حمورابي

حمورابي يستلم شارة الحكم من كبير الآلهة مردوخ

ملك بابل من سلالتها الأولى. واسمه مشتق من "عمو رابي"، أي "العم الشافي". ولد نحو عام 1810 ق.م، وتوفي عام 1750 ق.م. بدأ حكمه عام 1792 ق.م وراثة عن أبيه الذي تخلى له عن العرش لأسباب صحية. وهو بذلك أمضى أطول فترة لحاكم في العصور القديمة. أمضى العقود الأولى من حكمه في تقوية مدينته وتحصينها وتنميتها. كانت مملكته مهددة من عيلام في الجنوب ومن آشور في الشمال. تحالف مع الممالك الصغيرة المجاورة لكسب المزيد من مناطق شمال ما بين النهرين، ونجح في ذلك. عُثر على مسلة في ديار بكر التركية اليوم، كتب عليها أن حمورابي هو ملكها. دفعت له آشور الضرائب بعد أن انتصر عليها. اشتهر اسمه مع شريعة حمورابي. وباسمه وضعت منحوتة جدارية في الكونغرس الأمريكي في علاقة معها. اعتلى العرش ابنه بعد وفاته، الذي بدأت بابل معه أفول سلالتها الأولى. عثر على الكثير من اللقى وكذلك على نحو خمسين من رسائله، تقدم كلها معلومات هامة عن فترته.

شريعة حمورابي

هي نص تشريعي بابلي متكامل يعود لعام 1750 ق.م تقريباً. اكتشفت عام 1901 في شوش في إيران اليوم، محفورة على مسلة ارتفاعها 2.25 متراً، باللغة الأكادية المسمارية. وهذه المسلة موجودة حالياً في متحف اللوفر الفرنسي. الشريعة في صياغتها هي عبارة عن قرارات بقدر ما هي قوانين. مقدمتها وخاتمتها تمجيد بحمورابي وإنجازاته. لا تزال محتوياتها تثير الجدل. فالبعض يعتبرها قوانين للتطبيق، وآخرون يقولون بأن الهدف منها ليس إلا إظهار تصور حمورابي للعدل، عندما يقول بأن العين بالعين، وأن على من بنى بيتاً مثلاً فوقع على رأس ساكنه فقتله، سيُقتل جزاءً على سوء عمله...الخ. وهي في كل الأحوال تقدم معلومات هامة عن جوانب مختلفة من المجتمع البابلي. وهذه الشريعة ليست الأولى فشريعة أور-نامو تسبقها بثلاثة قرون.

الإعدام

هو حكم المؤسسة القضائية، عقب محاكمة، نتيجته أن الجاني مذنب بجرم يستدعي الإعدام وفقاً للقانون. وهو إذاً إنهاء حياة شخص عقوبة على ما اقترفه. ظناً بأن ذلك ينصف المَجني عليه ويردع من تخوّل له نفسه ارتكاب أعمال شنيعة. وهو عقوبة يعود تاريخها إلى أولى الشرائع مثل شريعة حمورابي. رأى أفلاطون في ذلك عدلاً، لأن الجاني هو مريض يجب إصلاحه، وإذا لم يصلح فيكون الإعدام. وقال أرسطو بضرورة المحاكمة وتأخير الإعدام واستبداله بالدية، إلا في حالات القتل العمد. وفي روما كان يستعاض عنه بالنفي أو التعذيب أو السجن إلا في الحالات الشائنة فيكون الإعدام. أعلنت الصين عام 747 وقف العمل بحكم الإعدام، ولكنها اليوم تحتل المرتبة الأولى في الإعدام! اعتبره توماس مور عقوبة لا معنى لها ويفضل استبدالها بالعبودية، ولكنه أعدم بتهمة الخيانة. ألغته مجتمعات واستبدلته بالسجن المديد لأنه لا دليل على أثره الرادع، ولأن المجتمعات التي تطبق عقوبة الإعدام لا تقل فيها الجريمة عن تلك التي لا تطبقها، ومن الأفضل معالجة أسبابها.

الكتابة المسمارية

عقد بيع عبد ومنزل في مدينة شوروباك. من مقتنيات متحف اللوفر

هي نظام كتابة كامل، ظهرت في جنوب ما بين النهرين بين عامي 3400 و 3300 قبل الميلاد. انتشرت في المناطق المجاورة. تراجعت مع البدء باستعمال الأبجدية في النصف الثاني من الألفية الثانية قبل الميلاد. استخدمها السومريون والأكاديون والعيلاميون والحثيون والحوريون والبابليون والآشوريون وغيرهم. كانت في البداية أشكالاً صغيرة تحمل إشارات ترسم على خط مستقيم. تحولت إلى إشارات تتألف من قطع مستقيمة صغيرة تنتهي بزوائد تشبه المسمار، ومنها جاءت التسمية. وهي تسمية أعطيت لهذه الكتابة بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. من هذه القطع وأوضاعها المختلفة يمكن تشكيل كلمات. وهي بنوعين: نوع يقابله مقطع صوتي، ومن ثم فيمكن قراءته سماعاً، ونوع هو رموز تمثل كلمة أو شعاراً. تكتب باستخدام قلم من القصب على طين صنع من الغضار، يجفف بعدها مشكّلاً ما نسميه اليوم بالرُقم. لا تعرف أصولها الأولى، وكذلك الهيروغليفية المصرية. وبفضل هذا النظام أمكن تدوين أشياء كثيرة عن منطقتها، وبها بدأت كتابة أول الأدب مثل أسطورة جلجامش.

الحضارة البابلية

كانت في جنوب ما بين النهرين. ورثت من سبقها من سومر وأكاد. أصبحت حقيقة مع الحضور السياسي لبابل من مطلع الألفية الثانية قبل الميلاد. أصبحت مملكة منذ القرن الثامن عشر قبل الميلاد مع ملكها حمورابي (1810-1750 قبل الميلاد). احتلها الحثييون عام 1595 قبل الميلاد. أسست أسرة من الحثيين، هم الكيشيون، حكماً مستقراً على بابل استمر لخمسة قرون وثبتت ثقافتها في جنوب ما بين النهرين. احتلها العيلاميون عام 1155 لفترة، وعرفت بعدها فترة نزاعات مع ممالك مجاورة وخاصة آشور. وبعد ثلاثة قرون وقعت بابل تحت الحكم الآشوري بين 728 و 626 قبل الميلاد، نهضت بعدها من جديد عقب انهيار الإمبراطورية الآشورية لتدوم من 626 وحتى 539 عندما أخضعها الأخمنيون بقيادة قورش. آخر ملوكهم المشهورين نبوبولاسار ونبوخذ نصرالثاني. بعد حكم الأخمنيين الذي استمر حتى 331 ق.م. حكمها السلوقيون الإغريق حتى عام 141 ق.م، ثم البارثيين/الفارثيين حتى 224 بعد الميلاد.انتهت ثقافتها خلال تلك الفترة.

آشور

هي منطقة قديمة تقع في شمال ما بين النهرين. يعود اسمها إلى اسم مدينة آشور الواقعة على الشاطئ الغربي لنهر دجلة، وهو اسم آلهتها. ومن هذه المنطقة بدأ منذ الألف الثاني قبل الميلاد تشكل مملكة قوية أصبحت فيما بعد إمبراطورية. فقد سيطرت بين القرن الثامن والسابع قبل الميلاد على مناطق تقع اليوم في العراق وسورية ولبنان وتركيا وإيران. مرت بثلاث فترات: آشور القديمة بين عامي 2000 و 1500 قبل الميلاد كانت فيها عبارة عن مدينة دولة. ثم الفترة الوسيطة حتى عام 900 ق.م، التي سيطرت فيها على أعالي ما بين النهرين. والفترة الآشورية الأخيرة التي استمرت حتى 610 ق.م، وخلالها كانت أكبر إمبراطورية عرفت حتى ذلك الوقت بفضل جيشها القوي. وهي فترة معروفة بأفضل من الفترتين السابقتين بفضل الآثار واللقى الكثيرة الخاصة بتلك الفترة بحيث يمكن رسم صورة إدارية واجتماعية واقتصادية. انهارت بعد وفاة آشوربانيبال القوي عام 627 ق.م ووقوع سلسلة من الحروب الأهلية. هاجمها الميديون الفرس القدماء والبابليون فقضوا عليها عام 609 ق.م.

فترة السلالات الأولى

التي كانت في جنوب ما بين النهرين عقب فترة أوروك. أي أنها بدأت نحو 2900 ق.م وانتهت مع ظهور سرغون الأكادي نحو عام 2340 قبل الميلاد الذي وحّد تلك المنطقة. ظهرت أولى المدن والدول في فترة أوروك، مدناً صغيرة ودولاً صغيرة أيضاً. تأكدت قوتها مع مرور الوقت حتى بداية الأكاديين. كانت هذه المدن-الدول متجانسة نسبياً أنتجت حضارة لامعة. من مدنها أوروك وأور ولاغاش وأومّا ونيبور وغيرها، تقع كلها في جنوب ما بين النهرين في أرض سومر، ومنها أيضاً كيش في العراق إلى جنوب بغداد، وفي سورية وماري وإيبلا التي ساعدت رقمها في معرفة الكثير عن تلك الفترة. تقسم هذه الفترة إلى ثلاثة مراحل: الأولى (2900-2750 ق.م) انتشار ثقافة أوروك من زراعة وفخار، واحتضار الحضارة العيلامية الأولى. الثانية (2750-2600 ق.م) وهي الفترة البطولية بظهور ملوك خلدوا تلك الفترة مثل جلجامش وإنميركار وأكا الكيشي. الثالثة (2600-2340 ق.م) فترة انتشار استعمال الكتابة وتزايد التباين الاجتماعي.

سرغون الأكادي

قناع سرغون الأكادي، المتحف الوطني العراقي

ومعنى اسمه بالأكادية "الملك الشرعي"، والشرعي هنا بمعنى المخلص المستقر. وهو الملك المؤسس للإمبراطورية الأكادية عندما وحّد بالقوة مدن ما بين النهرين الكبرى. يعتقد بأن فترة حكمه كانت بين 2334 ق.م و 2279 ق.م أو ربما بعد خمسين سنة من هذه التواريخ. لا تعرف تفاصيل حياته، فليس من بقايا كثيرة يمكن اللجوء إليها، وما يعرف يعود في أغلبه لكتابات لاحقة تعود أحياناً لألف سنة بعد سقوط إمبراطوريته. وهو فيما يبدو من أصول عادية. عمل لدى ملك سومر في مدينة كيش وتآمر عليه مع الكهنة لعدم احترامه للطقوس الدينية. احتل سرغون الدول-المدن مثل أوروك ولاغاش وأور وأومّا وغيرها، و"غسل سلاحه في البحر" لإعلان سيطرته على كامل أراضي سومر منهياً بذلك فترة السلالات الأولى. وبالرغم من العنف الذي رافق ذلك إلا أنه وضع نفسه بخدمة إنليل إله سومر، وجعل من ابنتيه راهبتان في معابدها. ويفهم من الكتابات أنه سار شمالاً بعد ذلك واحتل سوريا. تابع ابنه ومن ثم حفيده تكوين الإمبراطورية.

الإمبراطورية الأكادية

ظهرت في آخر عهد الدولة الأكادية، التي بناها سرغون الأكادي، والتي سيطرت على منطقة ما بين النهرين في الفترة ما بين 2334 (أو 2270) و 2154 (أو 2083) قبل الميلاد. يصعب تحديد الفترة بالضبط بالرغم من توفر الكثير من الرُقم عن هذه الإمبراطورية إلا أنها في معظمها رُقم إدارية لم تسمح حتى الآن بإغلاق الملف الأكادي. ومن المؤكد أنها بدأت مع سرغون الذي أطاح بملك كيش (في العراق حالياً في منطقة تل الأحيمر)، وسرعان ما استولى على جنوب ما بين النهرين، وجعل من أكاد (يعتقد بأنها في منطقة بغداد نفسها) عاصمة له، وتمدد إلى منطقة شوش في إيران. بعد ذلك أطلق حملة باتجاه إيبلا في سورية. خلفه ولداه ومن ثم حفيده نارام سين الذي اشتهر أيضاً بقدر جده، وهو من أنهى الدويلات المحيطة بأكاد وضمها مشكلاً بذلك أول إمبراطورية في التاريخ خارج إطار المدينة-الدولة. انتهت هذه الإمبراطورية مع ابن نارام بطريقة غامضة، لا اتفاق حولها حتى الآن.

فترة أوروك

هي الفترة التي تشمل الألف الرابع قبل الميلاد في منطقة ما بين النهرين الجنوبية. وسميت بذلك نسبة إلى مدينة أوروك حيث عثر على آثار غنية عن تلك الفترة. وهي فترة تلت الفترة العُبيدية (6200-3900 ق.م). عرفت تلك المنطقة في هذه الفترة قيام شبكة من قنوات السقاية التي سمحت بنشوء زراعة بمردود جيد ساهمت بنشوء تجمعات بشرية ومؤسسات سياسية واقتصادية. كما بدأ على التوازي تربية الماشية، خاصة الأغنام والماعز التي استخدم صوفها في النسيج، وكذلك الثيران واستخدامها في الحرث. وتم تدجين الحمار الذي استخدم كأداة نقل. وظهر إنتاج الفخار والسيراميك بأشكال منتظمة ومعيارية. جعل هذا كله المنطقة في حالة فائض إنتاجي فأقامت لها مواقع للتجارة في جوار مناطقها. عرفت تلك المنطقة في تلك الفترة علاقات تراتبية مركبة لم تشهدها الفترات السابقة وخاصة في النصف الثاني من الألفية الرابعة، وبدأت المدينة-الدولة بالظهور بكل ما يتطلب ذلك من نخب قادرة على الإدارة. وفي هذا السياق ظهرت الكتابة بين 3400-3300 قبل الميلاد الضرورية للإدارة.

بوخارست

عاصمة رومانيا. تقع في شرق جنوبها على مسافة 80 كم من الحدود مع بلغاريا. اسمها يعني باللغة الرومانية "مدينة الفرح". وهي مدينة حديثة نسبياً. بناها أهل جنوة الإيطاليون عام 1459 كسوق تجاري محصّن، سرعان ما تحولت إلى عاصمة لمنطقتها ومن ثم لرومانيا. احتلها العثمانيون والروس والنمساويون مراراً، وعانت من جراء ذلك التدمير والحرائق. يقطنها نحو 1.9 مليون شخص (عام 2011)، وهي أكبر مدن رومانياً سكاناً. مناخها بارد شتاء وحار صيفاً، تُلطّفه أشجارها الكثيرة. أمطارها نحو 600 ميليمتر سنوياً، يتساقط معظمها في الربيع والصيف. يقوم اقتصادها على الصناعة، وتشكل لوحدها 22.7% من الناتج المحلي الإجمالي لرومانيا، الذي يمنح ساكنيها مقدار 30 ألف دولار سنوياً وسطياً، وهذا يمثل ضعف وسطي رومانيا. فيها نحو عشر جامعات ومدارس عليا. وفيها متاحف ومسارح ومكتبات وكنائس وحدائق عامة عديدة.

بروكسل

عاصمة بلجيكيا منذ استقلالها عام 1830. عدد سكانها نحو 185 ألف عام 2019. عدد سكانها مع محيطها يفوق 1.2 مليون. تقدر نسبة الأجانب فيها بنحو 29%. هي مقر للعديد من المؤسسات الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي، وهي بذلك عاصمة أوروبا. وفيها المقر الرسمي لأمانة النيتو (الحلف الأطلسي). وهي نقطة تقاطع العديد من الطرق البرية والجوية في أوروبا. فيها العديد من المعاهد العليا والجامعات مثل جامعة بروكسل الحرة. استقبلت المعرض العالمي مرتين في القرن العشرين. عقدت فيها اجتماعات سولفي لمشاهير فيزيائي القرن العشرين مثل آينشتاين وبوهر وغيرهم. اللغة الأكثر انتشاراً فيها هي الفرنسية (90%) بالرغم من وقوعها في المنطقة الهولندية. تشتهر بمطاعمها، وكذلك بشواهدها العمرانية مثل الساحة الكبيرة والأتوميوم المستخدم اليوم كمتحف. الناتج المحلي الإجمالي السنوي للفرد فيها نحو 77 ألف دولار (عام 2017). يقوم اقتصادها على واقع كونها مدينة إدارية دولية، إضافة إلى الخدمات. عُرفت كمدينة منذ القرن العاشر. عاشت فترات صعبة عديدة منها حصار لويس الرابع عشر لها عام 1695 ودمار مركزها.

بلجيكا

دولة في غرب أوروبا. تجاورها ألمانيا وهولندا وفرنسا واللكسمبورغ، وبحر الشمال. هي مقر لمجلس الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية وللنيتو. مساحتها نحو 30 ألف كيلومتر مربع. عدد سكانها نحو 11.5 مليون (عام 2020). ناتجها المحلي الإجمالي للفرد نحو 42 ألف دولار. ترتيبها 17 على سلم التنمية البشرية.  عاصمتها بروكسل. هي فيدرالية، ملكية دستورية، بحكومة أغلبية برلمانية. شكلت مع هولندا واللكسمبورغ وجزء من شمال فرنسا منطقة تاريخية واحدة. ولكن هذه المنطقة لم تشكل دولة مستقلة باستثناء هولندا التي هيمنت عليها. ثم هيمن الفرنسيون على كل هذه المنطقة بما فيها هولندا أيام لويس الرابع عشر. قرر الأوروبيون بعد حروب نابليون خلق منطقة عازلة بين قوى أوروبا المؤلفة من بريطانيا وفرنسا وبروسيا فأناطوا أدارتها وحكمها بهولندا. ولكن ذلك لم يدم طويلاً، إذا انفجرت ثورة ضد الهولنديين عام 1830 لتستقل بعدها. تتألف من منطقتين أساسيتين، الأولى فرنسية اللغة، والثانية هولندية اللغة.  شاركت في الثورة الصناعية في أوروبا. وكان لها مستعمرات في أفريقيا حتى منتصف القرن العشرين.

الماندرين

فاكهة من الحمضيات. كروية الشكل تقريباً، يتراوح قطرها بين 5 و 9 سنتيمتر. يتألف داخلها من 10 إلى 12 فصاً. طعمها حلو بنكهة خاصة، وهي أقل الحمضيات حموضة. فيها بذور كثيرة. قشرها رقيق بلون بين البرتقالي والأصفر. جاء اسمها على الأغلب من الصين التي هي أصلها. فكلمة ماندرين تعني أصحاب السلطة، الذين كانوا يفضلونها على كثير من الفواكه، والبعض يقول لأن لونها يشبه لون ثيابهم. منها أنواع كثيرة، تشتهر بحسب منطقة زراعتها. ومنها اشتقت الكرمنتينا، وهذه تهجين بين الماندرين والبرتقال الحلو، وهذه بلا بذور. في كل 100 غرام منها 40 سعرة حرارية. تحتوي على الماء بنسبة 85% والسكريات بنسبة 13%. ومن الفيتامينات  Cو B. يقدر إنتاجها السنوي (2005) بأكثر 23 مليون طن، نصفها من إنتاج الصين، ثم إسبانيا بنسبة 10% ثم البرازيل بنسبة 5%. شجرتها متوسطة الحجم، نحو سبعة أمتار ارتفاعاً. أزهارها ذاتية التوالد، ففيها ما يلزم للتحول إلى ثمرة، ولكنها تحتاج إلى النحل لإنجاز العملية.

الإسكندرية

بناها الإسكندر المقدوني عام 331 ق.م غرب دلتا النيل. أصبحت عاصمة للبطالسة حتى سقوطها بيد يوليوس قيصر عام 47 ق.م. كانت مدينة علم وتجارة وأكبر مدن العالم أيام البطالسة بموانئها الشهيرة. استمرت مركزاً هاماً للعلم والثقافة الهلنستية مدة طويلة. اجتاحها الدمار والخراب بسبب الحروب والكوارث الطبيعية، فقد عانت من الزلالزل ومن تسونامي شديد عام 365 وكان السبب على الأغلب في بدء دمار منارتها الشهيرة. احتلها الفرس عام 616 واستعادها الروم عام 631 ثم احتلها العرب عام 642 بعد حصار طويل. أصبحت المدينة الثانية بعد القاهرة منذ الفاطميين. عانت من الغزو الصليبي 1217-1221، ونهبت في حملة الإسكندرية الصليبية عام 1365. وطئها نابليون لاحتلاله مصر عام 1798. اشتهرت بمكتبتها القديمة وبمنارتها. قطنها عام 2010 نحو 4.5 مليون شخص. مناخها معتدل على مدار العام، وأمطارها قليلة (نحو 190 ميليمتر سنوياً). فيها جامعتان. يقوم اقتصادها على تكرير النفط والصناعات البحرية والصناعات الغذائية والكيميائية والنسيج والجلد والورق والإسمنت. وكذلك السياحة بالرغم من قلة مواقعها الأثرية. 

الكرز

هو ثمرة كروية الشكل صغيرة الحجم قطرها من مرتبة السنتمتر الواحد وسطياً. لونه بين الأحمر القاني، لدرجة الاسوداد، والأصفر وهو قليل. أزهار شجاره بيضاء في الأغلب، وتنضج الثمرة بعد 45 يوماً. منه نحو 600 نوع. بعض أنواعه حامض يستخدم في الطهي. بدأت زراعته لثماره منذ القرن الرابع قبل الميلاد في القوقاز وآسيا الصغرى. وانتقل منها إلى مختلف أرجاء العالم. يستفاد من خشبه في بعض مصنوعات الأثاث. يقدر الإنتاج السنوي بنحو مليوني طن. أكثر الدول إنتاجاً له هي تركيا ثم الولايات المتحدة فإيران فإيطاليا وإسبانيا ثم سورية في المرتبة السادسة بحسب إحصاءات عام 2009. تحتوي ثمرته على الماء بقدر كبير (81.1%)، والسكر (14%) وأملاح مختلفة منها البوتاسيوم. وهو غني بفيتامين C وفيتامين B. تعطي كل مائة غرام منه نحو 65 سعرة حرارية. له إمكانية تنظيم جهزي الهضم والتبول.

منارة الإسكندرية

بدأ بناؤها نحو عام 290 ق.م أيام بطليموس الأول، واستمر لنحو 15 سنة لتنتهي أيام ابنه بطليموس الثاني. تقع عند نهاية جزيرة الفاروس مكان حصن قاتيباي اليوم الذي شيد في القرن الخامس عشر على أنقاض المنارة وبحجارتها وذلك تحسباً من العثمانيين. تصدعت بفعل الزمن، والزلازل التي أتت عليها، كان آخرها في القرن الرابع عشر، وكتب عن ذلك ابن بطوطة عند محاولته زيارتها في القرن الرابع عشر. الهدف منها حماية شواطئ الإسكندرية، وللإشارة إلى عظمة المدينة. تقول آخر الدراسات إلى أنها كانت تُرى من البحر على مسافة 50 كم، وتتألف من ثلاثة مكونات: 1) قاعدة مربعة بضلع 30 متراً هرمية قليلاً بارتفاع 70 متراً، 2) ومن بناء ثماني الأوجه قطره 18.5 متراً وارتفاعه 30 متراً، 3) ثم برج اسطواني بارتفاع 9 أمتار، يعلوه تمثال. الارتفاع الإجمالي نحو 135 متراً. كانت سابعة عجائب العالم القديم.

الفلزات الانتقالية

وهي معظم الفلزات/المعادن التي تظهر في جدول مندلييف باللون الزهري، وتعاني من عدم اكتمال إلكترونات طبقتها الجزئية d، ولذلك سميّت بالانتقالية. وهذه الطبقة مسؤولة عن الخواص المغناطيسية للمعادن وكذلك عن التغير في حالات الأكسدة لديها. وهي ككل المعادن ناقلة جيدة للكهرباء، وفي أغلبها تكون في حالة صلبة في الحالة الطبيعية من درجة حرارة وضغط، إلا الزئبق فهو شبه معدن انتقالي. كثافتها أو كتلتها الحجمية عالية وكذلك درجة حرارة انصهارها. وغالباً ما تكون معادن محفزة للتفاعلات الكيميائية، سواء في حالتها الطبيعية أو الأيونية. لبعضها سمية يمكن أن تكون عالية، وبعضها قد يكون ملوثاً كبيراً للجو. منها الحديد والفضة والذهب والتنغستن.

الفضة

عنصر كيميائي عدده الذري 47 ورمزه Ag. يختلط اسمه في بعض اللغات مع اسم النقد أو العملة لاستعماله تاريخياً بكثرة كوسيط للمبادلات التجارية. استعمل منذ القدم في صناعة الحلي لطواعيته في التشغيل، ولبياضه وندرته إلى حد ما. يعود أقدم استعمال له إلى 3000 سنة قبل الميلاد في الأناضول. كثافته/كتلته الحجمية 10.5 غرام للسنتمتر مكعب. ينصهر عند درجة 961 مئوية، ويغلي عند 2212 درجة مئوية.  وهو ناقل كهربائي وحراري جيد. يقاوم التفاعلات الكيميائية، ولا ينحل في الماء والقاليات، ويمكن ألا يتأكسد في ظروف جوية محكمة. يتأثر بالكبريتات الموجودة في الجو أو الأطعمة فتصيبه بالاسوداد. وهو من بين الفلزات الانتقالية. يستخدم في الحلي والطب والصناعات الإلكترونية وبعض الآلات الموسيقية. حجم الإنتاج العالمي عام 2011 كان نحو 23 ألف طن، وهو أقل من المستخدم في تلك السنة، وهو على هذه الحال منذ عدة سنوات، أي أنه في طريقه ليصبح معدناً نادراً. أكثر الدول إنتاجاً له هي المكسيك ثم البيرو ثم الصين ثم أستراليا.

الإمبراطورية الأخمينية

وهي أول إمبراطورية فارسية سادت على معظم منطقة الشرق الأوسط الكبير. من أفغانستان شرقاً وجزء من باكستان وإيران والعراق وبلاد الشام وشمال الجزيرة العربية ومصر وشمال شرق ليبيا، وحتى آسيا الصغرى وتراقيا ومعظم شواطئ البحر الأسود. بدأت مع قورش أول إمبراطور لها عام 559 ق.م (حكم بين 559 و 529 ق.م) وانتهت مع الإمبراطور الثالث عشر داريوس الثالث (حكم بين 336 و 331 ق.م) عام 331 ق.م وهزيمته أمام الإسكندر المقدوني. ظهرت هذه الإمبراطورية عقب إمبراطورية الميديين الإيرانيين الذين ظهروا نحو 1100 ق.م. أسس الأسرة الأخمينية رجل اسمه هخامنش (الرجل الحكيم، وليس من اتفاق على وجوده فعلاً) الذي كان رئيس قبيلة فارسية هيمنت على قبائل فارسية أخرى منذ القرن التاسع الميلادي. طورت الإمبراطورية الأخمينية نموذج حكم استقت بعض جوانبه من البابليين والآشوريين، ولكنه كان أكثر مرونة وبرغماتية مع الشعوب التي هيمن الأخمينيون عليها. تركت آثاراً عمرانية هامة بتجانس مع هندسة المناطق التي احتلوها مع أبهّة أخمينية جلية.

الإسكندر المقدوني

أو الإسكندر الكبير. ولد عام 356 ق.م. يقال إنه كان تلميذ أرسطو. ورث الحكم عن أبيه فيليب الثاني عام 336، وورث دولته القوية وجيشه المدرب ومشروعه في توحيد بلاد الإغريق. وللدفاع عنها وحمايتها مضى في حروبه مع الفرس الذين كانوا في الأناضول. فكانت معركة الغرانيكوس شمال غرب تركيا اليوم عام 334 ق.م. تابع منها مسيرته حتى التقى جيش داريوس الثالث عام 333 ق.م في موقعة إسوس شمال الإسكندرون السورية. تابع طريقه بعدها إلى فينيقيا فمصر ومنها عاد ماراً بدمشق فنصيبين فغوغميلا حيث وقعت معركة أخيرة مع الفرس عام 331 ق.م، انتهت الدولة الأخمينية على إثرها. تابع طريقه بعدها جنوباً حتى شواطئ نهر السند وخاض معارك كثيرة. ولكن جنوده رفضوا التقدم لأكثر من ذلك فعاد أدراجه ليموت في مدينة بابل عام 323 ق.م إثر مرض على الأرجح. بنيت أكثر من عشرين مدينة باسمه أشهرها الإسكندرية المصرية. أثرّ في ثقافة المناطق التي وصلها بنشره للثقافة الهلنستية.

أمواج الجذب

وهي اهتزازات انحناء الزمان-مكان التي تنتشر حتى مسافات كبيرة بعيداً عن مكان تشكلها. أعلن وجودها آينشتاين عام 1916 كنتيجة لنظريته النسبية العامة، وقال بأنها على شاكلة الأمواج الكهرطيسية التي يحملها الفوتون، تسير بسرعة الضوء. ولم يكن ذلك باتفاق الفيزيائيين كلهم. ولقياس هذه الأمواج، إن وجدت، أقيم في الولايات المتحدة "مرصد أمواج الجذب بالتداخل الليزري Laser Interferometer Gravitational-Wave Observatory"، عمله هو "لاقط لاهتزاز الفضاء" يرصد الفروق بين موجتين منعكستين، من أصل واحد، عند طرفي أنبوبين متعامدين. سبب الفرق هو أمواج الجذب الناتجة عن رقص ثقبين أسودين حول بعضهما ينتهي بانفجارهما. وهو ما كان منذ نحو 1.2 مليار سنة، بحسب نتائج رصد جرت في أيلول عام 2015، وأكدها مرصد أمريكي آخر ومرصد إيطالي ثالث. وبذلك حُسمت مسألة وجود هذه الأمواج، ونال كل من رينر وايس (1932-) وباري باريش (1936-) وكيب ثورن (1940-) جائزة نوبل عام 2017 عن إنجازهم لهذا القياس.

أندريا فيزاليوس

طبيب وعالم تشريح (1514-1564) بلجيكي هولندي. درس الطب وكانت أطروحته بعنوان "تعليق على كتاب الرازي التاسع". درّس في جامعات إيطالية مثل جامعة بادوا وبولونيا، وأصبح طبيب الإمبراطور شارل الخامس وابنه فيليب الثاني من بعده. اهتم بتشريح الجسم الإنساني ودراسة تفاصيل كثيرة مثل الدورة الدموية وآليتها. وكانت دراساته بتوازٍ مع دراسات وأعمال جالينوس التي انتقدها كثيراً مع اعترافه بقيمتها. فقد عرف أن جالينوس لم يشرّح جسم إنسان لأن ذلك كان ممنوعاً في روما في أيامه، وإنما قام بتشريح القرود ومنه قام بتعميمات بسبب مشابهتها للإنسان. وهذا ما جعله يخطئ مرة ثانية في مسألة الفك السفلي الذي كان جالينوس يعتقده مؤلفاً من عظمين وليس عظم واحد. ولكن كثرة من الأطباء كانوا ضد آرائه لصالح جالينوس. كما عارضه رجال الدين لرفضه بعض العلاجات التقليدية. سافر إلى القدس للحج، ربما لإظهار إيمانه وإيقاف الحملات ضده. ولكن عاصفة ضربت سفينة عودته فألقتها على إحدى الجزر اليونانية حيث توفي.

فرانسوا فييت

رياضياتي فرنسي (1540-1603). من عائلة برجوازية. درس القانون أولاً وتقلد وظائف عديدة، أيام الملك شارل التاسع وهنري الثالث، ذات صلة بالقانون والقضاء. ولكنه درس الرياضيات كهاوٍ على التوازي مع عمله. كانت أعماله مجددة مما أكسبه احترام رياضياتي ذاك الزمان من الفرنسيين. أصلح ما كتب في الهندسة من أعمال تنسب إلى ديوفانتوس وأبولونيوس. ووسع أعمال ابن سنان البتاني الخاصة بجيب الزاوية والمثلثات الكروية. نشر في عام 1591 كتاباً في اللاتينية عالج فيه مسائل جبرية وكيفية حلها بالانتقال من الحلول العددية على طريقة العرب إلى الطرق الهندسية اعتماداً على أعمال إقليدس. كان أو من استعمل الحروف x,y... في صياغة محددات العمليات. أثرت أعماله في الكثيرين ممن جاؤوا بعده مثل ديكارت وفيرما ونيوتن. عمل في مسائل التشفير، واهتم أيضاً بالفلك وقال فيما يبدو أن مسارات الأجرام بيضوية قبل كبلر.

مكتبة الإسكندرية

أو مكتبة الإسكندرية الكبيرة. كانت جزءاً من معهد للبحث والفكر. بدأ بناؤها أيام بطليموس الأول رفيق الإسكندر المقدوني الذي آل إليه حكم مصر. افتتحت عام 283 ق.م. ضمت فيما يقال 400 ألف كتاب. خصصت لها ميزانية لمصاريف الباحثين العاملين فيها الذين كانوا في بداية نحو ثلاثين باحثاً، ولشراء الكتب ونسخها. عمل فيها الكثير من العلماء وأقطاب الفكر الإغريقي في ذلك الوقت. ومن بينهم إيراتوستن الذي حسب قطر الأرض، وكذلك أرخميدس فيما يقال. لا يعرف موقعها بالضبط اليوم، وما كتب عنها يعود إلى القرن الثاني الميلادي، ومن ثم فلا يمكن الجزم بكثير من الروايات حولها. تعرضت للحرائق والكوارث عدة مرات، من بينها أثناء دخول يوليوس قيصر الإسكندرية وحربه ضد بطليموس شقيق وزوج كليوباترا. تراجع الدعم المالي مع الإمبراطورية الرومانية فتراجعت أعمال المكتبة وباحثيها. دمرت المكتبة أثناء حرب الرومان ضد زنوبيا التي كانت الإسكندرية تابعة لها. أما حرق عمر بن العاص لها فلا يؤكده أي مؤرخ معاصر.

ابن سنان البتاني

فلكي ورياضياتي (858-929). من بلدة بتان من منطقة حران، يكنى بالصابئي. تعلم الفلك على يد والده الذي كان صانعاً للأدوات الفلكية. تنقل بين دمشق وبغداد وإنطاكية ليستقر بعد ذلك في الرقة السورية ويموت فيها. له مؤلفات مشهورة بقيت معتمدة في أوروبا حتى القرن السابع عشر ويسمونه Albategnius. من أشهر مؤلفاته "كتاب الزيج"، أي كتاب الجداول الفلكية. صحح حسابات بطليموس في العديد من المواقع. وقال بأن الشمس يتغير بعدها عن الأرض بحسب الفصول. وحسب ميل محور الأرض فوجده 23 درجة و 35 دقيقة، وهو رقم دقيق إذا أخذنا بالاعتبار أن هذا الميل يتغير بأقل من ثانية سنوياً. كما قال بأن السنة هي 365 يوماً و5 ساعات و 48 دقيقة و 24 ثانية (أي بخطأ 22 ثانية!). رصد أكثر من 489 نجماً. استخدم المثلثات في حساباته بدلاً من المسافات كما فعل بطليموس. علاقاته المثلثاتية لا تزال مستعملة حتى اليوم. ترجمت أول كتبه إلى اللاتينية عام 1116. تأثر بأعماله براهي وذكره كوبرنيق في كتابه.

الذهب

عنصر كيميائي، عدده الذري 79، ورمزه Au، مشتق من اللاتينية من كلمة "الذهب". وهو معدن انتقالي، أقل تفاعلاً من الكثير من المعادن، ويمكن للماء الملكي أن يؤثر فيه، وكذلك بعض المحاليل القالية. ينحل في الزئبق دون التفاعل معه. كتلته الحجمية 19.3 غرام للسنتمتر المكعب. لونه أصفر معدني بانعكاس الضوء على سطحه، وأزرق مخضرّ في وريقاته الشفافة. ينصهر عند الدرجة 1064 مئوية، ويغلي عند الدرجة 2856 مئوية. وهو ناقل كهربائي وحراري جيد، يسهل تشكيله في صناعة الحلي. وهو ما حدث منذ نهاية العصر الحجري الحديث. كما استخدم من حينها كقطع نقود. تشكّل في الفضاء الخارجي، ولكن معظمه وصل الأرض في فترة لاحقة من بدء تشكلها. يمكن تشكيله صناعياً ولكن بكلفة أعلى من كلفة الطبيعي منه. مجموع ما اجتمع منه حتى عام 2015 نحو 186 ألف طن، ربعها تقريباً في المصارف المركزية العالمية لاستخدامه كأداة تنظيم اقتصادي. أكثر الدول إنتاجاً له حالياً هي الصين وأستراليا والولايات المتحدة وروسيا وأفريقيا الجنوبية. يستخدم في الطب والإلكترونيات الدقيقة خاصة.

الطبولوجيا

 حبل مغلق الطرفين وبعض تشكيلاته الممكنة. يمكن وضع الإصبع على اي نقطة من أي من هذه المنحنيات والسير وفق المنحني والعودة إلى نقطة البدء  

فرع من الرياضيات يسمح بدراسة وتصنيف الأشياء الهندسية وفق مواصفاتها وليس مظهرها. فالمحني غير المغلق يكافئ قطعة مستقيمة، لأنه يمكن الوصول إلى القطعة المستقيمة من المنحني بإجراء بعض التحويلات (من ثني وبسط وشد وفك عقد الخ، أو ما نسميه تحويلات). يحلو للبعض أن يسميها "هندسة المطاط". وفيها يكافئ أي منحني مغلق دائرة مهما كان هذا الشكل المغلق عبر الضغط هنا والشك هناك، وذلك بإجراء تحويلات مناسبة أيضاً. وكذلك البالون المنفوخ الذي يمكن الضغط عليه هنا أو هناك (بدون أن ينفجر بالطبع) ليبقى في كل حالاته مكافئاً للبالون في وضع الراحة. ولكن يجب الانتباه إلى أنه لا يمكن للمنحني المغلق أن يكافئ القطعة المستقيمة إلا إذا جرى كسره، هذا غير مقبول في هذه الهندسة. تستخدم هذه الرياضيات في الكثير من العلوم مثل الفيزياء، لدراسة المواد ومظاهرها مثلاً، انطلاقاً من تحويلات معتمدة ومدروسة جيداً في هذه الرياضيات تسمح بالانتقال من شكل إلى أخر أو من طور للمادة إلى طور آخر.

أوكام

رسمه كما وجد على إحدى مؤلفاته

هو غييوم أوكام (1285-1347)، فيلسوف وعالم منطق وعالم لاهوت بريطاني. يعتبر الممثل الأعلى للمدرسة الاسمية التي تقول بأن المفاهيم (الجمال، الإنسانية...) هي أسماء مشتقة من اللغات البشرية لا مقابل لها في الطبيعة ولا توجد أشياء تحمل هذه المفاهيم في كنهها. حاربت السلطات الدينية أفكاره لأنها تشكك بمسلمات اللاهوت التقليدية، وخاصة المسلمات العلمية، لأنها تعرّض براهين الوجود الإلهي للانتقاد. تعتبر فلسفته مقدمة للعلم الحديث والتجريبية البريطانية والفلسفة التحليلية، التي تعتمد على المنطق الصارم وتعالج مسائل الحياة الراهنة. قال بافتراق العقل عن الإيمان وأن لا رابط بين الاثنين. وباسمه يعرف مبدأ نصل أو شفرة أوكام القائل بضرورة "حذف التفسيرات غير المحتملة للظاهرة"، او ما يقابله بلغة اليوم "تفضيل الفرضيات الكافية الأبسط" أو خير الكلام ما قل ودلّ. كما انتقد السلطة الزمنية للبابا. اهتم بالعلم، فهو من أدخل ما يسمى بالحركة الديناميكية التي يكتسبها جسم بدفعنا إياه مثلاً، والحركة الطبيعية الناتجة عن تفاعل الأشياء كسقوط تفاحة. ترك العديد من المؤلفات.

النبّاض

Pulsar، هو جسم فلكي، نجم نتروني، يطلق إشارة كهرطيسية دورية قصيرة عموماً (نبض) ترتبط بدورانه السريع جداً حول نفسه، أحياناً بمعدل ألف دورة في الثانية الواحدة. وهذه الإشارات تكون مستقرة جداً، بسبب ثبات دوران النجم النتروني، وإن كان ينخفض قليلاً جداً مع الزمن. وهذه النجوم النترونية ناشئة عن انفجار نجم ضخم جداً، سوبرنوفا، ينجم عنه إما ثقب أسود أو نباض. وبالرغم من أن فترة حياة النجم النتروني هي بلا نهاية، إلا أن نبضاته تضعف بعد عدة ملايين من السنين. اكتشف عام 1967 بطريقة عرضية، وحاز مكتشفاه على جائزة نوبل في الفيزياء، دون طالبة الدكتوراه جوسلين بل التي لا اتفاق حتى اليوم على دورها في هذا الاكتشاف. سمح هذا الاكتشاف باختبار النسبية العامة وفيزياء خواص المادة المتكاثفة (غير السائلة أو الغازية)، وكذلك بنية مجرة درب التبانة وأيضاً السوبرنوفا. يُعرف منها نحو ألفي نباض حتى عام 2007، معظمها في مجرة درب التبانة أو غيوم ماجلان. منها أنواع كثيرة أكبرها النبّاض الراديوي.

النجم النتروني

هو جرم مؤلف من النترونات أساساً مع قليل من الإلكترونات والبروتونات. وهو من بواقي الانهيار الجذبي لداخل نجم هائل عندما تنفذ مادة الاحتراق النووي فيه. هذا الانهيار هو ما يسمى بالسوبرنوفا، الذي يترافق بانفجار الطبقات الخارجية للنجم التي تتباعد بين النجوم. والباقي المتراص لا يبق منه كنجم إلا الاسم، إذا لا تفاعلات نووية في داخله، وبنيته الداخلية تختلف عن أي نجم عادي. كثافته هائلة، وتبلغ كتلة اللتر الواحد منه نحو ألف مليار طن. تكون كتلته ضعفي كتلة الشمس وسطياً، مع أن قطره لا يزيد عن أربعين كيلومتراً. وعند ولادة هذه النجوم تكون سرعة دورانها حول نفسها عالية جداً، عشرات المرات في الثانية الواحدة، وحقلها المغناطيسي كبير جداً. رُصد منها ثلاثة آلاف حتى عام 2019، معظمها على شكل نبّاض، وقلة منها كمصدر لأشعة سينية.

السوبرنوفا/النجم الجديد

البقعة البيضاء في أسفل ويسار الصورة خارج مجرتها الحلزونية SN194D 

وسمي كذلك لظهوره المفاجئ في السماء براقاً وكأنه نجم جديد. وهو في الواقع نجم في نهاية حياته، ينفجر انفجاراً هائلاً يترافق بزيادة ضخمة في إضاءته لمدة وجيزة، ولكنها تدوم مرئية لأشهر أحياناً، ويمكن رؤيتها في وضح النهار أحياناً. وهو أمر يحدث في الكون بمعدل مرة كل ثلاث ثوان، ولكن نادراً ما نراها. فحدوثها في مجرة درب التبانة هو بمعدل مرة إلى ثلاث مرات كل قرن. ولم يشاهد أي منها منذ اختراع المنظار الفلكي. شوهدت في عام 1987 في مجرة قريبة هي مجرة غيوم ماجلان الكبيرة. لها دور في تاريخ الكون بتحريرها لمخزونها من مواد تتطاير في الفضاء بين النجوم مشكلة سديماً قد يدوم لمئات آلاف السنين (فيديو)، كما أن اهتزاز الصدمة الناجم عن الانفجار يؤدي إلى تسريع تشكل نجوم جديدة. وهي تنشأ إما عن انفجار نووي-حراري لنجم قزم أبيض، أو عن تفتت نجم هائل لا تزال تجري فيه تفاعلات نووية، انهار بسبب كتلته التي أضحت هائلة، ويسمى بسوبرنوفا انهيار القلب.

الطبقات الإلكترونية

وهي طبقات الإلكترونات في ذرات المواد. عدد الطبقات يرتبط بالعدد الذري للمادة، ولا يمكن أن يتجاوز الرقم سبعة. وتكون الإلكترونات في كل طبقة موزعة وفقاً للعلاقة: عدد الإلكترونات =ضعف مربع رقم الطبقة. أي سيكون إلكترونان في الطبقة الأولى، وثمانية في الطبقة الثانية، وثمانية عشر في الطبقة الثالثة وهكذا حتى ثمانية وتسعون في الطبقة السابعة. أعطيت لهذه الطبقات أسماء من الحروف اللاتينية Q, P, O, N, M, L, k. وكل طبقة تقسم إلى طبقات جزئية بأسماء

  d(10), p(6), s(2) ,(g(18), f(14 

تتضمن كل منها عدد من الإلكترونات كما في داخل الأقواس. تسمى الطبقة الأخيرة في أي ذرة، باستثناء العناصر الانتقالية، بطبقة التكافؤ التي يحدد عدد إلكتروناتها الخواص الكيميائية للذرة. والعناصر الكيميائية التي تحتوي طبقة التكافؤ فيها إلكتروناً واحداً هي العناصر الأكثر تفاعلاً مثل ذلك الهيدروجين والمعادن القالية مثل الصوديوم والبوتاسيوم والنتروجين وغيرها. أما المواد التي تمتلئ طبقتها الأخيرة بالإلكترونات فتكون خاملة كيميائياً، مثل غاز الأرغون.

روجر بيكون

فيلسوف وعالم خيمياء إنكليزي عاش بين عامي 1214-1294. يعتبر أحد آباء المنهج العلمي بفضل استعادته وتطويره لدراسات ابن الهيثم وأعماله. وهو القائل بأن "ليس لأي مقال أن يكون يقيناً، فكل شيء يتوقف على التجربة". والتجربة بالنسبة له يمكن أن تكون علمية أو دينية. فهو في حياته كان راهباً ومدرساً في باريس أولاً ثم في أكسفورد. اهتم بدراسة اللغات العبرية واليونانية والعربية والآرامية، كما درس الرياضيات والضوء والفلك. انتسب عام 1256 إلى الرهبنة الفرنسيسكانية. ولكنه لم يكن على علاقة طيبة مع مسؤول دراساتها في بريطانيا فحجبت أعماله. ولكنه عاود دراساته وأعماله برعاية صديقه البابا كليمنت الرابع. كان يحلم بجامعة في باريس تقوم على المعرفة، ليست الأرسطوية فقط وإنما على العلوم العربية ممثلة بشخصياتها مثل ابن سينا وابن رشد. ساءت أموره بعد وفاة البابا، ومنعت كتاباته وسجن بين عامي 1277 و 1279. عاد إلى أكسفورد نحو عام 1280 حيث ألف كتابه "موجز الدراسات اللاهوتية" ملخصاً فيه آراءه الفلسفية واللاهوتية.