤول تجاه البرلمان.

جزيرة رودس

هي جزيرة يونانية على مسافة 17.7 كم من الشواطئ التركية، يحدها من الشمال والغرب بحر إيجة، والبحر المتوسط من الشرق والجنوب. بلغ عدد سكانها نحو 115 ألف شخص عام 2011 يعيشون على مساحة من نحو 1400 كيلومتر مربع. طول شواطئها 220 كم، وأعلى قمة فيها تبلغ 1216 متراً. أكبر مدنها هي مدينة رودس، باسم الجزيرة، يقطنها نحو 50 ألف شخص. جوها معتدل، بين 30 درجة صيفاً و 8 شتاء، وأمطارها جيدة من نحو 700 ميليمتر سنوياً. يقوم اقتصادها على الزراعة والسياحة. اشتهرت بتمثالها البرونزي الهائل بارتفاع 30 متراً عند ميناء مدينة رودس نفسها، وهو من عجائب العالم القديم السبعة الذي لم يبق منه شيء. كان قد أقيم تخليداً لمقاومة أهلها للجنرال المقدوني ديمتريوس الأول في القرن الثالث قبل الميلاد. تبعت الجزيرة الإمبراطوريات المختلفة والمتعاقبة في المنطقة، من الإغريقية إلى العثمانية مروراً بالرومانية والبيزنطية. لذا فهي تضم آثار هذه الإمبراطوريات وبعضاً من ثقافاتها.

الملاريا

الطفيليات في الدم

أو حمى المستنقعات. وهو مرض التهابي سببه طفيلي ينتشر عبر نوع خاص من البعوض. بلغ عدد المصابين به 219 مليون شخص عام 2017، توفي منهم 435 ألف، وهو بذلك أكثر الأمراض الطفيلية التي تصيب الأطفال خصوصاً والنساء الحوامل. 80% منهم في أفريقيا جنوب الصحراء والهند. تكون الإصابة ليلاً عندما يعقص البعوض مصاباً فيصاب وينقل الإصابة إلى آخر. والإلتهاب إنما يصيب الخلايا  الكبدية لينتقل بعدها إلى الدم فيستعمر الكريات الحمر بتدميرها، ويصاب مريضه بفقر الدم وبحمى متقطعة. أنواعه كثيرة، تصيب الإنسان والحيوان أيضاً. اكتشفه الفرنسي ألفونس لافيران أول مرة في الجزائر عام 1880، ونال جائزة نوبل في الطب عام 1907. أثبت الإنكليزي رونالد روس أنه ينتقل عبر بعوض المستنفعات عام 1897 ونال جائزة نوبل في الطب لعام 1902. كان يظن أن سببه هو الهواء الفاسد. لا يتوفر لقاح قاطع ولا علاج قاطع حتى اليوم. نالت الصينية تو يويو جائزة نوبل في الطب عام 2015 على أعمالها في علاج الملاريا.

المغرب العربي

هو المنطقة الجغرافية الواقعة بين المحيط الأطلسي غرباً وشمال الصحراء الأفريقية والبحر المتوسط. أما شرقاً فحدوده ليست بالواضحة، ذلك أن بعض واحات مصر الغربية تغلب عليها الثقافة البربرية، ومع هذا فيتوقف سياسياً عند ليبيا. ثقافته مزيج من عربية وبربرية. أغلبية سكانه من أصل بربري، بدأ تعربهم منذ القرن السابع مع الغزو العربي. يضم كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب والصحراء الغربية وموريتانيا. يشترك مع المشرق، بما فيه مصر والعراق، باللغة العربية والثقافة الإسلامية. أول من سكنه تاريخياً هم البربر، ثم قدمه الفينيقيون في القرن الثامن قبل الميلاد فأنشأوا فيه مدناً ومرافئ، دخلوا في حروب مع روما التي كانت لها الغلبة وبقيت سواحله تابعة لروماً ثقافياً واقتصادياً وسياسياً حتى وصول العرب. عانى من الاستعمار الفرنسي والإيطالي والإسباني منذ القرن التاسع عشر. مساحته نحو ستة مليون كيلومتر مربع، وعدد سكانه نحو 95 مليون (2015)، وناتجه المحلي الإجمالي بالقوة الشرائية من نحو 640 مليار دولار لعام 2012، معظمه من الجزائر. أكبر مدنه سكاناً الدار البيضاء في المغرب.

القلب

وهو جهاز عضلي أجوف مسؤول عن الدورة الدموية في الجسم، بضخه الدم نحو الأوعية الدموية والتجاويف بإيقاع نبضاته. يقع عند الإنسان في منطقة الصدر، ثلثه على منصّف الجسم وثلثاه إلى اليسار، إلا في حالات التشوه الخلقي. تحيط به الرئتان من كل جانب والحجاب الحاجز من الأسفل وعظام الصدر من الأمام والبلعوم من الخلف. طوله عند الإنسان البالغ نحو 12 سم، وقطره الأعظمي 9 سم، وحجمه نحو مرة ونصف حجم قبضة اليد. يتألف من جزأين منفصلين، ولكنهما لصيقان جداً، بما يسمى قلب اليمين وقلب اليسار، وكل منهما ينقسم إلى حجرتين هما الأذين والبطين مفصولتين عن بعضهما بصمامات. تمنع الصمامات جريان الدم بالاتجاه الخاطئ. ونبض القلب الذي نسمعه هو نتيجة فتح وإغلاق هذه الصمامات، الذي يكون بعد امتلاء الحجرة خلفه بالدم. الجزء اليساري من القلب، ببطينه وأذينه، يستقبل الدم من الرئتين بعد حقنه بالأكسجين وتخليصه من ثاني أكسيد الكربون. أما الجزء الأيمن فيستقبل الدم الفقير في الأكسجين ليدفع به إلى الرئتين لتنقيته.

الأمواج فوق وتحت الصوتية

بما أن الصوت أمواج ينقلها الحامل المائع بين المصدر والمُستقبِل، فهل للمُستقبِل أن يسمع كل الأصوات؟ تختلف الكائنات الحيّة في الواقع في استجابتها للأصوات أو للأمواج. فالأمواج الطويلة، أي التي يكون عددها في الثانية الواحدة صغيراً، تسمعها بعض الكائنات دون الأخرى. فالإنسان يبدأ بالتحسس بالصوت اعتباراً من أمواج بتردد 20 هرتزاً (أي تتكرر 20 مرة خلال الثانية) ، ولا يسمع ما دونها، أما الفيلة والحيتان فتفعل وتستخدمها في التواصل بينها. وللإنسان الشاب أن يسمع حتى أصوات بتردد 20 ألف هرتز (أي تتكرر 20 ألف مرة في الثانية) ولا يسمع ما فوقها، في حين أن الكلاب مثلاً تسمع. ومع هذا فهناك أصوات لا يسمعها أي كائن حي. والأصوات ذات التردد العالي التي لا يسمعها الإنسان تسمى فوق الصوتية ultrasound، والأصوات الصغيرة التردد التي لا يسمعها الإنسان فهي الأصوات تحت الصوتية infrasound. للأمواج فوق الصوتية تطبيقات في مجالات مختلفة مثل الطب والبحث في أعماق البحار، وتستخدم الأمواج تحت الصوتية في الكشف المسبق عن البراكين مثلاً.

الصوت

هو اهتزاز ميكانيكي لمائع من غاز أو سائل. ينتشر على شكل أمواج طولانية بنتيجة التشوه المرن للمائع. يحمل الهواء الصوت في جو الأرض، والتغير في ضغطه من نقطة إلى أخرى يؤلف الصوت. قيمة هذا التغير صغيرة جداً مقارنة بالضغط الجوي. مصدر الصوت هو الغرض المُهتز كما في الآلات الموسيقية، التي تجعل الهواء يهتز معها، بدءاً من الجزيئات الأولى المجاورة لمصدر الاهتزاز، فالجزيئات المجاورة وهلمجرا. واهتزاز الجزئيات يكون بمقادير صغيرة (مايكرومتر)، كما أمواج سطح الماء، فهي تصعد أو تهبط دون أن تغادر مكانها. ترتبط سرعة الصوت في الهواء بعوامل كثيرة أهمها درجة حرارة الهواء. تبلغ السرعة وسطياً نحو 340 متراً في الثانية عند درجة حرارة 15 مئوية. وفي الماء فتبلغ 1500 متراً في الثانية، وفي الحديد فتكون من نحو 5750 متراً في الثانية. تتخامد شدة الصوت مع ابتعاده عن المصدر نتيجة فقدانه لبعض من طاقته بسبب لزوجة حامله. لا ينتشر الصوت في الخلاء لعدم وجود مائع فيه يحمل الصوت.

جون نيبر

رياضياتي وفيزيائي وفلكي وفقيه بريطاني. ولد عام 1550 وتوفي عام 1617. اشتهر باختراعه للوغاريتم الهادف إلى تبسيط إجراء عمليات الحساب. وهي عمليات كان يقوم بها اختصاصيو حساب، فيستغرقهم ذلك وقتاً طويلاً بالرغم من استخدامهم لمنحنيات مرجعية تساعد في عمليات الضرب والقسمة. وغير الوقت، فقد كانوا يقعون في أخطاء حساب أو أنهم كانوا مضطرين للتوقف عند حد معين بعد الفاصلة فيكون لتراكم ذلك أثر مضلل. راقب عمليات حساب الحسّابين، واطلع مباشرة على نتائج قياسات الدانيماركي براهي في براغ. هذا وغيره أوصلاه إلى تقديم ما أسمي باللوغاريتم الطبيعي الذي أساسه العدد النيبري (2.718281828459)، ويرمز له بالحرف e، وهو أفضل أساس لترميز المعلومات. وللتابع e^x  خواص فريدة في الرياضيات، فهو التابع الوحيد المطابق لمشتقاته. وكان لهذا اللوغاريتم أن يقود إلى حسابات أكثر دقة، وخاصة في حساب توابع الزوايا الفراغية الضرورية للملاحة والفلك. وضع جداول لوغاريتمية يمكن استخدامها مباشرة، وهو ما كان في المصارف ومراكز الفلك والمدارس وغيرها حتى وقت قريب.

اللوغاريتم

هو أداة لتسهيل الحسابات. تختزل الأرقام الكبيرة وفق أساس معلوم. فلوغاريتم الألف هو 3 وفق الأساس عشرة، ذلك أن الألف هي جداء العشرة بنفسها ثلاث مرات، وكذلك فإن لوغاريتم 100000 هو 5 على الأساس عشرة، لأن 100000 هي جداء العشرة بنفسها خمس مرات. لنلاحظ أن 100000 هي جداء 1000 في 100، ولوغاريتم 1000 هو 3 ولوغاريتم 100 هو اثنان، إذن لوغاريتم1000×100= لوغاريتم1000+ لوغاريتم100=3+2، أي أن اللوغاريتم يحوّل الجداء إلى جمع. يمكن استنتاج أنه يحوّل القسمة إلى طرح. صيغة الكتابة المعيارية هي: log₁₀(1000) = 3. يمكن أن نتخذ ما نريد كأساس، فبدل العشرة يمكن أن نأخذ الرقم اثنان. فالعدد 64 مثلاً هو حاصل جداء 2 بنفسه ست مرات، إذن 6 هي لوغاريتم العدد 64 على الأساس 2. وكما نرى فإن اللوغاريتم يُتيح تمثيل الأرقام الكبيرة على المحور الشاقولي وتدوينها على ورقة عادية، مثل بيان تغير عدد السكان في بريطانيا على مدى خمسة قرون. استخدم منذ القرن السادس عشر مع تطور علم الفلك واستمر مع الحسابات المصرفية وحساب الفوائد. استخدام اللوغاريتم منذ القرن السادس عشر مع تطور علم الفلك واستمر مع الحسابات المصرفية وحساب الفوائد.

عكا

مدينة فلسطينية، يقطنها حالياً نحو 48 ألف شخص. تبعد 152 كم عن القدس. تقع في شمال خليج حيفا عند بروز في البحر يمنحها ميناء بمياه عميقة. لها تاريخ طويل، مر فيها الإسكندر الكبير، وسماها جنراله من بعده باسمه "بطليموسة". أما اسمها عكا فيسبق ذلك بكثير، فقد ذكرت أول مرة أيام الفرعون تحتمس الثالث (1479-1425ق.م)، ضمها الآشوريون إليهم في القرن السابع قبل الميلاد. احتلها الصليبيون عام 1104 وتركوها لصلاح الدين ثم استعادوها مرات إلى أن خرجوا منها نهائياً عام 1291، بعد أن تركوا فيها قلعة من أهم معالمها. احتلها العثمانيون مع احتلالهم لبلاد الشام. جعل منها ظاهر العمر عاصمة إمارته في القرن الثامن عشر. ومن أشهر ولاتها أحمد الجزار الذي دافع عنها راداً الفرنسيين على أعقابهم بدعم من الأسطول البريطاني. احتلها إبراهيم باشا وتركها عام 1841. إليها نفي ميرزا بهاء الله مؤسس البهائية ودفن فيها وإليها يحج البهائيون. من أشهر أبنائها السياسي أحمد حسين اليماني (1924-2011)، والكاتب غسان كنفاني (1936-1972).

القاهرة

قلعة صلاح الدين الأيوبي بين القاهرة والفسطاط التي جعلها مقر حكومته
 وبقيت كذلك حتى القرن التاسع عشر

عاصمة مصر وأكبر مدنها. يقطنها نحو 16 مليون شخص (2010). تبعد 178 كم جنوب الإسكندرية، و127 غرب قناة السويس. وقبل بداية دلتا النيل. هي مقر للجامعة العربية. وفيها جامعة الأزهر، وجامعة القاهرة، وجامعة القاهرة الأمريكية، وجامعة حلوان، والجامعة المصرية الفرنسية. جوها صحراوي حار بين 42 درجة و22 درجة وسطياً. أمطارها قليلة لا تتجاوز 25 ميليمتر سنوياً. يقوم اقتصادها على صناعة التعدين والعربات والنسيج والكيميائيات والإلكترونيات إضافة إلى الخدمات والسياحة. تشتهر بمتاحفها: المصري والإسلامي والقبطي، وآثارها الفاطمية والمملوكية. فهي كانت عاصمة المماليك، والفاطميين قبلهم، وهؤلاء هم من بنوها عام 969 سوراً وأبراجاً على يد جوهر الصقلي قائد جيش الفاطميين، وسموها القاهرة. وهي اليوم قائمة على أربع مدن تاريخية، أولها الفسطاط التي بناها عمرو بن العاص عاصمة لمصر إلى شمال المدينة الفرعونية ممفس وهليوبولس وحصن بابل الروماني. وثانيها مدينة "العسكر" إلى الشمال قليلاً وكانت عاصمة ومعسكراً للعباسيين. ثم "القطائع" بين المعسكر والفسطاط التي بناها أحمد بن طولون عاصمة لدولته الطولونية. كانت مزدهرة قبل الطاعون الأسود.

علم الاجتماع/السوسيولوجيا

علم دراسة المجتمع من حيث أنماط العلاقات الاجتماعية، والتفاعلات الاجتماعية، والثقافة التي تحيط بالحياة اليومية. ويستخدم في ذلك طرائق مختلفة من البحث الميداني إلى التحليل النقدي (كمية ووصفية) لتطوير مجموعة معارف عن النظام الاجتماعي القائم والتغيرات الاجتماعية. قد يخص التحليل الفرد وتفاعله من خارج البنية الاجتماعية، وقد يكون خاصاً بالأنظمة والبنى الاجتماعية القائمة. من مواضيعه نجد: التصنيفات الاجتماعية، والطبقات الاجتماعية من عليا ووسطى ودنيا، وحركة الأفراد والأسر وغيرهم من الفئات بين الطبقات، والدين، والتحول من القيم الدينية إلى قيم أخرى، والقانون، ومسائل الجنس، ومسائل النوع من ذكر وأنثى. وبما أن كل مجالات النشاط الإنساني تتأثر بالتفاعل بين البنية الاجتماعية والتشكل الفردي، لذا وسّع علم المجتمع مجال اهتماماته لتشمل المؤسسات الصحية والاقتصاد والجيش، وأنظمة الضبط والسيطرة، والتعليم وغيرها. يعتبر ابن خلدون من أول من ساهم في إنشاء هذا العلم، وكان أفلاطون وكونفوشيوس قد أشاروا إلى أهمية الأدوار الاجتماعية. وفي العصور الحديثة يعتبر أوغست كونت وماركس وسبنسر وفيبر ودوركايم من أهم المساهمين.

ابن خلدون

ولد في تونس عام 1332. تلقى علومه في مدارس المغرب. توفي والداه وعمره 17 سنة بعد إصابتهما بالطاعون الأسود. ارتحل غرباً، وعمل في دواوين أمراء، بدءاً من تونس فالمغرب فالأندلس وبلغ فيها مناصب مرموقة، لكنها لم تمنع عنه السجن. وضع كتابه المقدمة بين عامي 1377 و 1378، يروي فيه بالتحليل النقدي أسباب ظهور الممالك واندثارها. كما ألّف كتاب "العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم". كان كلا الكتابين فريدين في منهجهما، أكد فيهما على دقة المصادر والتحقق منها بحسب معايير عقلانية صرفة. وبنتيجة هذين الكتابين يعتبر ابن خلدون من أول من وضع أسس علم الاجتماع والتأريخ. غادر تونس قاصداً الحرمين عن طريق الإسكندرية فالقاهرة، حيث استبقاه سلطانها قاضياً على المذهب المالكي، فعمل بحزم ودقة أكسبته احترام الجميع. أكمل تحرير كتبه في القاهرة. قصد القدس ومنها سار إلى دمشق، وشهد حصار تيمورلنك لهاـ فقاد مفاوضات لإنقاذ أرواح أهلها، ليعود في عام 1401 إلى القاهرة قاضياً وليتوفى فيها عام 1406.

تاريخ تكوين أعضاء الكائنات الحيّة

عين الحبار الكبير التي يبلغ قطرها 17 سم 

تساعد المادة الوراثية، الـ دي.إن.إي، في أمور كثيرة، من معرفة القرابة بين الكائنات ودرجتها. وكذلك التعرف عبرها عن تاريخ التكوين لدى الكائنات الحيّة. ففيما يتعلق بالكائنات الحيوانية مثلاً لم يحدث تطور أعضائها دفعة واحدة. فليس للرئة أن تتشكل قبل الفم. ولا الأطراف قبل أن يكون للكائن عينان. فالأيدي مثلاً يعود وجودها إلى نحو 360 مليون سنة خلت، والعينيان تعودان إلى نحو 450 مليون سنة، أما رؤية الألوان فتعود لنحو 55 مليون سنة. والأنف يعود إلى نحو 40 مليون سنة. والأظافر لنحو 54 مليون سنة. وقبل ذلك فالجمجمة تعود لنحو 530 مليون سنة وكذلك فقرات الظهر. كما يخبرنا الدي.إن.إي بأن بعض الأعضاء غيّرت وظيفتها مع مرور الزمن. فحواجب العينين وظيفتها حماية العينين من عرق الجبهة ولكن أصبح لها لاحقاً وظيفة التعبير عن طبيعة الانفعالات. كما أن اللسان وظيفته في الأساس تقليب الطعام في الفم، ولكن مع تعلم الإنسان النطق والكلام، وهو أمر حديث نسبياً، أصبح له وظيفة المساعدة في إصدار أصوات الكلام.

ملاحظة: الأرقام الواردة مأخوذة من مجلة "البحث" الفرنسية، عدد حزيران 2018، ص 45.

جائزة فيلدز لعام 2018

منحت الجائزة للإيراني البريطاني كوشر بيركار (1978-) والهندي الأسترالي أكشي فينكاتيش (1982-)، والإيطالي أليسيو فيغالي (1984-) والألماني بيتر شولتز (1988-). وكل منهم أستاذ جامعي. الأول في كامبردج، والثاني في ستانفورد والثالث في معهد زيورخ والأخير في جامعة بون. وباستثناء الإيطالي فالثلاثة الباقون قاموا بإنجازات مهمة في الهندسة الجبرية، التي تتعامل مع الأشياء تارة باعتبارها أشكال هندسية وتارة أخرى باعتبار معادلة جبرية. وهذا يسمح باختيار أحد التمثيلين دون الآخر بحسب الحالة، أو المرور من الواحد إلى الآخر تحاشياً لصعوبة الاستمرار في أحدهما. وهذا الأمر يمنح الرياضياتيين أداة قوية للتقدم في أعمالهم. أما الإيطالي فدارت أعماله حول أفضل الطريق لإيصال المواد اللازمة في عمليات الإنتاج. تتعلق هذه الطرق بالسرعة وبالكلفة والطاقة اللازمة لذلك، والتي عليها أن تكون في أقل ما يمكن ضمن سياق محدد. أنهوا كلهم أبحاث أطروحة الدكتوراه بزمن قياسي. فالألماني استغرقته الدكتوراه ثلاثة أشهر. وكذلك الإيراني-الكردي فاستغرقته الأطروحة بضعة أشهر بالرغم من صعوبة المسألة التي عالجها وعدم إتقانه الإنكليزية.

جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2018

منحت للأمريكيين ويليام نوردهوس (1941-)، وبول رومر (1955-). كلاهما عملا في موضوع النمو الاقتصادي ولكن كل منهما من طرف خاص به. عمل نوردهوس منذ العقود الأخيرة للقرن الماضي على ربط النمو الاقتصادي والأثر البيئي. فالنمو الاقتصادي يحتاج إلى طاقة وتوليد الطاقة سينجم عنه توليد ثاني أكسيد الكربون المضر بالبيئة. ووضع نموذجاً رياضياً يبين العلاقة بين السياسات الاقتصادية والبيئة مع الزمن. أما رومر فبيّن كيف أن القوى الاقتصادية تحدد رغبة المؤسسات في توليد أفكار جديدة وفي التجديد والابتكار، وأن التطور لا يؤثر فقط في النمو الاقتصادي ولكن العكس صحيح أيضاً، وهذا ما يطلق عليه "نظرية النمو بالأثر الداخلي". أي أن الاستثمار في المعرفة يقود إلى النمو الاقتصادي والنمو الاقتصادي يقود إلى الاستثمار في المعرفة ليحافظ على اطراد نموه. عمل رومر مديراً لأبحاث البنك الدولي وفرض على الباحثين التقليل من استخدام حرف العطف "و" في تقاريرهم لأنه يميّع القرار ويجعل القارئ في حيرة من أمره.

جائزة نوبل في السلام لعام 2018

منحت للطبيب الكنغولي دونيس موكويج (1955-) والإيزيدية ناديا مراد (1992-) لجهودهما في مقاومة الاغتصاب الجنسي كأداة حرب بحسب ما جاء في بيان لجنة نوبل للسلام في أوسلو عاصمة النرويج. فالطبيب أمضى جلّ حياته مدافعاً عن ضحايا العنف الجنسي في أزمنة الحرب، وفي الوقوف إلى جانب النساء الضحايا مع فريقه، لتقديم ما يمكن من علاج، علاج نفسي خاصة. وانتقد الحكومات لعدم اتخاذها إجراءات لردع هذا النوع من العنف وترك مرتكبيه طلقاء. وهو يؤكد على أن العنف الجنسي هو أحد عناصر استراتيجية الحروب. أما ناديا مراد فعاشت وآلاف النساء الإيزيديات العنف نفسه، من قبل جيش داعش الذي اتخذ من ذلك أداة استراتيجية في حروبه. تمكنت من الفرار من داعش عام 2015 والتحقت بشقيقتها في ألمانيا، ومن هناك بدأت حملتها في مختلف دول العالم والمنظمات، بما في ذلك مجلس الأمن، تروى فيها بشجاعة ما قاسته من داعش وتطالب العالم بموقف شجاع من مثل هذا العنف المجاني الذي تدفع ثمنه المرأة دون غيرها.