جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1964

 

فازت بها الكيميائية البريطانية دوروثي كروفوت هودجكين Hodgkin (1910-1994) لتطويرها تقنية دراسة البلورات بالأشعة السينية لتحديد بنية الجزيئات البيولوجية (الحيوية)، والتي كانت ضرورية لعلم الأحياء البنيوي. من بين اكتشافاتها الأكثر تأثيراً تأكيد بنية البنسلين كما توقعها سابقًا إدوارد أبراهام وإرنست بوريس تشين؛ ورسم خريطة لتركيب فيتامين ب 12، كما أوضحت بنية الأنسولين في عام 1969 بعد 35 عاماً من العمل. وهي ثالث امرأة تفوز بجائزة نوبل في الكيمياء. زارت جرش عام 1928 حيث كان يعمل والداها، وقامت بتوثيق أشكال فسيفساء كنيسة تعود للفترة البيزنطية، وتابعت هذا العمل الذي استغرقها سنة بعد التحاقها بجامعة أكسفورد حيث كانت تقوم بالتحليل الكيميائي للمكعبات البلورية المستخدمة في الفسيفساء. حصلت على الدكتوراه عام 1937 من جامعة كمبردج حيث أدركت الإمكانات العالية لدراسة البلورات بالأشعة السينية لتحديد بنية البروتينات. درّست الكيمياء في جامعة أكسفورد بين عامي 1936 و1977. كان من بين طالباتها مرغريت تاتشر التي علقت صورة أستاذتها في مكتبها كرئيسة وزراء، بالرغم من أنهما لم تكونا من الميول السياسية نفسها.

جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1964

 

فاز بها أمريكي وروسيان. الأمريكي هو تشارلز هارد تاونس Townes (1915-2015)، الذي عمل مستشاراً للرؤساء الأمريكيين بين عامي 1945 و 1999. والروسيان هما: نيكولاي بازوف Basov (1922-2001)، وألكسندر بروخوروف Prokhorov (1916-2002) ، وهما باحثان من أيام الإتحاد السوفيتي، عملا معاً في مجال الهزازات والمضخمات الإلكترونية القائمة على مبدأ الليزر والمازر، أو ما يسمى بالإلكترونيات الكمومية. وهو مصطلح استخدم على نحو كبير بين الخمسينيات والسبعينيات للدلالة على مجال في الفيزياء يدرس سلوك الإلكترونات في المادة بواسطة ميكانيك الكمّ، آخذا بالاعتبار تفاعلاتها مع الفوتونات. نادراً ما تعتبر الإلكترونيات الكمومية اليوم مجالاً قائماً في حد ذاته، فقد تم استيعابه في مجالات أخرى. منها فيزياء الحالة الصلبة التي تستند إلى ميكانيك الكمّ، حيث يكون الاهتمام عادةً بالإلكترونات وحركتها. ذلك أنه يجري بحث تطبيقات محددة لميكانيك الكمّ في الإلكترونيات في نطاق فيزياء أشباه الموصلات. يشمل المصطلح أيضاً العمليات الأساسية لتشغيل الليزر، والتي تُدرس اليوم كموضوع في البصريات الكمومية.

أزمة أيار/مايو 1945 في سوريا

 

مصفحة بريطانية في أحد شوارع دمشق في أيار/ماية 1945

في 19 أيار/مايو 1945 خرجت مظاهرات في سوريا لدعم الحكومة السورية الرافضة للتفاوض على معاهدات تمنح فرنسا موقعاً مميزاً في سوريا ولبنان بأوامر من ديغول. وفي اليوم التالي اندلعت أعمال عنف في حلب أصيب فيها جنود فرنسيون، فأمر الجنرال فرناند أوليف قواته بفتح النار. امتدت الاضطرابات عقبها إلى حماه وحمص. وفي حماه وحدها سقط أكثر من ثمانين شهيداً. وفي 29 مايو/أيار، دخلت قوات فرنسية مبنى البرلمان السوري لاعتقال الرئيس شكري القوتلي ورئيس مجلس النواب اللذين تمكنا من الفرار. فقطع الجيش الفرنسي الكهرباء عن المبنى ثم قصفه. وفي أقل من ثلاثة أيام، قُتل نحو 400 سوري. طلب القوتلي من رئيس الوزراء البريطاني تشرشل التدخل. تدخلت القوات البريطانية يوم 31 أيار/مايو في الأراضي الخاضعة للسيطرة الفرنسية، فأمر ديغول القوات الفرنسية بوقف الاشتباكات مع المتظاهرين وأقال الجنرال أوليف. اعتبر الفرنسيون تدخل البريطانيين خيانة لهم. وفي 19 ديسمبر 1945، تم التوقيع على اتفاقية فرنسية بريطانية، لانسحاب قواتهما من لبنان في أوائل عام 1946. وفي 17 نيسان/أبريل 1946، أصبحت سوريا دولة مستقلة.

المملكة العربية السورية

 

أُعلنت في 8 آذار/ مارس واستمرت حتى 25 تموز/يوليو 1920. كان ذلك في اليوم نفسه لإصدار المؤتمر السوري برئاسة هاشم الأتاسي قراراً يقضي برفض الاتفاقية التي وقعها الأمير فيصل مع رئيس الوزراء الفرنسي جورج كليمنصو، وأُعلن بالإجماع استقلال سوريا داخل حدودها. (بما في ذلك فلسطين وشرق الأردن). وأعلن رغبته أيضاً بإقامة اتحاد سياسي واقتصادي مع العراق المجاور. تشكلت أول حكومة قومية في اليوم التالي بقيادة علي رضا باشا الركابي. وصاغت دستوراً بمجلسين. منح الحلفاء فرنسا ولاية على سوريا (بما في ذلك لبنان) وولاية بريطانيا على فلسطين وبلاد ما بين النهرين في نيسان/أبريل 1920، عبر معاهدة سيفر. أدى إعلان المملكة إلى مظاهرات حاشدة في سوريا، طالبت باتخاذ إجراءات فورية لمواجهة الخطط الفرنسية البريطانية. فسقطت حكومة الركابي، وكَلَّف فيصل الأتاسي بتشكيل حكومة جديدة، التي قررت التجنيد العام. أثار القرار ضجة كبيرة في أوروبا. وجّه الجنرال غورو إنذاراً نهائياً لفيصل يدعوه إلى الاستسلام أو الاستقالة في 14 يوليو 1920، فكانت معركة ميسلون ووقوع سوريا تحت الانتداب الفرنسي.

الاسم: سوريا

 

الخط الغامق يشير إلى حدود المملكة السورية الغربية

تشير عدة مصادر إلى أن الاسم مشتق من اللغة اللوية (كانت معروفة في آسيا الصغرى) بلفظة "Sura/i" التي تعود للقرن الثامن ق.م، ومن اليونانية القديمة Sýrioi، أو Sýroi، وكلاهما مشتق في الأصل من كلمة آشور Aššūr من بلاد ما بين النهرين. استخدم الاسم منذ الإمبراطورية السلوقية (323-150 ق.م)، للإشارة إلى بلاد الشام. ثم استخدم اليونانيون المصطلح دون تمييز بين آشوريي بلاد ما بين النهرين وآراميي بلاد الشام. يؤيد الرأي الأكاديمي الحديث السائد بقوة ارتباط الكلمة اليونانية بكلمة آشور الأكادية. يبدو أن الاسم اليوناني يتوافق مع الكلمة الفينيقية كما ظهر في نقش تشينكوي في القرن الثامن ق.م، وهو نقش باللغتين اللوية والفينيقية اكتشف بقرب كيليكا، فيذكر بالفينيقية بلفظة شور وباللوية بلفظة سوريا. هناك من يقول بأن كلمة سوريا تعود إلى اسم مدينة صور الحالية. لم تستخدم التسمية أيام الأمويين أو العباسيين ومن تلاهم. ظهرت التسمية أيام العثمانيين لـ"ولاية سوريا Vilâyet-i Sûriye في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، أثناء فترة التنظيمات. وأعقبتها المملكة السورية عام 1920 بحدود مختلفة عن الدولة السورية الحالية.

حركة العصر الجديد

 

هي حركة روحية غربية ظهرت في القرنين العشرين والحادي والعشرين، وتتميز بنهج فردي وانتقائي للروحانية. عرّفها بعض علماء الاجتماع على أنها "تركيبة" توفيقية للممارسات والمعتقدات الدينية وغيرها، وهي بمثابة فئة لمجموعة غير متجانسة من المؤلفين والحركات المستقلة التي تتمثل مهمتها المشتركة في تحويل الأفراد من خلال الصحوة الروحية وبالتالي تغيير الإنسانية. مصدرها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى. تدعي بأن مرجعيتها هي المصادر التقليدية، وخاصة المصادر الشرقية، مع ضخها في الواقع، من خلال الجهل أو سوء التفسير أو التعصب العرقي، الأيديولوجية الغربية الحديثة. يُنظر إليها على أنها محاولة "لإرجاع سحر العالم" في مواجهة أزمة الأيديولوجيات، ورفض النمو الصناعي والنزعة الاستهلاكية، وهي جزء من الظاهرة العالمية للحركات الدينية الجديدة التي ولدت في الستينيات، مع الاستناد إلى على عناصر عقائدية سابقة، مستعارة خصوصاً فلسفة الحكمة الإلهية. تتميز هذه العودة إلى الروحانية بتعميق الشعور الديني أو حتى الشعور بالبحث الداخلي، خارج أي بنية معروفة تاريخياً. تنتقدها العقائد الشرقية في تسخيرها لأدوات لا تمتلكها ومن خارج ثقافتها.

مفارقة أولبرز

 

أو مفارقة الليل المظلم. مفادها إن ظلام سماء الليل يتعارض مع افتراض وجود كون ثابت لا نهائي وأبدي. لأنه في هذه الحالة الافتراضية، وباعتبار أن الكون ساكن ومتجانس على نطاق واسع ويسكنه عدد لا نهائي من النجوم منذ الأزل، فإن أي خط رؤية من الأرض يجب أن ينتهي عند سطح نجم، وبالتالي يجب أن تكون السماء ليلاً مضيئة بالكامل وشديدة الإضاءة. ولكن هذا يتناقض مع الظلام الملاحظ وعدم انتظام سماء الليل. وفي الواقع فإن ظلام السماء ليلاً هو أحد الأدلة على كون ديناميكي يماثل نموذج الانفجار الكبير. وهو نموذج يشرح عدم انتظام السطوع الملحوظ نتيجة لتوسع الكون المستمر، مما يزيد من الطول الموجي للضوء المرئي الناشئ من الانفجار الكبير إلى نطاق الموجات الميكروية عبر عملية تعرف باسم الانزياح الأحمر. وهي أمواج لا تراها العين المجردة لذا يبدو الليل مظلماً. سُميت المفارقة باسم عالم الفلك الألماني هاينريش فيلهلم أولبرز (1758–1840) بالرغم من أنه لم يكن أول من وصفها.

ثابتة بلانك

يُشار إليها بـ ℎ. وهي ثابتة فيزيائية أساسية، ذات أهمية أساسية في ميكانيك الكمّ. فحواها أن طاقة الفوتون تساوي تردده مضروباً في ثابتة بلانك هذه. وهي ذات قيمة صغيرة للغاية، وواحدتها الجول ممتداً على الزمن. وهي بذلك تربط المادة كجسيم مع الموجة عبر التردد، وهي بذلك تؤكد الطبيعة الجسيمية-الموجية للجسيمات في الذرة. افترضها الفيزيائي الألماني ماكس بلانك (1858-1947) عام 1900 لتفسير إشعاع الجسم الأسود. وهي مسألة تصدى لها العديد من الفيزيائيين قبله وقدموا تفسيرات جزئية في محاولتهم لتفسير زعم قال به الألماني كيرشوف في منتصف القرن التاسع عشر يقول فيه: إن كل جسم فيزيائي يُصدر طبيعياً وباستمرار إشعاعات كهرطيسية. أما ثابتته فأكدتها التجارب كلها وهي اليوم ثابتة أساسية خاصة في الميكانيك الكمومي. لذا حصل بلانك على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1918 عن مجمل مساهماته في الفيزياء وخاصة ثابتته. استخدمها آينشتاين عام 1905 لربط الكموم (القيمة الأدنى من الطاقة) بالموجة الكهرومغناطيسية.

الهاكر، القرصان الحاسوبي

 

بالمعنى الإيجابي، هو شخص ماهر في مجال تكنولوجيا المعلومات ويحقق الأهداف بوسائل غير قياسية، والكلمة هي بمعنى "المقتحم". على الرغم من أن مصطلح الهاكر أصبح مرتبطاً في الثقافة الشعبية بالمتسلّل الأمني ​​- أي شخص لديه معرفة بالأخطاء ويستغلها لاقتحام أنظمة الحاسوب والوصول إلى البيانات الخاصة أو السرية، ويستخدم أدوات إخفاء الهوية، مثل الويب المظلم. قد يبحث القرصان الحاسوبي عن الربح المادي، أو الاحتجاج، أو جمع المعلومات، أو التحدي، أو الترفيه، أو تقييم نقاط ضعف النظام للمساعدة في صياغة دفاعات ضد المتسللين المحتملين. إلا أن ذلك أصبح غالباً للتحضير لهجمات سيبرانية بدوافع إجرامية. يطلق على السيئين منهم لقب "القبعات السوداء"، أما خبراء الحاسوب الذين يبحثون عن نقاط الضعف فيطلق عليهم اسم "القبعات البيضاء". وهناك أصحاب "القبعات الرمادية" الذين يمارسون القرصة لأسباب عقائدية، خاصة تلك الساعية إلى كشف حقائق تخفيها مؤسسات ودول. استخدم المصطلح لأول مرة في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وأول من مارسها كان طلاب جامعيون.

برامج التجسس

 

Spyware، هي أية برامج ذات سلوك ضار تهدف إلى جمع معلومات حول شخص أو مؤسسة وإرسالها إلى جهة أخرى بطريقة تضر المستخدم بانتهاكها خصوصيته، أو تعريض أمان أجهزته للخطر، أو وسائل أخرى. قد تتأثر الأجهزة الفيزيائية أيضاً ويُعاق عملها. يجري تصنيف مصادرها في أربعة أنواع: برامج الإعلانات المتسللة، وموارد النظام البرمجية أو الفيزيائية المُضافة، وبرامج التتبع بما في ذلك تتبع الويب، وأحصنة طروادة (كناية عن خدعة حصان طروادة). تسعى بفئاتها الأربع إلى تثبيت نفسها، وتجنب اكتشافها، وإزالة نفسها بأمان من الشبكة. وهي اليوم في الغالب لجمع أي نوع من البيانات (الشخصية مثل عادات تصفح الإنترنت، وتسجيلات دخول المستخدم، المصرفية والائتمانية ...) وسرقتها، وتخزين تحركات مستخدمي الإنترنت على الوب وعرض الإعلانات لمستخدمي الإنترنت. يمكن لبعضها تغيير إعدادات الحاسوب وتبطيئه. وعند استخدامها لأغراض ضارة، يكون وجودها عادةً مخفياً واكتشافها صعباً. حدث أول استخدام لهذه البرامج في عام 1995 بقصد السخرية من منتجات مايكروسوفت، وكان هدفها التجسس فقط قبل أن تصبح أداة إساءة.

جان دارك

 

بطلة من أبطال التاريخ الفرنسي، تُعرف أيضاً باسم "العذراء"، أو عذراء أورليان، ولدت نحو عام 1412 لأسرة من المزارعين وتوفيت حرقاً عام 1431 في مدينة روان الفرنسية التي كانت عاصمة دوقية النورماندي، التي كانت مِلْكِيّة إنكليزية آنذاك. تزٌعمت الحرب التي كانت دائرة بين الفرنسيين والإنكليز منذ عام 1429 فيما عرف بحرب المائة عام، وهي فتاة صغيرة لمّا يتجاوز عمرها السادسة عشرة. زعمت أن ثلاثة قديسين طلبوا منها إنقاذ فرنسا من الاحتلال الإنكليزي. قابلت شارل السابع ولي عرش فرنسا آنذاك، وقادت القوات الفرنسية وانتصرت على الإنكليز ورفعت الحصار عن مدينة أورليان الفرنسية، وقادت تتويج شارل السابع، مما ساعد على عكس مسار الحرب. وقعت في أسر فريق فرنسي متحالف مع الإنكليز فباعوها لهم بمبلغ عشرة آلاف جنيه إسترليني، وحُرِقت حيّة بعد محاكمة صورية. أمر البابا كاليكستوس الثالث بمراجعتها عام 1455. وأُجريت محاكمة ثانية خلصت، في عام 1456، إلى براءتها وأعادت أهليتها بالكامل. أصبحت قديسة شفيعة لفرنسا عام 1922. وأصبحت شخصية أسطورية.

مرض الزهايمر

 

هو مرض تنكّس عصبي، سميّ باسم مكتشفه الألماني Alois Alzheimer. يحدث بسبب انحطاط بطيء للخلايا العصبية. الذاكرة قصيرة المدى هي أول من يتأثر ثم ينتشر المرض تدريجياً إلى الدماغ بأكمله. يؤثر رئيسياً على الذاكرة، وكذلك على الوظائف المعرفية الأخرى، مثل تلك المرتبطة باللغة والتفكير والتعلم وما إلى ذلك. يتطور عموماً نحو فقدان الاستقلالية. لا يوجد علاج لعلاجه حتى اليوم. ترجع أسبابه إلى تعديل جزيئين أولهما موجود طبيعياً في الدماغ، يتراكم على نحو سام للخلايا العصبية. والثاني هو بروتين يقوم بتعديل للخلايا العصبية مما يتسبب في اضطرابها مؤدياً إلى التنكس الليفي العصبي، ثم موت الخلايا العصبية. يكون التنكس بطيئاً جداً وقد تمر سنوات قبل ظهور الأعراض. العمر هو أكبر عامل في خطر الإصابة به وقد يكون السبب وراثياً وبيئياً (الخمول، السكري...). وهو غير الخرف. منه الخفيف (النسيان المتزايد)، والمعتدل (صعوبة اتخاذ القرار وبدء فقدان الاستقلالية)، والشديد (فقدان الذاكرة والاستقلالية). في حال عدم توفر العلاج فسيكون عدد المصابين به 82 مليون شخص عام 2030.

الهذيان Delirium

 

هو حالة من الارتباك الحاد تُعزى إلى نتيجة فسيولوجية مباشرة لظرف طبي، أو آثار مادة/مواد ذات تأثير نفسي، أو أسباب متعددة، تتطور عادةً على مدى فترة من الزمن، تمتد من ساعات إلى أيام. يترافق مع اضطرابات في الانتباه والوعي والإدراك والتفكير، وقد يصل إلى فرط في النشاط أو نقصه، أو اضطراب دورة النوم والاستيقاظ، أو الاضطرابات العاطفية، أو اضطرابات الوعي، أو تغير حالة الوعي، وكذلك اضطرابات الإدراك الحسي مثل الهلوسة. قد يكون سببه حالة مرضية داخل الدماغ أو خارجه  ولكنها تؤثر عليه. قد يكون الهذيان نتيجة لحالة طبية كامنة (مثل العدوى أو نقص الأكسجة)، أو تأثير جانبي لأحد الأدوية، أو التسمم بمادة (مثل المواد الأفيونية أو المهلوسة)، أو التوقف عن استهلاك مادة (مثل الكحول أو المهدئات)، أو من عوامل متعددة تؤثر على الصحة العامة للفرد (مثل سوء التغذية وما إلى ذلك). يتطلب علاج الهذيان تحديد الأسباب الكامنة وأعراضه، وتقليل خطر حدوث مضاعفات. قد يصيب كبار السن بعد العمل الجراحي.

متلازمة ديوجين

 

المعروفة أيضًا باسم متلازمة قذارة الشيخوخة، هي اضطراب يتميز بالإهمال الشديد للذات، والبؤس المنزلي، والانعزال الاجتماعي، واللامبالاة، والاكتناز المتعمد للقمامة أو الحيوانات، وعدم الاكتراث بالآخرين. قد تظهر على الأشخاص المصابين أيضاً أعراض الجمود. أول اهتمام بهذه الحالة كان في عام 1966 واشتق اسمها من ديوجين الكلبي وهو فيلسوف يوناني قديم، ساخر وبسيط للغاية، زُعم أنه عاش في جرة كبيرة في أثينا. لم يقتصر الأمر على فقره فحسب، بل سعى في الواقع إلى الحصول على صحبة بشرية من خلال الحياة اليومية في الأغورا (ساحة الاجتماع في وسط المدينة). لذلك يعتبر هذا الاسم تسمية خاطئة. المصطلحات الأخرى المحتملة هي الخرف الشيخوخي، ومتلازمة بليوشكين (أحد شخصيات الكاتب الروسي غوغول)، والانهيار الاجتماعي ومتلازمة قذارة الشيخوخة. أو تردي الفص الجبهي للدماغ الذي له دور في هذه المسألة الذي يسبب توتراً يؤدي إلى ردّ فعل في صورة هذه المتلازمة. الفترة الزمنية التي تتطور فيها غير محددة، ولكنها تحدث على الأغلب في وقت متأخر من الحياة.

ديوجين الكلبي

 

أو ديوجين سينوب، وديوجين الساخر. هو فيلسوف يوناني (413-323 ق.م) معاصر للإسكندر الأكبر، ومن بين أشهر الفلاسفة الساخرين شهرة. تراكمت عنه قصص ونكات يصعب التحقق منها. تتباين صوره المنقولة إلينا بين فيلسوف فاسق ومحب للمتعة وملحد، أو زاهد صارم مُحب وبطولي. تُظهر مجمل الحكايات أنه كان ذا تأثير عميق على معاصريه. عاش بلا بيت، في فقر مدقع، مرتدياً معطفاً بالياً، مع عصا وأسمال ووعاء، ينام في جرة كبيرة مهملة. استنكر خدعة الأعراف الاجتماعية، ودعا إلى حياة بسيطة، أقرب إلى الطبيعة. أتقن فنّ القدح والألفاظ اللاذعة؛ انتقد العظماء وفلاسفة عصره (وخاصة أفلاطون) علانية. ومن أشهر ما يُنسب إليه: "أنا أبحث عن رجل" (أي "رجل حقيقي" وصالح وحكيم)، موجهاً ذلك إلى مواطنيه أثناء سيرهم في الشوارع، وفانوسه مضاء في يده، في وضح النهار. "ابتعد عن شمسي!"، راداً على الإسكندر الأكبر الذي جاء لرؤيته وسؤأله عما يريده. حمل ديكاً منتوفاً وقال: "هذا هو رجل أفلاطون!"، بعد أن عرّف أفلاطون الإنسان بأنه «ذو قدمين بلا ريش».

متلازمة ستوكهولم

 

بناية البنك في ستوكهولم الذي احتجزت فيه رهينة أمريكية أثنا عملية سطو مسلح

هي نظرية مقترحة تحاول تفسير سبب تنمية الرهائن أحياناً لرابطة نفسية عاطفية مع آسريهم نتيجة اختلال توازن القوى بين الخاطف والمخطوف. لها أربع مميزات رئيسية: 1)تنمية مشاعر الرهينة الإيجابية تجاه الآسر. 2)عدم وجود علاقة سابقة بين الرهينة والآسر. 3)رفض الرهائن التعاون مع الشرطة والسلطات الحكومية لاحقاً. 4)إيمان الرهينة بإنسانية الآسر، والتوقف عن اعتباره تهديداً، عندما يحمل الضحية القيم نفسها التي يحملها المعتدي. وهي تُعتبر متناقضة لأن مشاعر التعاطف التي يشعر بها الأسرى تجاه آسريهم هي عكس الخوف والازدراء الذي قد يشعر به المراقب الخارجي تجاه الخاطفين. وفي الواقع فإنه من الصعب العثور على عدد كبير من الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة لإجراء دراسات تؤكدها على نحو واضح. لذا لم يتم تضمينها في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية لعدم وجود مجموعة متسقة من الأبحاث الأكاديمية. ووفقاً لبيانات مكتب التحقيقات الأمريكية، فإن نحو 8% من الرهائن يظهرون دليلاً على الإصابة بها. سميت بهذا الاسم نتيجة تعاطف أسيرة أمريكية مع خاطفيها في ستوكهولم عام 1973.

الاضطراب ثنائي القطب

 

سُميّ سابقاً الاكتئاب الهوسي. هو اضطراب عقلي يتميز بفترات من الاكتئاب وفترات من المزاج الفَرِح المفرط. تستمر كل منها من أيام إلى أسابيع. أما إذا كان المزاج الفرح شديداً أو مرتبطاً بالذهان فيسمى هوساً؛ أما إذا كان أقل حدة ولا يؤثر جحداً على الأداء، فإنه يسمى هوس خفيف. أثناء الهوس، يتصرف الفرد أو يشعر بالنشاط المفرط، أو بالسعادة أو الانفعال، وغالباً ما يتخذ صاحبه قرارات متهورة مع القليل من الاهتمام بالعواقب. يترافق عادة بانخفاض الحاجة إلى النوم خلال مراحل الهوس. أما خلال فترات الاكتئاب، قد يعاني الفرد من البكاء وتكون لديه نظرة سلبية للحياة وضعف في التواصل البصري مع الآخرين. ويكون خطر الانتحار مرتفع. على مدى 20 عاماً، مات 6% من المصابين به انتحاراً، بينما أذى 30-40% منهم أنفسهم. أسبابه ليست مفهومة جيداً، ويُعتقد بأن للعوامل الوراثية والبيئية دور مهم. كما أن لعوامل البيئية دور من سوء المعاملة في الطفولة والإجهاد طويل الأمد. علاجه صعب جداً، توصف مثبتات المزاج ومضادات الذهان والاكتئاب والعلاج النفسي.

الحِجْر

 

أو "مدن صالح". هو موقع أثري يقع في منطقة العلا التابعة للمدينة المنورة في الحجاز. يعود تاريخ غالبية آثارها إلى المملكة النبطية، ويشكّل الموقع أقصى جنوب المملكة وثاني أكبر مدينة بعد عاصمتها البتراء. فيه آثار لحيانية ورومانية من قبل وبعد النبطية. يقع في بيئة قاحلة جافة المناخ ومهجورة. أدت المعتقدات المحلية السائدة حول المنطقة إلى القول بأنها كانت مسكونة من آهل ثمود الذين عاقبهم الله بالزلازل والصواعق، إلى الحفاظ الجيّد على آثار منطقة الحِجْر، التي توفر صورة شاملة لأسلوب الحياة النبطية. تُظهر الزراعة في واحة الحِجْر والآبار الموجودة التعديلات التي أجراها الأنباط في تلك البيئة. اكتسب الموقع لقب "عاصمة الآثار" بين المواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية لتعدد اللغات والمخطوطات والأساليب الفنية التي تظهر في واجهات مقابره الأثرية. أعلنته اليونسكو في عام 2008 كموقع للتراث العالمي لبقاياه المحفوظة جيداً، وخاصة المقابر الأثرية المنحوتة في الصخر البالغ عددها 131 مقبرة، بواجهاتها المتقنة الزخرفة، والتي تعود للمملكة النبطية.

مملكة لحيان

 

تمثال لحيانيتي ضخم من دادان،
ربما لملك، يتبع النحت الفني الموحد للمملكة اللحيانية،
 التمثال الأصلي مطلي باللون الأبيض.

سماها اليونانيون Lechienoi، وتسمى أيضاً دادان نسبة إلى عاصمتهم في واحة العلا. كانت مملكة عربية قديمة قوية ومنظمة للغاية. كان لها دور ثقافي واقتصادي حيوي في المنطقة الشمالية الغربية من شبه الجزيرة العربية. تاريخهم ليس معروف جيداً، جرت محاولات عديدة لبناء تسلسل زمني منطقي، ولكن لم يؤت أي منها ثماره حتى الآن. المصدر الرئيسي للمعلومات المتعلقة بتاريخ مملكتهم يأتي من مجموعة النقوش الموجودة في منطقة دادان وضواحيها. حكم اللحيانيون منطقة واسعة من يثرب جنوباً وأجزاءً من بلاد الشام شمالاً. وباسمهم سُميّ خليج العقبة: خليج لحيان، وهو دليل على امتداد نفوذهم. وكانت في مرحلتها الأولى "واحدة من أهم مراكز القوافل في شمال شبه الجزيرة العربية". ورد ذكرها في الكتاب المقدس. بدأت في القرن السادس قبل الميلاد. وتبعت للأنباط منذ القرن الثالث قبل الميلاد، ثم عادتهم، وأعادوا إنشاء مملكتهم المستقلة بعد غزو الرومان للبتراء عام 106 وكان على رأسها الملك حنس، أحد أفراد الأسرة المالكة التي حكمت منطقة الحِجْر قبل التوسع النبطي.

حرب المائة عام

 

كانت عبارة عن صراع تخللته هدنات طويلة إلى حد ما، جرت بين عام 1337 وعام 1453، بين مملكة فرنسا ومملكة إنكلترا التي كانت تدعي أحقيتها بالتاج الفرنسي. دامت هذه الحروب أكثر من مائة عام ولم تعرف بهذا الاسم وقتها وإنما هو مصطلح أشيع في القرن التاسع عشر، لتجميع هذه الصراعات المتعاقبة معاً. يمكن إرجاع أسبابها إلى ثلاثة عوامل: 1) أزمة ديموغرافية مقترنة بالركود الاقتصادي بسبب زيادة الضغط الضريبي على اللوردات؛ 2) الاشتباكات المستمرة بين سلالة حاكمة إنكليزية وأخرى فرنسية على إحدى المناطق الفرنسية؛ 3) الصراع الأسري على تاج فرنسا الذي نشأ عام 1328، عند وفاة الإنكليزي تشارلز الرابع. جرت الحرب على عدة مراحل. حققت إنكلترا في البداية العديد من الانتصارات، قبل أن تستعيد فرنسا المبادرة منذ عام 1364. وظهور جان دارك عام 1429 واستعادة باريس عام 1436. تم توقيع معاهدة السلام عام 1475. لم تتميز هذه الحرب بكثرة قتلاها وإنما بالفوضى والنهب الذي عانى منه السكان كثيراً. ظهرت المدفعية كسلاح أول منذ تلك الحرب.

بول غوغان

 

هو رسام فرنسي ما بعد الانطباعية (1848-1903). تقلبت حياته كثيراً، غلب عليها البؤس. دخل عالم الفنّ متأخراً بعد ممارسته مهناً أخرى عديدة. عرف فان غوغ، وكاد ينتحر عنده. وهو أحد الرسامين الفرنسيين الرئيسيين في القرن التاسع عشر وأحد أهم رواد الفن الحديث مع سيزان وفان غوغ وغيرهم. من الخصائص الأساسية للوحاته استخدامه لمساحات كبيرة من الألوان الزاهية والتعبير بواسطتها والبحث عن المنظور واستخدام الأشكال الكاملة والضخمة. تأثر بالبيئة الاستوائية والثقافة البولينيزية، جزر في المحيط الهادئ التي زارها مراراً وانتهت حياته فيها. إضافة إلى لوحاته فقد صنع منحوتات على الخشب ورسم أجمل لوحاته. من أبرز أعماله، الموجودة اليوم في متحف الفنون الجميلة في بوسطن: من أين نأتي؟ ماذا نحن؟ إلى أين نحن ذاهبون؟ وفيها ما يعتبره هو نفسه وصيته. قدم نصيحة واحدة للفنانين الشباب في أيامه: "لا تنسخ الكثير من الطبيعة، فالفن مجرد تجريد، استمده من الطبيعة عن طريق الحلم أمامها، وفكر في الإبداع أكثر من النتيجة. هذه هي الطريقة الوحيدة للصعود نحو الله من خلال العمل".

كو كلوكس كلان Ku Klux Klan

 

يشار إليها بالمختصر KKK أو كلان. هي جمعية سرية إرهابية بيضاء في الولايات المتحدة تأسست أوائل عام 1866. أصبحت إحدى أدوات الولايات الجنوبية لمعارضة تطبيق الحقوق الدستورية للأميركيين الأفارقة التي ضمنتها عدة تعديلات بعد الحرب الأهلية: مثل إلغاء العبودية عام 1865؛ ومنح الجنسية عام 1868 لأي شخص ولد في الولايات المتحدة؛ وحق التصويت عام 1870 لجميع مواطني الولايات المتحدة، وبالتالي للعبيد السابقين. ولتحقيق هذه الغاية، ارتكبت هذه الجماعة عمليات اغتيال وهجمات واغتصاب وتعذيب واختطاف وإحراق المدارس والكنائس الأمريكية الأفريقية. وبعيداً عن انتهاكاتها الإرهابية ضد السكان الأميركيين من أصل أفريقي والمتعاطفين معهم من البيض، فإن تاريخها يتخلله فضائح سياسية ومالية: ابتزاز وفساد واختلاس، وعمليات ترهيب ومراوغات، وتزوير انتخابات. تضاءل تأثيرها خلال الستينيات مع موجة حركة الحقوق المدنية الأمريكية وسن القوانين الفيدرالية المختلفة، مثل قانون الحقوق المدنية وقانون حقوق التصويت وقانون الحقوق المدنية عام 1968. أصبحت اليوم سديمًا من مجموعات صغيرة من النشطاء والإرهابيين الذين يندمجون في مشهد اليمين المتطرف الأمريكي واليمين البديل.

الغرغرينا

 

الكلمة من أصل يوناني تعني "تعفن الأنسجة". وهي في الواقع نخر يصيب الأنسجة، نتيجة انسداد الشرايين عن طريق الانسداد الطبيعي أو الصدمة أو العدوى أو التعرض للبرد الشديد، ويتميز بظهور أنسجة داكنة اللون. غالباً ما يرتبط أصله بالانقطاع المطول أو التباطؤ الشديد في الدورة الدموية. يؤدي سوء علاجه إلى بتر الأطراف. من أنواعه الرئيسية الغرغرينا الجافة بعد انسداد بعض الأوعية الدموية نتيجة التهاب الشرايين أو الانسداد أو الخثار. وكذلك الغرغرينا الرطبة التي تعقب الغرغرينا الجافة أو بعد عدوى بكتيرية. وتتميز بتورم وتحلل الأنسجة المصحوبة بالنزيز والتعفن المتزايد. وأخيراً الغرغرينا الغازية بالعدوى الميكروبية بالجراثيم اللاهوائية وإنتاج الغاز داخل الأنسجة المصابة، وتكون إثر تلوث الجروح، وهي شائعة في جروح الحرب. لا لقاح أو علاج وقائي لها. تقاوم بالمضادات الحيوية لإبطاء العدوى، وبالجراحة لإزالة الأنسجة المصابة أو الميتة لوقف انتشارها لتجنب بتر الأطراف؛ والعلاج بالأكسجين عالي الضغط للمساعدة على وقف انتشار البكتيريا. عادة ما تكون الرعاية المنتظمة وتنظيف الجروح كافية للوقاية منها.

صخرة النصلة

تقع على بعد 50 كيلومتراً جنوب واحة تيماء في شبه الجزيرة العربية، وهي عبارة عن تكوين جيولوجي يُقدر عمرها بآلاف السنين. يبلغ ارتفاعها 6 أمتار وعرضها 9 أمتار، وتتكون من الحجر الرملي، مقسومة في جزأين يفصل بينهما عمودياً بضعة سنتيمترات، متوازنان على قواعد صغيرة، نتيجة التآكل بفعل الرياح والتغيرات الكيميائية المرتبطة بمحتواهما المائي. ويعتبر هذا الصدع عند المختصين مفصلا، أي كسرا طبيعيا في الحجر بشكل متعامد مع حدود الطبقية كما لو أنها قطعت بسيف، ومنها جاء اسمها. يعتقد بأنه سببه تجمد الماء الذي انسلّ بقطرات شاقولياً على فترات ولمدة طويلة. ومع ذلك، يفضل البعض الآخر القول بأن ذلك كان نتيجة الزلزال أو البرق إلى القول بأن هذا حدث بفعل من جاء من خارج كوكب الأرض. أفسدتها نقوش الريح والحتّ، ومع هذا فقد زينت جدرانها بنقوش صخرية تمثل الرجال والحيوانات.

الأحكام المسبقة

 

يشير التعبير إلى الآراء المعتمدة في غياب المعلومات أو الممارسة الكافية، بالاستناد أحياناً على الأساطير أو المعتقدات، لإطلاق تعميم متسرّع. وهو يعبّر عن فكرة مقبولة دون برهان. يمكن أن يخص الأفراد أو الجماعات. قد يكون عابراً للعصور والأجيال دون تغيير كبير، وقد يكون نتيجة تبسيط كبير يرتبط بالمهن والجنس (النوع) بسمات محددة يُفترض فيها أنها تشير إلى الجوهر (موقف المجتمعات المحافظة من المرأة مثلاً). يعكس عموماً صورة سلبية عمن يطلق بحقهم. من نتائجه أن يؤدي أحياناً إلى تجنب المعاشرة والابتعاد السكني عن بعض المناطق. وقد يتجلى بصور قوانين (القوانين العنصرية)، وقد يأخذ صيغة عدوانية ضد أقليات، تصل أحياناً حد الإبادة. درس هذا الموضوع الأمريكيان ألبورت وبوستمان اللذان أجريا تجربة قدما فيها رسماً لرجل أبيض، يُمثّل رجلاً قوقازياً يمسك بموس حلاقة ورجل أسود مقابله وبعض الناس ورائهما عند موقف قطار. طُلب من الرجل أن يصف ما رأى لشخص آخر، والأخر إلى آخر لينتهي الأخير بالقول بأن "رجلاً أسوداً حاول مهاجمة رجل أبيض عند موقف القطار بحضور امرأة يهودية على حضنها طفل أو كلب".

الإشاعة

لوحة ناقل الإشاعة للفرنسي هونوريه دوميه (1808-1879)

هي ظاهرة انتقال قصة ما على نطاق واسع مع ادعاءات بمعرفة الحقيقة وكنهها عبر وسائل اتصال رسمية أو غير رسمية. تكون مصادرها عبر: 1)المعلومات الكاذبة والأخبار الكاذبة fake news، المثيرة للجدل، حتى وإن كُشفت حقيقتها بعد ذلك؛ 2)استغلال الأحكام المسبقة، مثل ما يخص الماسونية أو الشيوعية في بعض مناطق العالم، المستخدمة في نسج روايات أو أفعال غير واقعية؛ 3)الدعاية (البروباغندا) بهدف الترويج لأفكار أو عقائد بالاعتماد على قصص وحالات ونظريات عالمية؛ 4)الخدعة، مثلاً عن طريق نشر قصة لم يُكشف عنها بعد على أنها غير حقيقية، مثل ادعاء وجود موارد طبيعية في بلد فقير لتطمين مواطنيه بأن مستقبلاً باهراً ينتظرهم؛ 5)بعض أشكال نظرية المؤامرة، عندما يكون السرد أكثر أهمية من الكشف عن الحقيقة، مثل القول بأن هناك مخططاً موضوعاً منذ عشرات السنين بهدف هذا أو ذاك دون سند حقيقي؛ 6) الأسطورة المعاصرة التي تتحدث مثلاً عن قوة هي ليست إلا وهمية؛ 7)التواصل الفيروسي (بما يشبه الانتشار الفيروسي) عبر شبكات التواصل، عندما يختفي الهدف وراء قصة جذابة.

لوميتر

 

جورج هنري جوزيف لوميتر راهبٌ وفيزيائي بلجيكي (1894-1966). هو في الواقع عالم فيزياء نظرية، وعالم رياضيات، وعالم فلك، وأستاذ الفيزياء في جامعة كاليفورنيا والجامعة الكاثوليكية في لوفان. كان أول من وضع نظرية مفادها أن تباعد المجرات القريبة يمكن تفسيره بتوسع الكون، وهو ما أكده إدوين هابل بعد فترة وجيزة. اشتق لأول مرة ما يُسمى بـ "قانون هابل"، ولكن تأخره في نشر نتائجه في مجلة عالمية على عكس هابل الذي اكتشفه بعده بسنتين، لذا أطلق عليه الاتحاد الفلكي الدولي إنصافاً قانون هابل-لوميتر. نشر أول تقديرٍ لهذا الثابت عام 1927. اقترح لوميتر أيضاً "نظرية الانفجار الكبير" حول أصل الكون، واصفًا إياها بـ "فرضية الذرة البدائية"، وأطلق عليها فيما بعد اسم "بداية العالم". كان اكتشافه هذا بأخذه معادلات النسبية العامة ولكن بدون الثابتة الكونية. رفض آينشتاين نتائج لوميتر، وقال له: ("حساباتك صحيحة، لكن فيزياءك شنيعة")، فهو كان يعتقد بثبات الكون الذي جعله يحشر ثابتته في النسبية العامة، معترفاً فيما بعد بأنها كانت خطأه الشنيع.

توسع الكون

 

هو في علم الكون اسم الظاهرة التي ترى على نطاق واسع مكونات الكون (مجرات وغيرها) تتحرك بعيدًا عن بعضها البعض. يمكن اعتباره تباعد المجرات في الفضاء، نتيجة تضخم وتوسع الفضاء نفسه، دون أن يؤثّر على حجم المجرات نفسها، التي يكون فيها للجاذبية "الداخلية" التأثير الأول. وهذا التوسع هو الحل النظري الذي توصل إليه الفلكي الروسي ألكسندر فريدمان (1888-1925) لتفسير حقيقة أن الكون لم ينهر بفعل الجاذبية، ويجعل من الممكن الاستغناء عن الثابتة الكونية التي حشرها آينشتاين لتأكيد فكرته عن ثبات الكون (بدون توسع)، مع أن التوسع يثبت نظريته. هذا التوسع يؤدي إلى زيادة طول موجة الضوء المنبعث من المجرات وتحوله نحو الأحمر، وهذا ما أكده الأمريكي سليفر وقاسه عام 1912 وتنبأ به الراهب البلجيكي لوميتر في عشرينيات القرن الماضي والأمريكي هابل عام 1929. النتيجة المباشرة لتوسع الكون هي أنه كان أكثر كثافة وأكثر سخونة في الماضي. وهو يقود إلى مفهوم الانفجار الكبير، الذي يعتمد على فكرة وجود مثل هذه الحقبة الكثيفة والساخنة بالفعل.

نيكولا تيسلا

 

أمريكي من أصل صربي. (1856–1943). اشتهر بإسهاماته في تصميم نظام تزويد الطاقة الكهربائية باستخدام التيار الترددي، الأفضل للمسافات الطويلة، مُبعداً بذلك المولدات إلى خارج المدن التي ضجت من ضجيج مولدات أديسون ذات التيار المستمر. درس الهندسة والفيزياء في موطنه الأصلي دون الحصول على شهادة جامعية. اكتسب خبرة عملية من خلال العمل في مجال الاتصالات الهاتفية وفي صناعة الطاقة الكهربائية الجديدة. هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1884. عمل لفترة قصيرة في شركة إديسون ثم عمل لحسابه. حصل على تمويل لإنشاء مختبرات وشركات في نيويورك لتطوير مجموعة من الأجهزة الكهربائية والميكانيكية، خاصة محركه التحريضي بالتيار المتناوب وبراءات اختراعات كثيرة ذات صلة، رخّصتها شركة وستنجهاوس إلكتريك، جعلت منه حجر الزاوية في الأنظمة متعدد الأطوار. كان ماهراً جداً في تسويق نفسه كمخترع غريب الأطوار. أطلق المؤتمر العام للأوزان والمقاييس عام 1960اسم تسلا على واحدة قياس شدة التدفق المغناطيسي تكريمًا له. تجدد الاهتمام الشعبي بتيسلا منذ التسعينيات ونسبت إليه أمور غير صحيحة. سميت أول سيارة كهربائية باسمه.

إيل‘ إيلو

 

تمثال صغير مذهّب لإل من تل مجيدو

كلمة ظهرت في أصل اللغات السامية البدائية بمعنى "إله"، واستقرت في اللغات السامية الشمالية الغربية. استعملت في الأكادية الحديثة والأوغاريتية: ʾīlu والفينيقية: ʾīl والعبرية والسريانية ilu. وتشير، كاسم علم، إلى أي واحد من آلهة الشرق الأدنى القديمة المتعددة. تشمل الآلهة المحددة المعروفة باسم "إل" أو "آل" أو "إيل" الإله الأعلى للديانة الكنعانية القديمة. لها شكل نادر، "إلى" بصيغة المسند في اللغتين الأكادية والعمورية القديمة. على الرغم من أنها اكتسب مظاهر ومعان مختلفة في لغات مختلفة مع مرور الوقت، إلا أنها لا تزال موجودة كـ il أو el في عبارات الأسماء المركبة مثل إسماعيل، إسرائيل، دانيال، رافائيل، مكائيل، جبرائيل إلخ. ومن الجذر السامي ʾlh أصبحت في العربية ʾilāh الله، وفي الآرامية ʾAlāh، ʾElāh أي الله وإله. ومن أوصافه أنه خالق الأرض وأب البشر كما جاء في نص فينيقي يعود إلى القرن السابع قبل الميلاد: لقد قطع السرمدي (أولام) معنا عهدًا؛ وقطعت عشيرة معنا عهداً؛ وجميع أبناء إيل؛ والمجمع العظيم لجميع القديسين؛ بقسم السماء والأرض القديمة.

الإنجيلية

 

وتسمى أيضاً المسيحية الإنجيلية أو البروتستانتية الإنجيلية. هي حركة عالمية بين الطوائف المسيحية انبثقت من البروتستانتية تؤكد على مركزية "الولادة من جديد"، يجدد فيها الفرد إلى إيمانه بالمسيح ويعلن التوبة والابتعاد عن الخطيئة؛ كما تؤكد على سلطة الكتاب المقدس باعتباره إعلان الله للبشرية وضرورة التقيد بحرفيته؛ وتؤكد من طرف آخر على مركزية الصليب وموت المسيح الخلاصي وقيامه اللذان يمهدان لمغفرة الخطايا والحياة الجديدة؛ وأخيراً تؤكد على نشر الرسالة المسيحية عن طريق النشاط الاجتماعي الفاعل. تتباين شدة معتقداتهم بحسب مناطق وجودهم. كلمة إنجيلي أصلها من الكلمة اليونانية (euangelion) التي تعني "الأخبار السارة". أما أصول الإنجيلية فتعود إلى عام 1738، عندما ساهمت تيارات لاهوتية مختلفة في تأسيسها حرصت في أصلها على إشعال الصحوة الكبرى الأولى في الكنيسة. قُدر عدد أتباعها عام 2016 بنحو 619 مليون إنجيلياً، أي أنهم يمثلون قرابة ربع المسيحيين. حضورهم الأكبر هو في الولايات المتحدة الأمريكية ويمثلون ربع سكانها. ينتظرون، خاصة الأمريكيين، عودة المسيح وظهوره في فلسطين لينقذ العالم من مآسيه.

التشابك الكمومي Quantum entanglement

 

هو ظاهرة تحدث عندما يجري إنشاء ثنائي من الجسيمات متفاعلة (عن طريق الاستقطاب مثلاً) تجعل أن وصف الحالة الكمومية لأي منهما غير مستقل عن حالة الجسيم الآخر، حتى لو انفصلا عن بعضهما بمسافة كبيرة. يقع هذا الموضوع في قلب التباين بين الفيزياء الكلاسيكية وفيزياء الكم: فهذه الظاهرة غير موجودة في الميكانيك الكلاسيكي. تكون قياسات الخصائص الفيزيائية مثل الموضع وكمية الحركة والسبين (المغزل) مثلاً على الجسيمات المتشابكة في بعض الحالات مترابطة تمامًا. فمثلاً عند توليد زوج من جسيمات متشابكة إجمالي سبينها صفراً، فإذا كان أحد الجسيمين يدور في اتجاه عقارب الساعة على محور ما، فإن دوران الجسيم الآخر، يكون على المحور نفسه بعكس اتجاه عقارب الساعة. كانت هذه الظاهرة موضوع ورقة شهيرة كتبها آينشتاين وبودولسكي وروزن عام 1935عُرفت باسم مفارقة EPR. اعتبروا فيها أن مثل هذا السلوك مستحيل، لأنه ينتهك وجهة نظر القائلة بأن التأثير هو دائماً موضعي (أي في المكان نفسه)، ويخلص إلى أن الميكانيك الكمومي غير مكتمل، ولكن التجربة كانت لصالح الميكانيك الكمومي.

البوزون

 

في فيزياء الجسيمات، هو جسيم داخل الذرة له عدد كمي مغزلي (سبين) بقيمة صحيحة (0، 1، 2، ...). تشكل البوزونات إحدى الفئتين الأساسيتين للجسيمات دون الذرية، والأخرى هي الفرميونات (إلكترون أو بروتون أو نيترون أو نيوترينو الخ)، التي لها دوران نصف صحيح فردي (1⁄2، 3⁄2، 5⁄2، ...). كل جسيم دون ذري مرصود هو إما بوزون أو فيرميون. بعضها عبارة عن جسيمات أولية لها دور خاص في فيزياء الجسيمات، يختلف عن دور الفرميونات (التي توصف أحيانًا بأنها مكونات "المادة العادية"). تعمل بعض البوزونات الأولية، مثل الغلوونات كحاملات للقوة، مما يؤدي إلى ظهور قوى بين الجسيمات الأخرى، بينما يساهم بوزون هيغز في ظاهرة الكتلة، وأشهرها الفوتون حامل الضوء. البوزونات الأخرى، التي نسميها الميزونات، هي جسيمات مركبة تتكون من مكونات أصغر. صاغ الاسم البريطاني بول ديراك لإحياء ذكرى مساهمة الفيزيائي الهندي ساتيندرا ناث بوز. عندما كان معيداً في جامعة دكا، البنغال (بنجلاديش)،الذي طور مع ألبرت آينشتاين النظرية التي تميز مثل هذه الجسيمات، والتي تُعرف الآن باسم إحصائيات بوز-آينشتاين.

نظرية الأوتار

 

تهتز الأوتار في فضاءات بأبعاد متعددة، أكثر من ثلاثية

هي في الفيزياء نظرية تحاول دمج الميكانيك الكمومي مع النسبية العامة. تطرح فرضية مفادها أن الكون المادي مصنوع من "أوتار" صغيرة أحادية البعد، بدلاً مما يقوله الميكانيك الكمومي بأنها جسيمات نقطية ذات بعد صفري. وتتصور أن الوتر الذي يخضع لنمط معين من الاهتزاز يتوافق مع جسيم له خصائص محددة مثل الكتلة والشحنة تُحدد من خلال الحالة الاهتزازية للوتر. تقول هذه النظرية أن الجرافيتون المجهول تجريبياً، وهو بوزون الجاذبية، يتوافق مع إحدى الاهتزازات، وهو ذو كتلة معدومة. نظرية الأوتار هي موضوع واسع ومتنوع يحاول معالجة عدد من الأسئلة العميقة في الفيزياء الأساسية. ساهمت نظرية الأوتار بعدد من التطورات في الفيزياء الرياضية، والتي تم تطبيقها على مجموعة متنوعة من المشاكل في فيزياء الثقب الأسود، وعلم الكونيات المبكر للكون، والفيزياء النووية، وفيزياء المادة المكثفة، وحفّزت بذلك عددًا من التطورات الرئيسية في الرياضيات البحتة. ومن المحتمل أن توفر وصفًا موحدًا للجاذبية وفيزياء الجسيمات، وهي مرشحة لنظرية كل شيء، ولكنها لا تزال نظرية رياضياتية بخلفية فيزيائية، تتطور باستمرار.

هنري غورو

 

جنرال فرنسي (1876-1946). شارك في استعمار السودان الفرنسية (مالي الحالية) وموريتانيا والتشاد والمغرب. كما شارك في الحرب العالمية الأولى في شمال بلاده وفي معركة الدردنيل عام 1915 حيث أصيب ذراعه الأيمن مما اضطر الجرّاحين لبترها خوفاً من تمدد الغرغرينا. عاد بعدها إلى المغرب ليتولى قيادة الجيش الرابع. شارك بعدها في معارك الحرب العالمية الأولى في بلاده. سماه كليمنصو (رئيس الحكومة الفرنسية) مندوباً سامياً وقائداً لجيش المشرق الفرنسي عام 1919 ضمن عملية تقاسم المشرق وفق اتفاقية سايكس بيكو، ولكن بدون تحديد مهمته على نحو واضح. كانت هناك نظرتان: إما سوريا الكبيرة، سوريا الحالية ولبنان، أو إقامة دويلات في المنطقة نفسها. مال إلى النظرة الثانية، فأنشأ لبنان بقرار منه عام 1920، وفي العام نفسه احتل جيشه سوريا. حاول تطوير الاقتصاد في المنطقة بأمل أن يسمح ذلك بتنميتها وتبعيتها، لم تمده الحكومة الفرنسية بما يلزمه من المال فاستقال وعاد إلى بلاده حيث سمي حاكماً عسكرياً لمدينة باريس بين عامي 1923 و 1937 وهو وظيفة بروتوكولية.

هاشم الأتاسي

 

سياسي سوري (1875-1960). درس في الأكاديمية الملوكية في إستانبول وتخرج منها عام 1895. عمل موظفاً مع الدولة العثمانية وكان حاكماً لحماه وبعلبك وحيفا. أصبح رئيس أول حكومة سورية مع فيصل عام 1918 حتى عام 1920 مع استيلاء فرنسا على سوريا. أسس الكتلة الوطنية عام 1927 مطالباً بالاستقلال عبر الدبلوماسية. انتخب عام 1928 رئيساً للجمعية التأسيسية التي كان عليها صياغة أول دستور سوري. حل الفرنسيون الجمعية عام 1930 وسجن الأتاسي لأشهر في جزيرة أرواد السورية. أصبح أول رئيس للجمهورية السورية عام 1936 بعد معاهدة مع الفرنسيين على استقلال سورية، ولم يصادق عليها البرلمان الفرنسي فاستقال عام 1939. ساند انتخاب القوتلي عام 1943. عاصر الانقلابات السورية الأولى في خمسينيات القرن الماضي وشغل منصب رئاسة الوزراء في بعض فتراتها، وحاول إعادة الحياة السياسية المدنية وإبعاد الجيش عن السياسة دون نجاح. كان ضد الحركات اليسارية وبرنامج عبد الناصر الاشتراكي ولم يكن من أنصاره في دعواته الإيديولوجية لنقص خبرته السياسية. توفي في حمص أثناء الوحدة السورية المصرية.

شكري القوتلي

 

سياسي سوري (1889-1967)، انتسب إلى حزب الفرات معارضاً للوجود العثماني فأودع السجن. شارك في حكومة فيصل عام 1918. لجأ إلى مصر عام 1920 بعد الانتداب الفرنسي. عاد إلى سوريا عام 1924. انتسب إلى الكتلة الوطنية. شارك في الثورة السورية 1925-1927. نفي عام 1927، ثم عاد بموجب عفو عام في عام 1931. وكان آنذاك مساعداً وتلميذاً للرئيس السوري هاشم الأتاسي. الذي استقال من منصب رئيس الجمهورية عام 1939، معارضاً للسلطات الفرنسية. فاز بانتخابات عام 1943 كمرشح للكتلة الوطنية. كان همه الأول هو توقيع معاهدة مع فرنسا بحيث يغادر الجنود الفرنسيون والبريطانيون سوريا وهو ما تم في عام 1946. عقب هزيمة 1948، أطيح به في انقلاب قاده العقيد حسني الزعيم عام 1949، ونفي إلى مصر. عانت سوريا من سلسلة من الانقلابات حتى عام 1955. وأعيد انتخابه على رأس الحزب الوطني (خليفة الكتلة الوطنية)، رئيسا للجمهورية. اتحدت سوريا مع مصر عام 1958، وبعد خلاف مع عبد الناصر عام 1959، أُجبر مرة أخرى على النفي.

جائزة نوبل في الأدب لعام 1963

 

فاز بها الشاعر اليوناني جورج سيفريس (1900-1971) Séferis "لأشعاره الغنائية الاستثنائية، المستوحاة من شعور عميق بالهيلينية". كان يعرّف نفسه بأنه "ليس يونانيًا بل هيليني" مؤكداً بذلك انتمائه إلى "التي هي ليست مجرد دولة البلقان الصغيرة المتواضعة فحسب، بل هي المساحة الروحية الهائلة للهيلينية الكبرى في استمراريتها المتواصلة لأكثر من خمسة وعشرين قرنًا. وهو من طرف آخر من مواليد أزمير التي كانت جزءاً من الإمبراطورية الهيلينية. استخدم دائماً معجم الأدب الشفهي الشعبي أو الكلام اليومي لعامة الناس، والذي يستمد منه الجمال واللون والانسجام. توضع هذه المفردات في خدمة جمعيات الانطباعات الحسية والصور التعبيرية للاستحضار، على سبيل المثال، “ابتسامة البحر” أو “البحر الزجاجي المتفتت” أو حفيف الأمواج: “مثل صوت البحر البشري”. الليل على الحصى». أما صوره فكانت صور مقارنة ذات قوة استحضارية كبيرة، كما في عبارات “عناق الضباب الصامت” أو “خميرة المرارة” أو “على هامش الحلم”. في قصيدة "الصهريج"، يستحضر عنف الريح قائلاً: "ومرة أخرى تشد هذه الريح ...على أعصابنا شفرة حادة».

جائزة نوبل في الطب لعام 1963

 

فاز بها عالم الفيزيولوجيا العصبية الأسترالي جون كارو إكليس (1903-1997) Eccles ، وعالم الفيزيولوجيا الحيوية البريطاني لويد هودجكين (1914- 1998) Hodgkin، مع عالم الفيزيولوجيا الحيوية البريطاني أندرو فيلدنج هكسلي (1917- 2012) Huxley. عمل الثلاثة في مجال العصبونات (الخلايا العصبية) الدماغية وبينوا عمل المشابك (نقاط الاتصال) في نقل الإشارات بين العصبونات داخل الدماغ البشري، وهو ما افتتحه الأسترالي. درس الأول في جامعة أكسفورد وعمل بعدها في بلاده ونيوزيلاندا. قادته اكتشافاته العلمية ودلالاتها الفلسفية في نهاية حياته المهنية إلى العمل التأملي في مجال فلسفة العلم ومشكلة العقل والجسد. شارك عام 1977، في تأليف كتاب الذات وعقلها مع الفيلسوف كارل بوبر. أما البريطانيان فعملا معاً في جامعة كامبردج في موضوع نقل الإشارات داخل الدماغ بين الخلايا العصبونية مبرزين وجود إشارات كهربائية ودور الأيونات التي تقوم بإثارة أو تثبيط العصبونات، وافترضا وجود قنوات أيونية، وهو ما لم يكن من الممكن تأكيده تجريبيًا إلا بعد عدة عقود.

العوالم المتعددة

 

تصور لكونين توأمين ناشئين عن الانفجار الكبير الأول

نشأت الفكرة من عجز الميكانيك الكمومي والنسبية العامة عن تقديم تفسير موحد لما هو صغير جداً وكبير في كوننا الذي نعرفه. فنشأت نظريات عدة عن عوالم متعددة تُوجز في أربع أشكال: الأول أنه يمكن تصور العديد من الأكوان داخل كوننا الفريد، التي ليس لدينا معرفة بها لأنها تتجاوز أفقنا الكوني، والذي يتوافق مع الحد الذي لا يمكن استقبال أي إشارة بعده، مهما كانت طبيعتها؛ وبسبب الطبيعة المحدودة لسرعة الضوء وتوسع الكون. ولهذه الأكوان القوانين الفيزيائية الداخلية نفسها. المستوى الثاني يرتبط بما نسميه الانفجار الكبير، وتضخم الكون المستمر الذي تباطأ في أماكن مختلفة، مما أدى إلى ظهور أكوان متعددة. سيكون لكل منها قوانين فيزيائية مختلفة. يشببها البعض بوجود حساء ساخنة تشكل كل فقاعة كوناً مختلفاً. المستوى الثالث المسمى بكون إيفريت (عالم فلكي أمريكي) القائل بتشعب الكون الأول إلى كونين ثم أخرى وهكذا بما شكل أكواناً عديدة بتوافق مع نظريات الميكانيك الكمومي. ورابعاً هناك الأكوان المتعددة من أصل رياضياتي بدون أن يكون لها مادة صلبة وإنما هي محددة بعلاقات رياضياتية. لم يجر التحقق من أي من هذه النظريات بالرغم من قبول علماء الفلك لفكرة تعدد الأكوان.

جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1962

 

فاز بها كل من عالم الأحياء البريطاني النمساوي المولد ماكس فرديناند بيروتز (1914-2002) مع عالم الأحياء الكيميائية البريطاني جون كيندرو (1917-1997) وذلك لدراساتهما بنية الهيموغلوبين والميوغلوبين نتيجة عملهما في مختبر كافنديش لدراسة بنية البروتينات المحتوية على الهيم (Heme الجزيء المبدئي للهيموغلوبين. الهيموغلوبين هو بروتين يحتوي على الحديد يُسهّل نقل الأكسجين في خلايا الدم الحمراء إلى أنسجة الجسم الأخرى. تحتوي عليه جميع الفقاريات تقريباً باستثناء عائلة الأسماك وكذلك أنسجة بعض الحيوانات اللافقارية. يشابه الميوغلوبين الهيموغلوبين بارتباطه بالحديد والأكسجين وله قدرة أعلى على الارتباط بالأكسجين. فاز بيروتز بالميدالية الملكية للجمعية الملكية في عام 1971 وميدالية كوبلي في عام 1979. وفي كامبريدج أسس وترأس بين عام 1962 وعام 1979 مختبر البيولوجيا الجزيئية الذي فاز بأربعة عشر من علمائه بجوائز نوبل. أما كيندرو فأصبح في عام 1963، أحد مؤسسي المنظمة الأوروبية للبيولوجيا الجزيئية. كما أسس مجلة البيولوجيا الجزيئية وكان لسنوات عديدة رئيس تحريرها. نجح في إقناع الحكومات بإنشاء المختبر الأوروبي للبيولوجيا الجزيئية (EMBL) في هايدلبرغ وأصبح أول مدير له.

الحقول الكمومية

 

الزمكان هو فراغ النسبية العامة والخاصة. وهذا الفراغ تملؤه الحقول الكمومية. وهي حقول بالجمع يقابل كل منها نوع من الجسيمات الكمومية، مثل الفوتون (البوزونات) والإلكترون والبروتون وما إلى ذلك. وكلمة حقل مستمدة من الفيزياء التقليدية، فهناك الحقل الكهربائي والحقل المغناطيسي وحقل الجاذبية والحقل الحراري وغير ذلك. ولو نظرنا في الحقل الحراري في حيّز معروف كالغرفة مثلاً. ففي كل نقطة من الغرفة يكون لدرجة الحرارة قيمة ما. ولو أشعلنا شمعة في هذه الغرفة لتغيرت قيمة درجة الحرارة حول الشمعة ولتغيرت قيمة الحقل عندها. ومن تغير قيمة الحقل فجأة نعرف بظهور مصدر للحرارة أو اختفائه حتى لو لم نره. وفي الوسط الكهرطيسي المستقر في منطقة من الفضاء، يظهر اضطراب فيه بمجرد عبور فوتون، ومن رصد هذا الاضطراب نعرف بمرور فوتون. وكذلك في حالة الحقل الكهربائي الذي سيعرف اضطراباً بمجرد مرور إلكترون أو بروتون فيه. وهكذا الأمر بالنسبة لباقي الجسيمات الذرية. وحول هذه الحقول نشأت نظريات الحقول الكمومية التي لاقت نجاحاً في تفسير الكثير من الظواهر الفيزيائية، الكمومية وغيرها.