بحث في هذه المدونة

السبت، 29 ديسمبر 2018

الكرواسان

كيبفل كرواسان

أصله نمساوي. وهو مخبوزة كيبفل kipfel الهلالية الشكل والتي تحتوي على كمية كبيرة من الزبدة أو الشحم يضاف إليها السكر واللوز. تقول رواية شعبية إن الكيبفل صنعت عام 1683 أثناء حصار العثمانيين لفيينا، عندما استيقظ أحد خبازي المدينة باكراً ليصنع الخبز فسمع الأتراك يحفرون الأنفاق تحت المدينة فأطلق إنذاراً لتنبيه السكان. وتمكنت فيينا من صد الحصار وصنع خبازوها مخبوزة هلالية الشكل كطعام احتفالي بنصرهم. ولكن الدلائل تشير إلى أن الكيبفل الهلالية الشكل كانت موجودة منذ القرن الثالث عشر، ومن ثم فلا علاقة لها بهلال العثمانيين. وصل الكرواسان إلى فرنسا في القرن التاسع عشر على شكل كيبفل نمساوي، ثم أصبح فرنسياً حين بدأ الخبازون يستخدمون العجينة الهشة -وهي ابتكار فرنسي- لصناعته.


البنسلين


اكتشفه الاسكتلندي الكسندر فلمنغ مصادفة عام 1928 حين كان يجري أبحاثاً يستخدم فيها أطباقاً تحتوي على مزارع بكتيريا، نسي أحدها مكشوفاً لعدة أيام وجده بعدها ملوثاً بعفن، وبينما كان يهمّ بالتخلص من الطبق والمزرعة البكتيرية فيه، لاحظ أن العفن حلل كل البكتيريا المجاورة له. درس فلمنغ تأثير عيّنة من العفن على أنواع مختلفة من البكتيريا تحت المجهر ووجد أن العفن يحتوي على مادة ما توقف أو تبطئ نمو البكتيريا، أطلق على هذه المادة اسم بنسلين لأن العفن كان من جنس البنسليوم. ولم يتمكن فلمنغ من استخراج البنسلين من العفن. في عام 1940 تمكن الباحثان هاورد وولتر فلوري وارنست بوريس تشين من جامعة أوكسفورد من استخراج البنسلين من إحدى عينات فلمنغ الأصلية وتنقيته. اختبر فلوري البنسلين على الحيوانات ووجد أنه يعمل كمضاد حيوي ولا يتضارب مع نشاط كريات الدم البيضاء. بدأ استخدامه عام 1942. فاز كل من فلمنغ وفلوري وتشين بجائزة نوبل في الطب عام 1945 عن عملهم في تطوير البنسلين.

الجمعة، 28 ديسمبر 2018

الزهرة الكبرى

هي أكبر زهرة في العالم، اسمها رافليسيا آرنولدي Rafflesia arnoldii. وهي زهرة نادرة موجودة في الغابات الاستوائية لأندونيسيا، ويمكنها أن تنمو ليصبح قطرها قرابة المتر ووزنها نحو 11كغ. وهي نبتة طفيلية، لا تجري فيها عمليات التمثيل الضوئي ولا أوراق أو جذور أو ساق مرئية لها، تعلّق نفسها بنبات مضيف لتحصل منه على الماء والمغذيات. عندما تتفتح الزهرة، تطلق رائحة كريهة تشبه رائحة اللحم الفاسد، وتجذب هذه الرائحة الحشرات التي تقوم بتلقيح النبات.

جائزة نوبل في الطب لعام 2015


منحت لكل من الإيرلندي ويليام كامبل (1930-) والياباني سلتوشي أومورا (1935-)لابتكارهما علاج ضد الالتهابات التي تسببها الديدان الخيطية، وهي أمراض يمكن أن تتعرض لها ثلث البشرية وخاصة في أفريقيا وجنوب شرقي آسيا. كما منحت الجائزة في الوقت نفسه للصينية يويو تو(1930-) لعلاجها الجديد لمرض الملاريا اشتقته من نبتة صينية اسمها أرتيميزيا المعروفة بمزاياها الطبية منذ آلاف السنين في الصين –واستعمالها لمعالجة مرض الملاريا. كانت النتائج المسجلة من مراقبة هذا العلاج في بعض الدول الأفريقية أكثر من رائعة. جاء في كلمة لجنة التحكيم أن "هذان الاكتشافان يقدمان للإنسانية أدوات جديدة فعالة لمكافحة هذه الأمراض التي يعاني منها ملايين الناس في كل عام. والنتائج المترتبة بتحسين الصحة الإنسانية والحد من الألم هي كبيرة للغاية وبما لا يقاس".

الفوتون



هو أصغر كمية من الطاقة ترافق الأمواج الكهرطيسية (ومنها الضوء المرئي). وهو الذي يعطي للضوء خاصيته الجسيمية المرافقة لخاصيته الموجية. هو نوع من حبيبات الضوء، لا كتلة ولا شحنة له تقريباً. جسيم أولي في الحقل الكمومي وفي التفاعلات الكهرطيسية. أي التفاعلات بين الجسيمات المشحونة كهربائياً المؤدية إلى تبادل فوتونات بينها. وفكرة أن الطاقة تحملها جسيمات متناهية في الصغر، ولا يوجد ما هو أصغر منها تعود لآينشتاين عندما درس الأثر الضوئي-الإلكتروني، ونال جائزة نوبل على ذلك. وبفعل هذا الأثر تصدر إلكترونات عن مادة عُرّضت للضوء، كما هو الحال فيما يسمى بالخلايا الكهرضوئية أو الفوتوفولطائية وتجاوزاً أحياناً بالخلايا الشمسية (وهي تلك الموجودة في واجهة الحاسبات وتولد تياراً كهربائياً يسمح بتشغيل الحاسبة بلا بطاريات). أخذ اسمه الحالي (فوتون) عام 1926 بعدما تم التأكد من وجوده. يمكن الحصول على الفوتونات واحداً بعد واحد بتحريض انتقال مرحلي لإلكترون في الذرة من مسار إلى مسار مجاور أدنى  مثلاً. وهو يعيش طويلاً طويلاً.

جائزة نوبل


بدأت عام 1901 نتيجة وصيّة مؤسسها ألفرد نوبل التي طلب فيها أن تقدم الجائزة لأشخاص "قدموا فوائد عظيمة للإنسانية" باختراعاتهم أو اكتشافاتهم أو التحسينات في مجالات المعرفة أو العمل الأدبي الأكثر إثارة للإعجاب. تخص الجائزة خمسة مجالات هي الفيزياء والكيمياء والآداب والسلام والطب أو الفيزيولوجيا. تشرف على الجوائز الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم للفيزياء والكيمياء ، معهد كارولينسكا للطب، والأكاديمية السويدية للآداب. وتشرف لجنة من البرلمانيين النرويجيين على جائزة السلام بحسب وصية نوبل، ذلك أن النرويج والسويد كانتا دولة واحدة حتى عام 1905. تعلن أسماء الفائزين كل سنة في ستوكهولم في تشرين الأول تباعاً، ويعلن خلاله عن جائزة نوبل للسلام في أوسلو. تقام مراسم تسليم الجوائز في 10 كانون الأول، يوم وفاة ألفرد نوبل. أضيفت إلى هذه الجوائز جائزة الاقتصاد يمنحها بنك السويد باسم نوبل لتشجيع الأبحاث في هذا المجال منذ عام 1968. قيمة الجائزة نحو 900 ألف دولار تمنح لشخص أو اثنان أو ثلاثة.

جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2015


منحت للسويدي توماس ليندهل والأمريكي بول مودريتش والأمريكي من أصل تركي عزيز سانكر وذلك لأعمالهم الخاصة بآليات إصلاح الحمض النووي الريبي منزوع الأكسجين  Deoxyribonucleic acidالمعروف باسم DNA ، وحماية المعلومات الوراثية. إذ بالرغم من الأداء الممتاز لهذا الحمض فهو هش  يتأثر بالشمس والملوثات الخارجية، كما أن عملية النسخ لا تخلو من أخطاء وإن كانت بسيطة للغاية (10000 في أقصى حد من أصل ثلاثة مليارات!). برهن السويدي على أن جزيئة الحمض النووي تتآكل مع مرور الوقت. أما الأمريكي التركي فكشف عن الأضرار الخارجية التي يمكنها أن تغيّر جزيء الحمض النووي، وبيّن الأمريكي كيف أن للخلايا أن تصلح الأخطاء. لمثل هذا الاكتشاف أهمية كبرى في الطب وفي علاج أمراض السرطان خصوصاً.

الخميس، 27 ديسمبر 2018

جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1901


كانت عن اكتشاف الأشعة السينية، وهي أشعة كهرطيسية قوامها الفوتونات وذات ترددات عالية وطاقة محدودة كافية لاختراق الأجزاء المرنة من الجسم الحيّ. تحدث نتيجة انتقال الإلكترونات بين مداراتها حول نواة الذرة. لها القدرة على اختراق المواد غير القاسية مثل الفحم أو اللحم أو الغازات، وتمتصها المواد الصلبة ومنه كان استخدامها في التصوير الشعاعي. اكتشفها الألماني وليهام رونتغن (1845-1923) عام 1895 ونال جائزة نوبل عن اكتشافه هذا عام 1901 كتقدير على الخدمات العظيمة لهذا الاكتشاف. وغير استخدامها الطبي فهي تستخدم في عمليات المراقبة والكشف وكذلك في الأبحاث.

جائزة نوبل للسلام لعام 2015


قررت لجنة جائزة نوبل للسلام النرويجية لعام 2015 تكريم هيئة رباعية من المجتمع المدني التونسي التي "سمحت بإنقاذ انتقال ديمقراطي في خريف عام 2013 كان مهدداً بالإجهاض بعد سنتين ونصف من الربيع الشهير لعام 2011". فقد بدأ الحوار الوطني بين حزب النهضة الذي كان يحكم البلاد والمعارضة بهدف إخراج البلاد من الأزمة السياسية العميقة في تشرين الأول عام 2013 وكذلك بغية تشكيل حكومة وحدة "مستقلة" عليها اعتماد "دستور" المستقبل. شاركت الرباعية في الحوار الوطني، وهي مؤلفة من الاتحاد العام التونسي للعمال، وفيدرالية أرباب العمل (الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والحرف اليدوية)، والرابطة التونسية لحقوق الإنسان ورابطة المحامين الوطنية. عرفت هذه المجموعات بالرباعية، وتوصلت إلى إرغام الأحزاب السياسية المعارضة وأحزاب الإتلاف المشاركة في الحكم على قبول "خارطة طريق" انتهت باعتماد دستور متقدم نهاية كانون الثاني عام 2014 وأنقذت البلاد ربما من حرب أهلية.

أرخبيل تيرا ديل فويغو/ أرض النار

صورة أرض النار من الفضاء

وهي التسمية الإسبانية لأرخبيل يقع في الجنوب الأقصى لأمريكا اللاتينية، ومعناها: أرخبيل أرض النار. سماها بذلك ماجلان لاعتقاده بأنه كان يرى نيراناً كثيرة مشتعلة، ولكنها لم تكن سوى نيران قبائل الياغاهان الهندية التي كان محاربوها ينتظرون في الغابات للإيقاع بأسطوله. سميت في البداية أرض الدخان وبعدها بأرض النار. فيها يقع أرخبيل مضيق ماجلان وفيه جزر عديدة أهمها جزيرة أرض النار الكبيرة بمساحة نحو 48 ألف كيلومتراً مربعاً ومجموعة أخرى من الجزر. وتنقسم جزيرة أرض النار إلى قسمين، يتبع الشرقي منها للأرجنتين والغربي للشيلي. أكبر مدن الأرخبيل هي بيونتا أريناس على الشاطئ الشمالي لمضيق ماجلان. تعود أولى التجمعات السكنية في هذه المنطقة إلى ثمان آلاف سنة ق.م. وصلها الأوروبيون مع ماجلان عام 1520. أنشئت أول مستعمرة أوروبية في منتصف القرن التاسع عشر، لتربية الماشية والبحث عن الذهب. تراجع عدد سكان الأصليين بسبب الأمراض التي حملها الأوروبيون ولا مناعة لهم ضدها، والتهجير الجماعي الذي أدى إلى موت الكثيرين منهم.

الأبجديات الأولى

العربية في اليمين ثم الفينيقية ثم الإغريقية ثم اللاتينية
اعتمدت أنظمة التدوين المبكرة على رموز صورية، كالهيروغليفية، تستخدم كمّاًّ ضخماً من الرموز مما حدّ من تداولها. ظهرت بين القرن التاسع عشر والقرن الخامس عشر ق.م أبجديتان: الأولى في مصر عثر على أول بقاياها في وادي الهول في أواسط مصر، وسميت بأبجدية سيناء البدائية، تعتمد الحروف كتمثيل للنطق، نصف حروفها على الأقل مشتق شكلياً من الهيروغليفية. الثانية، ظهرت في أوغاريت في شمال غرب سوريا، بعدد حروف محدود اعتمدت رموزاً مستمدة من المسمارية. جاء بعدهما الأبجدية الفينيقية في القرن الثاني عشر ق.م معتمدة رمزاً فريداً لكل حرف ساكن فيما أهملت الحروف الصوتية، واعتمدت الأوغاريتية من حيث القيمة الصوتية والمصرية من حيث شكل الحروف. تألفت الفينيقية الأولى من 22 رمزاً بسيطاً مما جعل تعلمها واستخدامها سهلاً، نشرها التجار الفينيقيون على نطاق واسع. وصلت الأبجدية الفينيقية إلى بلاد الإغريق بحلول القرن الثامن ق.م حيث طوّرت لتدوين اللغة الإغريقية محتفظة ببعض الحروف الفينيقية. الابتكار الأهم في الإغريقية هو استخدام رموز خاصة لتمثيل الحروف الصوتية.

جائزة فيلدز


اقترحها الرياضياتي الكندي جون شارل فيلدز عام 1923 خلال اجتماع دولي عقد في تورنتو. أوصى قبل موته عام 1932 بالتخلي عن أملاكه للمساهمة في تمويل هذه الجائزة. وزعت أول جائزتين عام 1936 للفنلندي لارس أهلفورس وللأمريكي جيمس دوغلاس، وتوقفت أثناء الحرب العالمية الثانية لتعود للظهور عام 1950. كانت الجائزة في البداية تمنح لشخصين على الأكثر مرة كل أربع سنوات اعترافاً بأعمال هامة في الرياضيات، ولكن منذ عام 1966 أصبحت تمنح لأربعة أشخاص على الأكثر. شرط الجائزة أن تكون أعمار الفائزين أقل من 40 سنة. هي أكبر الجوائز في الرياضيات وهي مكافئة لجائزة نوبل التي لا تمنح في الرياضيات وإنما في الفيزياء والكيمياء والطب والاقتصاد والأدب والسلام. تمنح الجائزة أثناء المؤتمر العالمي للرياضيات الذي يعقد مرة كل أربع سنوات، وهي عبارة عن  مبلغ 15 ألف دولار كندي إضافة إلى ميدالية فيلدز.

الأربعاء، 26 ديسمبر 2018

جائزة الغونكور


جائزة أدبية فرنسية، أنشأها إدمون دو غونكور، الذي كان كاتباً وناشراً،  ووضع أسسها في وصيته عام 1896 حسبما كان قد اتفق على ذلك مع أخيه جول دو غونكور المتوفي عام 1870. أُنشئت جمعية غونكور عام 1902 ومَنحت أول جائزة عام 1903تُمنح الجائزة مرة واحدة في السنة لأفضل كتاب نثري ظهر في السنة نفسها، وهي في معظمها روايات أدبية. استفادت الجائزة من التركة المالية التي خلفها الأخوة غونكور للفائزين فيها التي كانت تساوي في بدايتها 6000 ليرة ذهبية، وهو مبلغ كان يكفي مصاريف الكاتب العادية مدى الحياة. ولكن بسبب التضخم المالي وعدم وجود مؤسسة اقتصادية تدير تركة آل غونكور تراجعت القيمة المالية لتصبح جائزة رمزية بقيمة عشرة يورو محفوظة في إطار. ولكن ما يكسبه الكاتب من الشهرة نتيجة الفوز بالجائزة كبير بما يكفي مالياً ومعنوياً. تقرر أكاديمية غونكور الفائز بالجائزة التي تُمنح في تشرين الثاني ولمرة واحدة للكاتب نفسه. توسّع مجالها إلى الشعر والقصص القصيرة والسيرة الذاتية.

بياف، إديت

مغنية فرنسية ولدت عام 1915 لأسرة بائسة. كادت تصاب بالعمى في صغرها ولكنها شفيت عقب زيارة لأحد الأماكن المقدسة مما جعل منها امرأة مؤمنة جداً. غنت الألحان الشعبية مع شاب سُميّ مومون في الشوارع والحانات لمدة خمس سنوات كسباً للمال، إلى أن اكتشفها لوي لوبلي عام 1935 الذي أعطاها لقب "بياف" بمعني "عصفور". وكان يسميها "الطفلة العصفور لقصر قامتها التي لم تزد عن 147 سنتيمتراً. أنتجت عام 1936 أولى أسطواناتها التي لقيت نجاحاً كبيراً. وتوالت نجاحاتها. كانت حياتها الشخصية مليئة بالكوارث. أحبت مارسيل سيردان، بطل العالم في الملاكمة، الذي قتل في حادثة طائرة عام 1949. تعاطت المورفين لتهدئتها، وغنت "نشيد الحب" و "يا إلهي" في ذكراه. تعرفت عام 1951 على المغني شارل أزنافور وكتب لها بعض الأغاني. وشجعته على التأليف والتلحين والغناء، وكذلك كانت وراء انطلاق جورج موستاكي الذي ألف لها أشهر أغانيها "ميلور". كانت صحتها في تراجع مستمر بسبب إدمانها المهدئات وتوفيت عليلة عام 1963.

الحكة/ أسبابها


هي حركة لا شعورية دون سبب واضح، قد تكون عابرة وقد تدوم. تكون ملحة أحياناً تسبب تهيجاً جلديا قد يصبح مؤلماً. أسبابها متنوعة وغير معروفة تماماً. منها الأمراض الجلدية، ومنها أيضاً لسعات الحشرات، مثل البعوض، التي تخلّف ألماً محلياً يستدعي الحك. يقال إن خلايا الجلد، عند حدوث أمر غريب على السطح الخارجي، تطلق الهستامين الذي ينتقل إلى الخلايا العصبية المجاورة التي تنقل إلى الدماغ معلومات  منبهة عن الحدث، فيقوم الدماغ بدوره بإطلاق أوامر بحك منطقة الحدث. البعض يقول بأن الأسباب نفسية، القصد منها إلهاء الدماغ بأمور أخرى، ذلك أنه بعدم الاستجابة للحكة تتلاشى الرغبة. يمكن إيقاف الرغبة باستخدام بتقنية المرآة وذلك بحك الذراع الأيسر أمام المرآة مما سيوقف الرغبة في الحكة للذراع الأيمن التي انطلقت منه، لأن الإشارات البصرية تكون أقوى من المعلومات المرسلة إلى الدماغ مما يفقده معنى رسائله. ولكن هذا لن يفيد عندما تكون الرغبة في الحكة لأسباب مرضية.

اختبار عمى الألوان


لمرض عماء الألوان اختبارات عديدة أشهرها اختبار الطبيب الياباني "إشيهارا" ، (1879-1965) الأستاذ في جامعة طوكيو، والذي نشره عام 1917. يتألف الاختبار من 38 شكلاً مختلفاً، يطلب فيه من المريض أن يميز هذه الأشكال. الصورة المرافقة هي أحد هذه الأشكال المرسومة بلونين، الأحمر والأخضر، باستخدام دوائر مختلفة المساحة. يطلب من المريض تحديد الشكل الذي يحتوي الرقم 2، والذي سيراه بسهولة من ليس لديه عماء اللون الأحمر، وفي غير ذلك سيكون هذا الشكل عبارة عن دائرة فيها دوائر خضراء. لا تحدد هذه الاختبارات درجة عماء الألوان أو بعض الحالات المرضية النادرة، لذا تستخدم اختبارات أخرى منها مصباح باين لتحديد الدرجة.

عمى الألوان

غياب الأحمر في اليمين مقارنة مع اليسار الطبيعي

هو نقص في القدرة على رؤية اللون أو ملاحظة الفارق بين الألوان ضمن ظروف إضاءة عادية. والسبب هو أن الخلايا المخروطية في شبكية العين تحتوي على جزيئات كاشفة للألوان هي الأصباغ المتبدلة بالضوء. لدى الإنسان ثلاثة مورثات مسؤولة عن صناعة هذه الأصباغ، قد تؤدي عيوب فيها إلى الإصابة بعمى الألوان. يكون السبب أحياناً إصابة فيزيائية أو كيميائية للعين، أو إصابة في العصب البصري أو أجزاء في الدماغ التي تعالج معلومات اللون. يوجد ثلاثة أنواع من عمى الألوان توافق عيوب الأصباغ تضعف فيها الحساسية للأحمر أو للأخضر أو للأزرق. وتندر الإصابة بعمى كامل للألوان. اكتشف المرض البريطاني جون دالتون عام 1794، وسميّ باسمه أو بعمى الألوان. فهو نفسه كان مصاباً به، عرف بذلك عندما كان يواجه صعوبة في العثور على صف جلوسه المحدد بالألوان في الاحتفالات الجامعية. فهو في الأصل أستاذ جامعي في الكيمياء والفيزياء وله أبحاث ونظريات من بينها النظرية الذرية نشرها عام 1808.

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018

المجاعات الكبرى

فلاحون أوقع بهم الجوع عام 1933 في خاراكوف في الاتحاد السوفيتي

من أكبرها تلك التي حدثت في أوروبا بين عامي 1317 و 1322 بسبب الأمطار الغزيرة التي استمرت من ربيع 1315 حتى خريف 1316 بلا توقف. أمطار كانت قد بدأت عام 1314. ومن نتائجها انخفاض حاد في إنتاج الحبوب لم تكف لإطعام الناس موقفة بذلك الزيادة السكانية التي بدأت في القرن الثالث عشر. نسبة الوفيات تراوحت بين 5 و 10%، أي أنها حصدت نحو خمسة ملايين شخص، إذا كان عدد سكان أوروبا نحو 73 مليون نسمة. تلت هذه المجاعة مجاعة أخرى في أوروبا بين 1693 و 1694. ومجاعة في اليابان بين 1833 و 1837 وفي أيرلندا بين 1845 و 1849 التي أودت بحياة مليون شخص على الأقل، وفي الاتحاد السوفيتي بين 1931 و 1933 راح ضحيتها أكثر من ستة ملايين شخص، ومجاعة اليونان خلال الحرب العالمية الثانية أتت على 300 ألف شخص. وفي الصين بين 1958 و 1961 التي أودت بحياة نحو 15 مليون شخص.

الطاعون الأسود


دفن موتى الطاعون الأسود في إحدى المدن الفرنسية
وباء حل في دول كثيرة من العالم بين 1347 و 1352. انطلق من آسيا الوسطى ثم الشرق الأوسط وشمالي غربي أفريقيا وأوروبا. حدث مثل ذلك قبل هذا التاريخ وبعده، ربما ليس بالقوة والاتساع نفسهما، ولكنه الوباء الوحيد الذي سميّ بالأسود، في أوروبا على الأقل، وهو على الأغلب بمعنى الفظيع والمخيف أو الحداد المستمر. قدرت نسبة الأرواح التي أزهقها هذا الوباء بين 30 إلى 50% من السكان، أي نحو 25 مليون أوروبي. عرفت البكتيريا المسببة لهذا الوباء عام 1894 وعرف دور الجرذان وبعض الحشرات في نقل هذا المرض. وهي الأسباب نفسها التي كانت وراء طاعون جوستنيان الذي بدأ عام 541 ولم يتوقف تأثيره حتى عام 767 وضرب أوروبا المتوسطية وأدى إلى نقص سكاني في أول القرون الوسطى في أوروبا الجنوبية وتأثر شمالها اقتصادياً بسبب ذلك.

البوصلة


هي إبرة ممغنطة تتحرك بتأثير الحقل المغناطيسي الأرضي حول محور دقيق باحتكاك معدوم، تتوجه نحو الشمال المغناطيسي. صنعها الصينيون من حجر المغناطيس، وهو حديد خام ممغنظ طبيعياً. أول إشارة عنها كانت في كتاب صيني يعود للقرن الرابع ق.م. يتحدث عن المغناطيس الذي يجذب الحديد وعن السهم الذي يشير إلى الجنوب. وتشير نصوص صينية تعود للقرن الأول الميلادي إلى المغناطيسية وجذبها لإبرة، استخدم هذا النص عالم صيني عام 1948 لبناء فرجار يشبه الملعقة تشير إلى الجنوب. وأول نص صيني يتحدث عن البوصلة كأداة توجيه يعود لعام 1040. نص صيني آخر يتحدث عن استخدامها في الملاحة البحرية يعود لعام 1117. وأول ذكر أوروبي لها يعود إلى كتاب نُشر عام 1190، وأول نص شرق أوسطي يتحدث عنها يعود إلى كتاب فارسي لعام 1232. استخدمها السلطان اليمني الأشرف على شكل إبرة في كأس ماء عام 1282 وهو أول من استخدمها في الفلك، ويؤكد أنه رآها تستخدم في الملاحة قبل أربعين سنة.


تاريخ الحبوب


خاتم يظهر كاهناً يقدم عطايا الزراعة للآلهة
يعود تاريخ الحبوب الطرية (القابلة للهضم) إلى نهاية العصر الحجري القديم وبداية العصر الحجري الحديث (نيوليتيك) أي إلى عشرة آلاف سنة تقريباً. وهناك اختلاف حول التاريخ الدقيق، إذ تشير الأبحاث الأثرية إلى تاريخ يقع بين عامي 8900 و 7000 قبل الميلاد. وهو ما يتطابق مع ما يعرف بفترة درياس Dryas التي كانت فترة قحط وبرودة في منطقة الهلال الخصيب مما حدا بالناس في تلك المناطق إلى التراجع عن الاعتماد على الصيد وقطف الثمار في تأمين غذائهم والتوجه نحو تدجين بعض النباتات ومنها القمح، وتخزينها وولادة أولى التجمعات الإنسانية القروية. أما مكان بداية هذه الزراعة فكان في مقدمة نهري دجلة والفرات، أي في الأراضي السورية والتركية. ومن الحبوب التي دجنت كان القمح والشعير والعدس والبازلاء والحمص والكتان. ولم تعثر الأبحاث على وجود أماكن أخرى حتى اليوم جرى فيها هذا التدجين في تلك الفترة على الأقل.

بئر القدر


Well of Urðr. أسطورة اسكندنافية تخرج فيها شجرة الرماد Yggdrasil من البئر الواقع في منتصف الكون. أغصان الشجرة التسعة تشمل كل موجودات الكون. مياه البئر تسقي الشجرة الدائمة الخضرة. وتعيد هذه الشجرة الماء إلى البئر عبر قطرات الندى المتساقطة من أوراقها. وهكذا يكون للزمن معنى دائري، الماضي يصبح حاضراً والحاضر يصبح ماضياً. يرتبط البئر أيضاً بآلهات القدر الثلاثة. أولهن تتمثل في البئر الموجودة تحت الشجرة والأخريين يتمثلان في جذورها. رويت الأسطورة على شكل قصيدة، تقول بعض أبياتها:

الوقت هو خطبة الواعظ
عند بئر القدر جلست صامتاً
رأيت وتأملت وسمعت البشر.

الاثنين، 24 ديسمبر 2018

البئر الارتوازي

هو نوع من الآبار تصله المياه من مسام جدرانه بكاملها نتيجة للضغط الطبيعي (المائي) الذي يرجع إلى أن حفرة البئر تكون على شيء من العمق تحت مستوى مصدر الماء الذي يرشح عبر الجدران. وهو لا يتوفر في أي مكان وإنما حيث تتوفر طبقة نفوذة من الصخر كالطباشير محصورة بين طبقة أوطبقتين كتيمتين كالصلصال. وعندما يتساقط المطر ويصل إلى الطبقة النفوذة، يرشح من خلالها ويتجمع في باطن الأرض. وبما أن الماء لا يستطيع اختراق الطبقة الكتيمة، فإن الطبقة النفوذة تتشبع بالماء. فإذا حفر بئر واخترق الأرض متجاوزاً الطبقة الكتيمة العليا فإن الماء يتدفق ذاتياً من البئر دون أن يكون عميقاً بالضرورة. سمي هذا النوع من الآبار نسبة إلى مقاطعة أرتوا Artois الفرنسية حيث حُفرت أولى هذه الآبار في القرن الثاني عشر. تطلق الكلمة خطأً اليوم عموماً على أي بئر عميق دون أن يكون خروج الماء منه ذاتياً.

نظام العد الروماني


استخدم الرومان نظام عدّ قائم على الحروف، استمر لأكثر من ألف عام. يشير فيه الحرف I إلى الواحد، وV إلى الخمسة، وX إلى العشرة، وL للخمسين، وC للمائة، وD للخمسمائة، وM للألف. ومن ثم فلا يوجد مقابل للأرقام 2، 3، 4، 6، 7، 8، 9. ولمواجهة هذه المشكلة استخدم التكرار أو المراكبة لكتابة أي عدد. فمثلاً لكتابة الرقم اثنان هو II، وثلاثة هي III. أما أربعة فيستخدم رمز الخمسة مع الواحد مضافاً إلى اليسار: IV، والستة تكون بإضافة رمز الواحد إلى يمين الخمسة: VI. والسبعة بإضافة اثنان إلى يمين الخمسة VII، والثمانية تكون: VIII. أما التسعة فيستخدم رمز العشرة مع رمز الواحد إلى يساره: IX. ولكتابة إحدى عشر تستعمل العشرة وإلى يمنها واحد: XI. وهلم جرا. وكتابة العدد 26 مثلاً بالنظام الروماني تكون: XXVI. والعدد 1912 مثلاً يكتب: MCMXII. توقف استعمال هذا النظام وحلت محله الأرقام العربية. يقتصر استعماله حالياً على ترقيم الفقرات في المقالات والكتب، وأحياناً في الساعات.

أنظمة كتابة العدد



استخدم الإنسان الأول خطوطاً شاقولية صغيرة I يشير فيها للواحد و II للاثنين وهكذا حتى الخمسة. تابع الصينيون ذلك بوضعهم خط قائم يعلوه خط أفقي للإشارة إلى الستة، والسبعة بخطين قائمين يعلوهما خط أفقي وهكذا، الذي استبدله المصريون بخط مقوس نحو الأعلى للدلالة إلى العشرة. واستخدم اليونانيون حروف الهجاء: يشير الأول إلى الواحد والثاني إلى اثنان، واعتبروا الحرف الحادي عشر مقابلاً للعشرين، والثاني عشر مقابلاً للثلاثين. واستخدم الرومان نظام الحروف أيضاً، يشير فيه الحرف I إلى الواحد، وV إلى الخمسة، وX إلى العشرة، وL إلى الخمسين، وC إلى المائة، وD إلى الخمسمائة، وM إلى الألف. ثم جاء نظام العدّ العربي-الهندي جاعلاً للأرقام رموزاً مستقلة 1، 2، 3، 4... وهو نظام قائم على المراتب من آحاد وعشرات الخ. ويستدل على المرتبة من موضع الرقم في العدد. ومثل ذلك كان نظام العد لدى الأنكا باستعمالهم للخيوط وعُقَدِها، وكل خيط يدل على مرتبة وعدد العقد يدل على الرقم في المرتبة.


زرقة السماء


ضوء الشمس أبيض ويحتوي على ألوان الطيف السبعة (أحمر، برتقالي، أصفر، أخضر، أزرق، نيلي بنفسجي)، وينتشر على شكل أمواج. ولكل لون من ألوان الطيف طول موجة يختلف عن الآخر،  والضوء الأحمر أطول ألوان الطيف ثم يتناقص طول الموجة تدريجياً بالنسبة لباقي الألوان وصولاً إلى الأزرق والبنفسجي القصيران. وطول الموجة هو المسافة بين ذروتين متتاليتين، مثل تلك بين موجتين متتاليتين من أمواج البحر. وإذا اصطدمت أمواج الضوء بأجسام صغيرة طولها أقل من عشر طول موجات الضوء فإن الضوء يتبعثر (يسمى بتبعثر رايلي)، وكلما صغر طول موجة الضوء ازداد التبعثر. لذا فعند اصطدام أشعة الشمس بجزئيات الجو الصغيرة يتبعثر الأزرق أكثر من غيره ونرى السماء زرقاء. ويتبعثر البنفسجي أيضاً ولكن لا نراه لأن أعيننا أكثر حساسية للأزرق ولأن البنفسجي يجري امتصاصه في طبقات الجو العليا قبل أن يصلنا. (انظر الصورة)

التنقيط والتشكيل

كُتِبَت المصاحف في صدر الإسلام بأحرف بلا علامات تشكيلٍ ولا نقاط. وضع  أبو الأسود الدؤلي المتوفى سنة 69هـ الحركات الإعرابية بعد أن سمع من يلحن بالقراءة، فقام بإضافة الفتحة على شكل نقطة فوق الحرف والضمة نقطة إلى جانبه والكسرة نقطة تحته والتنوين نقطتين فتحاً أو ضماً أو كسراً. أما التنقيط فعمل عليه تلميذاه: يحيى بن يعمر العدواني ونصر بن عاصم الليثي، ووضعا النقاط على الحروف للتمييز بين الحروف المتشابهة في الرسم. فصار لكل حرف صورة تميّزه عن صورة غيره من الحروف. اعتمدا اختلاف اللون للتمييز بين نقاط الحروف ونقاط الحركات، فاستعملا ثلاثة ألوان: لون للكتابة، ولون لنقط الحروف ولون لنقط الحركات. ثم ابتدع الخليل بن أحمد الفراهيدي (توفي عام 170هـ)، أشكالَ الحركات، لتمييزها عن نقاط الحروف وجعل لكلِّ حركة حرفاً صغيراً بدل النقط، فوضع للضمة واواً صغيرة، وللكسرة ياءً صغيرة تحت الحرف، وللفتحة ألفاً مائلة فوق الحرف. كما أضاف التنوين والشدة والسكون، وانتقلت طريقته إلى عصرنا هذا.

الأحد، 23 ديسمبر 2018

حضارة الأنكا

آخر أباطرة الأنكا أتاهوالبا

الأنكا هم في الأصل من قبيلة وصلت إلى الزعامة وأقامت حضارة على بقايا حضارات سابقة منهارة. وكلمة أنكا تشير إلى الحضارة والقيادة المدنية والروحية. بدأت منذ القرن الثالث عشر ودمرها الإسبانيون في القرن السادس عشر. ظهرت في البداية في البيرو في أمريكا اللاتينية وامتدت لاحقاً لتشمل معظم الجانب الغربي من أمريكا اللاتينية وسلاسل جبال الأنديز حيث بنيت أهم المدن مثل كوزكو العاصمة، وهي بذلك شملت دولاً مثل كولومبيا والأرجنتين والشيلي والإكواتور والبيرو وبوليفيا، مشكلة إمبراطورية واسعة. إحدى نقاط تفرد هذه الإمبراطورية هي إقامة تنظيم لدولة تضم العديد من التنظيمات الاجتماعية المتباينة دون خلافات تذكر. الإمبراطور هو محارب أصلاً تربطه بزعماء الإثنيات والقبائل علاقات شخصية، وهي علاقات تتجدد مع كل إمبراطور جديد الذي يعيد إحيائها بغزوات جديدة يوسع فيها إمبراطوريته. يساعد الإمبراطور حكام المناطق الذين يساعدهم موظفون يقومون بالتعداد السكاني الهام في معرفة القوة العاملة لصالح الإمبراطورية. لم تعرف هذه الحضارة الكتابة ولكنها عرفت العد واشتهرت بمبانيها الصعبة الإنشاء.


اقتصاد الأنكا

مجتمع الأنكا


تألفت إمبراطورية الإنكا من إثنيات شديدة التنوع تحدثت نحو 700 لغة. وفي توسعها لم يسعى حكامها لإخضاع الجماعات المحتلة لثقافة الأنكا وأبقوا على حكام محليين يساعدهم رسل من الإنكا فيما يتعلق بالقوانين وديانة الشمس، وهم صلة وصل بين الإمبراطور والحكام المحليين. تألّف المجتمع بذلك من ثلاث طبقات هي طبقة الإنكا الحكام والنبلاء، وطبقة الحكام المحليين، وطبقة الفلاحين والمهنيين. وكان من الصعب جداً تغير الطبقة إلا في حالات نادرة جراء بلاء مميز في حرب أو عمل كبير. يتألف المجتمع المحلي من قضاء تنتمي إليه مختلف القرى، غالباً ما يكون زعيمه أحد أقوى زعماء القرى. والقرية تعيش فيها الأسر حيث الزوج يعمل في الأرض أو مهنة مرافقة، والمرأة تهتم بالبيت والأولاد. تتعاون الأسر فيما بينها وخاصة أيام الحصاد. كما أن القرية تعتني بأصحاب العاهات والمرضى والمعوزين.

بناء الأنكا

تميزت جدران الأبنية عندهم عن غيرها باستعمالها حجارة غير منتظمة الشكل، فهي متعددة الأضلاع ولا تشبه بعضها، لا في الشكل الهندسي ولا الحجم. يسود اعتقاد أن مرد ذلك هو أن الإنكا كانوا يعرفون أن مقاومة البناء للهزات الأرضية تكون أفضل بكثير في حال استخدام حجارة غير منتظمة، إذ سيكون تصدع هذه الجدران أصعب وكذلك انتقال الاهتزاز عبرها. أما مصدر الحجارة فلم يكن دائماً قريباً، كانت المسافة بين البناء ومكان توفر الحجارة تصل أحياناً إلى 35 كم. بعضها كانت كبيرة جداً وصلت لنحو مائة طن! كان اقتلاعها يتم بأدوات بدائية وبالاستفادة مثلاً من التشققات لاستخراج الحجارة اللازمة بحشر جذوع الأشجار أحياناً فيها ثم ريها بالماء مما يؤدي إلى انتفاخها وضغطها على الصخر وفصله عما حوله.أما نقل الحجارة فكان يتم بالشد أو الدحرجة على جذوع الأشجار أو الزحلقة على الرمل أو الطين الأملس. وفي كل الأحوال فإن الأمر يحتاج إلى قوة كبيرة.

ديانة الأنكا

فرض الأنكا عبادة الشمس على مختلف الإثنيات التابعة للإمبراطورية، وإمبراطور الأنكا اسمه "ابن الشمس"، ويعتبر نصف إله وابناً للشمس، وهو ينطق بالقوانين بطريقة مطلقة، تصله من الشمس ولا تخطئ أبداً، يمليها على نوابه الأربعة المقيمين في أجزاء الإمبراطورية التي يضم كل منها ثلاثة مجالس، واحد للحرب وآخر للعدل والثاني للإدارة الاقتصادية. والانتصارات العسكرية والسياسة الحكيمة في إدارة البلاد كانت بالنسبة للعامة تأكيد على الرابطة بين الملك والشمس الإلهة. بنى الإنكا لديانتهم معابد الشمس. وغير الشمس فقد تركوا مكاناً لإله الزراعة والسقاية وآخر لإله الرعد. كانوا يقدمون القرابين البشرية من الفتيات المختارات. وعند موت الملك تدفن معه اثنتان من زوجاته وخادم ومحارب.

اقتصاد الأنكا


الوادي المقدس ومصاطب الزراعة
تأسس اقتصاد الأنكا على إدارة اليد العاملة وتبادل الطاقة الإنسانية، أي على نوع من العمل الجماعي وليس على تبادل السلع. لم يكن الغنى قائم على الممتلكات ولكن على حيازة اليد العاملة. والفقير هو من لا عون له. البنية الأساسية، بعد العائلة، هي القرية التي يقوم زعيمها بتوزيع أراضيها على كل فرد قادر على الزراعة. والعمل الزراعي ينقسم إلى ثلاثة أقسام: ثلثه الأول للدولة والعائلة المالكة. وثلثه الثاني للمُزارع وعائلته، وثلثه الثالث للقرية لسد حاجة معدميها. إضافة إلى ذلك، فعلى الجميع المساهمة في الأعمال الخاصة بالمرافق العامة. وغير التوزيع المحلي للغذاء لمن يحتاج كان هناك نظام توزيع على نطاق الدولة. توزيع الأراضي بين القرى والإثنيات يعاد النظر فيه سنوياً. ولكن هذا لم يمنع من ثراء البعض من زعماء القرى والإثنيات عند توزيعهم للأراضي باحتفاظهم بأفضلها لأنفسهم. لم تكن العملة موجودة لدى الأنكا ولكنهم كانوا يُقَدِّرُون الذهب (عََرَقَ الشمس) والفضة (دموعَ القمر) لاستخدامهما في طقوسهم الدينية.

السبت، 22 ديسمبر 2018

البرابرة

رسم تصويري لقبائل الهونس "البربر" في غزوها
 لمدن أوروبية في القرن الخامس الميلادي

بربري، كلمة من أصل إغريقي بمعنى "أجنبي". استعملها الإغريق للإشارة إلى الشعوب التي لا تنتمي إلى حضارتهم ولا يستطيعون من ثم فهم لغتهم. أي أن كل شخص ليس إغريقي هو بربري. وبعد ذلك استعمل الرومانيون الكلمة لتسمية الشعوب التي تعيش خارج أراضيهم، بأنهم في أرض البربر Barbaricum ، أي الذين يعيشون خارج سلطتهم. وبالنسبة للإغريق والرومانيين فإن كل من كان له أن يتكلم لغتهم ويعتمد ثقافتهم أن يكون منهم. فعل ذلك أجانب عديدون وأصبح منهم أباطرة. ولهذه الكلمة أيضاً أن تعبّر عن احتقار وخوف من الأجنبي الغازي المعتدي الذي يريد فرض سيطرته وثقافته. ولها معنى تقني بحسب أحد فلاسفة الإغريق في القرن الخامس قبل الميلاد يخص القيم الخاصة التي تناقض القيم العامة التي يريدها الإنسان المتحضر، مثل تلك التي تجعل الأولوية للخاص على حساب العام، أي الصالح العام. قال هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد، بإن الكلمة استعملت أولاً في مصر بالمعنى الإغريقي ذاته.

القرون الوسطى

اللوفر القصر-القلعة بدأ بناؤه منذ مطلع القرن الثالث عشر
فترة زمنية عاشتها أوروبا بين 476 و 1492. أي بدأت مع تراجع الإمبراطورية الرومانية الغربية وانتهت مع عصر النهضة الأوروبية والفتوحات الكبرى. تراجع خلالها عدد السكان وبناء المدن وحدثت الهجرات بين المناطق. السبب الأول كان غزو القبائل الآسيوية والأوروبية الشمالية للمدن الواقعة تحت الإمبراطورية الرومانية منذ القرن الثالث، وتأسيس دويلات على بقاياها وما نجم عن ذلك من تغيرات اجتماعية وسياسية، دون أن يعني هذا اختفاء الإمبراطورية، التي ظهرت باسم الإمبراطورية البيزنطية في الشرق على رقعة أرض أصغر، وكذلك الإمبراطورية الرومانية الغربية التي تأسست على أنقاضها إمبراطورية الفرنجة بين القرنين الثامن والعاشر جاعلة القسم الأكبر من أوروبا يدين بالمسيحية. عادت الزيادة السكانية مع التقدم الزراعي منذ القرن الحادي عشر. وقع خلالها الطاعون الأسود والمجاعة الكبرى. ومنذ القرن الثالث عشر نشطت الفلسفة السكولائية التي سعت للتوفيق بين العقل والدين، وبدأ بناء الجامعات وبناء الكاتدرائيات، وظهر كتّاب ومفكرون وفلاسفة ساهموا في الانتقال نحو العقلانية، تاركين للدين أمور الحياة الآخرة عبر أزمات مريرة مر بها.

العسل


مادة سكرية يفرزها نحل العسل ويخزنها في خلايا الشَهْد ليقتاتها خلال العام، خاصة في الفترات التي يصعب فيها الحصول على الغذاء. تنتج النحلة الأنثى العسل في بحثها عن الغذاء المتوفر في الزهر، تدفع برأسها داخل الزهرة وتمتص الرحيق الذي تخزنه مؤقتاً في حويصلتها، حيث يُضاف أنزيم خاص إلى الرحيق مما يقود إلى تفاعل كيميائي ينجم عنه الغلوكوز وسكر الفاكهة. تدفع بما في حويصلتها إلى نحلة مستقبلة أخرى عند عودتها. وظيفة هذه استقبال ما توفر لدى النحلة جامعة الرحيق، ومزجه بلعابها لتخزنه بعدها في خلايا شَهْد العسل، حيث يفقد بعضاً من مائه نتيجة التهوية التي تقوم بها النحلات المستقبلات. يمكن تخزين العسل لمدة طويلة بعد انخفاض كمية الماء إلى 18%. يحتاج إنتاج ملعقة صغيرة منه عمل اثنتي عشرة نحلة لمدة عام بكامله! وإنتاج كيلو يحتاج إلى 34000 رحلة، يبحث فيها النحل عن الغذاء في أكثر من 17 مليون زهرة، وهذا يحتاج إلى نحو 14 ألف ساعة عمل! 

الوباء العظيم/الأنفلونزا الإسبانية


أصابت موجة أنفلونزا فتاكة بين عامي 1918 و 1919 نحو 500 مليون شخص، أي ثلث عدد سكان العالم آنذاك، وأودت بحياة 20-50 مليون شخص. لوحظت الحالات الأولى في أوروبا وأمريكا وبعض أنحاء القارة الآسيوية، وانتشرت بعد ذلك في العالم. ولم تكن الأدوية المضادة للفيروسات قد اكتشفت بعد لمعالجتها أو الحد منها. لم تكن محصورة في مكان أو بلد معين ولكنها عرفت باسم الأنفلونزا الاسبانية لأن إسبانيا كانت من أولى الدول التي اجتاحتها. لم تتسع المستشفيات للمصابين فحولت المدارس والمنازل والأبنية العامة إلى مستشفيات ميدانية، وفُرِضَ ارتداء الأقنعة الواقية في بعض المجتمعات وطُبِّق الحجر الصحي على المصابين وأغلقت المحلات العامة مثل المدارس والمسارح والكنائس. انحسر الوباء عام 1919 بعد أن مات المصابون أو اكتسبوا مناعة. وفي عام 2008، توصل الباحثون إلى معرفة سبب هذه الأنفلونزا عندما اكتشفوا وجود مجموعة من ثلاث مورثات تمكّن الفيروس من إضعاف الشعب الهوائية والرئتين ممهدة الطريق للإصابة بالتهاب الرئة البكتيري.

الطعام المهدور


بحسب معلومات عام 2015 الصادرة عن برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة فإن الدول المتقدمة تتلف أكثر من 200 مليون طن من الأغذية سنوياً، وهذا يساوي تقريباً إنتاج مجموع دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء من الغذاء. ومجموع ما يتلف من الأطعمة سنوياً هو ثلث الإنتاج العالمي من الغذاء، وهذا يكفي لإطعام أكثر من 800 مليون شخص، وهو عدد من يعانون من الجوع في العالم! 
تصل كلفة الطعام المهدور  إلى 20 مليار دولار. ألقت البيوت الإنكليزية في عام 2012 مقدار سبعة ملايين طن من المواد الغذائية، وهذا يكفي لملء إستاد ويمبلي تسع مرات، كما أن هذا سبب في إطلاق 17 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون المساهم الأكبر في الاحتباس الحراري. أما في الولايات المتحدة فثلث الأغذية يلقى بها إلى القمامة. ومن بين السبعة ملايين طن من الأغذية التي تلقى في حاويات المهملات في فرنسا فإن 67% منها يلقيها المستهلكون و 15% من المطاعم، و11% من محلات تجارة المواد الغذائية.