شكري القوتلي

 

سياسي سوري (1889-1967)، انتسب إلى حزب الفرات معارضاً للوجود العثماني فأودع السجن. شارك في حكومة فيصل عام 1918. لجأ إلى مصر عام 1920 بعد الانتداب الفرنسي. عاد إلى سوريا عام 1924. انتسب إلى الكتلة الوطنية. شارك في الثورة السورية 1925-1927. نفي عام 1927، ثم عاد بموجب عفو عام في عام 1931. وكان آنذاك مساعداً وتلميذاً للرئيس السوري هاشم الأتاسي. الذي استقال من منصب رئيس الجمهورية عام 1939، معارضاً للسلطات الفرنسية. فاز بانتخابات عام 1943 كمرشح للكتلة الوطنية. كان همه الأول هو توقيع معاهدة مع فرنسا بحيث يغادر الجنود الفرنسيون والبريطانيون سوريا وهو ما تم في عام 1946. عقب هزيمة 1948، أطيح به في انقلاب قاده العقيد حسني الزعيم عام 1949، ونفي إلى مصر. عانت سوريا من سلسلة من الانقلابات حتى عام 1955. وأعيد انتخابه على رأس الحزب الوطني (خليفة الكتلة الوطنية)، رئيسا للجمهورية. اتحدت سوريا مع مصر عام 1958، وبعد خلاف مع عبد الناصر عام 1959، أُجبر مرة أخرى على النفي.

جائزة نوبل في الأدب لعام 1963

 

فاز بها الشاعر اليوناني جورج سيفريس (1900-1971) Séferis "لأشعاره الغنائية الاستثنائية، المستوحاة من شعور عميق بالهيلينية". كان يعرّف نفسه بأنه "ليس يونانيًا بل هيليني" مؤكداً بذلك انتمائه إلى "التي هي ليست مجرد دولة البلقان الصغيرة المتواضعة فحسب، بل هي المساحة الروحية الهائلة للهيلينية الكبرى في استمراريتها المتواصلة لأكثر من خمسة وعشرين قرنًا. وهو من طرف آخر من مواليد أزمير التي كانت جزءاً من الإمبراطورية الهيلينية. استخدم دائماً معجم الأدب الشفهي الشعبي أو الكلام اليومي لعامة الناس، والذي يستمد منه الجمال واللون والانسجام. توضع هذه المفردات في خدمة جمعيات الانطباعات الحسية والصور التعبيرية للاستحضار، على سبيل المثال، “ابتسامة البحر” أو “البحر الزجاجي المتفتت” أو حفيف الأمواج: “مثل صوت البحر البشري”. الليل على الحصى». أما صوره فكانت صور مقارنة ذات قوة استحضارية كبيرة، كما في عبارات “عناق الضباب الصامت” أو “خميرة المرارة” أو “على هامش الحلم”. في قصيدة "الصهريج"، يستحضر عنف الريح قائلاً: "ومرة أخرى تشد هذه الريح ...على أعصابنا شفرة حادة».

جائزة نوبل في الطب لعام 1963

 

فاز بها عالم الفيزيولوجيا العصبية الأسترالي جون كارو إكليس (1903-1997) Eccles ، وعالم الفيزيولوجيا الحيوية البريطاني لويد هودجكين (1914- 1998) Hodgkin، مع عالم الفيزيولوجيا الحيوية البريطاني أندرو فيلدنج هكسلي (1917- 2012) Huxley. عمل الثلاثة في مجال العصبونات (الخلايا العصبية) الدماغية وبينوا عمل المشابك (نقاط الاتصال) في نقل الإشارات بين العصبونات داخل الدماغ البشري، وهو ما افتتحه الأسترالي. درس الأول في جامعة أكسفورد وعمل بعدها في بلاده ونيوزيلاندا. قادته اكتشافاته العلمية ودلالاتها الفلسفية في نهاية حياته المهنية إلى العمل التأملي في مجال فلسفة العلم ومشكلة العقل والجسد. شارك عام 1977، في تأليف كتاب الذات وعقلها مع الفيلسوف كارل بوبر. أما البريطانيان فعملا معاً في جامعة كامبردج في موضوع نقل الإشارات داخل الدماغ بين الخلايا العصبونية مبرزين وجود إشارات كهربائية ودور الأيونات التي تقوم بإثارة أو تثبيط العصبونات، وافترضا وجود قنوات أيونية، وهو ما لم يكن من الممكن تأكيده تجريبيًا إلا بعد عدة عقود.

العوالم المتعددة

 

تصور لكونين توأمين ناشئين عن الانفجار الكبير الأول

نشأت الفكرة من عجز الميكانيك الكمومي والنسبية العامة عن تقديم تفسير موحد لما هو صغير جداً وكبير في كوننا الذي نعرفه. فنشأت نظريات عدة عن عوالم متعددة تُوجز في أربع أشكال: الأول أنه يمكن تصور العديد من الأكوان داخل كوننا الفريد، التي ليس لدينا معرفة بها لأنها تتجاوز أفقنا الكوني، والذي يتوافق مع الحد الذي لا يمكن استقبال أي إشارة بعده، مهما كانت طبيعتها؛ وبسبب الطبيعة المحدودة لسرعة الضوء وتوسع الكون. ولهذه الأكوان القوانين الفيزيائية الداخلية نفسها. المستوى الثاني يرتبط بما نسميه الانفجار الكبير، وتضخم الكون المستمر الذي تباطأ في أماكن مختلفة، مما أدى إلى ظهور أكوان متعددة. سيكون لكل منها قوانين فيزيائية مختلفة. يشببها البعض بوجود حساء ساخنة تشكل كل فقاعة كوناً مختلفاً. المستوى الثالث المسمى بكون إيفريت (عالم فلكي أمريكي) القائل بتشعب الكون الأول إلى كونين ثم أخرى وهكذا بما شكل أكواناً عديدة بتوافق مع نظريات الميكانيك الكمومي. ورابعاً هناك الأكوان المتعددة من أصل رياضياتي بدون أن يكون لها مادة صلبة وإنما هي محددة بعلاقات رياضياتية. لم يجر التحقق من أي من هذه النظريات بالرغم من قبول علماء الفلك لفكرة تعدد الأكوان.

جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1962

 

فاز بها كل من عالم الأحياء البريطاني النمساوي المولد ماكس فرديناند بيروتز (1914-2002) مع عالم الأحياء الكيميائية البريطاني جون كيندرو (1917-1997) وذلك لدراساتهما بنية الهيموغلوبين والميوغلوبين نتيجة عملهما في مختبر كافنديش لدراسة بنية البروتينات المحتوية على الهيم (Heme الجزيء المبدئي للهيموغلوبين. الهيموغلوبين هو بروتين يحتوي على الحديد يُسهّل نقل الأكسجين في خلايا الدم الحمراء إلى أنسجة الجسم الأخرى. تحتوي عليه جميع الفقاريات تقريباً باستثناء عائلة الأسماك وكذلك أنسجة بعض الحيوانات اللافقارية. يشابه الميوغلوبين الهيموغلوبين بارتباطه بالحديد والأكسجين وله قدرة أعلى على الارتباط بالأكسجين. فاز بيروتز بالميدالية الملكية للجمعية الملكية في عام 1971 وميدالية كوبلي في عام 1979. وفي كامبريدج أسس وترأس بين عام 1962 وعام 1979 مختبر البيولوجيا الجزيئية الذي فاز بأربعة عشر من علمائه بجوائز نوبل. أما كيندرو فأصبح في عام 1963، أحد مؤسسي المنظمة الأوروبية للبيولوجيا الجزيئية. كما أسس مجلة البيولوجيا الجزيئية وكان لسنوات عديدة رئيس تحريرها. نجح في إقناع الحكومات بإنشاء المختبر الأوروبي للبيولوجيا الجزيئية (EMBL) في هايدلبرغ وأصبح أول مدير له.

الحقول الكمومية

 

الزمكان هو فراغ النسبية العامة والخاصة. وهذا الفراغ تملؤه الحقول الكمومية. وهي حقول بالجمع يقابل كل منها نوع من الجسيمات الكمومية، مثل الفوتون (البوزونات) والإلكترون والبروتون وما إلى ذلك. وكلمة حقل مستمدة من الفيزياء التقليدية، فهناك الحقل الكهربائي والحقل المغناطيسي وحقل الجاذبية والحقل الحراري وغير ذلك. ولو نظرنا في الحقل الحراري في حيّز معروف كالغرفة مثلاً. ففي كل نقطة من الغرفة يكون لدرجة الحرارة قيمة ما. ولو أشعلنا شمعة في هذه الغرفة لتغيرت قيمة درجة الحرارة حول الشمعة ولتغيرت قيمة الحقل عندها. ومن تغير قيمة الحقل فجأة نعرف بظهور مصدر للحرارة أو اختفائه حتى لو لم نره. وفي الوسط الكهرطيسي المستقر في منطقة من الفضاء، يظهر اضطراب فيه بمجرد عبور فوتون، ومن رصد هذا الاضطراب نعرف بمرور فوتون. وكذلك في حالة الحقل الكهربائي الذي سيعرف اضطراباً بمجرد مرور إلكترون أو بروتون فيه. وهكذا الأمر بالنسبة لباقي الجسيمات الذرية. وحول هذه الحقول نشأت نظريات الحقول الكمومية التي لاقت نجاحاً في تفسير الكثير من الظواهر الفيزيائية، الكمومية وغيرها.

الحوريون

 

شعب سكن آسيا الصغرى في بداية الألفية الثانية قبل الميلاد. لا يُعرف أصلهم ولكن المعلومات المتوفرة إلى الآن تشير إلى أنهم قدموا إلى كردستان ومنطقة ما بين النهرين وجبال زغاروس من القوقاز. ذكرتهم رُقُم إبلة عند قدومهم إلى المنطقة في نهاية الألف الثالث قبل الميلاد. عنهم انبثقت عدة ممالك أهمها مملكة الميتانيين في مثلث الخابور. هددوا الملوك الأكاديين والعائلة الثالثة لمملكة أور. انتشروا في المنطقة الواقعة شمال سوريا الحالية، وأصبحوا الإثنية الطاغية بعد سقوط العموريين. وبنتيجة توسعهم واجهتهم قوى ذاك الزمان من حثيين وفراعنة وآشوريين، الذين بعد دحرهم للميتانيين أجهزوا على بقايا الحوريين. ومن المحتمل أن آخر سلالات الحثيين في القرن الثالث عشر قبل الميلاد تنتسب إليهم. كان أول ذكر لهم كأصحاب مملكة في رسائل تل العمارنة أيام الفرعون أمنحوتب الثالث (1417-1379 ق.م). من آلهتهم بعض آلهة المنطقة التي ظهروا فيها إضافة إلى آلهة من أصل هندي. لغتهم من اللغات الهندية الأوروبية.

معدل ضربات القلب

 

تأثير الجملة العصبية، من بين مؤثرات أخرى، في معدل نبض القلب

هو عدد نبضات القلب في الدقيقة. غالباً ما يخلط بينه وبين إيقاع ضربات القلب أو ما نسميه النبض الذي يسمعه الطبيب. فالنبض هو مفهوم نوعي يحدد الطريقة التي تتابع بها النبضات بعضها بعد بعض، وهي ألآلية الكامنة وراء انقباض البطينين، وهو ما يمكن إدراكه عن طريق لمس الشريان النابض، مما يجعل من الممكن تقييم معدل نبضات القلب، والحصول أيضاً على معلومات أخرى  مثل التشخيص. يكون معدل ضربات القلب متفاوتاً للغاية بحسب الكائنات الحيّة. فهو لدى الحوت أقل من 20 نبضة في الدقيقة؛ ويبلغ عند البشر نحو 70 نبضة في الدقيقة؛ وهو عند الفئران 500 إلى 600 نبضة في الدقيقة. يمكن أن تتسبب العديد من الحالات تسريعه أو إبطاءه. قياسه هو أداة تشخيصية مهمة للغاية. يختلف أثناء الراحة والجهد، ويتباطأ مع تقدم العمر. وهو ليس ثابتاً أثناء الراحة على مدار اليوم بسبب الدورات البيولوجية المختلفة. ويبلغ حده الأقصى عند الظهر. الهضم أو الحرارة أو البرودة تسبب زيادة في معدل ضربات القلب.

ووك

أو الوكية، وهو مصطلح مشتق من كلمة woke الإنكليزية بمعنى "استيقظ" أو أو "انتبه" أو "اصحَ". استخدم المصطلح في الأصل كصفة مشتقة من الإنكليزية العامية الأمريكية الأفريقية للإشارة إلى "التنبيه للتحيز العنصري والتمييز" وذلك منذ ثلاثينيات القرن الماضي. وبمرور الوقت، أصبح مرتبطاً على نحو متزايد بأمور تتجاوز العرق مثل الجنس والهويات التي يُنظر إليها على أنها مهمشة. أصبح من العقد الأول للقرن الحالي يشمل وعيا أوسع بعدم المساواة الاجتماعية مثل الظلم العنصري والتمييز الجنسي وإنكار حقوق المثليين. انتشرت هذه العبارة من قبل نشطاء حركة "حياة السود مهمة" الذين يسعون إلى رفع مستوى الوعي حول إطلاق الشرطة النار على الأمريكيين من أصل أفريقي. تم استخدام "ووك" أيضاً كاختصار لبعض أفكار اليسار الأمريكي التي تتضمن سياسات الهوية والعدالة الاجتماعية، مثل الامتياز الأبيض وتعويضات العبودية في الولايات المتحدة. بحلول عام 2020، أخذ اليمين والوسط السياسيان والبعض في الدول الغربية في استخدام المصطلح باعتباره تحقيراً لمختلف الحركات والأيديولوجيات اليسارية والتقدمية. اعتبره بعض المعلقين مصطلحاً مسيئاً ينتقص ممن يروجون للأفكار التقدمية المتعلقة بالهوية والعرق.

الثابتة الكونية cosmological constant

 

هي ثابتة أضافها آينشتاين إلى معادلات الحقول الخاصة بالنسبية العامة عام 1917 وذلك لإضفاء ثباتية الكون كما كان الكثيرون يظنون وقتها، لهذه الثابتة أن تجعل الكون على حاله لا يتمدد ولا يتقلص، ولكن تم التراجع عنها مع ثلاثينيات القرن الماضي وأعمال لوميتر وهابل اللذان بينا أن الكون في حالة تمدد دائمة. ندم آينشتاين وقتها على إضافتها بعد سنتين من إشهار معادلته عام 1915، لكن الفيزيائيين عادوا منذ تسعينيات القرن الماضي إليها لتفسيرها بعلاقة مع كثافة الطاقة في الفراغ، أو ما يسمى بطاقة الخلاء، وذلك بعلاقة مع الطاقة السوداء (سوداء بمعنى مجهولة ولا دليل على وجودها) التي يضمن وجودها استقرار الكون. جاء إعادتها للاعتبار مع اكتشاف عام 1998 أن توسع الكون متسارع وليس ثابتاً كما اعتقد في ثلاثينيات القرن الماضي. وعند إعمال هذه الثابتة في خلاء الميكانيك الكمومي تظهر فروقاً كبيرة بين الحساب والتجربة مما أطلق عليه "أسوأ توقع نظري في تاريخ الفيزياء". يقولون بأن فهم الخلاء سيقود إلى فهم الطبيعة.

معادلة شرودنغر

 

هي معادلة تصف احتمال وجود جسيم من جسيمات الذرة في موضع ما داخل الذرة. وعندما نقول احتمال فهذا يعني إمكانية وجود الجسيم في هذا المكان أو ذاك داخل الذرة. وهذا على غير ما نعرف في العالم الملموس، حيث لكل جسم موضع محدد يمكن معرفة إحداثياته، وإن تحرك فيدخل الزمن كمتغير إضافي في تحديد الموضع. أما في العالم الجسيمي داخل الذرة فالأمر يرتبط بمربع طويلة تابع نسميه تابع الموجة. وتابع الموجة هذا يخص كل جسيم من جسيمات الذرة بعلاقة مع كتلة هذا الجسيم. وهذه العلاقة تحددها معادلة شرودنغر، وهي معادلة تفاضلية جزئية، حلها يعطي تابع الموجة لأي جسيم من جسيمات الذرة. ومن تابع الموجة هذا يمكن أن نستنتج احتمال وجود جسيم في موضع ما داخل الذرة عن طريق حساب مربع قيمته المطلقة أو طويلته كما يقال في الرياضيات. مجموع مربعات هذه الطويلة (ما يسمى بتكامل الطويلة) يساوي الواحد، وهذا أمر طبيعي لأنه يعني أن الجسيم موضوع الدراسة هو في مكان ما داخل الذرة حُكماً.

الزمكان

 

وجود أجسام في الزمكان مثل الأرض أو الشمس تسبب تحدبه

هو جمع لكلمتي الزمان والمكان باعتبارهما فضاءً تصير فيه الأحداث. وهو من ثمّ فراغ بأربعة أبعاد، الأمر الذي يصعب علينا تخيله. لكل حدث فيه موضع بداية وموضع نهاية، والمسار بين الموضعين هو تاريخ الحدث، والمسافة بينهما هي المدة التي استغرقها الحدث. ومن ثم فلكل حدث فترته الزمنية أو زمنه الخاص به. الضوء المنبعث من الشمس يستغرق نحو ثمان دقائق بحسب زمننا الخاص بنا، ولكنه يستغرق صفر ثانية بالنسبة للفوتون الحامل للضوء والقادم إلينا من الشمس لأنه يسير بأقصى سرعة ممكنة. وأما نحن فنشعر بأن لنا الزمن الخاص نفسه وذلك لضآلة السرعة التي نتحرك بها ونشعر بأن لكل منا الزمن الخاص نفسه. أما المكان فهو موجود بمحتواه من طاقة ومادة، ولا يكون مكان إلا بوجود أحدهما على الأقل. ومن هنا تأتي نسبية الزمان والمكان كما جاء في نظرية النسبية العامة لآينشتاين. وفي هذا مخالفة لما قال به نيوتن من أن الزمن مطلق (أي أنه هو نفسه في كل الأحداث)، والمكان أيضاً الذي لا يتطلب بالضرورة احتوائه على أي شيء.

مبدأ عدم اليقين (الزوغان)

 

في الأعلى كمية الحركة معروفة وليس الموضع
، في الوسط كلاهما معروف لدرجة معينة،
 في الأسفل الموضع معروف وليس كمية الحركة.

المعروف أيضاً باسم مبدأ عدم التحديد لهايزنبرغ الذي صاغه عام 1927. هو مفهوم أساسي في الميكانيك الكمومي. ينص على أن هناك حداً للدقة التي يمكن من خلالها معرفة أزواج معينة من الخصائص الفيزيائية، مثل الموضع والسرعة (أو كمية الحركة) في آن واحد. بمعنى آخر، فكلما قيست خاصيّة واحدة بدقة أكبر، قلّت دقة معرفة الخاصيّة الأخرى. يصاغ ذلك بمتراجحة رياضية تؤكد وجود حد أساسي لدقة ناتج جداء بعض أزواج القياسات المرتبطة في منظومة كمومية، وأن هذا الناتج هو أكبر من مقدار صغير جداً مرتبط بثابتة بلانك. وهذا المبدأ متأصّل في خصائص جميع الأنظمة الشبيهة بالموجية، وأنه ينشأ في الميكانيك الكمومي ببساطة بسبب الطبيعة الموجية للمادة لجميع الجسيمات الكمومية، ومن ثم فهو مبدأ أساسي في الميكانيك الكمومي. هذا المفهوم غير موجود في حالة الأجسام العادية التي يمكن تحديد موضعها وسرعتها بدقة في آن واحد.

غيلان الدمشقي

 

جاء أبوه من مصر وكان من موالي عثمان بن عفان. سكن دمشق واتخذ منها اسمه. لا يُعرف تاريخ ميلاده، أما وفاته فهي على الأغلب عام 723 ميلادية، أيام الخليفة هشام بن عبد الملك الذي انتقم منه لتشدده في طلب إرجاع الفضة إلى أصحابها أيام عمر بن عبد العزيز ولموقفه القدري الذي كان يُكنى به (غيلان القدري)، فطلب منه الخليفة هشام مد يده ليقطعها مختبراً حرية اختياره ففعل غيلان وقطعها هشام وكذلك قطع قدمه، ثم أمر بصلبه على باب كيسان الدمشقي. كان كاتباً بليغاً فيما روت الأخبار، ولم يبق من كتبه اليوم شيئاً. وهو ثاني من تكلم في القدر ودعا إليه من المسلمين المعروفين بعد "مَعبَد الجُهني"، وهو يقول بالقدر في خيره وشره، وفي حرية قرار الإنسان وبأن الإنسان مُخيّر غير مُجبر، وبذلك يكون العقاب الإلهي مفهوماً. وقال بأحقية كل عاقل قائم بالكتاب والسنة في الحكم، أكان من قريش أو لا، وهو ما قالت به الخوارج من قبله.

حركة "ميتو"

 

MeToo (أو حركة Me Too ، بمعنى "وأنا أيضاً"). هي حركة اجتماعية تشجع النساء على التحدث علناً، بهدف التعريف بأن الاغتصاب والاعتداء الجنسي أكثر شيوعاً مما يُظنّ في كثير من الأحيان، ولتمكين الضحايا من التعبير عن أنفسهم على الإنترنت. بدأت عام 2007، من قبل تارانا بيرك، وهي عاملة اجتماعية أمريكية من أصل أفريقي، لإدانة العنف الجنسي، وخاصة ضد الأقليات. لكنها أصبحت معروفة خصوصاً منذ نهاية 2017. لا تقتصر على مجرد إدانة المعتدين جنسياً، وإنما تأخذ بالاعتبار أيضاً مسائل العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي عموماً، وكذلك هي وسيلة بديلة للمطالبة بحقوق المرأة ورفض التمييز على أساس الجنس، فضلاً عن مطالبتها بضرورة اعتماد إصلاحات فيما يتعلق ببعض السياسات والقوانين. أثارت الحركة، المدعومة في المقام الأول من وسائل الإعلام الغربية، الوعي حول احترام حقوق المرأة وعلى وجه التحديد حول الطبيعة غير المقبولة للعنف الجنسي والتحرش الجنسي. أصبحت الحركة معروفة في كثير من دول العالم بأسماء مختلفة أحياناً.

الزمرد

 

هو معدن من مجموعة السيليكات. يأتي لونه الأخضر من آثار الكروم والفاناديوم وأحيانا الحديد. يُعدّ، إلى جانب الألماس والياقوت الأزرق والياقوت الأحمر، أحد الأحجار الكريمة الأربعة المصنفة على أنها أحجار كريمة. حتى بداية القرن العشرين، كان يُطلق على حجر مختلف تماماً أيضاً اسم "الزمرد الشرقي": أكسيد الألمونيوم الأخضر، الذي يشبه تركيبه تركيب الياقوت الأزرق والياقوت الأحمر. الكلمة من الفارسية بمعنى "قلب الحجر". ذُكر وجوده في بابل في الألف الثاني قبل الميلاد، حيث استخدم كعملة. وفي مصر القديمة، بالقرب من البحر الأحمر، كانت توجد مناجم الزمرد، والتي كانت تُصنع منها المجوهرات لعظماء الإمبراطورية. ذكر مؤرخون مثل هيرودوت وجوده، ووصفوا أحيانًا تماثيل وأعمدة أو مسلات منحوتة منه، ولكنها لم تكن زمردًا حقيقياً. قيل إن الإمبراطور نيرون استخدمه كأداة بصرية لتصحيح قصر نظره أثناء مشاهدته للمصارعة. اكتشفت في الهند عام 1695 زمردة “المغول العظيم” التي تزن 217.80 قيراطًا، ويبلغ طولها نحو 10 سم. حُفرت عليها نقوش دينية. مجهولة المكان حالياً بعد بيعها سراً.

كوانون QAnon

 

هي حركة يمينية متطرفة في الولايات المتحدة، تجمع مروجي نظريات المؤامرة التي بموجبها تجري مثلاً حرب سرية بين دونالد ترامب والنخب الراسخة في الحكومة (الدولة العميقة)، والدوائر المالية والإعلامية، الذين يرتكبون جرائم استغلال الأطفال وأكل لحوم البشر والأعمال الشيطانية. ترسل منشورات على الإنترنت وغيرها بالاسم المستعار Q. وهم من دعوا ترامب للاحتفاظ بالسلطة بتفعيل الأحكام العرفية. بلغت ذروة أفعالها باقتحامهم لمبنى الكابيتول. بدأت بمجرد كذبة، وفي غضون سنوات قليلة، أصبحت حركة طائفية تضم شخصيات مثل دونالد ترامب، وأيضاً بوريس جونسون ممن يؤمنون بمسيح الزمن الأخير. وفقاً لمسح أجراه معهد أبحاث الدين العامّ عام 2021، "يعتقد 15٪ من الأمريكيين أن أدوات السلطة تسيطر عليها عصابة من عبدة الشيطان الذين يستغلون الأطفال جنسياً". اكتسب قوة جذب بفضل وكالة أبحاث الإنترنت الروسية التي تروج لها على نطاق واسع على الشبكات التواصل الاجتماعي. دعت مذكرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي إلى مراقبة الحركة كمصدر محتمل للإرهاب الداخلي. أخذت حالياً في الانتشار في بعض بلدان العالم الغربي.

العاج

 

سيدة القلنسوة المنحوتة من العاج في العصر الحجري الوسيط الأعلى

مادة صلبة بيضاء غير شفافة، وهي المادة الرئيسية لأسنان وأنياب حيوانات مثل الفيل أو فرس النهر أو الكركدن أو حوت العنبر أو الخنزير. ومن المتعارف عليه عالمياً أن كلمة "العاج" تخص عاج الفيل أو الماموث. استخدمه الإنسان منذ عصور ما قبل التاريخ، إذ قام  بقطعه ونحته. تجارته راسخة وواسعة الانتشار. التركيب الكيميائي لأسنان وأنياب هده الثدييات هو نفسه بغض النظر عن مصدره. يتكون من عاج الأسنان وينتج عن تمعدنه بواسطة الخلايا السنية (الخلايا الموجودة في اللب). من خصائص أنياب الفيل، مقارنة بمعظم أسنان الثدييات الأخرى، أنها لا تحتوي على المينا المحيطة بالتاج السني. يمكن عموماً مقارنة بنيته ببنية الخشب: فهو ينكمش أثناء جفافه، ويمكن أن ينتفخ أيضاً في بيئة رطبة؛ وعند جفافه يكون هشًا على طول الألياف. يمكن رؤية التمعدن التدريجي مباشرة على مقطع من الناب، مثل الأطواق متحدة المركز لجذوع الأشجار، وملاحظة مراحل تكوين العاج على الدوائر متحدة المركز المحيطة بالنواة المركزية واستنتاج عمر الفيل.

كنيسة القيامة

 

أو كنيسة "القيامة المقدسة" للمسيحيين الشرقيين. تقع في الحي المسيحي في القدس القديمة. لها مكانة هامة عند المسيحيين الكاثوليك والأرثوذكس، وهي أحد مقاعد بطريركية الأرمن. بدأ الحج إليها منذ القرن الرابع. يزيد عدد حجاجها منذ بداية القرن الحادي والعشرين عن مليون حاج سنويًا. أقيمت، وفقاً لما هو شائع، في مكان الصلب (الجلجثة)، وكذلك المغارة التي وضع فيها جسد المسيح بعد موته. بدأ بتشييدها الإمبراطور الروماني قسطنطين بين عامي 325 و 326 على تلة يتراوح بين 710 و780 متراً، وذلك في المكان الذي قيل إن والدته هيلانة وجدت الصليب الأصلي للمسيح. وبحسب الروايات الشعبية فإن المكان نفسه هو المكان الذي دفنت فيه جمجمة آدم، وأن المسيح عند قيامه (ومنه اسمها) بعد ثلاثة أيام من الصلب عفا عن خطيئة آدم الأولى حاملاً بذلك السلام إلى البشرية. وصفها أحد الحجاج في عام 333: "لقد تم الآن، بأمر من الإمبراطور قسطنطين، بناء بازيليك، أي كنيسة ذات جمال رائع، على جوانبها خزانات لسحب المياه وبركة في الخلف. حيث يتم تعميد الأطفال الصغار.

الجلجثة أو الجلجلة

 

وهي صخرة في شمال مدينة القدس القديمة، صُلب عندها المسيح بحسب الأناجيل الأربعة. الاسم مشتق من الآرامية gulgūltá بمعنى الجمجمة، على الأغلب لتشابه المكان مع شكل الجمجمة أو لخلوها من الشجر. وعند هذا الموقع بنى الإمبراطور الروماني قسطنطين كنيسة القيامة، حيث اكتشفت والدته هيلانة عام 325 الموقع الذي يعتقد أن المسيح دفن فيه. وفي هذا المكان كان الرومانيون يربطون المحكوم عليهم بالإعدام على الصلبان. وبما أن هذا التحديد جرى بعد أكثر من ثلاثة قرون لذا حدث خلاف على مكان الصلب. وبحسب الروايات الشعبية فإن المكان نفسه هو المكان الذي دفنت فيه جمجمة آدم، وأن المسيح عند قيامه بعد ثلاثة أيام من الصلب عفا عن خطيئة آدم الأولى حاملاً بذلك السلام إلى البشرية.

رسائل تل العمارنة

 

رسالة من ملك آشور إلى فرعون مصر

هي رسائل وجدت في تل العمارنة، عاصمة أخناتون، تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ولفترة أخناتون في أغلبها. عددها 382 رسالة معظمها موجود في متحف برلين. كتب على ألواح من الطين باللغة الأكادية المسمارية التي كانت لغة الدبلوماسية في ذلك الوقت. وهي رسائل متبادلة بين الفرعون وأقرانه من ملوك وأباطرة حضارات ما بين النهرين وجوارهما. ومن محتواها يمكن الاستعلام عن القضايا السياسية في تلك الفترة. معظمها كان مع الملوك التابعين لفراعنة مصر، ومع ملوك الحثيين وبابل وآشور، ومع بعض القائمين على مصالح مصر الفرعونية في تلك الفترة. حمل هذه الرسائل أشخاص بمرتبة سفراء دبلوماسيين مع صلاحية التفاوض في بعض الأحيان. كان بعضها موجهاً لفرعون مصر طلباً للذهب والعاج المتوفرين حينها في مصر، أو طلب النحاس من ملك قبرص أو الزمرد الأفغاني من ملوك بابل وآشور. بعضها كان عروضاً أو طلباً أو رفضاً للزواج بين الملوك وبناتهم وأخواتهم. لهجة الرسائل تدل على التساوي بين الملوك الذين كانوا يخاطبون بعضهم بكلمة "أخي".

العين بالعين

 

تبدأ السّن بالسّن،... والجروح قِصاص، للإشارة إلى أن المعتدي يجب أن يلقى بما اعتدى. وهذه قاعدة في العدالة الانتقامية تعود جذورها إلى شريعة حمورابي في أنها تسمح للفرد وفقها أن يحق العدالة بنفسه. وهذه الشريعة تذهب إلى أبعد من ذلك طائلة كل الأفعال بمثل البنّاء الذي يسقط بناؤه على رأس صاحبه فيموت فيجعل لورثته حق قتل البنّاء. تناقلت الديانات ومجتمعات مختلفة هذه القاعدة مع تكيفيها ومتطلباتها وتطورها، مع حثها على المسامحة أو حلول بلا دم. أيدها فلاسفة الإغريق ومن بينهم أفلاطون. ربما كان لها أن تحقق توقف متتالية العنف في إروائها لغريزة الانتقام بجعل الجاني يُعاقب بمثل ما فعل، ولكن لها من حيث المضمون ستجعل الانتقام المتبادل في أجيال عديدة. قوانين الدول اليوم لا تسمح بها، وإحقاق العدالة هي مهمة الدولة التي تعاقب الجاني بعقوبات مالية أو السجن أو الإعدام، ولا تسمح للأفراد بتحقيق "عدالاتهم" بأنفسهم. والدول التي تمارس الإعدام تمارس شريعة حمورابي في الآن نفسه.

جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2023

 

فازت بها الباحثة الأمريكية كلوديا غولدين (1946ـ) Goldin، وذلك لجهودها في مجال عدم المساواة بين الجنسين في عالم العمل، و"بجعلنا نتقدم في فهمنا لوضع المرأة في سوق العمل". وبحسب أحد أعضاء لجنة تحكيم جائزة نوبل، فهي " بحثت في الأرشيفات وجمعت أكثر من 200 عام من البيانات عن الولايات المتحدة، مما سمح لها بإظهار كيف ولماذا تطورت الاختلافات في معدلات الدخل والتوظيف بين الرجال والنساء مع مرور الوقت". وهي أستاذة الاقتصاد في جامعة هارفارد عام 1989، وألفت العديد من الكتب لإجراء أبحاثها، استنادا إلى تحليل البيانات المتعلقة بتوظيف المرأة. أحدث مقال لها بعنوان "المهنة والأسرة - رحلة المرأة على مدار قرن نحو العدالة"، نُشر في عام 2021، وهو بحسب المختصين عبارة عن "توليفة رائعة لجميع أعمالها، جعلته في متناول الجميع، يتابع التغيرات في مشاركة المرأة في سوق العمل منذ بداية القرن العشرين وحتى اليوم في الولايات المتحدة، والتعقيد المتغير للعلاقة بين الحياة المهنية والأسرة". وهي المرأة الثالثة التي تفوز بهذه الجائزة.

جائزة نوبل للسلام لعام 2023

 

منحت في أوسلو للناشطة الإيرانية نرجس محمدي، المعتقلة منذ عام في طهران. وقالت رئيسة لجنة جائزة نوبل النرويجية، إن الناشطة والصحفية البالغة من العمر 51 عاماً، تُكافأ "على كفاحها ضد اضطهاد المرأة في إيران وكفاحها من أجل تعزيز حقوق الإنسان والحرية للجميع". وهي سجينة منذ حُكم عليها عام 2016 بالسجن لمدة ستة عشر عاماً بسبب نشاطها في مجال حقوق الإنسان، أطلق سراحها عام 2020 لعدة أشهر ثم أعيد سجنها وتم تمديد الحكم في هذا العام 2023 ولا تزال سجينة. ولدت عام 1972 ودرست، الفيزياء في جامعة الإمام خميني الدولية. ولكنها امتهنت الصحافة فيما بعد وعملت في مجلات إصلاحية ونشرت كتبتً بعنوان "الإصلاحات، الاستراتيجية والتكتيك". أمضت في السجن عاماً بين عامي 1998 و 1999 لانتقادها سياسة الحكومة الإيرانية. وفي عام 2003 التحقت بمركز المدافعين عن حقوق الإنسان، الذي تقوده المحامية الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي، وأصبحت نائبتها. استدعيت للمثول أمام المحكمة الثورية الإسلامية عام 2010، ولم يتوقف ذلك بعدها.

جائزة نوبل في الآداب لعام 2023

 

فاز بها النرويجي يون فوسه (1959ـ) Fosse الذي أصبح رابع كاتب نرويجي يفوز بهذه الجائزة. حيت لجنة التحكيم المؤلف "لتجديده المسرحي ونثره الذي يُعطي صوتاً لما لا يمكن قوله". كتب نصه الأول "أحمر، أسود"، وله من العمر 23 عاماً. وخلال العشر سنوات التالية نشر نحو خمسة عشر كتاباً نثرياً منها "غيتار مغلق" (1985)، و"مرفأ القوارب" (1989) و"رصاص وماء" (1992)... إلى أن جرّب الكتابة في النوع الذي جعله مشهورا عالميا وهو: المسرح. نشر مسرحيته الأولى في عام 1994، "لن ننفصل أبداً" واستمر بعدها بدون توقف. هو غزير الإنتاج، يكتب مسرحية أو مسرحيتين في السنة، منها: "الليل يغني" (1997)، و"اختلافات في الموت" (2001)، "الكلاب الميتة" (2004)، "الأيام ترحل" (2005)، "ألاحق الريح" (2007). تُرجمت مسرحياته إلى أكثر من ثلاثين لغة، عُرضت في جميع أنحاء أوروبا. استخدامه للغة هو ما يجعله مبدعاً للغاية. بقاعدة لفظية بسيطة للغاية، وكتابة مبسطة، مصقولة إلى أقصى الحدود، تخدم حبكة اختزلت أيضاً إلى أبسط تعبير. شخصياته عادية تماماً ليس لها أسماء.

جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2023

 

فاز بها كل من: التونسي الفرنسي الأمريكي مونجي الباوندي (1961ـ) Bawendi العامل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الولايات المتحدة، وهو من أشهر الكيميائيين المعاصرين. والأمريكي لويس بروس (1943ـ) Brus العامل في جامعة كولومبيا، الولايات المتحدة. والروسي أليكسي إكيموف (1945ـ) Ekimov (شركة Nanocrystals Technology Inc) لأبحاثهم في تطوير النقاط الكمومية، التي تم اكتشافها في أوائل الثمانينات. وهي تُشكّل من أنصاف النواقل بأبعاد نانويّة (النانو يساوي واحد من مليون من الميليمتر)، لها خواص ضوئية وإلكترونية تختلف عن تلك المُشكلة من جزيئات أكبر، وتعطيها خواص مشابهة لخواص الذرة لدرجة أنها تسمى "ذرة صُنعية". انتشرت استخدامها في العديد من القطاعات الصناعية. فهي تسمح في شاشات التلفزيون مثلاً بالانتقال من الضوء الأزرق إلى كامل الطيف وتحسين الثراء اللوني عموماً. وتسمح في علم الأحياء، تسمح عند ربطها بالبروتينات، في التعرف عليها بكميات صغيرة وبشكل محدد للغاية، وقدمت فرصة عظيمة لفهم الظواهر داخل الأغشية في الخلايا العصبية. كما أنها تستخدم في الكاميرات الحرارية ككاشفات للأشعة تحت الحمراء على وجه الخصوص، بتكلفة أقل من تقنيات الإلكترونيات الدقيقة.

جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2023

 

منحت للفرنسي بيير أغوستيني (1941ـ) Agostini، الأستاذ بجامعة ولاية أوهايو في الولايات المتحدة وأستاذة الفيزياء الذرية الفرنسية السويدية آن لولييه (1958ـ) L'Huillier، وعالم الفيزياء النمساوي المجري فيرينك كراوس (1962ـ) ومدير معهد ماكس بلانك في ألمانيا Krausz، وذلك مكافأة على تشكيل "نبضات قصيرة للغاية من الضوء يمكن استخدامها لقياس العمليات السريعة التي تتحرك فيها الإلكترونات أو تغير الطاقة"، وتابعت لجنة منح جائزة نوبل في الفيزياء بأن التقدم الذي أحرزه الفيزيائيون الثلاثة "جعل من الممكن استكشاف العمليات التي كانت سريعة جداً لدرجة أنه كان من المستحيل متابعتها في السابق". فقد نجح الفيزيائيون الثلاثة في إنشاء نبضات ضوئية بمرتبة الأتو ثانية - أصغر وحدة زمنية قابلة للقياس (جزء من المليار من المليار من الثانية). تشير الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم إلى أن "الأتو هي فترة قصيرة جدًا بحيث يوجد عدد منها في ثانية واحدة يعادل عدد الثواني التي مرت منذ ولادة الكون". فازت آن لويلير بجائزة وولف في عام 2022، بالاشتراك مع فيرينك كراوس والكندي بول كوركوم.

جائزة نوبل في الطب لعام 2023

 

فاز بها الأمريكيان كاتالين كاريكو Kariko (1955ـ) و درو وايسمان Weissman (1959ـ) وذلك "لاكتشافاتهما المتعلقة بتعديلات الـ آر إن إي المرسال mRNA التي مكنت من تطوير لقاحات ضد كوفيد-19" وهذا ما أتاح إنقاذ الملايين. واكتشافهما هذا كان نتيجة عملهما معاً في مخابر جامعة بنسلفانيا الأمريكية على مر سنوات عديدة. السيدة كاريكو هنغارية المولد والأصل. درست في جامعات هنغاريا. غادرت بلادها هاربة إلى الولايات المتحدة عام 1985، وأصبحت أستاذة في جامعة بنسلفانيا عام 1990، واختارت العمل في مجال اللقاحات على أساس استخدام الـ إر إن إي المرسال، وهو أمر خالفها فيه باحثو الجامعة مما جعلها معزولة في عملها لفترة قبل أن تكلل أعمالها بالنجاح. أما وايسمان فهو طبيب أمريكي يعمل أستاذاً في كلية الطب التابعة لجامعة بنسلفانيا حيث عمل مع السيدة كاريكو في مسالة تعديل الـ إر إن إي لجعله قابلاً للاستخدام في العلاج الطبي لمعالجة الأنفلونزا والإيدز قبل أن يتحولا إلى استخدامه في إنتاج لقاح جرباه على الفئران ونشرا مقالاً عن ذلك عام 2005.

جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1962

 

فاز بها ليف لانداو Landau. ولد عام 1908 في باكو أيام الإمبراطورية الروسية، وتوفي في عام 1968 في موسكو أيام الاتحاد السوفيتي. عمل في مجال الفيزياء النظرية. حصل على جائزة نوبل "لنظرياته الرائدة الخاصة بالحالة المكثفة للمادة، وخاصة الهيليوم السائل" لكن مساهماته في الفيزياء شملت العديد من الفروع حيث نقل الصياغات النظرية لظواهر ميكانيكا السوائل إلى نظرية الحقل الكمومي. وطوّر الصياغة النظرية لانتقالات الطور من الدرجة الثانية (الانتقال من حالة للمادة إلى حالة ثانية مثل الانتقال من الحالة الغازية إلى الحالة السائلة)، والناقلية الفائقة (نظرية غينزبورغ-لانداو)، وسوائل فيرمي (حالات المادة عند درجات الحرارة المنخفضة)، وما إلى ذلك. ويُنسب إليه أيضًا توقع وجود النجوم النترونية (أو على الأقل نجوم كثيفة من الجسيمات دون الذرية بدون شحنة كهربائية) حتى قبل اكتشاف النترونات في عام 1932. عمل مع كبار الفيزياء النظرية الأوائل مثل بوهر وبلانك وهايزنبرغ وباولي. عاد إلى الاتحاد السوفيتي الذي اتهمه في أواخر الثلاثينيات بتعاونه مع النازية الألمانية وهو يهودي الأصل!

لسان العرب

 

كتاب معجم لألفاظ اللغة العربية أعده ابن منظور منهياً ذلك عام 1290. وهو كتاب استند فيه مؤلفه على مجموعة من الكتب، ويقول عنه: "ليس في هذا الكتاب فضيلة أمتُّ بها، ولا وسيلة أتمسك بسببها سوى أني جمعت فيه ما تفرّق في تلك الكتب من العلوم...وما تصرفت فيه بكلام غير ما فيها من النص، فليتقيد من ينقل عن كتابي هذا أنه ينقل عن هذه الأصول الخمسة". وهذ الكتب هي: "تهذيب اللغة" لأبي منصور الأزهري و"المحكم" لابن سيده، والصحاح للجوهري، و"حواشي ابن بري"، و"النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الجزري. ويذكر ابن منظور مصدره بالنسبة لهذه الخمسة دون ذكر مصادرها هي مما يجعل أمر تتبعها صعباً، ويضيف إليها أبيات من الشعر العربي لشاعر معروف أو آيات قرآنية للتوضيح. رمى ابن منظور للاستقصاء والترتيب على أساس الحرف الأخير من الجذر الثلاثي للكلمات لمساعدة الشعراء في البحث عن القوافي. وهو من أوسع معاجم العربية للألفاظ. يتألف من عشرين جزءاً.

ابن منظور

 

ينتمي إلى الخزرج الأنصار. ولد عام 1230 في تونس وتوفي عام 1312 في القاهرة. عمل قاضياً في طرابلس في ليبيا، وعمل في مصر موظفاً في ديوان الإنشاء ومسؤولاً عن المكاتبات والأرشفة والنسخ أيام السلطان المملوكي قلاوون. وكان عالماً لغوياً وضع الكثير من المؤلفات أشهرها "لسان العرب" الذي انتهى منه عام 1290.

القيداريون

 

المملكة القيدارية في القرن الخامس ق.م

وهم أول تجمع لقبائل بدوية عربية في اتحاد فيدرالي قديم يعود إلى القرن التاسع ق.م. تمركزوا في منطقة وادي سرحان شمالي الجزيرة العربية وجنوبي الصحراء السورية. عاصمتهم دومة الجندل. توسعت أراضيهم بين القرنين التاسع والسابع ق.م لتغطية مساحة كبيرة امتدت إلى شرق الأردن غرباً وإلى الحدود الغربية لبابل شرقاً، قبل أن تتحرك غرباً خلال القرنين السادس والخامس ق.م لتتعزز في مملكة تمتد من الحدود الشرقية لدلتا النيل وتغطي جزءاً كبيراً من جنوب فلسطين وشبه جزيرة سيناء والنقب. كان لهم دور مهم في تاريخ بلاد الشام وشمال الجزيرة العربية، حيث تمتعوا بعلاقات وثيقة مع الدولتين الكنعانية والآرامية المجاورتين، شاركوا في تجارة التوابل والعطريات المستوردة إلى الهلال الخصيب وعالم البحر الأبيض المتوسط من الجنوب العربي. انخرطوا في علاقات ودية وعدائية مع قوى بلاد ما بين النهرين مثل الإمبراطوريتين الآشورية الجديدة والبابلية الجديدة، واندمجوا في هيكل الإمبراطورية الأخمينية الفارسية. ارتبطوا ارتباطاً وثيقًا بالأنباط وانحلوا فيهم مع نهاية القرن الرابع ق.م.

الغرفة الصينية

هي تسمية للكناية عن عملية ذهنية أراد منها منشؤها الفيلسوف الأمريكي جون سيرل (1932-) أن يبرهن أنه لا يمكن للحاسوب أن يكون له "عقل" أو "فهم" أو "وعي" مهما كان مدى "ذكاء" البرنامج الذي يديره. لذا تصور سيرل في مقالة "العقول والأدمغة والبرامج" نُشرت عام 1980، أن حاسوباً (أو سيرل نفسه) وضع فيه برنامج عظيم على دراية بكل تفاصيل اللغة الصينية، وله من ثم أن يتخاطب كتابياً مع الخارج الصيني دون أخطاء. وإذا وُضع هذا الحاسوب (أو سيرل) في غرفة مغلقة تصلها رسائل صينية من الخارج، وسيقوم الحاسوب (أو سيرل) بالرد عليها، بالرغم من أنهما لا يعرفان الصينية على الإطلاق، ولن يتمكن أحد من الصينيين من معرفة أن المجيب (شخصاً أو حاسوباً) لا يعرف الصينية إطلاقاً. ولكن هذا لا يعني أن الحاسوب (أو سيرل) يفهم اللغة الصينية، والحاسوب لا يعي أصلاً أنه يفهمها. وفي هذا رد على اختبار تيورنغ للذكاء، وهذا أيضاً نقد لتسمية ما يُشار إليه اليوم بالذكاء الصنعي.

دومة الجندل

 

أو الجوف. هي مدينة أثريّة تقع في شمال غرب السعودية. يعني اسمها حرفياً "دومة الحجر"، ودومة هو الاسم الأكادي. اسم الجوف يعود إلى المنخفض نسبة إلى واديها. وُصفت بأنها "معقل العرب" كما جاء على لوح طيني آشوري يعود تاريخه إلى القرن السابع ق.م. ورد ذكرها في نقوش أكادية للإمبراطورية الآشورية تعود إلى عام 845 ق.م. أصبحت عاصمة لمملكة قيدار التي حكمها خمس ملكات عربيات قويات منهن زبيبة وشمسي وتبوعة وتلهونة. كانت موقعاً لمعبد مهم لعشتار. كانت التضحية بالحيوانات شائعة، وكان يُضحى بصبي سنوياً ودفنه تحت مذبح. ضُمت إلى روما عام 106 م، بعد سقوط الأنباط. استولت عليها زنوبيا عام 269م. وفي القرن الخامس أصبحت عاصمة مملكة كندة. تنازعها البيزنطيون والساسانيون عبر أتباعهما من العرب. كانت سوقاً تجارية اشتهرت ببيع العبيد والسبايا. اكتُشف في عام 2020 نصب تذكاري مثلثي طوله 35 متراً يعود تاريخه إلى الألفية السادسة ق.م، ويُفترض أنه كان لممارسات الطقوس المستخدمة في عصور ما قبل التاريخ.

الملابس الداخلية

 

موزاييك روماني في صقلية من القرن الثالث الميلادي

هي ملابس تُرتدى تحت الملابس الخارجية، وتكون على اتصال مباشر بالجلد. تعمل على حماية الملابس الخارجية من الاتساخ أو التلف بسبب إفرازات الجسم، وتقليل احتكاك الملابس الخارجية بالجلد، وتشكيل الجسم، وإخفاء أو دعم أجزاء منه، وكذلك للمزيد من الدفء. تُصنع من مادة أو نسيج مناسب، يمكن أن يكون بعضها بمثابة ملابس نوم، وبعضها مصمم للإغراء والجاذبية البصرية. تنقسم إلى جزئين لتغطية الجذع ولتغطية الخصر والساقين، ويضاف إليها حمالات الصدر للإناث. أقدمها ربما هو المئزر الذي يُلف على الخصر ويغطي العورة. أما النساء فكن يغطين الصدر بحمالات للثديين على شكل قطعة قماش تُلف حول الصدر. الشكل الأبسط للمئزر هو شريط طويل من جلد أو نسيج، يُمرّر بين الساقين ثم حول الخصر. وقد عثر على بقايا مآزر مصنوعة من الجلد تعود إلى نحو 7000 سنة خلت وعثر في قبر توت عنخ آمون على العديد من مآزر الكتان من هذا الطراز. ارتديت في اليونان وروما، ولكن كانت للعبيد على الأغلب. ولا تزال مستخدمة حتى اليوم.

الشك

 

هو حالة يظل فيها العقل معلقًاً بين افتراضين متناقضين أو أكثر. وهو، على المستوى العاطفي، التردد بين الاعتقاد وعدمه. وقد ينطوي على عدم اليقين أو عدم الثقة أو عدم الاقتناع ببعض الحقائق أو الإجراءات أو الدوافع أو القرارات. يمكن أن يؤدي إلى تأخير أو رفض إجراء ذي صلة بسبب القلق من الخطأ أو الفرصة الضائعة. وهو، في علم النفس، التعزيز السلبي الجزئي أو المُتقطّع الذي يمكن أن يخلق مناخا فعلياً من الخوف والحيرة. استخدمه ديكارت كنهج أساسي في أبحاثه الفلسفية. يكرس المنطق الفلسفي الكثير من الجهد للتمييز بين المشكوك فيه والمحتمل والمؤكد. أما اللامنطق فهو قائم على افتراضات أو بيانات أو استنتاجات مشكوك فيها، حيث للسجال والرغبوية البريئة والخداع أدوارها في التضليل. يقوم المنهج العلمي بانتظام بقياس الشك، ويستخدمه لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى مزيد من البحث. وبحسب بوانكاريه، فإن الشك في كل شيء أو الاعتقاد في كل شيء هما أمران متماثلان، إذ يستغني كلاهما عن ضرورة التأمل.

السببية

 

أو السبب والأثر/ النتيجة. هي التأثير الذي من خلاله يدفع حدث أو عملية أو حالة أو كائن أو غرض (سبب) إلى إنتاج حدث أو عملية أو حالة أو كائن أو غرض آخر (أثر أو نتيجة) حيث يكون السبب/الأسباب مسؤول جزئيا عن النتيجة. هناك عموماً أسباب عديدة وراء نتيجة ما، وكلها تكون قبل ظهور النتيجة. يمكن أن تكون النتيجة/الأثر بدورها عاملاً سببياً للعديد من النتائج الأخرى التي ستحدث في المستقبل. السببية فكرة مجردة تشير إلى كيفية تطور العالم، وملاءمة أكثر لتفسير مفاهيم أخرى للتطور أكثر من كونها شيئاً يمكن تفسيره بواسطة أمور أخرى أكثر أساسية. يقول أرسطو "بأننا نظن معرفة كل شيء علمياً بالمعنى المطلق عندما نظن معرفة سببه أن الشيء هو ما هو، ومعرفة أن هذا هو فعلاً سبب الشيء وأن هذا الشيء لا يمكن أن يكون أمراً آخراً سواه". ولكن الميكانيك الكمومي لا يقرّ بهذا المبدأ أو المفهوم. ذلك أن إطلاق إلكترونين مثلاً، الواحد بعد الآخر بالآلية نفسها وبالأجهزة نفسها وبفارق زمني صغير للغاية، لن يجعلهما يقعا بالضرورة في المكان نفسه من الدريئة نفسها، وهو غير ما نراه في العالم الجهري.

الوظائف الحيوية

 

هي أولاً: الوظائف اللازمة للبقاء على قيد الحياة، أو الوظائف اللازمة لاستمرار الحياة. وهذه الأخيرة هي ثلاثة: التكاثر والتغذي والملجأ. ثانياً: وظائف الجسم التي تَضْمن الحياة ويؤدي فشلها إلى الوفاة خلال بضع دقائق. تشمل هذه الوظائف: ا) الدورة الدموية: نقل الرئتين للأكسجين المستخرج من الهواء. ب) الوعي: جميع ردود الفعل اللازمة للحفاظ على الحياة (السعال، والبلع، والتحاشي، وما إلى ذلك)؛ ينشأ الوعي من النشاط الجيد للجهاز العصبي، وخاصة الدماغ (مقر الحياة) والحبل الشوكي. ج) التهوية الرئوية: جلب الهواء من خلال حركة الرئتين. يكون تقيم هذه الوظائف من قبل الطبيب. يكون تقييم الوعي عن طريق فتحة العينين والقدرة على الكلام ورد الفعل على الألم. أما التنفس فيكون بسماع ضجيج التهوية عن طريق الصدر أو الظهر، كما يمكن استخدام أجهزة قياس لكمية الأكسجين المُتَنفّسة. أما الدورة الدموية فيكون تقيمها بسماع نبضات القلب وإيقاعها.

الديماغوجية

 

من الكلمة اليونانية القديمة ديموس، "الشعب"، وأغو بمعنى "القيادة". هي مفهوم سياسي وخطابي يحدد سلطة أخلاقية يمارسها شخص أو أكثر على أصحاب السلطة الحقيقيين أو المفترضين، في أغلب الأحيان باستخدام عبارات تملق قادرة على إثارة المشاعر. يمكن تمديده ليشير أيضاً إلى الدول التي يستخدم فيها قادتها السياسيون هذا النوع من العمليات. يتجاوز الخطاب الديماغوجي عالم العقلانية ليتناول دوافع وإحباطات الناس ومخاوفهم. إضافة إلى ذلك، فهو يلجأ إلى الإشباع الفوري (شكلياً) لتوقعات الجمهور المستهدف، أو رغباته الأكثر وضوحاً، دون السعي إلى المصلحة العامة ولكن بهدف جذب التعاطف وكسب التأييد شخصياً. تكون الحجة الديماغوجية بسيطة ومبسطة، لتسهيل فهمها وتناولها من قبل الجمهور. وكثيراً ما تعتمد على كسل المتلقي الفكري من خلال اقتراح تحليلات وحلول تبدو واضحة دون جرعة من الخيال. وهي غير "الشعبوية"، التي تشير أيضاً إلى موقف متعجرف واتهام الآخرين بلا وجل، وانتقاد النخب دون اقتراح البدائل. في حين أن الديماغوجية تشير إلى إخبار الناس بما يريدون سماعه.

الوسيط والساحر والشامان

 

شامان من الغابة الأمازونية

هناك من يضعهم في فئات أربع. تشير الأولى إلى "أي شخص يتصل بعالم روحي وهو في حالة وعي متغيرة". الثانية تشير فقط إلى أولئك الذين يتصلون بعالم الروح أثناء وجودهم في حالة وعي متغيرة بناءً على طلب الآخرين. تميّز الثالثة بين الشامان وغيرهم من المتخصصين في السحر الديني الذين يُعتقد أنهم على اتصال بالأرواح، مثل "الوسطاء" أو "الأطباء السحرة" أو "المعالجين الروحانيين" أو "الأنبياء". الرابع يستخدم "الشامانية" للإشارة إلى الديانات الأصلية في سيبيريا والأجزاء المجاورة من آسيا، وهي أقرب إلى كلمة "كاهن". وفي كل الأحوال فهو شخص "تعتبره جماعته وسيطاً أو شفيعاً بين البشر والأرواح". وهو في الوقت نفسه "حكيم ومعالج ومستشار وبصّار، يرى ما لا يراه غيره". وهو إلى حد ما مستودع للثقافة والمعتقدات والممارسات السحرية/الشامانية. ويوجد خصوصاً في المجتمعات التقليدية حيث يمارس طقوسه بسرية معينة. مصطلح الشامان خاص بشعوب معينة في سيبيريا، وقد تم تعميمه من أجل البساطة، وغالبًا ما يستخدم سكان أمريكا الشمالية مصطلح الطبيب أو الطبيبة.

الختان

 

الختان في آسيا الوسطى منتصف القرن التاسع عشر

هو إجراء يتم فيه إزالة القلفة من القضيب البشري. يكون ذلك عملياً بتمطيط القلفة بالملقط، ثم يوضع جهاز الختان عليها لاستئصالها. يُستخدم التخدير الموضعي لتقليل الألم والإجهاد الفسيولوجي. هو اختياري عموماً، وغالباً ما يكون إجراؤه كنوع من الرعاية الصحية الوقائية، أو كالتزام ديني، أو كممارسة ثقافية. وهو أيضاً خيار في حالة بعض الأمراض التي يصعب معالجتها بطرق أخرى، وخاصة في حالة التهابات المسالك البولية المزمنة. يُمنع استخدام هذا الإجراء في حالات بعض التشوهات في البنية التناسلية أو ضعف الصحة العامة، لذا ضرورة إجرائها في المشفى. يرتبط بانخفاض معدلات الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً والتهابات المسالك البولية. يعد النزيف والعدوى وإزالة الكثير أو القليل جدًا من القلفة من أكثر المضاعفات الحادة شيوعاً. يعد الختان من أكثر الإجراءات الطبية شيوعًا وأقدمها في العالم. ولا يُعرف أصله على وجه اليقين؛ أقدم الوثائق أتت من مصر القديمة. تطالب به بعض الديانات لأسباب عقائدية أو ثقافية، مثل اليهودية والإسلام وبعض الطوائف المسيحية، وترفضه أخرى كالمندائية.

العقيدة / الدوغمائية

تابوت دوغمائي من القرن الرابع يعلن مبدأ الثالوث بصرياً

أو الجزميّة. من الكلمة اليونانية δόγμα / dogma، بمعنى "الرأي أو القرار أو المرسوم". هي تأكيد أساسي وغير قابل للجدل وغير قابل للرفض أو المساءلة، أصدرته سلطة سياسية أو فلسفية أو دينية. فهو يشير في اللاهوت المسيحي مثلاً، إلى عقيدة تعتبر صحيحة باسم الوحي الإلهي، أو باسم سلطة المجتمع أو السلطة الكنسية. التطوير المنهجي لهذه العقائد وتفسيرها تؤلف فرعاً من اللاهوت يسمى العقائد. ومن طرف آخر، فإن المصطلح المستخدم كصفة (دوغمائية) له دلالة تحقيرية: فهو يعني أن التأكيدات المفروضة لا تقوم على أسس كافية، في أي مجال يستعمل فيه المصطلح. كان هذا المصطلح وراء فلسفة المعرفة التي ترى أن الإنسان لديه إمكانية الوصول إلى الحقيقة المطلقة عن طريق العقل، حتى في البحث الميتافيزيقي. ومع فروق دقيقة مهمة، فقد كانت الأساس لمذاهب أفلاطون، وأرسطو، وباسكال، ومبادئ الرواقيين والأفلاطونيين الجدد. على العكس من ذلك، فإن بعض المدارس الفلسفية ترفض الدوغمائية مثل مدرسة العقلانية ومدرسة الشكيّة/اللاأدرية، وكذلك ديانة اليانية الهندية. وهو غير الديماغوجية.